لا شك أن البرنامج ستاد 7 الذي تعده شركة كاكتوس وتعرضه الفضائية تونس7 فرض نفسه على المشاهدين نظرا إلى تألقه بالمادة المميزة التي يقدمها لهم ونظرا إلى الحركية التي يتصف بها مما يجعل المتابع له لا يشعر بالملل ولا بالقلق، أضف إلى ذلك أنه يشتمل على بعض الفقرات الطريفة الظريفة الخفيفة التي لا تزعج أبدا. وطبعا مثل هذا التميز لا يأتي من فراغ لأن هذا البرنامج وُضعت تحت ذمته إمكانيات ضخمة جدا ساعدت على إضفاء الجمالية عليه شكلا ومضمونا، ويسهر على إعداده وتقديمه فريق متكامل محترف بأتم معنى الكلمة، وفي مقدمة هذا الفريق نذكر معز بن غربية مقدم البرنامج بأسلوبه السلس البسيط وبجرأته وصراحته المبنية على المعرفة والاطلاع والمسؤولية والثقة في النفس بعيدا عن التهور والتجريح والإساءة إلى الآخرين...
ومع معز بن غربية توجد مجموعة طيبة أثـْرى أفرادها البرنامج بآرائهم ومعارفهم وثقافتهم الفنية والإعلامية والقانونية وتحاليلهم التي لا يستهان بها مثل مراد الزغيدي الذي وظف تجربته الثرية بأوروبا في الإعلام الرياضي بصفة عامة لخدمة البرنامج، وأيضا فتحي المولدي الذي يبدو كعادته ملمّا بأهم القضايا المتصلة بعالم كرة القدم ولو أنه في ستاد7 أصبح يميل أكثر إلى الفذلكة أو بعبارة أصح أصبح يميل إلى تكلف الفذلكة والدعابة وتصنع "الظرافة"، ولا ننسى بطبيعة الحال خالد حسني الفاقد لبريقه الذي كان يتصف به في برنامج بالمكشوف بحنبعل وهو في هذه الوضعية أشبه بلاعب نجم في فريق متوسط الإمكانيات فأصبح لاعبا عاديا جدا في فريق ذي إمكانيات ضخمة يعج بالنجوم، ولكنه في النهاية يبقى ذا كلمة مسموعة في البرنامج....
ومع هؤلاء جميعا حضر كل من نبيل معلول وقيس اليعقوبي وهما لاعبان سابقان ومدربان ومحللان فنيان ولو أن لنبيل معلول أسبقية في هذا المجال على قيس اليعقوبي، إلا أن ما يجمع بينهما أنهما "مملوءان" ومسلحان دائما بمعارف قيمة تساعدهما على التحليل الجيد المقنع، ومن خصال هذين المدربين أنهما يتميزان بالصراحة والفصاحة وطلاقة اللسان والقدرة على الاسترسال في الكلام دون تعثر مما يجعل المشاهد مشدودا إليهما ويتابعهما بكل يسر وهما يتحدثان. ولا نذيع سرا إذا قلنا إن معلول واليعقوبي ركنان أساسيان في برنامج ستاد7. إلا أن المفاجأة الحاصلة في هذا البرنامج هي أن هذين المحللين غادراه لخوض غمار التدريب، فمعلول انتقل مدربا للترجي الرياضي التونسي واليعقوبي صار مدربا في النادي الإفريقي. ولا شك أن مغادرة هذين الفنيين لفريق ستاد7 تعد ضربة قاصمة لهذا البرنامج ويصعب تعويضهما في ظل فراغ الساحة ممن هو قادر على الإقناع في التحليل بمعارفه وبأسلوبه وقدرته على الكلام بفصاحة وطلاقة، فحتى زبير بية استهوته العودة إلى اللعب في صفوف فريقه الأم هلال مساكن، وعادل السليمي الذي انسحب من برنامج بالمكشوف انتقل ليدرب فريق مستقبل قابس، فكيف سيتصرف فريق ستاد7 إزاء هذا الفراغ الذي سيتركه كل من نبيل معلول وقيس اليعقوبي في البرنامج؟؟ وهل سيجد معوضين لهما؟؟ أ ويمكن أن يكون خالد بن يحي معوضا لأحدهما؟؟.....