زنا القلوب 2

... رن هاتفها.. المربية تخبرها أن طفلتها وقعت من أعلى الدرج.. عادت مسرعة ملهوفة على فلذة كبدها.. انتظرها طويلا لم يشأ الاتصال بها حتى لا يتسبب لها في أي مشاكل هم بالرحيل وفجأة همس محمود درويش في أذنه" انتظرها بصبر الحصان المعد لمنحدرات الجبال.. انتظرها بذوق الأمير الرفيع البديع انتظرها.. ولا تتعجل فان أقبلت قبل موعدها فانتظرها وان أقبلت بعد موعدها فانتظرها.." مرت الساعات متثاقلة دون أن تأتي أو تتصل غادر المكان وفي نفسه الم من أضاع الشيء مرتين..
اطمأنت على طفلتها ثم تذكرت الموعد الضائع همت بالاتصال شيء ما منعها اختلت بنفسها وخمنت.. هذه إشارة من السماء.. لم تستطع النوم تقلبت يمنة ويسرة وكأنها تنام على الجمر فتحت التلفزيون لم ترسو على فضائية وفجأة نط أمامها رجل ملتحي وجهه عبوس وكان مصائب الدنيا على كتفيه يولول : " يا أخواتي احذرن الشيطان احذرن الزنا قال الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم :" كتب على ابن ادم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه" أحست انه يتوجه إليها بالحديث آلمتها كلماته سارعت بتغيير المحطة ثم لم تتمالك نفسها وعادت لسماعه "الزانية المحصنة ترجم حتى الموت لا رأفة ولا رحمة يا أختي حصني نفسك بالنقاب حتى لا يطمع من في نفسه مرض اياكي والاختلاط ارتفعت حرارتها غيرت المحطة ثانية ثم عادت وتزايدت دقات قلبها وهو يعلن عن وصفة سحرية لتجنب الفتن وتفادي الزنا .. دعاء سيدنا يوسف : "قال رب السجن أحب اليا مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن اصب إليهن وأكن من الجاهلين" أخذت تردده حتى غلبها النعاس..
"اتركوني لم افعل شيئا.. دعوني وشاني.. يجذبها اثنين شداد غلاظ.. لست خائنة.. اقسم انه لم يلمسني احد غير زوجي.. لم التق به حتى.. هل سأرجم لأني أحببت .. هل من العدل أن نحاسب على النوايا.. صوت يردد " القلب يهوى ويتمنى" الزنا خزي في الدنيا وقبر مليء بالأفاعي وعذاب في الآخرة.." رجل ثالث بصدد الحفر وما أن انتهى حتى القي بها وتم ردمها حتى الصدر ودعوة الناس لرجمها حتى الموت وبدأت الحجارة تنهال عليها وهي تصرخ وبالكاد تتفرس في الوجوه مستجدية نظرة عطف هاهو جارها الذي طالما كان يتدثر بعباءة الورع ولا يفوته فرض ولا نافلة ظاهرا ولا يستحي من رشقها بنظاراته الوقحة خفية ينال شرف رجمها وذاك قريبها الذي كان يريد الزواج منها والآخر صديق زوجها الذي لم يكف عن مغازلتها يوما وذاك.. أ كل هؤلاء شرفاء ووحده قلبي الزاني يستحق الرجم.. واصلت الصراخ.. الم تتشدقوا بكون النساء ناقصات عقل ودين ولم تتركوا مناسبة إلا ورددتم هذا الحديث متجاهلين معناه الصحيح متعمدين فهمكم الخاطئ له إذا دعوني لما أحاسب كانسان كامل المدارك.. بدأت الدماء تسيل من وجهها غاسلة عارهم.. يا رب.. يا رب.. أفاقت مفزوعة يبدو أن الكوابيس لن تفارقها بعد الآن..
اطمأنت على طفلتها ثم تذكرت الموعد الضائع همت بالاتصال شيء ما منعها اختلت بنفسها وخمنت.. هذه إشارة من السماء.. لم تستطع النوم تقلبت يمنة ويسرة وكأنها تنام على الجمر فتحت التلفزيون لم ترسو على فضائية وفجأة نط أمامها رجل ملتحي وجهه عبوس وكان مصائب الدنيا على كتفيه يولول : " يا أخواتي احذرن الشيطان احذرن الزنا قال الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم :" كتب على ابن ادم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه" أحست انه يتوجه إليها بالحديث آلمتها كلماته سارعت بتغيير المحطة ثم لم تتمالك نفسها وعادت لسماعه "الزانية المحصنة ترجم حتى الموت لا رأفة ولا رحمة يا أختي حصني نفسك بالنقاب حتى لا يطمع من في نفسه مرض اياكي والاختلاط ارتفعت حرارتها غيرت المحطة ثانية ثم عادت وتزايدت دقات قلبها وهو يعلن عن وصفة سحرية لتجنب الفتن وتفادي الزنا .. دعاء سيدنا يوسف : "قال رب السجن أحب اليا مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن اصب إليهن وأكن من الجاهلين" أخذت تردده حتى غلبها النعاس..
