نعيب بلـــــدنا...والعيب فينا

<img src=http://www.babnet.net/images/5/desperate.jpg width=100 align=left border=0>


طرد لمدة أسبوعين ثار وازبد وارعد ولم يعجبه القرار وفي لحظة فاصلة أشعل النار في جسده والتحق فيما بعد بصفوف "الشهداء" الذين بدأ عددهم بالتزايد حتى أن الكثيرين صاروا يهددون بسكب المزيد من البنزين على أجسادهم أو القفز من اعلى عمود كهربائي ليصبحوا فيما بعد حديث العام والخاص ولكن بعد أن يفوت الأوان وتوارى أجسادهم التراب

في ظرف أسابيع قليلة صرنا نصدر للدول الأخرى ثقافة لم نجدها في السابق عند بلدان عانت الأمرين من الجور والظلم أو الاستعمار لتصبح بلدنا السباقة في تعريف العالم بها وهي الانتحار حرقا احتجاجا على وضع معين يكون في الغالب حالة بطالة أوانعداما تاما لأي أمل أو عدم قدرة على اعالة عائلة(طبعا يتم التفطن الى هذا الامر بعد تفريخ عدد كبير من الاطفال دون التفكير في كيفية تدبر مصدر رزقهم) وأخيرا حالة طرد من معهد كانت كفيلة في نظر صاحبها بتقديم جسده لقمة طرية للنيران





قد تتعدد فيما بعد أسباب الانتحار حرقا فقد يضطر لهذا الفعل من يتعرض لأزمة عاطفية أو من تأتيه فاتورة باهظة الثمن أو حتى من يتعرض لجرح بسيط في اصبعه ولكن لاخوف فسوف يتكفل البقية بتصدير صورتهم على أنهم "شهداء" وضحايا للظلم وانعدام الفرص وسيخلق التعاطف معهم وذكر اخبارهم في وسائل الاعلام رغبة مستميتة لدى الاخرين لتكرار التجربة

خرج الكثيرون، منهم من حرق جسده اما البعض الاخر فتلذذ بحرق ما تيسر من البنايات الرسمية رغم ان مشكلتهم الاساسية ليست مع اعمدتها او حجارتها بل مع المسؤولين الموجودين بين جدرانها. طبعا الفوضى تخلف لدى بعض الاطراف حالة من النشوى القصوى فنزيد في اضرام النار على طريقتها ويزيد تلذذها كلما زاد الاضطراب وعمت الفوضى فكباش الفداء موجودة والاجساد تحترق الواحد تلو الآخر
ليس الوضع في بلادنا ورديا ولكنه ليس مأساويا الى تلك الدرجة التي يرغبون في تصديرها لغاية في نفس يعقوب..كيف ينتشي البعض لرؤية أجزاء من بلدهم تحترق؟؟ أهؤلاء هم الوطنيون أما من يدافع على استقرار البلاد واعطاء فرصة تنفيذ الوعود بتحسين ظروف العيش وخلق بعض التوازن هم العملاء ولا وطنية تجري في عروقهم؟؟ألهذه الدرجة اصبحنا ساديين نستمتع باحراق الناس لاجسادهم ونعتبرها ضريبة لما يسمونه ثورة ونطلب بالمزيد منها فقط لاحراج السلطة ونضرب بتلك الارواح عرض الحائط؟؟

