الإرهابي

<img src=http://www.babnet.net/images/5/adelimamirhabi.jpg width=100 align=left border=0>


طرق عنيف جعل عائلة كاملة تنتفض.. انتعل رب الأسرة واندفع نحو الباب ليرى هذا الطارق الغليظ.. ارتسمت على محياه الدهشة.. أربع شداد غلاظ يرتدون بدلات رسمية سوداء يدفعونه للداخل.. ويصرخ خامس فلان أنت متهم بتكوين خلية إرهابية غايتها القيام بأعمال تخريبية ضد مصالح أجنبية بالبلاد.. وكأن خنجرا مسموما أصاب قلبه وقلب كل فرد في أسرته.. لماذا..؟ من..؟ أنا..؟ ماذا..؟..
وصلتنا معلومات بأنك تواظب على صلاة الجماعة وتقضي بعض الوقت مع ثلة من المشتبه بهم في المسجد اثر الصلاة في مناقشة أمور دينية.. أجبرت زوجتك على ترك العمل بدعوى انك تحرم الاختلاط.. تنظم في دكانك ملتقيات لأناس لهم سجل لدينا وهذا الدكان ليس سوى واجهة لمداراة أعمالك المشبوهة أنت والجماعة التي كونتها.. أنت متهم بتجنيد عدد من المراهقين وغسل أدمغتهم.. لماذا تفعل هذا بشباب يحب الحياة ويلبس "الدجين" ويضع "الجال" ويدمن "الراب" لماذا تفسد أخلاقهم وتملا عقولهم بأفكار ظلامية هدامة.. ومتهم بالتخابر مع دولة أجنبية للاضرار بالمصالح الاقتصادية للبلاد الإرهابي والتخطيط لعمليات تخريبية تسيء لسمعتنا وتضر بالسياحة احد أهم موارد الدولة.. خذوه للسيارة.. أخذت زوجته في النحيب ولطم وجهها.. زوجي لا يؤذي نملة.. إنها محض افتراءات يا سيدي.. اقسم أن زوجي لا علاقة له بكل هذا.. اسكتي لم يتوجه احد إليك بالسؤال.. التزمي الصمت اسكتي أبنائك أو غادروا الغرفة ليس لدينا وقت لإضاعته أمامنا أعمال كثيرة.. اقسم بالله يا سيدي أنا رجل مسالم منذ أن جئت للدنيا وأنا اسعي لإرضاء الجميع.. توفي أبي وأنا في العاشرة فانقطعت عن التعليم حتى أساعد أمي في إعالة إخوتي أكملوا دراستهم وكبروا واشتغلوا وتنكروا لي ومع هذا أحبهم وأزورهم وأسعى لوصلهم رغم جفائهم.. فتحت دكان لبيع مواد التنظيف وساعدتني زوجتي في ذلك.. تجارة بالكاد توفينا مصاريفنا اليومية ولكن الحمد لله على كل حال تربيت على أن القناعة كنز لا ينفى.. زوجتي تخلت عن عملها من تلقاء نفسها بعد أن أنجبت طفلنا الثالث الذي اكتشفنا انه معوق.. شباب كثر من أبناء الحي أحبوني واعتبروني أخا اكبر وساعدتهم على حب الصلاة لا غير.. إذن أنت معترف بأنك ضحيت لأجل إخوتك وجحدوا ذلك وانك تعاني من قلة ذات اليد وان إنجابك طفل معوق زاد الطين بلة وجعل الدنيا تسود في عينيك وتريد الانتقام من المجتمع واثبات أن لك دور مهم في الحياة وانك قادر على لفت الانتباه حولك لا بمالك أو بعلمك بل بعقلك التخريبي.. اخذ يلطم.. اقسم بالله وشاية كاذبة.. أنا بريء أحب بلدي ولا أتوانى على خدمتها قدر المستطاع فانا أول المنتخبين وأول المصفقين وأول.. اخرس خذوه.. اقبل يديك يا سيدي أنا بريء.. وحياة أبنائي بريء.. وسقط مغشيا عليه.. ولم يفق إلا على صوت التصفيق وتهاطل القبلات عليه والضحكات وجاره اعز صديق لديه يحتضنه.. ههههههههه شاركت معنا في الكاميرا الخفية...
مديحة بن محمود








