في مباراة حمام الأنف والنادي الإفريقي: الفوضى التكتيكية الخلاقة

في إطار الجولة السادسة من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم نزل فريق النادي الإفريقي ضيفا على النادي الرياضي بحمام الأنف بملعب 7 نوفمبر برادس، وانتهت هذه المباراة بنتيجة التعادل صفر لصفر، ولقد سعى النادي الإفريقي إلى الفوز بنتيجة هذه المباراة كلفه الأمر ما كلفه، ولكنه لم يفلح على الرغم من إقصاء الظهير الأيمن لنادي حمام الأنف أمين المهذبي في أواسط الشوط الثاني إثر اعتدائه المجاني على يوسف المويهبي وأكمل فريق الهمهاما المباراة منقوصا من لاعب... أراد النادي الإفريقي استغلال هذا النقص العددي لكنه لم يوفق إلى ذلك لأنه ببساطة شديدة اختار تكتيك الفوضى الخلاقة... فكل لاعب من النادي الإفريقي يلعب "على زي رأسه" وكيفما شاء خاصة في الشوط الثاني... لا تنظيم ولا تصور للعب ولا هم يحزنون... اللاعبون ينطلقون في الجري والكرة أمامهم في اتجاه مرمى حمام الأنف ثم ما تفتأ تلك الكرة أن تضيع إما بتمريرها تمريرة خاطئة وإما
بتوزيعها توزيعة بدون عنوان و إما بافتكاكها من بين أقدام اللاعبين بكل يس... لاعبو الإفريقي كانوا يبحثون عن المخالفات الوهمية وعن ضربات الجزاء الخيالية ويتساقطون هنا وهناك لعل الحكم يتكرم عليهم بهدية... لاعب وحيد حاول قدر الإمكان أن يقدم مردودا طيبا ورجوليا وجاهد من أجل ذلك وهو يوسف المويهبي الذي أخرجه المدرب مراد محجوب وعوضه بهشام السيفي ولسنا ندري لماذا؟...
بدا النادي الإفريقي وكأنه يلعب بدون مدرب وبدون خطة واضحة المعالم... الواضح فقط في النادي الإفريقي هو تعمد المدرب إفراغ منطقة وسط الميدان بعد إخراج نور حضرية وتعويضه بمحمد التراوري الذي أطنب في التمريرات الخاطئة و إفراغ منطقة الدفاع وتكديس المهاجمين في الخط الأمامي من مالاجيلا إلى السيفي إلى التراوري إلى الذوادي أضف إليهم وسام يحي الذي ترك مكانه ولعب معظم الوقت في المناطق الأمامية وأضف إليهم أسامة السلامي وكأن الانتصار يأتي بهذه الطريقة الفوضوية، كأنه لا يأتي إلا بأكبر عدد ممكن من المهاجمين، وكأن الهجومي يقترن فقط بوفرة عدد المهاجمين الذين صاروا يضايقون بعضهم البعض والمثال على ذلك ما شاهدناه في الشوط الثاني من مضايقة التراوري لمالاجيلا، وهذا تصور لا أساس له من الصحة وتصور تقليدي كنا نعمل به في البطاحي والأحياء... النادي الإفريقي خلق في هذه المباراة عددا من الفرص سانحة للتسجيل، ولكنه أضاعها كلها، وهذا أمر عادي جدا يحصل لكل الفرق وفي كل المباريات، ولكن الطريقة التي لعب بها ـ إن جاز لنا أن نتحدث عن طريقة في هذه المباراة ـ لن تأتي بالانتصار أبدا ولا تطمئن أنصار الفريق ولا تدل على أن هناك عملا بصدد الإنجاز داخل المجموعة يوحي بانتظار التحسن في قادم الجولات...