أأصبحنا كلنا رموزا للثورة والنضال؟؟ أليست شخصية التونسية مضربا للمثل في التواكل والانهزامية والفساد بأنواعه اضافة الى التذمر المتواصل من العمل والطلب المتواصل لمزيد من الراحة والكسل..ألا نحتاج ثورة في العقلية والوعي وطريقة التفكير سبقنا اليها الآخرون؟؟نعيب بلـــــدنا...والعيب فينا
العيب فيك سيدي الكريم فسكوتك عن الدفاع عن حقك منذ ولادتك اصل بليتك..حتى ابناؤك تربيهم على الصمت وتكبل السنتهم واطرافهم وترهبهم بشتى الطرق..العيب فينا وفي ألسنتنا وحتى في المرات القلائل التي نريد التعبير بها تخرج الامور عن السيطرة ونحرق ما يأتي أمامنا لنرى بطولاتنا على شاشات التلفزيون تحت وابل من الشعارات الرنانة تصف الفاعلين بالأشاوس والرجال والأبطال وتمجد أفعالهم؟؟العيب في من تدفعه انهزاميته وسذاجته لحرق نفسه ..العيب في من يدعي البطولة ويستميت في لعب دور الضحية وحين توضع في يده السلطة يصبح كغيره
......وأخيرا نجحنا في ابتكار موضة خاصة بنا، غيرنا يصدر الأدمغة والكفاءات والانجازات ونحن نصدر الجثث المحروقة..طبعا لن يحسدنا عليها الآخرون بل ستزيد سخريتهم منا فنحن نقاوم بالنار ان لم نحرق أجسادنا حرقنا ممتلكاتنا وممتلكات غيرنا..حرق محمد البوعزيزي نفسه في لحظة أحس معها بكرامته تهدر على وقع الاهانات والركلات فوجد في النار بلسما لجروحها ولكن البقية لا تبرير لديهم ومجرمون في حق أنفسهم
لنصلح من أنفسنا فأصل بلية كل مواطن هو مواطن مثله مهما علت درجته أو وظيفته لذلك استسمح الامام الشافعي لأختم بقولته الشهيرة مع تغيير طفيف فيها :
نعيب بلدنا والعيب فينا*وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا البلد بغير ذنب**ولو نطق البلد لنا هجانا

ملاحظة: أي تعليق ينتقد هذا المقال كفيل بأن أقرر احراق نفسي ..
ملاحظة 2 : "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" و العكس بالعكس
حمدي مسيهلي




Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 31838

   (United States)  |Mercredi 12 Janvier 2011 à 19:31           
La tunisie va changer!!! le geant dormant! c,est eleve! apres tout ce qui est passes dernierement je suis optimistic.il me parait que le gouvernement a realise qu,il faut changer la realitee du '' business as usual"et les representatives locaux doivent ecouter bien leurs constituents chez eux et reportent ses concernes a tunis!!! i still love my country...

Aloulou  (Kuwait)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 22:30           
La tunisie pleure ces enfants ,le pays se porte tres mal rabbi youster

Fender&gibson  (Germany)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 21:24           
Assez de morts de souffrance et de destruction!!!c est bon maintenant on aura 300 milles emplois
dans 2 ans c est pas une bonne nouvelle ca?
@babnet: billehi pour changer un peu de tous ces malheurs,mettez nous un article sur feriel graja,avec beaucoup de photos

Newmika  (Tunisia)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 20:24           
@ aze, citizen , jazzera et co

yehlékom!! vous semez la zizanie ds le pays , bie sur sa se comprend, l'un est en france, l'autre en anglettere, donc vous versez l'huile sur le feu et apres? ça change rien pour vous
vous restez bien la ou vous etes, bien au chaud en europe et ici nous on souffre, mais c le moindre de vos soucis, vous etes bien tranquilles labas et peu importe ce sui se passe pour nous ici!! g honte de vous
vous n'etes pas des tunisiens , i7chmou ,i7chmou , yehlékom denya w e5ra

Bravo admin  (Tunisia)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 18:40           
Merci admin d'avoir supprimer mon message malgré la noblesse de son contenu c'est notre chant nationale un rappel pour les gens qui croit que la violence seule issue pour résoudre leurs problèmes.