Comments


17 de 17 commentaires pour l'article 29593

Observo  (Canada)  |Mardi 14 Septembre 2010 à 02:14           
عدم إحترام الرأي المخالف ليس سببه التدين بل العقليات و المناخ السياسي و الإجتماعي الذي نشأنا فيه. فكم من لامتدين فكره أضيق من عنق الزجاجة. من ناحية أخرى، لا يمكن أن نحكم على المتدين من خلال الصورة النمطية التي ترسم له في الإعلام: إنسان متعجرف، أناني، متسلط، إلى غير ذلك من الأوصاف القبيحة. نعم هناك متدينون بتلك الأوصاف لكن كم ياترى نسبتهم من بين كل المتدينين؟
قلنا هذا الكلام و كان أولى أن نعرف من هو المتدين؟ ماهي السلوكات (الظاهرة) التي يجب أن يقوم بها المرء حتى يوصف بالمتدين؟ الصحفية لم تجب على هذا السؤال ربما عن قصد حتى يرسم كل واحد منا صورته الخاصة عن المتدين حسب فهمه الخاص، لكن في نهاية المطاف لا أظننا سنختلف كثيرا حول المتدين المقصود بالقصة على الأقل في مظهره الخارجي.
أخيرا أسجل إنبهاري بشجاعة الصحفية على الخوض في موضوع كان يضع الرقاب على كف عفريت منذ وقت ليس ببعيد.

RATIO  (United States)  |Mardi 14 Septembre 2010 à 01:16           
مديحة تنقد الكليشيات التي ارطبطت بالمتدين بكليشيات أتعس منها : "شباب يلبس الدجين و يضع الجال..."
و هو ما يبرر في الحقيقة الكليشيات التي ارطبطت بالمتدين : سعيه الدائم للحكم على الاخر من منظوره الضيق للمجتمع و عدم احترامه للاختلاف

أمن البلاد و العباد ليس لعبة يا مديحة
كان من الاجدى ان تنتقدي الأسباب التي أدت الى هذه المعاملة او هذه النظرة للمتدين "البسيط الساذج" وهي نظرة لم تأتي من عدم بل من تصرفات البعض منهم...

LOTFI  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 23:37           
غدوة الصباح تصبح في بوشوشة يا مديحة...............كانت فمة طفلة اسمها مديحة تكتب في باب نات

Dorra  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 22:38           
يعطيك الصحة يا مديحة في هذا المقال
صحيح المتدينين مضطهدين ويا إما يشدوا ببوشتهم ويقعدوا عاقلين وما يعبروش على أفكارهم ، يا إما يصير فيهم اللي قلتو في مقالك
الله غالب التفسخ والانحلال يعتبر تفتح وتطور في زماننا
أما التشبث بالقيم وبتعاليم الدين يعتبر إرهابا وأفكارا هدامة
الله يحمي بلادنا وشبابنا من كل من يريدنا نسخة مشوهة عن الغرب وأن يطمس هويتنا وعروبتنا وديننا

Intidhar  (France)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 17:07           
Bravo madiha nouveau look pour la presse tunisienne..........

اسماعيل  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 14:40           
نقد بناء لواقع مؤلم نعيشه
اكان في مسرحية او في مقال يبقى مرحبا به في شتى اشكال الاعلام

Dali  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 13:24           
طلعت مهفة للا مديحة ومش اول مرة تحكي بذكاء وتقرص ويدها تحتها شخصيا تعجبني المراة من نوع هذا

Absurde  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 12:49           
Bravo madiha! j'aime votre passion pour l'écriture et comme il est dit dans les commentaires vous vous améliorez considérablement, bonne continuation!

ps: débrouillez-vous pour contacter النسناس avant toute publication, il est fort ce monsieur.

Rambo cz  (Czech Republic)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 12:17           
I love you madiha

Zied  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 11:51           
Bravo

سس  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 11:28           
يا مديحة تي وين تحب توصل . على خاطر هاذي كف وكعبة حلوة

   (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 10:04           
في عالم الادب نجد شيء يسمى التخاطر وهو ان يفكر اكثر من شخص في نفس الفكرة وفي نفس الوقت احيانا وهذا لا يعني ابدا ان احدهم استولى على فكرة الاخر كذلك نجدها في عالم التلحين ووقعت عدة مشاكل لملحنين عمالقة ايام الزمن الجميل بسبب هذا التخاطر
شكرا مديحة مواصلة طيبة

Fedda  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 09:50           
اللقطة نفسها عبر عنها لامين النهدي في مسرحية المكي وزكية الفرق الوحيد أنه يقول خرجلي رؤوف كوكة وقالي شاركة معانا في الكامرا الخفية عودوا إلى المسرحية ستجدون المشهد منسوخا,

