كل ما نشاهده ونعيشه في الشارع ، في المؤسة التربوية ، في الملاعب ، في المقاهي إلى آخره .....فهو منتظر و على ما أظن اننا بدأنا نجني ثمرة عقدين أو ثلاث الأخيرتين من الزمن من حنكتنا و تربيتنا لأبنائنا في المنزل و المؤسسات التربوية و الإعلامية.
يا حسرة على زمان ، أتذكر جيداً في الستينيات عندما كنت في المبيت المدرسي و عدد التلاميذ ما يقرب عن ٨٠٠ تلميذ و ٤٠٠ تلميذة في المطعم المدرسي و كان الإنضباط موجود بأتم معنى الكلمة و مع هذا والله العظيم كان موجود قيم واحد فقط في المطعم. الآن يا اخوتي القارب يغرق رويداً رويداً ونحن موتى لكن أعيننا مفتوحة . مازال ، مازال ، علينا ...... ألتميذ والمربي كيما سيدي كيما جواده.

مخ التربية وأساسها هوالإبتعاد قدر الإمكان عن مخالطة الأطفال السيئين وهم معروفون وعادة تجدهم من عائلات غير متماسكة كأن يكون الأب ـ سكارجي ـ أو منحرف في طبعه وفي ألفاظه السوقية ، هنا يجب على المرء إبعاد أبنائه عن مصادقة مثل هؤلاء الأطفال لأنهم مثل حبة الطماطم الفاسدة عند وضع طماطم جيّد بجانبها فهو يفسد سريعا ، والفأر ينتّن فستقيّة أو ماجل ويجبر أصحابه على تفريغه وتطهيره وفي نطاق التربية بالضرب أشير إلى أني عندما كنت تلميذا في السنة الثالثة
ابتدائي أي منذ الستينات ، نلت طريحة نباشة القبور من معلّم العربية لم أنساها للآن وقد ربّتني في ما تلاها ، أرويها لكم ،،، كان معلّم العربية هو الذين يقوم بحصّة الرياضة ، في إحدى الحصص حيث كنا نغادر المدرسة صفا إلى ساحة مجاورة لها للقيام بحصة الرياضة وبينما كنا نسير في الصف التقطت من الأرض غطاء معدني لقارورة قازوز ، فتفطن لي أحد التلاميذ وقال لي ـ اشلقيت ؟ أي ماذا وجدت ؟ فخطر على بالي أن ـأحمصه ـ أي أستفزّه فقلت له لقد وجدت عشرين مليما ـ صحّ لي ،
ثم نسيت الأمر ، بعد الرجوع من الحصّة والعودة للقسم ناداني المعلّم وهو متجهّم قائلا ،، أين العشرين مليما التي وجدتها في الطريق ، إن أحد زملائك أضاعها ، وهي عندك الآن ، هاتها حتى نعطيها لصاحبها ،،، فبهتّ وقلت له كلا ياسيدي إنها غطاء دبوسة وكنت أفذلك على صاحبي ، فلم يقتنع بذلك وأعطاني طريحة على ساقيّا لم أنسها للآن ولم أكذب ولم أفذلك بعدها أبدا ، إلّا أن الغصّة بقيت في مخيّلتي ، ثم منذ مدّة ـ أخيرا ـ علمت وأن ذلك المعلّم وقد أصبح شيخا ـ بمرضه ودخوله
للمستشفى وهو في حالة احتضار فزرته هناك ، وحكيت الحكاية لابنه وقلت له إني مسامح أباك على تلك المظلمة ـ لذا فرغم أنها مظلمة إلا أنها ربّتني ،

لا بدّ هنا من محاسبة الوليّ، كيف ربّى ابنه، فالتربية الصّحيحة هي الحصن الّذي يقي الطّفل شرّ الانسياق وراء تيارات العنف والتّفسّخ الأخلاقي، إنّ الآباء اليوم يتركون أبناءهم لوسائل الإعلام تربّيهم وللشّوارع، ويتصوّرون أنّ المعلّم والأستاذ قادران على تولّي مسؤوليّة التربية في المؤسّسة التّربويّة، وينسون أنّ دورهما مكمّل لأدوارهم فقط ولا ينفع العقار في ما أفسده الدّهر

العصا كأداة تربية بدأت تظهر من جديد في كثير من الدول وتعكس فشل الأساليب اللينة في إنجاح المشروع التربوي،العنف اللفظى و المادي الذي غمر الشارع و المؤسسات التربوية أصبح يهدد بجدية نموذج المجتمع التونسي الآمن الذي ساهمت أجيال في إرسائه.

Krimou (tunis)
ماذا تنتظرون من مجتمع بهتة وميقالو والألفاظ السوقية التي نسمعها يوميا من "حرقة" و"بوها" و"حكاية" وبية الذيبة وخنيزر وغير ذلك من لغة الانحراف والفساد بالأمس كان جيل عبدالعزيز العروي وبوديدح واليوم أصبح جيل بهتة وميقالو بالأمس نستمع إلى أم كلثوم وعبدالوهاب واليوم أصبح المزود يتردد عبر كل القنوات ماذا تنتظرون بالله عليكم؟

للاسف الشديد أصبحنا لا نبالي بهذه الكوارث المجتمعية والأخلاقية... التتبّع الجزائي هو الحلّ في غياب وعي الأولياء (الذين يحتاجون بدورهم غلى التربية والتهذيب)

