أنصار الحقيقة الكاملة... معتنقو أنا ربكم الأعلى

<img src=http://www.babnet.net/images/4/shuut.jpg width=100 align=left border=0>


ثمة أسئلة تخامرني دائما وتتبادر إلى ذهني وتلح علي وتؤرقني: هل نحن شعب نحب حرية التعبير ونعشقها ونحترمها ونقدسها؟! هل نحن شعب نؤمن بالنقد إيمانا حقيقيا ونطالب به مطالبة مستمرة قولا وفعلا؟! هل نحن شعب نقبل بالرأي الآخر؟! هل نحن شعب من دعاة أن الاختلاف في الرأي رحمة وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ومن المؤمنين بهذا المبدأ؟! هل بالضرورة أن إذا اختلف أحدهم معك في رأي أو في موقف أو في تقييم لأمر ما هو عدو لك يريد بك شرا و"يسالك مغرفة دقيق" ويريد "أن يضع العصي في الريوات"؟! هل بالضرورة أن من يقدم رأيه فيك وفي عملك بكل صراحة بعيدا عن المجاملة والدبلوماسية المقيتة هو يقصد إهانتك واحتقارك والإساءة إليك؟!...

إن المعروف عنا أننا شعب نطالب باستمرار وبكل إصرار بحرية الرأي والتعبير وإتاحة الفرصة الكاملة لنقد مختلف الظواهر السلبية التي تنكشف لنا في واقعنا وتثمين الظواهر الإيجابية التي تتراءى لنا... نحن شعب نطالب بمزيد حرية التعبير "كالبحر الذي يطلب الزيادة ولا يشبع" حتى نبرز آراءنا ومواقفنا حول كل الأشياء والأمور... نحن شعب نحتج إن لم يــُــسمح لنا بحرية التعبير ومــُـنعنا من هذا الحق على جميع الأصعدة وفي جميع المستويات والدرجات... نحتج بشدة وقوة وعنف ونعبر عن ذلك صراحة.... نحن شعب نتبجح بأننا نحب حرية التعبير كما لا يحبها أحد ...

كثيرون هم الذين يسمحون لأنفسهم بأن ينقدوا كل الظواهر وهم جالسون بالمقاهي وهم جالسون على الربوة... وهم في بيوتهم يشاهدون التلفزيون... وهم في مقرات عملهم... وهم يركبون الحافلات... وهم يستقلون سيارات الأجرة... وهم يقودون سياراتهم... وهم يسيرون في الطريق... وهم على مدرجات الملاعب يشاهدون المباريات الرياضية... وهم حاضرون في الاجتماعات العامة والمؤتمرات والتظاهرات الكبرى... النقد متاح لهم ويوفرونه لأنفسهم ويضمنونه ويستحضرونه بكل الطرق وفي كل آن وحين وفي كل مكان: "شبيك لبيك... النقد يجيك... من الشرق يجيك... من الغرب يجيك"... يضربون الطاولات بقبضة أيديهم بكل قوة وعنف... تسمع أصواتهم مزلزلة تكاد تهز المكان تطالب بهذا وتنتقد ذاك بشدة وتدعو إلى إزالة هذه وتعبر عن رفضها لتلك وتصر على محاسبة أولئك...