Mohamed  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 09:41           
مقالات ديمة حلوة لانها لا تعتمد الزاد اللغوي كاساس رغم انه مهم ولكن ترتكز على قيمة الفكرة التي يعبر عنها بطريقة اقول على مسؤوليتي جديدة في الصحافة التونسية اختص بها بعض الوجوه الصحفية الشابة
تنجم تقول الي تحب من غير ما تخاف من حد ولكن في اطار فدلكة
مقال رائع

Monia  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 09:33           
Bravo madiha c 1 bon article j'aime bien l'idée

صديق الموقع  (United States)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 08:22           
@ النسناس

أحسنت ، لا فظ فوك

@ babnet

لماذا لا يقع التفكير في توظيف مختص في اللغة العربية تسند إليه مهمة مراجعة النصوص قبل نشرها ؟؟
نعلم أن مسؤولية ما ينشر تقع على الكتاب أولا و لكن موقعا بحجم باب نات و بمقدار النجاح و الانتشار الذي حققه يستحق أن تكون الأعمال المنشورة على أعمدته تستجيب لحد أدنى من الجودة.

@ مديحة بن محمود

حالفك التّوفيق هذه المرة ، وأكثر من أي مرّة ، في اختبار الموضوع و عبرت عن هموم شريحة مجتمعيّة عريضة . نرجو منك الانتباه أكثر لما أشار إليه أخونا المحترم من أخطاء ، حفاظا على جودة الأعمال التي تقدّمينها

النسناس  (Tunisia)  |Lundi 13 Septembre 2010 à 02:07           
إلى الأخت مديحة بن محمود
يؤسفني أن أعود مرة أخرى لأشير إلى أخطاء لغوية ارتكبتها في نصك "الإرهابي" وهي أخطاء تفسد عملك و ليس مسموحا لك أبدا أن تقعي فيها نظرا إلى قيمة ما تنشرينه من أعمال، هذا دون الحديث عن زلات أخرى في التعبير و التركيب و الرسم و عن نقائص في التنقيط ... هذه الملاحظات لا تنقص أبدا من قيمة عملك و من جهدك المبذول في التطرق في كتاباتك إلى مسائل على قدر كبير من الأهمية.
ــ الخطأ الأول : في السطر الثالث : قلت أربع شداد و الصواب أن تقولي أربعة شداد لأن اسم العدد من ( من 3 إلى 10 ) يخالف المعدود في الجنس ، و المعدود في هذا القول هو شداد و شداد في صيغة الجمع مفردها شديد ( مذكر ) و لذا يكون اسم العدد مؤنثا أي أربعة .
ــ الخطأ الثاني : في السطر الثالث و العشرين : كتبت أسكتي أبنائك و الصواب أن تكتبي أسكتي أبناءك لتكون الهمزة على السطر لأنها مفتوحة ( وظيفة "أبناءك" مفعول به ) و هي وسط الكلمة و مسبوقة بفتحة طويلة .
ــ الخطأ الثالث :في السطر الثامن و العشرين : قلت "فتحت دكان لبيع ..." و الصواب أن تقولي "فتحت دكانا .." لأن دكانا مفعول به منصوب.
ــ الخطأ الرابع : في السطر الخامس و الثلاثين : قلت " ... إنجابك طفل معوق ..." و الصواب أن تقولي "إنجابك طفلا معوقا ..." لأن هذا المركب هو مركب شبه إسنادي قائم على مصدر ( إنجاب ) متصل بمضاف إليه ( الضمير ك ) و هذا المصدر في هذه الحالة عَمِلَ عَمَلَ النواة الإسنادية فتطلب مفعولا به منصوبا و هو "طفلا معوقا " في هذا المركب .
الخطأ الخامس : في السطر السابع و الثلاثين : قلت " أن لك دور مهم " و الصواب أن تقولي " أن لك دورا مهما " لأن دورا مهما مركب نعتي اسم الناسخ الحرفي أن مؤخر و اسم الناسخ الحرفي يكون دائما منصوبا .
أرجو أخت مديحة أن تكوني أكثر تثبتا و ثباتا و تركيزا أثناء إنشاء نصوصك حتى لا تتسرب مثل هذه الأخطاء التي أشرنا إليه و التي و إن لا تنقص من قيمة نصك و أهميته فإنها تضعفه بعض الشيء و تعطي الانطباع أن صاحبته لا تحرص على سلامة لغتها من الهنات و الزلات ... و أرجو أن يتسع صدرك لمثل هذه الملاحظات .


babnet
*.*.*
All Radio in One