الغنوشي: لا بديل عن التوافق في تونس وحكوماتنا تتغير بدون سالح

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/gannoualqudsx2.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشــي إن الحركة طرفا أساسيا في مسيرة التوافق التــي لا بديــل عنها في البـلاد وفال أن لا أحد قــادراً أن يحكم وحده أو أن يقصي الأخر.
وأعتبــر الغنوشــي في حديث نشرته جريدة «القدس العربي» اليوم الخميس 13 أكتوبر 2016, أن الصراع الحقيقي فــي تونس اليوم ليس بين ويســار وبين إســلامي وعلماني... بــل بــن حــركات ادماجيــة وسياسة الاقصاء.
ولفــت إلــى التطــور داخــل الحركــة والفصــل بــن السياسي والدعوي، مشــيرا أنه ظاهرة اجتماعية ومن لا يتطور يهمش، معتبــراً أن ما كان صالحا قبل الثورة ليس بالضرورة صالحا بعدها. فمن أراد السياسة لديه احــزاب، ومن أراد العمل الخيري فليتجه له، ومن أراد العمل الدعوي فليذهب إليه.






العلاقة اليوم بين حركة النهضة وحزب نداء تونس وبقية الاحزاب
وحول العلاقة اليوم بين حركة النهضة وبقية الأحزاب قال الغنوشي:
'' نحن نحكم مع سبعة أحزاب اليوم، بدأنا بالترويكا بثلاثة أحزاب، ثم وصلنا إلى أربعة في المرحلة السابقة والآن هناك سبعة أحزاب تحكم مدعومة بمنظمات اجتماعية وهذا ما نسميه بـ «حكم التوافق» وليس حكم الأغلبية، وقد توصلنا إليه عندما اكتشفنا الفرق بين الديمقراطية الانتقالية وبين الديمقراطية الراسخة والتقليدية أي الديمقراطية المستقرة التي يكفي الحكم فيها بـ51 بالمئة. بينما في الأوضاع الانتقالية – مثل وضعنا- هناك مخاوف من الاستقطاب الاجتماعي، أن ينقسم المجتمع وهذا وضع يهيئ للحرب الاهلية والانقلابات. ففي مصر نجح (مرشح حركة الاخوان المسلمين محمد مرسي) بـ 51 في المئة مقابل 49 في المئة فكان هناك حالة انشطار، ولم تدم طويلاً المسيرة، بينما الآن الحكم في تونس يستند إلى اكثر من 76 في المئة بمعنى أن قاعدة الحكم عريضة ولا تقوم على انقسام يمين ويسار وإسلاميين وعلمانيين، وإنما تقوم على أساس التوافق. فالحكم قائم اليوم على إسلاميين وعلمانيين وليبراليين ويساريين ومع ذلك المشكلات كثيرة والأوضاع متوترة وليست مستقرة.
أما في سنة 2013 الوضع كان مختلفاً. هناك مجلس تأسيس معطل ومغلق وأمامه اعتصامان كبيران، اعتصام الرحيل يطالب برحيل الحكومة واعتصام الصمود، وبينهما أسلاك شائكة والأمن يتوقع أن يهجم أحدهما على الآخر وتقع مجزرة. الآن الوضع هادئ جداً بالقياس إلى تلك المرحلة. هناك مشكلات اجتماعية وليس لدينا نزاع سياسي في تونس اليوم. كان هناك استقطاب سياسي وايديولوجي حاد بينما اليوم ليس لدينا هذا الصراع. ما هو حاصل يعود إلى مشكلة اجتماعية تحصل في كل البلدان، وحتى الدول الغربية تعيش أزمة. لدينا نسبة بطالة أكبر لكنها تقارب نسب البطالة التي تشهدها اسبانيا (14 في المئة تقريباً) . تونس الآن لا تعيش مشكلاً سياسياً بل مشكلاً اجتماعياً هو جزء من وضعها الداخلي والوضع الاقليمي. لو توجه 300 ألف عامل تونسي للعمل في ليبيا لانتهت المشكلة في تونس وعدنا إلى وضعنا الطبيعي ."

