عندما يرتاح المعلق من الوصيف

وحدها الصدفة الصرفة وضعتني أمام مقطع فيديو قصير وجدته على شبكة الفايسبوك، كان لمعلق تونسي رائع الصوت الى حد الثمالة(وهذا ليس بغريب على معلقي قناتنا) يدعى حسب ما وضع في تعليق على الفيديو "نبيل خيرات "وهو من المعلقين الذين يخصصهم توفيق العبيدي رئيس مصلحة الرياضة في تلفزتنا الأم للتعليق على المقابلات التعيسة والمسابقات الأتعس في ظل استحواذ صوته وصوت تلميذه بو بكر العش على اغلب المادة الرياضية للقناة
عذرا للخروج على الموضوع فالحديث عن توفيق العبيدي لذو شجون وندعو له بالمناسبة ان يربح قضيته ضد برنامج ستاد 7 ف.نعود الى ذلك المواطن نبيل خيرات الذي كان بصدد نقل شبه مباراة في كرة القدم تجمع بين فريقين تونسيين حين خرج لاعب أسمر بالورقة الحمراء..الحركة تبدو عادية جدا ولكن ما صاحبها من تعليق هو المثير للغرابة
عذرا للخروج على الموضوع فالحديث عن توفيق العبيدي لذو شجون وندعو له بالمناسبة ان يربح قضيته ضد برنامج ستاد 7 ف.نعود الى ذلك المواطن نبيل خيرات الذي كان بصدد نقل شبه مباراة في كرة القدم تجمع بين فريقين تونسيين حين خرج لاعب أسمر بالورقة الحمراء..الحركة تبدو عادية جدا ولكن ما صاحبها من تعليق هو المثير للغرابة

"في الحقيقة خروج اللاعب الفلاني رتحني انا كذلك لأني في كل مرة كنت نلقى صعوبة في التفريق بينو وبين اللاعب الفلاني.الآن يوجد "وصيف" واحد فوق أرضية الميدان والأمور أصبحت أكثر سهولة"..قالها هكذا بكل بساطة وتهكم وكلمة "وصيف" في دارجتنا هي مرادف لكلمة nègre بالفرنسية وهي وصف عنصري لأصحاب البشرة الداكنة تستعمل بكثرة في مجتمعنا التونسي وتقابل كلمة "وصيف" بالعربية معنى الخادم أو الغلام
الغريب في الأمر وصول لفظ مثل هذا الى تلفزيون عمومي يشاهده الجميع والبساطة التي ذكره بها هذا المعلق وتهكمه على اللاعب بطريقة عنصرية ساذجة لا تمت لأخلاقيات المهنة بصلة وحتى ان سلمنا بتغلغل لفظ كهذا في مجتمع مازال يعاني العنصرية في منطوقه وفي ممارسته فليس كل ما يذكر في الشارع جديرا بالمرور على التلفزيون وتلويث اذاننا به
هذا المعلق عبر عن ارتياحه لخروج لاعب اسمر اللون ناعتا اياه بلفظ عنصري وقح قد يعرض صاحبه الى الايقاف وعقوبات قاسية في محطات أخرى تحترم أخلاقيات المهنة وتحترم مشاهديها بتهمة التفوه بالفاظ عنصرية ونشر الكراهية وما شابه
قد يقول الكثيرون ولم تهويل الامور وقد يكون هذا المعلق قد قالها بتلقائية ودون اي نية حينها نقول لا يعذر الجاهل بجهله وعليه القيام بدورات رسكلة في المهنة واكتساب الحد الأدنى من الثقافة حتى يكون جديرا بالانتساب الى تلفزيون صار ملاذا لكل من هب ودب خاصة وأننا لا نعرف للتلقائية طريقا في قناة شبه ميتة برامجها معلبة ومنتهية الصلوحية يحييها من حين لأخر سامي الفهري ببضاعته التلفزيونية التي سيطير بها قريبا الى قناته الجديدة
قالها نبيل بكل بساطة وثار "سكان" الفايسبوك عليها وتم انشاء صفحات تطلبه بالاعتذار رسميا كما التقطت بعض القنوات الخليجية "كعادتها" الخبر وأثثت به مساحات في نشراتها الاخبارية وطبعا لم تتحرك القناة العمومية ساكنة وحتى حصة الأحد الرياضي تجاهلت الموضوع كالعادة فلا صوت يعلو فوق صوت التعتيم في قناتنا رغم ان لملمة المسألة برمتها لا يتطلب اكثر من اعتذار بسيط
الأمر لا يقتصر على زلة قام بها صحفي رياضي عن حسن نية أو عن جهل بل تتجاوزها الى التساؤل هل تخصص الصحفي في الرياضة يجعله غير ملم بالحد الأدنى من معارف بديهية تمنعه من السقوط في زلات كهذه وترتقي باداءه الى مستوى محترف خاصة ونحن نرى صحافة رياضية تعاني في أغلبها التعصب والنظرة الضيقة للأمور وضحالة المستوى حتى أًصبح لكل جمعية صحفيوها الخاصون بها في غياب تام للموضوعية والاحترافية
ستنسى زلة هذا المعلق طبعا وستليها زلات أخرى في مشهد اعلامي يعاني غيبوبة ونقصا فظيعا في المهنية والاحترافية والافكار المتحررة وعوض ان يكون الاعلام منارة للفكر الحر والملتزم صارت اجترارا لما قيل ولما سيقال ونسخة مطابقة لواقع اشد تعاسة وليستسهل الكثيرون مهنة المتاعب التي تحولت الى مكان مفضل للطفيليين من اصحاب الموهبة الصحفية المحدودة والفكر المصاب باعاقة مستديمة...فوا تعليقاااه ووا صحافتاااه
حمدي مسيهلي
ايقاف المعلق نبيل خيرات عن النشاط رغم رسالة الاعتذار والجزيرة تحول زلة اللسان إلى قضية قابلة للتدويل
|
Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 31210