بعد نشر لعبة قصف المآذن بالنمسا وحظرها , استهداف الإسلام ورموزه مستمر في أوروبا

<img src=http://www.babnet.net/images/5/mosqueeaustria.jpg width=100 align=left border=0>


بادر حزب الحرية النمساوي (وهو أحد الأحزاب اليمينية بالنمسا) إلى نشر لعبة إلكترونية على موقعه بالإنترنت أثارت كثيرا من الجدل في النمسا واعتبرت لعبة عنصرية تحرض على الكراهية واحتقار الشعارات والرموز الدينية، وتتمثل هذه اللعبة التي تحمل اسم "الوداع أيها المسجد" في ظهور صور لمساجد ومآذن ومؤذنين (ملتحين و يضعون على رؤوسهم طرابيش حمراء) على الشاشة ويكون اللاعب مطالبا باستهداف كل ما يظهر أمامه على الشاشة من تلك الصور وحين النجاح في ذلك يختفي المسجد المستهدف أو المئذنة المستهدفة أو المؤذن المستهدف مصحوبا بصوت فرقعة وظهور رمز يشير إلى ذلك، علما وأن هناك لافتة صغيرة مكتوب عليها عبارة STOP تظهر على الشاشة. وأثارت هذه اللعبة استياء شديدا في أوساط الجالية الإسلامية بالنمسا وفي أوساط كثير من السياسيين النمساويين، مما جعل هؤلاء يتحركون بسرعة و نجاعة ويلتجؤون إلى القضاء النمساوي قصد المطالبة بوقف هذه اللعبة المسيئة للمسلمين والمشجعة على الكراهية ضدهم بصفة خاصة على الرغم من أن في النمسا كلها لا توجد إلا ثلاث مآذن. وبعد هذا التحرك السريع استجاب القضاء النمساوي لطلب وقف نشر اللعبة المعنية وقرر حظر هذه اللعبة المتداولة، و تجدر الإشارة إلى أن شركة سويسرية معادية للمسلمين و للهجرة صممت لفائدة حزب الحرية النمساوي هذه اللعبة. ونحن لا يجب أن ننسى أن حملة معاداة المآذن والمساجد بأوروبا انطلقت من سويسرا ذاتها .
إن المؤسف في كل هذا أن الإسلام يتعرض في أوروبا إلى هجمة شرسة ومفضوحة بدعوى الحرية والديمقراطية، فهل عرض الاستفتاء الخاص بالمآذن على الشعب السويسري منذ مدة كان بريئا لا تشوبه شائبة؟! وهل هذه اللعبة العنصرية التي أصدرها حزب الحرية النمساوي بريئة؟! وهل تعدّ المآذن من أسلحة الدمار الشامل فينبغي لأجل ذلك منع إنشائها وانتشارها؟! وهل ظن القائمون بمثل تلك الحملات أن تلك المآذن هي بمثابة الصواريخ العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية تهدد أمن البلدان الأوروبية وبقية دول العالم ؟! وماذا لو أن هذه المآذن كانت لليهود فهل ستجرؤ الديمقراطية والحرية الأوروبية على التفكير مجرد التفكير في منع بناء تلك المآذن؟! أ ولن تكون تهمة معاداة السامية جاهزة كأحسن ما يكون لتوجه إلى البلدان التي تمنع بناء المآذن والمساجد وتقوم بحملات ضدها لتنقض عليهم بكل شراسة حتى يراجعوا قرارهم ؟! وماذا لو أن عدة دول إسلامية بادرت إلى إقرار منع بناء الكنائس ودور العبادة التي تتصل بالأديان الأخرى عامة ومنع الموجودة على أراضيها من أداء وظيفتها والقيام بطقوسها الخاصة ؟؟!! ألن ينتفض الغرب ويعتبر أن مثل تلك الإجراءات منافية للحرية عامة والحرية الدينية خاصة واعتداء عليها وسيهدد بإقرار مختلف العقوبات وبالويل والثبور بل سينتقل مباشرة إلى بعد نشر لعبة قصف المآذن بالنمسا وحظرها ,  استهداف الإسلام ورموزه مستمر في أوروباالتنفيذ؟! ثم ألا تكون مثل هذه الحملات المشبوهة لمنع بناء المساجد في أوروبا لغاية مزيد التضييق على المسلمين ولمزيد وضع العراقيل أمامهم حتى يبتعدوا عن دينهم؟! أ ولا تشجع هذه الحملات المغرضة المعادين للإسلام حتى يستمروا في معاداتهم وفي إساءاتهم لهذا الدين المظلوم من قبل أعدائه وأتباعه على حد السواء ؟؟!!
المشكلة أن الحملات ضد المساجد والمآذن لم تكن معزولة ولم تأت صدفة وإنما كانت في سياق هجمة شرسة يتعرض إليها الإسلام في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات وفي سياق حملات تشويه متكررة طالته مع سبق الإضمار والترصد، وقد تجلت في أشكال وأساليب مختلفة مثل الأشرطة السينمائية التي تنتجها هوليود والكتب التي يؤلفها مفكرون ومؤرخون يعادون الإسلام والمقالات والتصريحات الصحافية والبرامج التلفزيونية والإعلانات والبطاقات البريدية وزلات اللسان المقصودة وغير المقصودة. و من حملات التشويه تلك ما هو موجّه إلى الإسلام عامة ومنها ما كان موجها إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ومنها ما تهجّم على القرآن الكريم وما عبث به ككتاب(ما وقع من تدنيس للمصاحف في العراق وأفغانستان ومعتقل غوانتنامو من قبل القوات الأمريكية ) وما سخر منه كآيات كريمة وتعاليم سمحة ومنها ما طال المساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا من اعتداءات عنصرية. و آخر تلك الحملات ـ وطبعا لن تكون الأخيرة ـ ما يقوم به النائب الهولندي المتطرف وزعيم حزب الحرية اليميني غيرت فيلدرز من إساءة واضحة إلى الإسلام ورموزه بكل إصرار وتحدّ ...

