في البرلمان: مرابط تحذر من محاولات التشكيك في مسار 25 جويلية
في إطار الجلسة العامة المخصّصة لمناقشة مهمة رئاسة الجمهورية ضمن مشروع ميزانية الدولة لسنة 2026، ألقت النائبة سيرين مرابط عن كتلة الأحرار مداخلة مطوّلة اتّسمت بنبرة قوية ودفاع صريح عن مسار 25 جويلية ورئيس الجمهورية قيس سعيد، مع توجيه انتقادات لاذعة لما وصفته بـ"المتربصين بالمسار الوطني" و"محترفي الصيد في المياه العكرة".
حرية التعبير لا تعني التشكيك في المسار الوطني
حرية التعبير لا تعني التشكيك في المسار الوطني
استهلت النائبة كلمتها بالتأكيد على أنّ قبة البرلمان هي فضاء للتعددية والتعبير الحر، منتقدة بعض الأصوات التي تحاول – وفق قولها – استغلال المواقف النقدية الصادرة عن النواب لتأليب الرأي العام ضد الدولة.
وقالت مرابط: "الديمقراطية لا تكون بالتوافقات الزائفة ولا بتقاسم الغنائم، بل بالاختلاف البنّاء لخدمة المصلحة العليا للوطن."
انتقاد “الديمقراطية المزيفة” قبل 25 جويلية
وأضافت النائبة أنّ من ينتقدون مسار 25 جويلية هم أنفسهم الذين استفادوا من المال السياسي و"تحكموا في مؤسسات الدولة لخدمة مصالحهم الخاصة"، معتبرة أن المرحلة السابقة اتسمت بالفساد والتعيينات على المقاس، في حين أن ما تحقق بعد 25 جويلية هو إعادة الهيبة للدولة وفتح المجال أمام أبناء الشعب الحقيقيين للوصول إلى مواقع القرار.وأكدت في هذا السياق: "كثير من النواب الحاليين ما كانوا ليصلوا إلى البرلمان لولا نظام الاقتراع على الأفراد الذي أقرّه الرئيس قيس سعيد."
“الرئيس فوق الترذيل وليس فوق النقد”
شدّدت مرابط على أن رئيس الجمهورية ليس فوق النقد، لكنها رفضت بشدة ما وصفته بـ"الترذيل والتقزيم"، مشيرة إلى أن إنجازات الرئيس لا تختزل في قرارات رمزية أو مشاريع صغيرة، بل في “استعادة هيبة الدولة وكرامة التونسيين” على حد قولها.وأضافت:
"الرئيس بكى على العلم التونسي في حادثة رادس، وهو الرئيس الوحيد الذي شعر بصدق بألم التوانسة... من ينتظر جزاءً على دعمه للرئيس فهو واهم."
التحذير من استغلال صفة القرب من الرئيس
وتطرّقت النائبة إلى بعض الأطراف التي تدّعي قربها من رئيس الجمهورية وتستغل صورها معه لتحقيق مصالح شخصية.وقالت مرابط:
"لدي عشرات الصور مع الرئيس قيس سعيد، لكنني لا أستعملها لا في الوزارات ولا في التعيينات. هذا ليس مسار البناء القاعدي الذي نؤمن به، والرئيس بريء من كل من يتاجر باسمه."
حول ما سمّي بـ“الطرابلسية الجدد”
ردّت مرابط على ما يتداول إعلاميًا حول "الطرابلسية الجدد"، مؤكدة أنّ أي اتهامات تتعلق باستغلال النفوذ أو تضارب المصالح يجب أن تُثبت بالأدلة.وقالت متحدّية:
"أتحدى أي جهة أن تثبت أن أحد أفراد عائلة الرئيس أو مقربيه استغل نفوذه أو مارس ضغوطًا. الرئيس وزوجته الأولى مثال للنزاهة والتواضع."
وأضافت أنّ السيدة الأولى رفضت لقب “السيدة الأولى” سنة 2019 مؤكدة أن "كل امرأة تونسية أولى في موقعها، من النائبة إلى العاملة الفلاحية".
دعوة إلى تطهير الإدارة وتحسين الأداء الحكومي
وجّهت النائبة نقدًا مباشرًا إلى الحكومة بقولها:"لسنا راضين على أداء الحكومة، لكن ذلك لا يعني ضرب المسار أو التشكيك في الرئيس."
وطالبت رئيس الجمهورية بتطهير الإدارة من الفساد والبيروقراطية التي – حسب قولها – تعيق تحقيق أهداف الثورة، معتبرة أن “المشكل الحقيقي ليس في السياسات الكبرى، بل في من ينفذها على الميدان”.
وأضافت:
"لو طُهّرت الإدارة فعليًا، لأصبحت تونس من أقوى الدول في العالم."
الدفاع عن مسار 25 جويلية
في ختام مداخلتها، دعت مرابط النواب إلى تحمّل مسؤولياتهم في إنجاح مسار 25 جويلية، قائلة:"هذا المجلس سيُذكر في التاريخ كأول مجلس بعد 25 جويلية، لذلك نحن ملزمون بإنجاح التجربة لا بإفشالها."
وختمت بقولها:
"احترموا رموز الدولة واحترموا رئيس الجمهورية الذي اختار العمل في الخفاء. ارتقوا بالخطاب السياسي فالتونسيون ينتظرون منّا البناء لا الهدم."







Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 318122