جدل حاد تحت قبة البرلمان بين فاطمة المسدي وسيرين المرابط

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/690e12e9659422.74785846_gknflmhopejiq.jpg width=100 align=left border=0>


شهدت الجلسة العامة المخصّصة لمواصلة النظر في مشروع قانون المالية ومشروع ميزانية الدولة ومشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2026، مساء الجمعة، مواجهة كلامية حادّة بين النائبة فاطمة المسدي والنائبة سيرين المرابط، بعد مداخلة نارية للأولى حذّرت فيها مما وصفته بـ"محاولات إسقاط البرلمان وضرب مؤسسات الدولة"، أعقبتها ردود قوية من الثانية التي اتهمت زميلتها بـ"العمل على خلق البلبلة واستغلال الخطاب السياسي للبوز الإعلامي".


فاطمة المسدي: هناك من يسعى لإسقاط البرلمان والنظام القائم


في مداخلتها، قالت النائبة فاطمة المسدي (غير منتمية)، إنّ ما يحدث داخل مجلس نواب الشعب "يتجاوز الخلافات السياسية والإجرائية" ويمسّ مباشرة ديمومة الدولة واستقرار مؤسساتها.




وأضافت بنبرة حازمة:
"نحن اليوم أمام منعطف خطير. هناك أطراف، بعضها له علاقات خارجية، تتربّص بالدولة التونسية وتريد إسقاط مؤسساتها عبر الفوضى والضغط من داخل البرلمان نفسه."

وتابعت المسدي حديثها مشيرة إلى تداول أخبار عن استقالات داخل مكتب المجلس ووجود عريضة لسحب الثقة من رئيس البرلمان، معتبرة أن مثل هذه التحركات "تخدم أجندات سياسية تهدف إلى زعزعة الاستقرار".

وقالت:
"حتى في زمن راشد الغنوشي، الذي اعتبره كثيرون جزءاً من منظومة إرهابية، لم يتم سحب الثقة منه، واليوم نريد سحب الثقة من رئيس مجلس منتخب بعد مسار 25 جويلية؟ هذه ليست معركة أشخاص، بل معركة حول مؤسسات الدولة."

وحذّرت من أنّ إضعاف المؤسسة التشريعية سيؤدي إلى "فتح الباب أمام حلّ البرلمان وإدخال البلاد في حالة فوضى جديدة"، مضيفة:
"من لم ينجح في الشارع أو في الانتخابات يريد اليوم إسقاط النظام من داخل المؤسسات. هذا المخطط واضح، ونحن لن نسمح بذلك."

وختمت مداخلتها بالتشديد على أنّها "تتحدث بلسان العقل والمسؤولية، لا دفاعاً عن أشخاص بل عن الدولة التونسية"، داعية زملاءها إلى "التحلّي بالحكمة وعدم الانجرار وراء من يريد إشعال الفوضى تحت قبة البرلمان".



سيرين المرابط تردّ: البرلمان لا يُحمى بالشعارات… ومن يمارس البوز لا يعلّمنا الوطنية

لم تتأخر النائبة سيرين المرابط (عن كتلة الأحرار) في الردّ، حيث خصّصت جزءاً من كلمتها للرد على تصريحات المسدي، معتبرة أن زميلتها "تتحدث باسم الوطنية في حين تمارس التشويه والتخوين".

وقالت المرابط:
"كنت أتمنى أن تكون مداخلاتنا اليوم في مستوى النقاش حول قانون المالية، لا أن تتحول إلى منبر لتوزيع الاتهامات والتخويف من المؤامرات. الزميلة التي تحدثت قبل قليل اتهمتنا بالتطبيع والعمالة، وها هي اليوم تتحدث عن إسقاط الدولة وكأنها وحدها من تملك مفاتيح الوطنية."

وأضافت بلهجة حادة:
"هذه الزميلة اتهمت مكتب المجلس السابق بالفساد، ونائبة الرئيس بالتعامل مع جهات أجنبية، وقدمت مطالب نفاذ للمعلومة لوزارة العدل في قضايا تخصّ النواب وكأنها بوليس سياسي جديد داخل البرلمان."

وتابعت المرابط قائلة:
"هي نفسها التي تقوم بحركات غير لائقة داخل الجلسات وتعيش على منطق الإثارة. تتحدث عن الوطنية بينما تتقن لعبة البوز السياسي كلما خفت حضورها الإعلامي."

كما شددت النائبة عن كتلة الأحرار على أن سحب الثقة من رئيس المجلس أو تقييم أدائه هو "إجراء ديمقراطي طبيعي لا يستوجب التخوين أو التهويل"، مضيفة:
"في الديمقراطيات تُناقش المساءلة بشفافية. رئيس البرلمان ليس فوق النقد، وهو نفسه رجل قانون وعميد سابق للمحامين، وأي تقييم لأدائه يجب أن يتم في إطار مؤسساتي لا عبر المزايدات."

وختمت المرابط كلمتها قائلة:
"الزميلة التي تخيفنا بالحديث عن سقوط الدولة هي نفسها التي تعيش على ضجيج المنصات. البرلمان لا يُحمى بالشعارات، بل بالعمل الجادّ والاحترام المتبادل. من أراد أن يعلّمنا الوطنية فليبدأ باحترام زملائه قبل أن يخوّنهم".





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 318075


babnet
*.*.*