تغيّرات مناخية حادّة… والرحيلي يكشف معطيات مقلقة حول مخزون السدود
قدّم الخبير في التنمية والموارد المائية حسين الرحيلي، خلال تدخله في فقرة Arrière Plan من برنامج صباح الورد على إذاعة الجوهرة، قراءة علمية للتقلّبات المناخية الأخيرة التي شهدتها البلاد، مؤكدا أن تونس عاشت خلال الساعات القليلة الماضية واحدا من أسرع التحوّلات المناخية منذ أكثر من ثلاثين سنة.
انهيار حراري خلال 48 ساعة
انهيار حراري خلال 48 ساعة
أوضح الرحيلي أنّ درجات الحرارة انتقلت في ظرف وجيز من مستويات شبه صيفية بلغت 37 درجة يوم 26 أكتوبر، إلى درجات قاربت الصفر وبلغت 3 درجات في بعض المناطق على غرار عين دراهم، مع تساقطات هامة في أقصى الشمال.
واعتبر أن هذا التحوّل السريع يعكس بوضوح تأثيرات التغيرات المناخية، قائلا إن تونس لم تشهد "هذا النسق الفجئي" منذ عقود، مشيرا إلى أن شهر أكتوبر كان "الأكثر حرارة منذ أكثر من خمسين سنة" وفق مؤشرات دولية.
ثلوج محتملة... وتساقطات متواصلة
توقّع الخبير تواصل تراجع درجات الحرارة خلال الأيام القادمة، مع إمكانية تسجيل تساقطات هامة وربما ثلوج في المرتفعات، مؤكدا أن نسبة نزول الأمطار في الشمال والشمال الغربي قد تتجاوز 60% خلال الفترة القريبة.مخزون السدود: أرقام محجوبة وتقديرات علمية
وجدد الرحيلي انتقاده لغياب المعطيات الرسمية حول وضعية السدود منذ 10 أكتوبر
، قائلا إن وزارة الفلاحة "تواصل حجب الأرقام دون توضيح الأسباب"، رغم أهمية هذه المعلومات للرأي العام والخبراء.وبناءً على حسابات تقديرية، أكد أن نسبة امتلاء السدود تُقدَّر حاليا بين 24.5% و25%، أي أفضل من نفس الفترة من العام الماضي التي لم تتجاوز 19.6%، بفارق يقارب 132 مليون متر مكعب.
وأضاف أن الأمطار الأخيرة، رغم محدوديتها، قد توفر بين 15 و20 مليون متر مكعب من الموارد الإضافية، معتبرا أن الوضع "غير مريح"، لكنه يبقى "أقل سوءا من السنة الماضية".
تحذير من موسم استهلاك مرتفع
شدّد الرحيلي على أن المرحلة القادمة حساسة، خاصة مع ارتفاع استهلاك المياه بين أفريل وسبتمبر، داعيا إلى الاستعداد الجدي لمواجهة أي نقص محتمل، وأخذ التحولات المناخية "كعامل ثابت في التخطيط المائي".الرحيلي ختم قائلا: "الوضع المائي مازال هشّا… ونحتاج شفافية ومعطيات دقيقة لاتخاذ قرارات مسؤولة."












Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 319054