Riadh  (Tunisia)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 15:43           
حالة يأس تعم شباب اليوم
يأس من كل شئ
لماذا كل هذا اليأس؟
علينا ان نجيب قبل ان نحاكم هؤلاء...
ولكن ليس بالانتحار تحل مشاكلنا
نكون بذلك قد خسرنا كل شئ
الدنيا و الاخرة

ادعوا بالمغفرة للموتى
نسأل الله السلامة...

MKACH5A  (Tunisia)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 14:27           
Bravo hamdi, tu m'impressiones, je t'admire, franchement. et merci pour tous tes articles, espérant qu'ils éclaireront les esprits obscurantis et qu'ils décourageront les esprits obscurantistes.
@aze, stp occupe toi à te faire nettoyer au karcher par sarko. la tunisie on s'en occupe nous: citoyens tunisiens.

Marouan  (France)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 14:06           
Bladi merci pour ton ecrit et je peux te dire que tu n'es pas seul moi aussi je suis mal j'ai du mal a manger et a dormir mais comme toujours les reponses qui viennent du tunisie sont honteuses pour ne pas dire plus

BLADI  (France)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 13:41           
Je condamne toute forme de violence et j’estime qu’il existe des moyens pacifiques pour exprimer nos opinions de plus j’aurais espère qu’il n’aura aucune victimes et des deux cotés.
espérons que les choses vont s’arranger rapidement car nous aimons notre pays.
espérons que nos medias et nous hommes politiques vont apporter les solutions et rapidement.
j’aime beaucoup la tunisie.
je vous assure hier je n’ai pas pu dormir.
j’aime beaucoup ce pays et je ne lui souhaite que le bonheur.
je suis tunisien en france et si je peux aider mon pays je suis prêt.
j’ai confiance dans le gouvernement qui j’en suis sure apportera les solutions. et j’en suis sure qu’il tirera les conséquences de ces événements.
vive la tunisie

Citizen  (United Kingdom)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 13:03           
مقال لا يقل بؤسا عن مقال بنت بن محمود.

من المضحك المبكي أن يستشهد مسيهلي العلماني المتطرف في اخر مقاله بقول للإمام الشافعي رحمه الله ( و على الأغلب أن المسيهلي جاهل بصاحب القول و اكتفى بترديده مثل الببغاء )

على كل إن كنت تظن انك بنصك التافه ، و معك مديحة ، ستمران على جثث قتلى سيدي بوزيد و القصرين فأنت واهم . ولى زمن الوصوليين و المقتاتين على كل الموائد

Aze  (France)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 11:38           
كاتب هذا المقال لم يعرف حتى الإن (2011) أن هناك فرقاً شاسعاً بين البلد و النظام الحاكم فيه!!! كلنا نحب البلد حبا جما و لكن من حقنا بل من واجبنا نقد النظام والقول أن فيه عيوباً جما

Chakaleta  (Tunisia)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 11:26           
J'ai bien aimé,<< و نهجو ذا البلد بغير ذنبٍ

Aze  (France)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 11:21           
إلى كاتب هذا المقال : العيب كل العيب فيكم يا أشباه الصحافيين بل أنتم لا تستحقون حتى أن تكون أشباههم. أهنتم شرف هذه المهنة أنتم لستم سوى بوق دعاية! يلا العار!!!حتى شباب الراب الذي لم يدرس في معهد الصحافة أصبح أبلغ منكم وأشجع منكم ...!

Aljazzera  (France)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 10:28           
Toujours la même rhétorique desias tunisiens : c'est la faute du peuple
le peuple vous réponds : assez assez de mensonge ....

Roua  (Tunisia)  |Lundi 10 Janvier 2011 à 10:05           
اخي حمدي كل مافي الأمر معادلة: العنف والتهديد لا يخلف سوى العنف الظلم لا يخلف سوى العنف والكبت لا يخلف ايضا الا العنف ملاحظة سي المسهيلي اذكروا موتاكم بخير وما يلز على المر كان الي امر منو والله يرحم الموتى ويرزق الباقين


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female