من العادي جدا أن يتصلوا بك ويطلبوا منك ويقترحوا عليك ويدعوك إلى أن تكتب لهم عن تلك الظاهرة وأن تنتقد ذلك السلوك وأن تعبر عن رفضك لذلك القرار... هم يدفعون بك إلى أن تنقد كل شيء يزعجهم ولا يروق لهم ويمثل إشكالا كبيرا أمامهم.... هم يشجعون ويباركون كل إثارة لقضية ما تعنيهم من قريب وكل إشارة إلى مشكلة ما أرقتهم وكل حديث عن خطر معين يحدق ويضر بهم... هم يصفقون إذا ما سمعوا أو لاحظوا أن هناك كشفا لسلبيات ونقائص في مؤسسة أو هيكل ما....
ولكن... ما أعظم حرف الاستدراك "لكن" وما أحوجنا إلى استعماله واللجوء إليه في كل ما نكتب... لنضع سطرا أحمر غليظا تحت هذا الحرف العملاق... ولكن... هم يسقطون في أول امتحان لحرية التعبير بالضربة القاضية... فتراهم ينقدون وينقدون ويعبرون ويعبرون إذا كان الأمر لا يتصل بهم، لا يتصل بكل واحد منهم شخصيا... هم يفعلون كل ذلك إذا كان النقد الصادر عن الناقد ـ أي ناقد سواء أكان كاتبا أم متكلما ـ لا يمس منهم اللحمة الحية، إذا لم يكونوا هم أنفسهم محورا لذلك النقد لأنهم ببساطة شديدة يؤمنون إيمان العجائز بأن "الضربة في غير جنبي كأنها في الحيط"... هو يريدون منك أن تنقد كل شيء بعيدا عنهم، ولكنك إذا قصدتهم وولجت مناطق نفوذهم واختصاصهم وكشفت سلبياتهم في إطار عام لا يمسهم شخصيا فما عليك إلا أن تغلق فاك قسرا وتكف عن الكلام المباح منذ الصباح أي قبل أن تواصل، وعليك أن تلتزم الصمت الكامل المطبق، أو أن تسمع ما لا يرضيك فتهيئ نفسك لوابل من الشتائم والتهم الجاهزة التي ستنهال عليك من كل حدب وصوب، هذا إذا لم يقع تهديدك بأشكال مختلفة وإذا لم تتدخل أطراف أخرى في الحكاية وتحرض المنقود ( حتى وإن كان النقد متصلا بظاهرة عامة ولا يعنيه شخصيا وليس فيه إشارة مباشرة له أو لغيره) على أن يتصدى لك و"يعمل بك نازلة"، فيقولون له في تحريض ظاهر: "اشكي بيه... ماتسيبوش..."!!

إذا طالهم النقد كأشخاص من قريب أو من بعيد في مواقع عملهم أو في سلوكهم وأفكارهم ومواقفهم وفي ما يحبون ويعشقون فستسمعهم يقدمون بكل حرص المحاضرات تلو المحاضرات حول أخلاقيات النقد وشروطه، وسيدعون أنهم يقبلون بالنقد بكل روح رياضية (ماتت أو انتحرت الروح الرياضية منذ سنوات ولم تعد موجودة بين أهلها فما بالك خارج أهلها) ولكن بشرط أن يكون نقدا بناء ولا نقدا هداما، والنقد البناء في مفهومهم هو تمجيدهم ومدحهم والإشادة بأعمالهم وخصالهم، أما النقد الهدام في رأيهم فما هو إلا الإشارة إلى النقائص والتركيز على السليبات... وإذا لم يعجبهم ما صدر في شأنهم من نقد فسيتحدثون عن النقد والانتقاد وعن الفروق المعنوية الكبيرة بينهما، بينما إذا سألت عن تلك الفروق فلن تظفر بجواب... وها أني تطوعت لهم وبحثت عن معنى نقد وانتقد، فلقد جاء في لسان العرب أن "نقدتَ الدراهمَ وانتقدتــَها إذا أخرجتَ منها الزيف"، ولقد ورد في منجد اللغة والأعلام أن من "نقدَ الكلامَ: أظهر ما به من العيوب والمحاسن ونفس الشيء بالنسبة إلى انتقد الكلام: أظهر عيوبه ومحاسنه"، وهكذا فإن لا فرق كبيرا بين نقد وانتقد باستثناء الفرق الناتج عن الوزن لأن وزن نقد هو فعل وانتقد هو افتعل، ومن معاني افتعل اتخاذ الفاعل المفعول لنفسه مثل اختار وادخر واجتنى وانتقد، وعليه فإن من معاني انتقد الدراهم أي قبضها (في لسان العرب)...