في هذه المباراة بدا لنا مراد محجوب مفكرا في شيء واحد وهو الانتصار ولا شيء غير الانتصار ليضمن بقاءه بالنادي الإفريقي، وهذا ما جعله يضيع البوصلة ولا يكون قادرا على ضمان السيطرة التكتيكية على المجموعة التي اختارها للعب، وكأن اللاعبين شعروا بما شعر به مدربهم فراحوا هم بدورهم يتجارون في كل الاتجاهات لعل هدف الانتصار يأتي في أي لحظة وبأية طريقة كانت... الهدف لم يأت لأن الفريق لعب بطريقة فوضوية عقيمة ولعب بطريقة "بعلي" لا تليق بفريق في حجم النادي الإفريقي... في هذه المباراة بصم مراد محجوب بالعشرة على قرار إقالته من الفريق وسهل الأمر على مسؤولي الإفريقي، هو بصم بالعشرة على إقالته ليس بسبب نتيجة التعادل فقط وإنما أيضا بسبب الفوضى التكتيكية الخلاقة التي طبعت أداء الفريق في مباراته ضد النادي الرياضي بحمام الأنف والتي لم تخلق إلا الضياع واللعب الخالي من الجمالية والنجاعة، اللعب الذي لا ذات له ولا صفات...

بدا النادي الإفريقي وكأنه يلعب بدون مدرب وبدون خطة واضحة المعالم... الواضح فقط في النادي الإفريقي هو تعمد المدرب إفراغ منطقة وسط الميدان بعد إخراج نور حضرية وتعويضه بمحمد التراوري الذي أطنب في التمريرات الخاطئة و إفراغ منطقة الدفاع وتكديس المهاجمين في الخط الأمامي من مالاجيلا إلى السيفي إلى التراوري إلى الذوادي أضف إليهم وسام يحي الذي ترك مكانه ولعب معظم الوقت في المناطق الأمامية وأضف إليهم أسامة السلامي وكأن الانتصار يأتي بهذه الطريقة الفوضوية، كأنه لا يأتي إلا بأكبر عدد ممكن من المهاجمين، وكأن الهجومي يقترن فقط بوفرة عدد المهاجمين الذين صاروا يضايقون بعضهم البعض والمثال على ذلك ما شاهدناه في الشوط الثاني من مضايقة التراوري لمالاجيلا، وهذا تصور لا أساس له من الصحة وتصور تقليدي كنا نعمل به في البطاحي والأحياء... النادي الإفريقي خلق في هذه المباراة عددا من الفرص سانحة للتسجيل، ولكنه أضاعها كلها، وهذا أمر عادي جدا يحصل لكل الفرق وفي كل المباريات، ولكن الطريقة التي لعب بها ـ إن جاز لنا أن نتحدث عن طريقة في هذه المباراة ـ لن تأتي بالانتصار أبدا ولا تطمئن أنصار الفريق ولا تدل على أن هناك عملا بصدد الإنجاز داخل المجموعة يوحي بانتظار التحسن في قادم الجولات...
في هذه المباراة بدا لنا مراد محجوب مفكرا في شيء واحد وهو الانتصار ولا شيء غير الانتصار ليضمن بقاءه بالنادي الإفريقي، وهذا ما جعله يضيع البوصلة ولا يكون قادرا على ضمان السيطرة التكتيكية على المجموعة التي اختارها للعب، وكأن اللاعبين شعروا بما شعر به مدربهم فراحوا هم بدورهم يتجارون في كل الاتجاهات لعل هدف الانتصار يأتي في أي لحظة وبأية طريقة كانت... الهدف لم يأت لأن الفريق لعب بطريقة فوضوية عقيمة ولعب بطريقة "بعلي" لا تليق بفريق في حجم النادي الإفريقي... في هذه المباراة بصم مراد محجوب بالعشرة على قرار إقالته من الفريق وسهل الأمر على مسؤولي الإفريقي، هو بصم بالعشرة على إقالته ليس بسبب نتيجة التعادل فقط وإنما أيضا بسبب الفوضى التكتيكية الخلاقة التي طبعت أداء الفريق في مباراته ضد النادي الرياضي بحمام الأنف والتي لم تخلق إلا الضياع واللعب الخالي من الجمالية والنجاعة، اللعب الذي لا ذات له ولا صفات...
ملاحظ
|
Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 29889