والحق أن حملات التشويه المتكررة على الإسلام تلك ـ وخاصة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبرـ كانت بدرجة أولى بسبب تهاون المسلمين في الدفاع عن دينهم الحنيف والسكوت عن كل تلك الحملات على الرغم من سعي بعض المنظمات الإسلامية في أوروبا و أمريكا إلى الدفاع عن هذا الدين و على الرغم من بعض النجاحات القليلة (مثل النجاح في إقرار حظر لعبة قصف المآذن بالنمسا)، ولكن تلك المحاولات غير ذات جدوى وفائدة كبيرة بما أن الهجمة التي يتعرض لها الإسلام شرسة جدا وأقوى مما نتصوره مثلما أكدنا ذلك آنفا ويتطلب الأمر وقفة حازمة جدا من قبل جميع الحكومات والمنظمات المحلية والشعوب الإسلامية وبما أن تلك المحاولات لم تكن منظمة بالكيفية المطلوبة ولا تخضع لإستراتيجية واضحة وبما أن تلك الهيئات تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة ودعم الدول الإسلامية لها وخاصة الغنية منها. ثم لا ننسى طبعا أن الجمعيات والمنظمات والمراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا تخضع إلى مراقبة مشددة ومحاصرة مستمرة و لصيقة لمنعها من الحصول على الدعم المالي اللازم لدعم أنشطتها بدعوى مكافحة الإرهاب والتضييق على الإرهابيين ....