يريدون أن يقع نقد البلدية والصوناد والستاغ والأوناس والكنام وشركة النقل والإدارات الجهوية وجامعة الكرة والأندية الرياضية والإذاعة والتلفزيون والمستشفيات والوزارات وغيرها من المؤسسات والهياكل، ويفرحون لذلك كثيرا كثيرا ويثمنون ذلك كثيرا كثيرا، أما يوم توجه إليهم النقد مباشرة إما بصفة شخصية وإما لأنهم على علاقة مباشرة بتلك المؤسسة المنقودة فإنك ستسمع ما تكره وسيعتبرونك أنك تشوه سمعتهم وأنك تتآمر عليهم وأنك "تصطاد في المية العكرة" ويقولون لك بكل صراحة: "برة اتلهى بروحك واتلهى بدارك...!!" ستشعر أنهم يريدون أن يقنعوك أنهم "طز حكمة في كل شيء"، وستفهم أنهم يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة الكاملة وأنت أمامهم قزم لا تساوي شيئا، تكاد تسمع الواحد منهم يقول: أنا ربكم الأعلى في ميداني واختصاصي ... أحباء الفرق الرياضية في بلادنا يتابعون كل صغيرة وكبيرة عن كل الجمعيات ويباركون النقد الموجه إليها وهم بدورهم لا يتوانون عن توجيه النقد اللاذع لها والساخر في بعض الأحيان، ولكن أحباء كل فريق يحتجون احتجاجا صارما إذا ما لاحظوا أن وسائل الإعلام تهتم بأنديتهم وتتوجه إليها بالنقد ويقولون إننا نرفض نشر غسيل النادي عبر وسائل الإعلام التي تصبح متهمة بالتآمر على ذلك الفريق، ويتهجمون على من تسول له نفسه من أصحاب الرأي كشف السلبيات والنقائص في ناديهم المفضل... المغني أو الممثل أو اللاعب أو المسؤول في ناد رياضي أو المدرب يرفض أي نقد يوجه إليه، وسيحدثك عن مؤامرة تحاك ضده ويخبرك أنه يعرف من يحرك خيوط تلك المؤامرة وسيكشفه في الوقت المناسب، ثم بعد ذلك سيفسر لك الفرق بين النقد البناء والنقد الهدام... وغير هذه الأمثلة كثيرة في حياتنا اليومية....
والغريب في الأمر أن أكثر المؤسسات والهياكل الموجودة ببلادنا والتي تكون على علاقة يومية وقريبة من المواطن تقبل بالنقد الموجه إليها بصدر رحب وتأخذ مأخذ الجد كل الملاحظات التي تصلها وتسعى إلى معالجة كل النقائص التي تخصها وتقع الإشارة إليها وتوضح ما كان غير واضح، ولا نراها تنتفض وتثور على أصحاب الرأي والناقدين والمتحدثين عن سلبيات داخلها، بينما جرب وانقد جارك أو قريبك أو صديقك أو ابن مدينتك أو زميلك في العمل في أي مسألة تخصه في آرائه أو عمله أو أحد أفراد عائلته فإنه سيسمعك ما تكره أو سيقطع علاقته بك تدريجيا وإذا اعترضك في الطريق أو في أي مكان آخر فإنه يتظاهر بأنه لم يرك أو أنه لا يعرفك ويحول نظره يمينا أو شمالا أو إلى فوق أو إلى تحت...
ولذا فنحن شعب نحب قول الحق ولكن ليس على أنفسنا، ونحب حرية التعبير ولكن إذا كانت لنا وليست علينا، ونحب النقد ولكن بصفتنا ناقدين ولا منقودين، ونحب الرأي الآخر ولكن إذا كان مرادفا ومساويا لآرائنا لأن كل واحد فينا يعتقد اعتقادا راسخا أنه يمتلك الحقيقة الكاملة، بينما مازلنا لم نتعلم بعد أن للحقيقة وجوها كثيرة وأن لا أحد يمتلك الحقيقة الكاملة وأن رأيك الذي تعتقده صوابا يحتمل الخطأ وأن رأيي الذي تعتقده خطأ يحتمل الصواب...!!
ي . و

مقال منشور بجريدة الصريح



Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 30468

Krazy_Momo  (Tunisia)  |Mardi 9 Novembre 2010 à 00:15           
J'ai comme l'impression qu'on vise hannibal tv par cet article....

Ghariib  (Germany)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 23:01           
@tounsi spain.
يا أخ والله العظيم أنت لم تفهم الحياة لا من كوعها ولا من بوعها ، وصدق الأخ الذي قال لك كلامك كله متناقض . أنت لا تنتمي إلى أي دين يعني صفتك ملحد و في هذا العمر مازلت تبحث عن الحقيقة وستبقى تبحث إلى قيام عيسا ولن تجد أحسن من الإسلام . كل تفكيرك منحرف لأنه مملوء بتفلسيف أعماء . أنا أحس بك باقي في هذه الحياة تدور في مكان واحد كالزربوت . يا أخ لمذا أكثر الإخوة ينقدوك ويتهمونك بأشياء غريبة ، فكر وتمعن ملياً وإن شاء الله ستجد الحل في القريب
العاجل لو كان شخص واحد والله نستطيع أن نقول غير مهم لكن العكس . أنا والله اتمنى لك أن تسحى من هذا النوم العميق وأن تكون صنديد ، قوي لهزم الشيطان و السيطرة عليه لا عليك .