"اتركوني لم افعل شيئا.. دعوني وشاني.. يجذبها اثنين شداد غلاظ.. لست خائنة.. اقسم انه لم يلمسني احد غير زوجي.. لم التق به حتى.. هل سأرجم لأني أحببت .. هل من العدل أن نحاسب على النوايا.. صوت يردد " القلب يهوى ويتمنى" الزنا خزي في الدنيا وقبر مليء بالأفاعي وعذاب في الآخرة.." رجل ثالث بصدد الحفر وما أن انتهى حتى القي بها وتم ردمها حتى الصدر ودعوة الناس لرجمها حتى الموت وبدأت الحجارة تنهال عليها وهي تصرخ وبالكاد تتفرس في الوجوه مستجدية نظرة عطف هاهو جارها الذي طالما كان يتدثر بعباءة الورع ولا يفوته فرض ولا نافلة ظاهرا ولا يستحي من رشقها بنظاراته الوقحة خفية ينال شرف رجمها وذاك قريبها الذي كان يريد الزواج منها والآخر صديق زوجها الذي لم يكف عن مغازلتها يوما وذاك.. أ كل هؤلاء شرفاء ووحده قلبي الزاني يستحق الرجم.. واصلت الصراخ.. الم تتشدقوا بكون النساء ناقصات عقل ودين ولم تتركوا مناسبة إلا ورددتم هذا الحديث متجاهلين معناه الصحيح متعمدين فهمكم الخاطئ له إذا دعوني لما أحاسب كانسان كامل المدارك.. بدأت الدماء تسيل من وجهها غاسلة عارهم.. يا رب.. يا رب.. أفاقت مفزوعة يبدو أن الكوابيس لن تفارقها بعد الآن..

مر يوم ويومان وأسبوع اكتسحت غيمة من الحزن وجهها والتزمت الصمت باءت كل محاولات زوجها لمعرفة سر هذا الاكتئاب بالفشل.. رويدا رويدا عاد صوته يدغدغ أذنها وسيطرت عليها فكرة اللقاء من جديد قاومتها بكل استبسال ولكن ما أمر أن تسيطر على المرء فكرة معينة.. وما أمر أن يتآمر عليه القلب والحواس..
آسفة لم احضر ذاك اليوم.. لا عليك انشغل بالي فحسب.. هل انتظرتني طويلا.. انتظرك عمرا بأسره ولا أمل الانتظار لأني أدرك انك ستاتين في النهاية..
أكثر ما يشدها إليه غروره ويستفزها تحديه المستمر لها وفي المقابل تكره خجل زوجها وسلبيته معها.. لزما الصمت.. فضفضي ألست مرآتك.. لا أريد أن اشعر بهذا الحزن في صوتك أحس أن الشمس غادرت جبينك.. ألا زلت محتفظة ببعض جنونك.. لا جمدت جنوني.. احبك.. فاجأته الكلمة التي طالما تمنى سماعها ولكن فات أوانها الآن؟؟؟..
التزما الصمت ثانية ثم اتفقا على لقاء قريب.. اعترتها سعادة عارمة ولى الحزن وحل مكانه مزيج من الايجابية والطاقة وحب الخير والبذل والعطاء.. بدا شبح الشيخ يهل عليها حاولت التفكير في أمور أخرى حتى لا ينغص عليها كلامه مشوارها مشوار العمر.. ابتعدت عن كل ما يذكرها بالزنا والرجم تركت صلاتها التي طالما كانت تحافظ عليها وابتعدت عن القنوات الدينية وحتى التسبيح ربما حياء من الله لأنها تكره أن تكون منافقة.. أن تصلي وتتلو القران الكريم وفي قلبها يتخبط حب سفاح فات أوان إجهاضه.. أو ربما خوف من أن يهديها الله وتبتعد عنه أليست الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..
لمحته من بعيد للمرة الثانية.. نور كسا وجهها.. هاهو سيد عمرها الوحيد الذي تغار عليه حتى من أمه وأخته نظرت إليه بشغف ولهفة فجأة غافلها شبح الشيخ واخذ يصرخ في أذنها "فالعينان زناهما النظر" طأطأت رأسها.. "الأذنان زناهما الاستماع" حبست أنفاسها وكأنها بهذه الطريقة ستصاب بالصمم.. "اليد زناها البطش والرجل زناها الخطى" تسمرت في مكانها "والقلب يهوى ويتمنى" ماذا ستفعل في هذه الحالة هل ستنتزعه من مكانه ومنذ متى كان الإنسان قادرا على التحكم في قلبه………..
مديحة بن محمود
Comments
21 de 21 commentaires pour l'article 28785