الأستاذ الجامعي معز السوسي: قراءة متفائلة للمؤشرات الاقتصادية رغم المخاطر العالمية

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/66d58a1c114143.98831968_nfliopekmghjq.jpg width=100 align=left border=0>


في حوار مطوّل ضمن برنامج "صباح الورد" على إذاعة "الجوهرة أف أم"، قدّم الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي معز السوسي تشخيصًا مفصلًا للوضع الاقتصادي في تونس، مؤكدًا أن البلاد تُواجه تحديات كبرى مرتبطة بالاضطرابات الجيوسياسية العالمية، وعلى رأسها التوتر المتصاعد بين إيران والكيان، وتأثيراته المحتملة على أسواق النفط العالمية، وحركة التجارة والطاقة.

تأثير الحرب الإقليمية على أسعار الطاقة


أوضح السوسي أن سعر برميل النفط كان مستقرًا نسبيًا قبل اندلاع الحرب، لكن السوق بدأ يتفاعل تدريجيًا مع التهديدات، إذ تجاوز السعر 76 دولارًا للبرميل بعد أن كان في حدود 61 دولارًا في ماي 2025. ومع ذلك، استبعد وصول الأسعار إلى مستويات كارثية مثل 200 أو 300 دولار، مشيرًا إلى أن دور المملكة العربية السعودية سيكون محوريًا في كبح جماح الأسعار عبر زيادة الإنتاج إذا لزم الأمر.




كما أكّد أن التحدي الأساسي لا يكمن فقط في الإنتاج بل أيضًا في سلاسة الإمدادات، خاصة في حال تأثر مضيق هرمز، وهو ما قد يُحدث صدمات حقيقية في السوق العالمي.

أخبار ذات صلة:
الشكندالي: اتساع رقعة الحرب.. يهدد ميزانية الدولة ويُفاقم العجز الطاقي...


انعكاسات الحرب على البورصات والذهب

السوسي أوضح أن سوق الذهب شهدت ارتفاعًا لافتًا في الأيام الأخيرة، وهو ما يُفسّره بتزايد الإقبال على الذهب كـملاذ آمن بسبب التضخم العالمي والمخاوف من التوسع في النزاعات. واعتبر أن البورصة التونسية تبقى محدودة التأثير مقارنة بالأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن تطور المؤشرات الاقتصادية الداخلية هو ما يجب مراقبته.

المؤشرات المحلية: نقاط إيجابية رغم الصعوبات

استعرض معز السوسي جملة من المؤشرات التي تحمل في طيّاتها إشارات إيجابية، رغم تعمق عدد من الإشكاليات:

* تراجع نسبة البطالة إلى حدود 15.7% خلال الثلاثي الأول من 2025.
* نسبة نمو بلغت 1.6% على أساس سنوي، رغم ضعف خلق الثروة.
* التضخم تحت السيطرة، مع تسجيل نسبة 5.4% في ماي 2025.
* فائض في الميزانية بلغ 2259.8 مليون دينار خلال الثلاثي الأول، وهو مؤشر غير معتاد في هذه الفترة من السنة.

وأوضح أن هذا الفائض يعود إلى عاملين أساسيين: تحسن نسب الاستخلاص الجبائي وخاصة لدى الشركات غير البترولية، وبطء تنفيذ بعض النفقات العمومية وخاصة في باب الاستثمار (لم يتجاوز 9.4% من المبلغ المبرمج السنوي).

الميزان التجاري والعجز الطاقي

رغم تسجيل ارتفاع في العجز التجاري إلى 8376 مليون دينار مقارنة بـ6490 مليونًا في نفس الفترة من 2024، فإن السوسي اعتبر أن نوعية هذا العجز "مقبولة" لأن جزءًا كبيرًا منه يُعزى إلى ارتفاع واردات مواد التجهيز والمواد نصف المصنعة، ما يعكس نشاطًا اقتصاديًا تحفيزيًا وليس استهلاكيًا صرفًا.

كما سجّل تحسنًا في العجز الطاقي، بفضل انخفاض أسعار البترول خلال الأشهر الأولى من السنة، وهو ما وفر 61 مليون دينار إضافية لفائدة الميزانية.

الدينار والتحويلات والسياحة

تحدث السوسي عن استقرار الدينار التونسي، مُرجعًا ذلك إلى تدفقات العملة الصعبة من مصادر منتجة على غرار:

* تحويلات التونسيين بالخارج
* عوائد القطاع السياحي
* مداخيل صادرات زيت الزيتون والقطاعات الفلاحية

وأشار إلى أن الدينار ليس "مدعومًا اصطناعيًا" بل يستند إلى معطيات حقيقية.

الاستحقاقات القادمة والتحديات

أبدى معز السوسي تفاؤلًا حذرًا بشأن بقية سنة 2025، مؤكدًا أن:

* الدولة قادرة على صرف أجور المعلمين والأساتذة النواب رغم التحديات.
* تحويلات التونسيين بالخارج وموسم السياحة سيساهمان في دعم الاحتياطي.
* الاستقرار المالي سيتطلب تحكمًا أكبر في نفقات الدعم وتفعيل نفقات الاستثمار بشكل أسرع.

وختم السوسي مداخلته بالتأكيد على أن الوضع دقيق لكنه ليس ميؤوسًا منه، مشددًا على أهمية اتخاذ قرارات اقتصادية مسؤولة تُراعي التوازنات الكبرى، وتُمهّد لمسار تنموي مستدام.







Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 310157


babnet
*.*.*
All Radio in One