وإنّ الواجب يقتضي أن تتحرك الدول الإسلامية للدفاع عن ديننا الحنيف و رموزه ومقدساته وحمايته من حملات التشويه التي صارت في السنوات الأخيرة أكثر شراسة وعدائية و إساءة. وفي هذا السياق نقترح إنشاء مرصد إسلامي عالمي للتصدي لكل من تسول له نفسه الإساءة إلى الإسلام ولكشف كل تلك الحملات المغرضة التي تستهدفه والتشهير بها ومنعها والرد عليها وتقديم الصورة الحقيقية لهذا الدين الحنيف. فماذا سيبقى لنا نحن المسلمين إذا لم ندافع عن هذا الإسلام وهو عرضة للإهانة والإساءة والتشويه؟! ومتى سنتحرك بقوة ونجاعة إذا لم نتحرك الآن ولم ننخرط في حملات مضادة ومنظمة لتقديم صورة مشرقة ووضاءة عن الإسلام عامة وعن القرآن الكريم وبيوت الله خاصة؟! ولماذا تُهدر أموال المسلمين وثرواتهم في ما لا يعني، في الملاهي والمراقص ولا تُرصد نسبة من تلك الأموال للدفاع عن الإسلام ؟! أ و لا يكفي المسلمين ما تعرضوا له من استنفاد لخيراتهم حتى يقع التهجم على دينهم وهويتهم ؟! وهل ننتظر من أعدائنا حتى ينصفوا الإسلام والمسلمين ؟! والله إن أمرنا لغريب وعجيب!! كل الأمم تدافع عن أديانها بشراسة وعزم وإصرار إلا نحن المسلمين رضينا لأنفسنا الذل والمهانة ورضينا لديننا " البهذلة" ونحن نتفرج كأن الأمر لا يعنينا، كأن الأمر يهم أمة أخرى من المريخ أو من أي كوكب آخر. بينما نرى اليهود يدافعون عن ديانتهم وجنسهم ووجودهم بكل ما أوتوا من قوة وسلطة و ينفقون من أجل ذلك الأموال الطائلة .
كما لا بد من أن نشير إلى أن هناك " جهات" إسلامية عُرفت بتشددها وتطرفها أسهمت بصورة فعالة في الإساءة إلى الإسلام عبر ما اقترفته من أعمال كانت تعتقد أنها لصالح الإسلام والمسلمين وعبر ما صرحت به من أقوال ترى أنها دعم لهذا الدين المهضوم حقه ونصرة له بينما هو في الأصل مساهمة في تشويه صورة الإسلام .
وإذا كان المعنيون بهذا الدين الحنيف لم يقفوا وقفة الرجل الواحد لدعمه وحمايته فماذا ننتظر من أعدائه؟ فلننظر إلى أوروبا وأمريكا كيف تتعاملان مع الدين الإسلامي؟! فكل ما يُحاك حوله من مؤامرات وكل ما يُقاد ضده من حملات الإساءة تضعه الحكومات الغربية في إطار حرية الرأي وبالتالي لا يمكن أن تتدخل لمنعه وذلك إيمانا منها بمبادئ الديمقراطية وحرية التعبير. أما إذا تعلق الأمر باليهود واليهودية ـ حتى وإن كان النقد متصلا بأعمال إجرامية اقترفها أشخاص معينون ـ فالمسألة تختلف جذريا. فيكفي لأحد في الغرب أن ينتقد إسرائيل أو أن ينتقد أحد مسؤوليها أو أن يشكك في أمر يتصل باليهود وبتاريخهم فستطاله السهام وسيُعاقب بتهمة معاداة السامية. وهنا لا بد أن نستحضر حادثة تشكيك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في صحة حكاية المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين (وهذا مجرد رأي قابل للنقاش يتنزل في إطار حرية الرأي والتعبير التي يؤمنون بها إيمان العجائز) فقامت القيامة في أوروبا وأمريكا ولم تقعد ووقع تناسي في لحظة من اللحظات مسألة الديمقراطية وحق حرية الرأي والتعبير وكأن هذه الديمقراطية وهذه الحرية لا تحترمان إلا إذا اتصل الأمر بالدين الإسلامي، بينما يُهان الإسلام (المتهم دوما بالإرهاب) يوميا في أوروبا وأمريكا ولا أحد يندد بما يتعرض له هذا الدين أو يستنكره، وبعد ذلك يحدثوننا في الغرب عن حوار الحضارات والأديان....

ملاحظ







Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 29508

PAIX  (Tunisia)  |Mardi 7 Septembre 2010 à 13:16           
العيب موش فيهم. في اكثر المسلمين في العالم اللي عطاو صورة خايبة على الاسلام
تلقا جماعة مطرفين وما يفهمو شي
وتلقا جماعة عافسين في المسلمين والعرب وهوما زعمة زعمة مسلمين ولا عرب
وعاملين فيها مثقفين وفاهمين الدنيا كيف الاوروبيين
ما فماش اشكون يدافع على الدين بالحق
هذاكة علاش هالكلاب يعملو اللي يحبو ويطاولو على الاسلام
شوية حقد وشوية خوف لا تولي اروبا فيها غالبية مسلمة
لا حول ولا قوة الا بالله


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female