<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6899f52fbbd850.01997578_lgimqeknfphoj.jpg width=100 align=left border=0>
استضاف برنامج "منّك نسمع" من تقديم ايمان السكوحي على إذاعة الديوان، الأخصائي في الأمراض النفسية والعصبية د. طارق السعيدي، للحديث عن ظاهرة تنامي العنف على مواقع التواصل الاجتماعي، وأسبابها النفسية والاجتماعية، وانعكاساتها على الأفراد والمجتمع.
العنف الافتراضي انعكاس للعنف الواقعي
أكد د. السعيدي أن
العنف خلف الشاشات هو امتداد للعنف الموجود في الواقع، مشيرًا إلى أن الأرقام الرسمية من وزارات ومؤسسات مختلفة تكشف عن مستويات مقلقة للعنف في الوسط الاجتماعي والتربوي. واستشهد بمقال للراحل
د. خليل قزقز حول مفهوم "الصعاليك" في العصر الجاهلي، الذين تعرضوا للإقصاء الاجتماعي، مما دفعهم لاعتماد سلوكيات عنيفة كرد فعل.
الهشاشة النفسية والإقصاء
أوضح السعيدي أن
الكثير من ممارسي العنف الافتراضي يعانون من هشاشة نفسية نتيجة أشكال مختلفة من الرفض أو الإقصاء، سواء داخل العائلة أو في المجتمع. هذا الإقصاء قد يؤدي إلى خلق شخصية متوترة وعدوانية، تبحث عن إثبات الذات أحيانًا من خلال شخصيات وهمية على الإنترنت.
غياب الرقابة الداخلية
أشار إلى أن
غياب الإحساس بالرقابة خلف الشاشات يمنح الأفراد حرية أكبر للتعبير عن العنف، إذ لا يشعرون بوجود سلطة مباشرة تردعهم، ما يكشف عن غياب "الرقابة الداخلية" التي تُبنى في التربية من خلال دور الأب أو الصورة الرمزية له في ترسيخ القانون والانضباط.
ضحايا العنف الإلكتروني
سلط السعيدي الضوء على أن
الأطفال والمراهقين من أكثر الفئات عرضة للتنمر الإلكتروني، وهو ما قد يخلّف أضرارًا نفسية خطيرة تصل في بعض الحالات إلى الانتحار. وبيّن أن الضحايا غالبًا ما يتم اختيارهم بناءً على نقاط ضعفهم النفسية أو الاجتماعية، داعيًا إلى
تقوية ثقة الأبناء بأنفسهم عبر التربية، وتعليمهم التعبير والدفاع عن ذواتهم.
فقدان التعاطف وانعدام "أنسنة" الآخر
أوضح أن عدم رؤية الضحية بشكل مباشر على الإنترنت يقلل من التعاطف، ويجعل المعنِّف لا يشعر بالذنب تجاه سلوكياته، مضيفًا أن بعض المعنِّفين لا يعتبرون الطرف الآخر إنسانًا حقيقيًا، بل مجرد شخصية افتراضية.
دعوة للوعي والتثقيف
اختتم د. السعيدي بدعوة إلى
تعزيز الثقافة الرقمية وفهم أن لمواقع التواصل حدودًا وقوانين، إضافة إلى اللجوء للمختصين النفسيين لمعالجة جروح الطفولة والصدمات النفسية، بهدف بناء مجتمع أكثر توازنًا وتماسكًا.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 313174