بعد منتصف الليل

كانت /شابة/ تبلغ من العمر 16 سنة لم تكن تملك من مواصفات الجمال الشيء الكثير بل على العكس كانت قبيحة الشكل والمضمون ومملة عنيدة لا تقبل بالرأي الآخر ولاتهتم كثيرا بمآخذات الآخرين بل على العكس كانت تزيد في تعنتها وترفض أي تدخل في شؤونها رغم أن هذه الصفات جعلت الكثرين يهجرونها ويملون مجالستها
كانت "شابة" تعاني في صمت وترفض أي اقتراح لانتشالها من هذه التعاسة التي تلازمها تماما ولم تكن تمتلك شخصية مستقلة متفردة و تعاني سطوة أمها وكأنها نسخة مطابقة لها ..بلغت الأم الأربعة والأربعين عاما ملامحها جامدة متجهمة اغلبية الوقت وكأنها لا تنتبه الى المرآة أبدا مسلوبة الارادة تماما وفي تبعية دائمة لولي نعمتها الذي يغدق عليها الأموال
كانت "شابة" تعاني في صمت وترفض أي اقتراح لانتشالها من هذه التعاسة التي تلازمها تماما ولم تكن تمتلك شخصية مستقلة متفردة و تعاني سطوة أمها وكأنها نسخة مطابقة لها ..بلغت الأم الأربعة والأربعين عاما ملامحها جامدة متجهمة اغلبية الوقت وكأنها لا تنتبه الى المرآة أبدا مسلوبة الارادة تماما وفي تبعية دائمة لولي نعمتها الذي يغدق عليها الأموال
لم تكن الأم، كحال ابنتها، جميلة فقد اجتاحت التجاعيد وجهها واكتسحت الشيخوخة المبكرة حياتها ففقدت بريقها ولم تقدر على منافسة جاراتها في جلب نظرات الاعجاب رغم أنهن يملكن من الجمال الشيء القليل ولكنهن يتمتعن ببعض الحرية والجرأة واللتان لا تتوفران لدى الأم لذلك هجر رؤيتها الكثيرون وبقيت هي وابنتها تعانيان التذمر والتجاهل
الى أن سقطت الأم في غيبوبة عميقة تستيقظ منها أحيانا على وقع صفعات شاب غني كان يمر بمنزلها أربعة أيام في الاسبوع فيصفعها صفعات متتالية تستفيق اثرها لتعود فيما بعد الى غيبوبتها المزمنة التي لم ينفع معها أي علاج بل على العكس كانت وضعيتها تسوء يوما اثر الآخر
بقيت "شابة" في وصاية أمها رغم سقوطها ضحية لغيبوبتها فقد ألم بها منذ سنوات مرض غريب ففي حدود منتصف الليل تتقمص شخصية أمها وتصبح نسخة شبيهة في تصرفاتها وتجهم وجهها خاصة وأن ملامحهما متقاربة لتبقى على هذا الحال الى حدود منتصف النهار من يوم الغد فتتخلص من شخصية أمها وتستعيد شخصيتها اللي لا تختلف كثيرا عن تلك لدى والدتها لذلك لم تجد صعوبة في تقمصها

اما الجارات فلم تعرن اهتماما ل"شابة" ولا ل"أمها" ولكن ما كان يخفيهن اكثر ذلك الشاب الغريب اللذي يمر ببيت الوالدة ليشبعها صفعا تستفيق على اثره كانو يخشون استفاقتها ويرغبون في بقائها على حالها مغيبة عن الواقع تماما ولم يكن لشابة اي حضور بارز في محيطها ولم تمثل شيئا كبيرا لذلك كان التجاهل الدائم مصيرها
بعد منتصف الليل تنسى شابة شخصيتها ويركبها خيال أمها التي لا تتفطن لشيء من حولها فتحترم كل صفات الشخصية المتقمصة من الوجه المتجهم الى التلفظ بلغة سقيمة ركيكة وصولا الى التعامل بجفاء مع كل من حولها، كانت "شابة" مغلوبة على أمرها ولا حول لها ولا قوة أمام أمها وأمام جبروت ولي أمر والدتها لذلك استكانت
بعد منتصف الليل تعود شابة امرأة عجوز لا حياة في وجهها ولا دماء ثائرة في عروقها ولا جرأة في تصرفاتها فحريتها مسلوبة كحال أمها، ولا تختلف وضعيتها وهي تعاني هذا التقمص عن شخصيتها في باقي اليوم كثيرا ف"شابة" ولدت لتكون تابعة لأمها ولا تملك من الشباب والاندفاع الا الاسم فقط لذلك نسيت سنها واقتنعت بحالها وجلست الى جانب أمها تنعى حظهما
لا فائدة ترجى من "شابة" لا قبل منتصف الليل ولا بعده فلغتها لن تتغير وجمودها لن يتزحزح وستبقى شبيهة لحال أمها المغيبة تماما والتي تنتظر ذلك الشاب الغريب ليصفعها ويعيدها ولو بعض الوقت الى رشدها والذي بدأ يمل منها ومن المرور عليها، ليبقى الحال كما هو عليه وتنتظر الفرج الذي يبدو بعيدا,,بعيدا للغاية
حمدي مسيهلي
Comments
15 de 15 commentaires pour l'article 27981