مشروع جسر حلق الوادي - رادس: تقدم الاشغال بـ80 بالمائة
الصباح: بدأت الملامح النهائية لجسر حلق الوادي رادس تظهر للعيان حيث تجاوز التقدم الجملي لاشغال المشروع المتواجد فوق قنال تونس للملاحة حسب مصدر مسؤول من وزارة التجهيز والاسكان الـ 80 بالمائة وينتظر أن تستكمل مجمل الاشغال قبل نهاية شهر مارس القادم بعد أن كانت انطلقت في أكتوبر من سنة 2004. وكان من المفروض أن لا تتواصل الاشغال أكثر من ثلاث سنوات لتستكمل في أواخر سنة 2007 لكن سجل تأخير فاق العام في التسليم.ويعود ذلك الى الصعوبات العديدة التي واجهت شركات المقاولات المنجزة للمشروع وهي بالاساس شركات أجنبية. ومن هذه الصعوبات الارضية التي شيد فوقها الجسر وهي أرضية مائية وطينية تستوجب عملا كبيرا لتجهيزها وردم جزء منها وتثبيت الجزء الاخر وخاصة منه المتواجد وسط مياه البحيرة.
Grands projets, carte interactive
ربط بين ثلاث ولايات
ويعد جسر حلق الوادي/ رادس أحد أبرز المشاريع المنجزة في تونس في السنوات الاخيرة.. ويعد أول جسر معلق ينجز في بلادنا بعد سلسلة الجسور والمحولات المنجزة في السنوات الاخيرة والتي غيرت من الشكل المعماري للبلاد وساعدت بشكل كبير وهام في تحسين سيولة حركة المرور والقضاء على عدة مناطق سوداء كانت تمثل مشكلا مروريا كبيرا.
ويعتبر جسر حلق الوادي-رادس المشروع الذي من شأنه أن يغيّر المشهد العام للمنطقة وحتىّ طبيعة الحياة ككل في العاصمة وضواحيها ويفك عزلة الضواحي الشمالية والجنوبية عن بعضها ويربط بين الضواحي الشمالية والجنوبية للعاصمة ويضفي انسيابا أفضل على حركة المرور والتنقل.
ولن تقتصر تأثيرات الجسر الجديد المعلق على منطقتي حلق الوادي ورادس فحسب بل سيكون تأثيره المروري والاقتصادي على كامل منطقة تونس الكبرى تقريبا بحيث سيربط الجسر بين ثلاث ولايات وهي تونس وبن عروس واريانة إضافة الى ما سيمثله من أهمية خاصة في ظل المشاريع الكبرى التي تشهدها البحيرة الشمالية والجنوبية.
صعوبات وتأخير
ويذكر أن القسط الثاني من هذا المشروع الضخم يتضمن انجاز جسر على مستوى قنال البحيرة الجنوبية بطول 180 مترا وطريق ذات ممرين في كل اتجاه بطول 2 كلم وحاجز وسطي وجسر المقاربة الجنوبي للجسر الرئيسي بطول 400 متر.
وكان جسر رادس- حلق الوادي سيدخل حيز الاستغلال خلال هذه الصائفة على أن تتواصل الاشغال في بعض مكوناته الجانبية وبعض الطرقات والجسور الاخرى الملحقة بالمشروع على غرار الربط الجنوبي من جهة رادس بين الطريق الجهوية رقم 33 والجسر الرئيسي الذي ينتظر استكمال الاشغال فيها نهائيا قبل نهاية السنة الجارية. وكذلك المحوّل الذي سيربط الجسر الرئيسي بالطريق السريعة تونس ـ حلق الوادي.ويذكر أن الربط الشمالي بين الطريق السريعة تونس ـ حلق الوادي والسريعة المرسى قمرت قد انتهى ودخلت هذه الطرقات السريعة حيز الاستغلال منذ أشهر.
25 ألف عربة
يتكون العنصر الابرز في هذا المشروع من جسر معلق مشدود بكوابل مثبتة في برجين اساسيين علوهما نحو 45 مترا فوق سطح البحر يرتكزان على اوتاد عميقة جدا ذات قطر يناهز المترين للواحد ويختص هذا الجسر بموقعه البارز عن بعد وبحداثة تصميمه وطابعه الجمالي الفريد وغير الموجود الا في بعض العواصم والمدن الغربية. ويعلو الجسر على سطح الماء بنحو 20 مترا مما يسمح بعبور مختلف أنواع السفن من تحته بكل سهولة.
كما أدى المشروع الى انجاز وتشييد ما يزيد عن الـ 15 كلم من الطرقات السريعة ذات الممرين في كل اتجاه منها 2000م من الجسور المسبقة الشد والمرتكزة على اوتاد مدقوقة الى جانب ردم حوالي 20 هك من البحيرة الشمالية.
هكذا سيمكن الجسر الثابت الذي يتوقع ان تصل حركة المرور فوقه الى 25 الف عربة يوميا بعد دخوله طور الاستغلال الى جانب بقية مكوناته من الربط المباشر والسريع بين الضاحيتين الشمالية والجنوبية وبالتالي بين ولايات تونس واريانة وبن عروس والمساهمة في اضفاء حركية وديناميكية جديدة على مدن وضواحي تونس الكبرى وبالخصوص الحد من ضغط حركة المرور على الطرقات الرئيسية الجنوبية المؤدية الى العاصمة بعد ان كان الاغلبية يفضل المرور من الضواحي الجنوبية الى الضواحي الشمالية والعكس بالعكس عبر تونس العاصمة بدل الانتظار المطول للبطاحات التي اصبحت عاجزة عن الايفاء بدورها امام محدودية طاقة استيعابها.
وقدرت التكلفة الجملية للمشروع في البداية بـ141م.د تمّ تجاوزها أمام الارتفاع الكبير والمتواصل في السنوات الاخيرة لاسعار المواد الاساسية وخاصة منها الموردة في ظل ارتفاع أسعار النفط وأسعار العمولات.
سفيان رجب
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 14053