النائب حسن الجربوعي: الدولة تحتاج حكومة إنقاذ لا حكومة شعارات.. وقابس لم تعد تتحمل الانتظار

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68f66ee95e8220.93925667_fiopnekmgjhlq.jpg width=100 align=left border=0>


في جلسة عامة خُصّصت للحوار مع الحكومة حول الوضع البيئي والاجتماعي الخطير في ولاية قابس، ألقى النائب حسن الجربوعي مداخلة عبّر فيها عن استياء عميق من أداء الحكومة الحالية، مؤكداً أن ما يحدث في قابس هو نتيجة تراكمات الإهمال، غياب الإرادة السياسية، وارتباك عميق في منظومة الحكم والإدارة.

واستهل الجربوعي مداخلته بتوجيه رسالة مباشرة إلى رئيس الجمهورية، معتبراً أن استمرار ثقة جزء كبير من الشعب في شخص الرئيس هو ما يحول دون انفجار اجتماعي شامل، قائلاً:

"لو فقد الشعب ثقته في رئيس الجمهورية، لرأينا اليوم واقعاً مختلفاً تماماً في البلاد."




غير أنه اعتبر أن تركيز كل السلطات والقرارات في يد شخص واحد ليس نقطة قوة، بل مؤشر ضعف مؤسسات الدولة، حيث بات المواطن ينتظر تدخّل الرئيس في كل الملفات، من الحليب إلى الفسفاط إلى الماء، وهو أمر غير طبيعي في دولة ذات مؤسسات.

انتقاد شديد لأداء الحكومة

وصف الجربوعي الحكومة الحالية بأنها "فاشلة على جميع المقاييس"، مؤكداً أنها:

* لا تملك رؤية استراتيجية ولا إرادة سياسية لتنفيذ الإصلاحات
* تعيش حالة تعطيل ذاتي وتنتظر "التعليمات" بدلاً من المبادرة
* تشتغل بمشاريع ما قبل الثورة دون أي إبداع أو استشراف للمستقبل

وأضاف قائلاً:
"لم نر إنجازاً واحداً صادراً عن هذه الحكومة طيلة السنوات الأخيرة، كل المشاريع المنجزة هي من بقايا عهد بن علي."

قابس.. ليست مؤامرة بل صرخة حياة

أكد النائب أن ما يحدث في قابس ليس مجرد احتجاجات عابرة أو "مؤامرات"، كما يحاول البعض تصويرها، بل هو صرخة من أجل الحق في الحياة بعد سنوات من الاختناق والتهميش والتلوث القاتل.

وأشار إلى أن المطالب ليست سياسية أو فئوية، بل حقوقية وإنسانية تتعلق بصحة الأطفال ومستقبل الجهة.

انتقادات للنفايات والتلوث في كامل البلاد

وسّع الجربوعي نطاق مداخلته ليشمل ملفات بيئية وطنية، مسلطاً الضوء على:

* مصب النفايات في صفاقس (طريق تنيور) الذي أصبح مصدر كارثة بيئية منذ أكثر من 10 سنوات
* وضعية السيجومي والصبخة في العاصمة
* التلوث الكيميائي في قابس
* استخراج الملح وبيعه بأثمان زهيدة لجهات أجنبية رغم الشعارات السيادية

وقال بنبرة حاسمة:
"غير معقول أن تونس في سنة 2026 مازالت تبيع هكتار الملح لفرنسا بـ5 يورو ثم نرفع شعارات السيادة الوطنية والتعويل على الذات."

التشخيص انتهى.. حان وقت التنفيذ

أكد الجربوعي أن الشعب التونسي لم يعد يقبل الخطابات أو اللجان أو الوعود، محذّراً من أن الوضع "وصل إلى حافة الانفجار"، وقال:
"قابس اليوم لا تنتظر زيارات رسمية ولا شعارات. تنتظر حلولاً عملية. الشعب تغيّر. شباب اليوم ليس شباب 2011. وهو لن يقبل بسياسات قديمة لمعالجة أزمات جديدة."

خاتمة: دعوة لحكومة إنقاذ وطنية

اختتم النائب مداخلته بالدعوة إلى تغيير جذري في منهج الحكم:
"تونس اليوم لا تحتاج حكومة تبرر مشاكلها، بل حكومة إنقاذ تنجز على أرض الواقع بعيداً عن الإعلام والوعود. إذا لم نتحرك بسرعة، الوقت سيتجاوزنا جميعاً."





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 316986


babnet
*.*.*
All Radio in One