الإقبال على بطولتنا يتزايد متحديا تعاستها

قد يستحيل أن تمنع نفسك من التثاؤب أو سرقة لحظات من النعاس وأنت تشاهد مباراة من البطولة التونسية لكرة القدم التي تجمع 14 فريقا يقدمون كل أسبوع أو أسبوعين أو أكثر أطباقا كروية أكثرها ثقيل الهضم ممل لتتساءل هل يمارس هؤلاء فعلا كرة القدم أو شيئا من نوع آخر.
ورغم تعاسة بطولتنا وانعدام لذة الكرة فيها وملاعبنا الشبيه أغلبها بالأراضي المحروقة فإنها محظوظة لدى الجماهير والإعلام، يتابع أخبارها الكثيرون وتحتد بينهم النقاشات الكروية، كل يدافع عن جمعيته ويحس بفخر الانتماء إليها والدفاع عن رايتها لتتحول النقاشات أحيانا إلى عراك لفظي أو تشابك جسدي يغذيه تعصب أعمى لفرق لا وجود لها على الساحة الكروية العالمية.
وتغافل الإعلام عن كل قضايانا وركز اهتمامه على هذه "التعيسة" يناقش أخبارها وخصصت الصحف نصف صفحاتها لها واجتاحت البرامج الرياضية قنواتنا إضافة للبث المباشر للمقابلات بإخراج رديء وتعليق أكثر رداءة لتطول ساعات البث الرياضي التي تستميت في إنعاش كرتنا التي تعاني الغيبوبة منذ زمن طويل.
ورغم تعاسة بطولتنا وانعدام لذة الكرة فيها وملاعبنا الشبيه أغلبها بالأراضي المحروقة فإنها محظوظة لدى الجماهير والإعلام، يتابع أخبارها الكثيرون وتحتد بينهم النقاشات الكروية، كل يدافع عن جمعيته ويحس بفخر الانتماء إليها والدفاع عن رايتها لتتحول النقاشات أحيانا إلى عراك لفظي أو تشابك جسدي يغذيه تعصب أعمى لفرق لا وجود لها على الساحة الكروية العالمية.

وتغافل الإعلام عن كل قضايانا وركز اهتمامه على هذه "التعيسة" يناقش أخبارها وخصصت الصحف نصف صفحاتها لها واجتاحت البرامج الرياضية قنواتنا إضافة للبث المباشر للمقابلات بإخراج رديء وتعليق أكثر رداءة لتطول ساعات البث الرياضي التي تستميت في إنعاش كرتنا التي تعاني الغيبوبة منذ زمن طويل.
وطالت العدوى الجنس اللطيف فزادت الجماهير النسائية في الملاعب فتناست رقتها وأنوثتها وصارت تردد "الأغاني الملتزمة" فزادت الكرة بعض فتياتنا خشونة لفظية وحتى جسدية كون ملاعبنا هي المكان الأنسب لتعلم آخر ما وصلنا إليه من الكلمات البذيئة وفنون السب والشتم.
وأضحى الأطفال يرددون أهازيج الملاعب ويخرجون للشوارع بعد مشاهدة المباريات إضافة لعدم تفويت برامج الكرة مما غذى لديهم فنون التعصب الساذج والخشونة اللفظية مستفيدة من عقولهم الصغيرة وكثيرا ما يهدي أولياء أبنائهم بطاقات اشتراك في أحد النوادي الرياضية عوض تنمية مواهبه حتى بلغ الأمر ببعضهم إلى التنافس لنيل اللقب الساذج لأصغر محب وكلهم يهدون أبنائهم "قرابينا" للجمعيات.
ولا يبدو الوضع الكروي مرشحا للتحسن في بلادنا، فمناخ كرتنا فاسد نخره العنف والهواية الفكرية والكروية للاعبين يقال أنهم محترفون، لذلك لا مفر من التشديد أن كرتنا قد جنت على الكثيرين ممن انساقوا وراء عشقهم الساذج لجمعيات لا يهمها إلا جني الأموال ومزيد تحطيم أعصابنا بكرة أشد تعاسة من التعاسة ذاتها.
حمدي مسيهلي
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 26728