الجرندي يلتقي رئيس الكونغو الديمقراطية ويسلمه دعوة للقمة الفرنكوفونية

في إطار احتفال تونس بالذّكرى الستين لمشاركتها الأولى في عمليّة حفظ السّلام الأمميّة بجمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة، التقى عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، ب Binto Keita، رئيسة بعثة الأمم المتّحدة لتحقيق الاستقرار بالكونغو وبثلّة من كفاءات تونسية من ضّباط عسكريّين وأمنيّن.

وتوجه الجرندي بالشكر للعسكريين والأمنيين التونسيين على دورهم المشرف في رفع راية الوطن، مؤكدا أنّ المشاركات التّونسيّة في مثل هذه المهمّات وخاصّة في الدّول الافريقيّة من شأنها أن تساهم في توثيق علاقات الصداقة لتونس مع هذه الدّول وتزيد من خبرة قوّاتنا الأمنيّة والعسكريّة وفعاليّتها وتعزز من حضورها وصورتها في خدمة الامن والسلم اقليميا ودوليا.

ووفق بلاغ للخارجية, نوّهت المسؤولة الأمميّة بالمستوى المرموق للضبّاط التونسيين و قدرة تأقلمهم مع مختلف الوضعيات الأمنيّة والعسكريّة، معتبرة إيّاهم مثالا يحتذى به على مستوى البعثات الأمميّة للسّلام.

وكان الجرندي، أجرى يوم الثّلاثاء 23 مارس 2021 بمقرّ وزارة الخارجيّة الكونغوليّة، جلسة عمل مع وزيرة الدّولة للشؤون الخارجية الكونغولية ماري تومبا نزيزا Marie Tumba Nzeza.

واستعرض الوزيران في مستهل اللقاء متانة علاقات الصداقة التّاريخيّة الّتي تجمع البلدين منذ بداية الاستقلال والمساهمة الفعّالة لتونس في حفظ أمن الكونغو واستقراره بفضل مشاركاتها المتعددة في البعثات الأمميّة للقبّعات الزّرقاء منذ 1960.

وتباحث الوزيران بخصوص السّبل الأنجع لدعم التّعاون الثّنائي بين البلدين خاصّة على المستوى الاقتصادي، من خلال تنشيط المبادلات التجارية ودعم الاستثمار بالبلدين عبر تكثيف اللقاءات والزيارات بين المسؤولين وتسهيل تنقل الفاعلين الاقتصاديين إلى البلدين. وفي اطار حرصهما على تشجيع العلاقات الاقتصادية واعطاء دفع لها، سيتراس الوزيران الدّورة الثّالثة للمنتدى الاقتصادي التّونسي الكونغولي الّذي سيتمّ إفتتاحه بكنشاسا يوم الاربعاء 24 مارس، بحضور قرابة 52 مشارك تونسيّ يمثّلون خمس وأربعين شركة ومؤسّسة استثماريّة في قطاعات مختلفة وريادية على غرار تكنولوجيّات المعلومات والاتّصال والطّاقة والبناء والصّحة والتّعليم العالي.

من جهة أخرى، إتفق الوزيران على تحيين وتحديث الإطار القانوني المنظم للعلاقات بين البلدين وإثرائه حتى يواكب التطورات الاقتصادية والدولية. كما شددا على ضرورة التعجيل بعقد اللجنة المشتركة التونسية-الكونغوليّة على مستوى وزيري خارجية البلدين، قبل موفّى هذه السّنة، لتكون مناسبة للتّوقيع على عدد هام من اتّفاقيات التّعاون تشمل مجالات النقل الجوّي والسّياحة والمحروقات والشّؤون الاجتماعيّة والتّكوين المهني والتدريب المستمرّ والرّياضة، بالإضافة إلى اتفاقيتين تتعلّقان بتفادي الازدواج الضريبي والحماية المتبادلة للاستثمارات وتشجيعها.
على صعيد آخر استعرض الجرندي المبادرات والمساعي المختلفة التي قامت بها بلادنا خلال عضويتها غير الدّائمة في مجلس الأمن الدّولي، ولاسيّما حرص تونس على الدّفاع عن قضايا القارة الإفريقيّة في اغلب المناسبات وسعيها الدؤوب لوضعها في سلم اولويات المجتمع الدولي. وفي ختام اللقاء، عبر الوزيران على استعدادهما مزيد إحكام تنسيق المواقف خاصّة في ضوء عضويّة تونس بمجلس الأمن ورئاسة جمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة للإتّحاد الافريقي خلال هذه السّنة.

وكان الجرندي، التقى يوم أمس 23 رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس- أنطوان تشيسكيدي تشيلومبو Félix Antoine Tshisekedi Tshilombo.
ونقل وزير الشؤون الخارجية للرئيس الكونغولي، تحيات سيادة رئيس الجمهورية، قيس سعيد، وتهانيه له بمناسبة انتخابه رئيسا للإتحاد الإفريقي لسنة 2021، مؤكدا حرص تونس على الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون المتينة التي تجمع البلدين الصديقين ودعم التعاون الثنائي مع جمهورية الكونغو الديمقراطية في كافة المجالات ولاسيما على الصعيد الاقتصادي وعبر تطوير الاستثمارات البينيّة.

وتولى الجرندي بالمناسبة تسليم رسالة خطية من رئيس الجمهورية إلى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية تضمنت دعوة للمشاركة في أشغال الدورة 18 لقمة الفرنكوفونية التي ستحتضنها تونس يومي 20 و21 نوفمبر من العام الجاري بجزيرة جربة، مطلعا إيّاه على آخر الاستعدادات الجارية لاحتضان بلادنا لهذه القمة، ومؤكّدا حرص تونس على توفير السبل الكفيلة لإنجاحها.

وأكد الجرندي خلال اللقاء على تطلع تونس لمواصلة تعزيز التنسيق والتشاور مع جمهورية الكونغو الصديقة حول أبرز القضايا التي تهم مستقبل القارة الإفريقية، مشيرا إلى أهمية البعد الإفريقي في سياسة تونس الخارجية وحرص سيادة رئيس الجمهورية على تفعيل التضامن الإفريقي والارتقاء بالعمل الافريقي المشترك لمواجهة التحديات التنموية والأمنية التي تعرفها دول وشعوب القارة.

كما ذكّر الوزير بالمساعي التي قادتها بلادنا في إطار عضويتها غير الدائمة بمجلس الامن الدولي للدفاع عن قيم السلم والأمن في القارة، وبدعوة تونس الى ضرورة تكاتف الجهود الدولية للحد من تداعيات جائحة كورونا العالمية والإسراع بتوفير اللقاحات لكافة الشعوب الافريقية دون تمييز.
من جهته، أعرب الرئيس الكونغولي فيليكس- أنطوان تشيسكيدي تشيلومبو عن مشاعر تقديره لسيادة رئيس الجمهورية، مؤكدا حرصه على تلبية دعوة الرئيس، قيس سعيد، لحضور قمة الفرنكوفونية بتونس.
كما نوّه الرئيس الكونغولي بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين والحرص المشترك على مزيد الإرتقاء بها ثنائيا وعلى الصعيد المتعدد الأطراف، خاصة في ظل رئاسة جمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة للإتّحاد الافريقي هذا العام وعضوية تونس غير الدائمة لمجلس الأمن للفترة 2020-2021.