Rayi  (Tunisia)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 21:25           
@tounsi spain
يبدو في حديثك كثير من التناقض فمن جهة توافق الكاتب ومن جهة تنعت التوانسة بنعوت هي مردودة عليك,تتكلم على الدين الأسلامي وأنت لا تنتمي الى اي دين=ملحد والذي لا يعبد الله فهو كافر, محمدرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر باخراج الشاذين من البيوت . القران الكريم حرم أتيان الرجال من قوم لوط. أنت يبدو أنك تعاني من بعض المشاكل ثم انه ما تقوله لا معنى له يبدو انك تايه في كل شيْ وليس في الدين فقط. الحرية لا تعني التعدي على كل ما يعترضك

Sè7li  (France)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 20:28           
à tounsi spain
parce que tu n'est pas un homme que tu dis ce que tu dis.

Newmika  (Tunisia)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 20:08           
Je partage l'avis de l'ecrivain, c vrai nous en tunisie, on adore dire notre point de vue qui est souvent tres debile mais dés que qqn d'autre a le courage de dire le contaire ( qui est souvent la verité)ou de ne pas etre d'accord avec la majorité, on commence a l'attaquer , a elever la voix , a faire du tout pour qu'il passe pour qqn de fautif et incompétent....et tout ssa peut atteindre des limites graves dans quelques situations, en fait
tout sa montre notre hypocrisie a vouloir toujours parler des autres mais jamais jamais ecouter notre verité, ça nous fait mal, et on essaye de couvrir ça par tous les moyens

تحيا تونس  (Tunisia)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 19:33           
@ keiser (france)
لم تعط لقيصر ما لقيصر

Keiser  (France)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 19:06           
Je peux tout simplement dire que la personne qui a écrit ce texte n’a jamais connu ni vécu une démocratie. d’ailleurs, il finit ses paroles comme un dictateur par donner raisons à ses idées. on a le droit de donner notre avis sur des faits, sur la faisabilité et les résultats d’un programme de développement ou de recherche, ou sur un problème qui nous touche de près telle que l’insécurité ou l’éducation du citoyen. dans ce cas nous ne critiquons
pas des gens. d’ailleurs, la liberté d’expression a pour limite le respect de la vie privée du citoyen. elles ne peut aboutir qu’avec une indépendance totale du pouvoir juridique qui met tous les citoyens égaux devant la loi quelle que soit leur position sociale et culturelle. c’est ce qui garantie la paie et le respect mutuel entre les citoyens. vous savez que rien n’est éternel sur cette terre, nous les hommes d’aujourd’hui nous finissons par
disparaître, nous préparons par nos critiques et nos efforts dans le travail l’avenir de nos enfants qui ne doivent pas rencontrer les mêmes problèmes que nous avons vécus. j’étai choqué par la caricature de son rapport (un homme avec un gros morceau de bois dans la bouche) qui est signé d’agressivité et de banditisme. je me demande pourquoi les jeunes de notre pays deviennent aussi agressifs ?

   (Spain)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 17:58           
يا ليت التوانسة الكل يقروا هذا الكلام ويستوعبوه.اه آه آه لو كان بيدي عصا سحرية نضرب بها على كل راس تونسي بش يبدل من عقلية قشطة و اربط إلى عقلية الواعي و المتحضر والمتسامح والغير أناني .
في باب نات نعتوني بالملحد و الكافر عندما قلت لا انتمي لأي دين و لم أقل لا أمن بالله و لا عكس ذلك،إنه رايي الشخصي لازلت ابحث في حقيقة الذات الالهية وهو أمر محبذ وليس منكر في الدين الإسلامي،وهي حقيقة لا يعرفها جل المسلمين.
نعتوني بالشاذ جنسياً والمنحل أخلقيا عندما دافعت عن حق حرية كل فرد في أن يحب من يشاء وأن يمارس الجنس مع من يشاء ففي النهاية هو أمرشخسي بحت من المستحيل وضع رقابة عليه ومنعه ،من يقدر على منعي من النوم في أحضاني من أحب في عقر بيتي و فراشي
!!!!!
في نظري حماس هي حركة ارهابية ثخدم مصالح إسرائيل أكثر من مصالح فلسطين.اتهموني بإنحايزي لإسرائيل وبالخيانة العظما للعروبة
العذرية هي شرط أساسي،كرايي شخصي ،أفضل زوجة المستقبل إمراةٌ ناضجة واثقة بنفسهاو حساسة وذات مبادي على فتاة عذراء عديمة الثقة بنفسها ومعولة على الرجل ومسلوبة الارادة،فنعتوني بقلة الرجولة والأصل