ما يحدث من عنف هو نتيجة لعوانل متعددة :
_تغير قيم المجتمع وإعلاء شأن المادة على حساب العلم و المعرفة مما أدى إلى تراجع دور رجال التعليم
_ تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية بحيث صار المربي عبدا لما يدفعه التلميذ من مال لشراء الأعداد
_ استقالة الأسرة وانعدام الحوار مع الأبناء مما يجعل الشاب المراهق على استعداد لللانفجار في وجه من يراهم ممثلين لسلطة ما
_ استقالة الوزارة و مبدؤها أنا لاأرى و لاأسمع و لا أعرف و الأهم لاأريد أن أفعل شيئا

ناس لا دين لا أخلاق. المادة والفلوس عمتلهم قلوبهم. كل شي مضروب. رشوة،أكتاف،غش...

قم للمعلم وافيه التبجيل كاد المعلم ان يكون رسولا
اعتقد ان المربي قد انسحب البساط من تحت قدميه فيا حسرة على المربيين معلمين ومعلمات اساتذة ومكونين
كانت موهبة التدريس تنضح بكل السحر في تقديم الدرس والمعلومات والتشجيع على المنافسة باسلوب اعجز عن وصفه فهو مزيج من الخجل من النظر في عين المربي والمزح الذي يوطد العلاقة بين التلميذ واستاذه فتجد نفسك منكب على النهل من العلم عن طريق لستاذك ومعلمك.
اه ثم آه على زمن اصبح فيه المعلم يهان ويداس على كرامته من قبل تلميذ جاهل طائش والادهى مجرم في حق نفسه وفي حق زملائه وفي حق استاذه وفي حق المجتمع باسره
ولعل اول ما يلاحظ في هذا الجيل الجديد عدم احترامه للمؤسسة التربوية نفسها من خلال هندامه الغير لائق فأين والد التلميذ ذكرا او انثى عندما يتوجه للمدرسة وللمعهد؟؟؟؟؟
فأين دور المربي في استقبال هذا التلميذ لماذا لا توجد الصلاحيات الردعية من قبل المدير حتى يصلح من هذا التلميذ الذي دخل المؤسسة التربوية فهو غير مستعد لتلقي الدرس انما لاحداث الهرج
لماذا الاستاذ يهان؟؟؟ لماذا اصبح التعليم يقوم على كم تدفع لتنجح؟
لماذا هذا "التكالب" على جمع المال من قبل امربي حتى وصلت التربية البدنية تخضع لدروس تدارك؟؟؟
أين شخصية المربي في السيطرة على القسم وفرض الاحترام ؟؟؟
يا حسرة على أستاذ كان طوله لا يتجاوز المتر والنصف ولا يكاد التلميذ يفتح فاه في الحصة الا متى سمح له أستاذه بمزحة يقننها هو لتخفف من الحصة
ويا حسرة على استاذة دائمة الابتسامة ولا يتجرأ احد أن يتطاول عليها ولو قيد أنملة
الحل: لا للدروس التدارك خارج المؤسسة التعليمية؟
إعادة النظر في البرامج التعليمية لفرض البحث والمطالعة وشغل وقت التلميذ اكثر، توجيه الطاقة في البحوث المستمرة المبنية على استعمال الوسائل الحديثة،
إعادة دراسة برامج ثقافية مفيدة وليست مملة تستخف بعقول هذا الجيل.
إعادة رسكلة الطرق البيداغوجية للمربي ومراعاة الظروف الملمة بترعرع التلميذ داخل الاسرة وفي الشارع الذي يرتاده
واخيرا العقاب لكل من تسول له نفسه تجاوز نظم وقانون المؤسسة واقرار العمل من اجل المصلحة العامة للتلميذ وقترة حرمان من الدروس لفترات قصيرة كمعاقبته بأن يعمل في جمعيات القاصرين على الحركة مدة العطلة دون عائد مالي.
او قضاء هذا العقاب في العمل باحد البلديات لجمع الفضلات في ولاية غير الولاية التي يقطن فيها
أو قضاء فترة تاهيل داخل مؤسسة احداث حتى يقف على ما يمكن ان يصل اليه في حال العود تشدد العقوبة الى الحرمان من الدراسة.
مع توجيه إنذار لاولياء امور ، لان مهما كانت أشغالم فهذه فلذة كبدهم جاءوا بهم لان يجعلوا منهم مجرمين إمنا افرادا صالحة للمجتمع الذي يتكبد نفقات تعليمهم.
أخيرا وليس آخر بالنسبة لاهم موضوع أعتقد انه ركيزة اصلاح مجتمع في تقهقرخاصة الاخلاق والشباب والمستوى العلمي رغم عديد النجاحات، هو وجوب الاعلام والتوعية
وان شاء الله العاقبة خير

هذه نتيجة متوقعة بعد أن أوكل معظم الأولياء تربية أولادهم للشوارع و المقاهي. و بالمناسبة، يبدولي أننا في تونس قريبين من تحطيم الرقم القياسي في إستعمال الكلام البذيء. أصبحت حالة مرضية لا تنبئ بخير بكل صراحة. و ها أنكم قد رأيتم و سمعتم منذ فترة كيف دخلت البذائة للتلفزة.

الردع .... الردع .... كل من يقدم على مثل هذه التصرفات يجب أن يعاقب بالطرد و التتبع المدني .... ويكون عبرة لمن يعتبر