تغير مقر القناة...ولا أمل في تغير عقليتها

وأخيرا سينتقل جماعة مبنى شارع الحرية إلى مقرهم الجديد على /الهضبة/، سينتقلون بعد سنوات كثيرة قضوها في مقرهم القديم يطبخون لنا "أطباقا" تلفزيونية أغلبها منتهي الصلاحية تسبب في "تسمم" تلفزيوني للمشاهد التونسي الذي تعب من استبلاه قناته "الأم" ومعاملتها له كساذج.
سينفض السكان غبار المقر القديم وسيزحفون فرحين مسرورين نحو استوديوهات أفخم وتقنيات أحدث ومساحات أوسع يكملون فيها غفوتهم التي طالت وسباتهم الذي أحرق أعصابنا وتجاهلهم للأصوات التي تتعالى لإزالة "السوس" الذي نخر برامج تلفزتنا.فلا شيء يوحي بتغير "عقلية" شاشتنا الصغيرة إلى الأفضل ولا بارقة أمل تجعلنا نتفاءل بأن الله سيغير من حال عامليها ويغير مذاق أطباقهم الفاسدة.
سينتقل نفس السكان إلى الهضبة، نفس الوجوه التي أرهقتنا ب"كوارث" تلفزيونية استهلكها التونسي صاغرا مكرها حتى رحمته منها القنوات الفضائية فهجر قناته لا يعود إليها إلا إذا حل سامي الفهري ببركاته أو ليشاهد مباريات البطولة التي تبدو متابعتها إذاعيا أرحم من رؤيتها بذلك الشكل.
سينفض السكان غبار المقر القديم وسيزحفون فرحين مسرورين نحو استوديوهات أفخم وتقنيات أحدث ومساحات أوسع يكملون فيها غفوتهم التي طالت وسباتهم الذي أحرق أعصابنا وتجاهلهم للأصوات التي تتعالى لإزالة "السوس" الذي نخر برامج تلفزتنا.فلا شيء يوحي بتغير "عقلية" شاشتنا الصغيرة إلى الأفضل ولا بارقة أمل تجعلنا نتفاءل بأن الله سيغير من حال عامليها ويغير مذاق أطباقهم الفاسدة.
سينتقل نفس السكان إلى الهضبة، نفس الوجوه التي أرهقتنا ب"كوارث" تلفزيونية استهلكها التونسي صاغرا مكرها حتى رحمته منها القنوات الفضائية فهجر قناته لا يعود إليها إلا إذا حل سامي الفهري ببركاته أو ليشاهد مباريات البطولة التي تبدو متابعتها إذاعيا أرحم من رؤيتها بذلك الشكل.
أهملت قناتنا متفرجيها سنوات وسنوات لا تتحدث عنهم ولا تهمها همومهم وكأنها تتحدث إلى سكان من كوكب آخر، ولعلها أكثر القنوات التي تسيء معاملة متابعيها فطلقوا برامجها بالثلاث رغم أنهم مازالوا يدفعون "نفقتها" ضمن فواتير الكهرباء.ساعات وينتقل الجماعة إلى المبنى الجديد يحتاجون فيه إلى معجزة ليتغير الوجه الشاحب للقناة التي لم يكفها ما نعانيه منها فزادت ابنتها قناة 21 مشهدنا الإعلامي مللا وتعتيما، هذه القناة التي حاولوا اقناعنا بأنها قناة الشباب بامتياز رغم أنها لا تصلح حتى للشيوخ .

من عفيف الفريقي إلى توفيق العبيدي مرورا بحاتم بن عمارة، وجوه تلفزيونية لم تتخلى عن كراسيها ولا عن خطابها التلفزيوني الخشبي الذي وضع قناتنا في ذيل القنوات التلفزيونية، فالكل تحرر وأضحى يناقش ويعرض مشاغل مجتمعه إلا قناتا مازالت تعتمد التعتيم وتعتبرنا قصرا وأغبياء، يتغير مسؤولوها وتبقى هي على حالها.
ولعل القشة التي ستقسم ظهورنا والتي ستمنعنا من التفاؤل بمستقبل أحسن للشاشة الأم هو بشرى قرب عودة هالة وينفري ..عفوا هالة الركبي إلى حضن التلفزة الوطنية، هذه الصيدلانية التي حطمت كل الأرقام القياسية في طول ساعات الظهور المتواصل وفي كآبة البرامج التي تنشطها، في وقت تهاجر فيه كفاءاتنا إلى المشرق والمغرب ويعاني فيه خريجو الإعلام البطالة لان الأبواب مقفلة في وجوههم إلا لمن يمكلك "كتف صحيح" كما يقال.
كان من الأولى دفع ملايين المبنى الجديد لغايات أخرى بدل تبذيرها في تغيير دار لقمان رغم أن لقمان يرفض التغيير من حاله ورغم أن عقلية موظفي التلفزيون تعودت على ميثاق اللغة الخشبية والمجاملات الوردية ومن يتجاهل هذا الميثاق يتم تجمديه أو طرده ولعل أحمد المغيربي كان آخر ضحايا هذا الميثاق.
لهذا سأمنع نفسي من التفاؤل بشأن تغير محتوى قناة تونس 7 التي سيستقر عاملوها فوق "الهضبة" لتزيد المسافة الفاصلة بينها وبين مشاهديها فلا أمل في ذهاب لغة المجاملات ورمي الورود وتعويضها بخطاب تلفزيوني عصري يحترم عقول الناس ويتكلم عنهم إلا إذا عدنا إلى عصر المعجزات حينئذ قد يتدخل القدر ويخرج قناتنا من غرفة الإنعاش هذا إذا بقي في رئتيها نفس أصلا.
حمدي مسيهلي
Comments
24 de 24 commentaires pour l'article 26830