فوزي الدعاس: الدولة الاجتماعية لا تُبنى بالخطابات بل بالإنتاج والقرار الاقتصادي الشجاع
شدّد النائب فوزي الدعاس خلال مداخلته في الجلسة العامة المخصّصة لمواصلة النظر في مشروع قانون المالية وميزانية الدولة ومشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2026، على أنّ بيان الحكومة الأخير “دور في فلك الشعارات دون أن يعكس واقع الأرقام والحقائق الاقتصادية”.
وأوضح الدعاس أنّ الحكومة تتحدث عن الاعتماد على الذات والسيادة الوطنية، لكنها في الواقع تعتمد على الاقتراض الداخلي والخارجي لتغطية العجز المالي، مشيراً إلى أنّ حجم القروض الداخلية بلغ 19 مليار دينار، منها 11 مليار من البنك المركزي، في حين بلغت القروض الخارجية 6.8 مليار دينار، إضافة إلى قرض رقاعي بقيمة 1.36 مليار دينار ستلجأ إليه الدولة في الأسواق العالمية.
وأوضح الدعاس أنّ الحكومة تتحدث عن الاعتماد على الذات والسيادة الوطنية، لكنها في الواقع تعتمد على الاقتراض الداخلي والخارجي لتغطية العجز المالي، مشيراً إلى أنّ حجم القروض الداخلية بلغ 19 مليار دينار، منها 11 مليار من البنك المركزي، في حين بلغت القروض الخارجية 6.8 مليار دينار، إضافة إلى قرض رقاعي بقيمة 1.36 مليار دينار ستلجأ إليه الدولة في الأسواق العالمية.
وقال في هذا السياق:
“تحوّل البنك المركزي إلى صندوق تمويل دائم لعجز الدولة، ونحن نقترض اليوم لسداد ديون الأمس، وسنقترض غداً لسداد ديون اليوم… هذه ليست سياسة مالية، بل دوامة استنزاف”.
وأضاف أنّ الدولة الاجتماعية لا تُبنى بالمسكنات أو الوعود، بل بالقدرة على الإنتاج وخلق الثروة وتوزيعها بعدل، مؤكداً أنّ برامج الدعم والمساعدات الظرفية “لا تنقذ مجتمعاً يفتقر إلى استراتيجية اقتصادية متكاملة”.
ودعا الدعاس إلى ميزانية تُعيد الاعتبار لدور الدولة في الإنتاج، عبر توجيه الموارد نحو تشغيل الشباب، وإنقاذ المنظومتين الصحية والتعليمية، والاستثمار في الإنسان باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية.
كما شدّد على أنّ المنوال الاقتصادي الحالي، القائم على التوريد والاستهلاك والديون، لن يصنع دولة اجتماعية عادلة ولا اقتصاداً وطنياً متماسكاً، مضيفاً:
“حان الوقت لإرساء منوال تنموي تونسي أصيل، ينطلق من خصائص بلادنا وطاقاتها الفعلية: من فلاحتنا، من طاقاتنا المتجددة، ومن كفاءات شبابنا في الجهات الداخلية المهمّشة منذ عقود”.
وختم النائب مداخلته قائلاً:
“السيادة الوطنية لا تُبنى بالشعارات، بل بالقرار الاقتصادي الشجاع. ما يُعرض اليوم ليس بناءً جديداً، بل تأجيلاً جديداً. البلاد لا تُبنى بالتصريحات، بل بالفعل والإنتاج. ما لم تتحول الدولة من دولة تنفق إلى دولة تُنتج، فسنظل نناقش كل عام الأرقام ذاتها والأزمات ذاتها”.







Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 318004