............................................................

Geo  (Tunisia)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 15:47           
@babnet
merci....................c 1 bon geste

BILAW  (Tunisia)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 15:15           
مقال ممتاز وضع الإصبع على الداء و أظهر حقيقتنا و هي أننا شعب نتكلم كثيرا و نرفض أن نستمع إلى بعضنا البعض

Sa  (Tunisia)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 12:40           
المقال ياسر طويل ماكملتوش
تعملوا مزية اختصرو شوية على خاطر القراية من الشاشة مباشرة تتعب العينين
شكرا

النسناس  (Tunisia)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 10:25           
فعلا إننا كلنا صغارا و كبارا نعشق النقد وندافع بشراسة عن حق حرية التعبير و حق إبداء الرأي ، هذا نظريا ، و لكن في الوقع و التطبيق فإن الأمر يختلف جذريا و جملة و تفصيلا ونجد أنفسنا أكبر أعداء لحرية التعبير و حرية إبداء الرأي ، ولن أبتعد كثيرا في البحث عما يدعم هذا الرأي لأننا لو نظرنا في موقع بابنات لوجدنا أن كثيرا من المساهمين في هذا الموقع بتعليقاتهم على المقالات المنشورة فيه يدعون إلى تكميم الأفواه و ينتفضون حينما يطالعون رأيا لا يعجبهم و
يتهجمون على صاحبه سواء أكان كاتب المقال أو أحد المعلقين و يسمعونه كلاما نابيا و يسمونه بأسوإ النعوت لمجرد أنه أبدى رأيه ... انظروا إلى التعابير المعتمدة في بعض التعليقات و ستكتشفون كم كان أصحباها يرفضون الرأي الآخر و كم هم أعداء حرية الرأي و التعبير و كم تنقصهم آداب الحوار و النقاش و كم هم يعتدون على حق غيرهم في إبداء الرأي ، هم يعتدون على غيرهم باسم حرية التعبير و كم يقسون على بعضهم البعض...
مشكلتنا أننا كلنا نعتقد أننا نعرف كل شيء و غيرنا لا يعرف شيئا و يسير جدا أن يجابهك أحد بالقول : أنت وين تعرف ؟ أو اشكونو هذا ؟ وقتاش كان حتى يعطينا دروسا و يقدم لنا نصائح ؟
كلنا نعتقد أننا فوق الجميع : الأب و الأم و الأبناء و المعلم و الأستاذ و الزميل و المدير في العمل و الجليس في المقهى و الصحافي و المسؤول ...

Momo.  (Tunisia)  |Vendredi 5 Novembre 2010 à 01:22           
Souvent, chacun se prend pour le déteneur de la vérité, si on se partage pas la même opinion ça peut causer un désaccord, que dire alors si quelqu'un vous critique ?! la guerre éclate ...
malheureusement on n'entend et n'apprécie que ce qu'on veut qu'on nous dise ... c'est pour celà que la complaisance qui frôle parfois l'hypochrisie bat son plein entre les gens ... mais pour critiquer il faut avoir par quoi le faire, et être suffisamment connaisseur et bien calé pour convaincre sinon il vaudrait mieux se taire.
la liberté d'expression passe avant tout par le respect et non pas dire n'importe quoi sous ce pretexte ...
dans une émission tv j'ai vu un énergumène qui pose des questions très intimes à son invité (il est marié avec qui , sa fortune ...) et le pauvre assume totalement exaspéré ... ça c'est de l'ignorance pour ne pas dire de l'impolitesse.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female