مستقبل التوافق بين النهضة وحركة نداء تونس
وحول مستقبل التوافق بين النهضة وحركة نداء تونس قال الغنوشي:
" التوافق سيستمر في تونس ولا بديل عنه ولا أحد قادراً على أن يحكم وحده أو أن يقصي الآخر. التيار التوافقي يتوسع، معنى ذلك أن تيارات الإقصاء والاستئصال تنحسر بالتدرج والناس يكتشفون أهمية التوافق. اليسار كله كان مجتمعاً ضد سياسة التوافق يريد مجتمعاً لا يشارك فيه «النهضة». الآن اليسار موجود، حزب المسار والجمهوري وأحزاب أخرى رفضت سابقاً المشاركة في أي حكم، الأن بقي طرف واحد رافضاً للمشاركة، لذلك نستطيع أن نقول أنه في عام 2013 كان الجميع ضد النهضة، الآن الجميع ضد الجبهة وضد الإقصاء، وهناك أصوات من داخل الجبهة بدأت تخرج وتطالب بالمشاركة، ونحن سائرون في هذا الاتجاه، سياسة الاقصاء واقصاء النهضة وإخراجها من الحياة السياسية ورمي تهمة الإرهاب عليها، كل هذا ينحسر ولم يعد الناس يصدقون أن حركتنا إرهابية وأن مليوناً ونصف مليون انتخبوها عام 2011 يمكن ازالتهم من تونس. ورغم ذلك نداؤنا مستمر للجبهة لأن تشارك في الحكومة لأننا لسنا في مرحلة انقسام بل في مرحلة توافق، لذلك نحن نحتاج لأن تكون الجبهة داخل الحكومة وليس خارجها بينما هم يشترطون أن تكون النهضة خارج الحكومة بإقصائها. فالصراع الحقيقي في تونس اليوم ليس بين يمين ويسار وبين إسلاميين وعلمانيين، بل بين حركات ادماجية وسياسة التوافق، وبين سياسة الاقصاء "
الحل في ليبيا لن يتم إلا عبر التوافق
ورأى الغنوشي أن ما يجري في ليبيا يمثل خطراً على الإقليم كله خاصة تونس والجزائر، «لأنه حتى من الناحية الاقتصادية وضعنا الاقتصادي سيء، وليبيا كانت المتعاون الدولي الثاني مع تونس وتستوعب ما لا يقل عن 300 ألف عامل تونسي، وليبيا أصبحت مركزاً لتدريب الشباب التونسي على الإضرار بليبيا وتونس والمنطقة»، معتبرا أن الحل في ليبيا لن يتم إلا عبر التوافق بين جميع الأطراف، بما في ذلك رجال النظام السابق.
ولم يستبعد الغنوشي التقسيم في ليبيا، لكنه اعتبر أن هذا ربما يحصل لفترة «ولكن لا يستقر التقسيم ستتجه الأمور نحو الوحدة. الإسلام في حالة صعود سيوحد المنطقة. لا أحد عاقلاً يقول إن الإسلام في حالة خمول وتراجع بل سيوحد المنطقة، وكما وحدها أول مرة سيوحدها مرة أخرى».
وعن تفسيره لظاهرة تنظيم «الدولة الإسلامية» اعتبر «أن الإسلام الآن في حالة غضب والغاضب أحياناً يخرج عن طوره، ويعبر تعبيرات غير معقولة حتى تخاله مجنوناً، ما حصل وما تعرض له السنة في العراق والسنة في سوريا يخل العقل». و»عندما يفهم الناس انه ليس بالإمكان تشييع سوريا والعراق. عندما تفهم إيران هذا ويفهم الآخرون عندئذ المجانين لن يبقى لهم مكان».

بقاء نظام الأسد خرافة
كما رفض زعيم حركة النهضة فكرة استمرار نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، واصفا المشهد العربي بـ»المحزن»، والمنطقة محترقة وفي أسوأ أوضاعها.
وقال الغنوشي إنه «لا يمكن أن نتصور أن الشعب السوري الذي عجن عجناً وطحن طحناً يمكن أن يعتقد أن نظام الأسد هو مستقبله، وأن عائلته وابنه هو الذي سيحكم سوريا، هذه خرافة».
وأضاف «إن المنطقة في حالة مخاض شديد لأن هناك عصراً انتهى وآخر يولد. فعصر الحكم الفردي والزعيم الأوحد كله انتهى والبحث الآن عن البديل، وهناك شعوب تمرّ في حالة فوضى بين الماضي والمستقبل والحاضر»، متوقعا مرور فترة طويلة قبل تحقيق التغيير المطلوب.


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 132270

Kerker  (France)  |Jeudi 13 Octobre 2016 à 21:26           
إنّ المتّقي الصابر القانت الصائم و الّذي لا يقرب الزّنى من المسلمين لا يغتب ولا يتّهم و لا يمدح أحدا. إنّ مستقبلكم و مستقبل سوريا بيد اللهّ سبحانه و تعالى.

David Gaullier  (Tunisia)  |Jeudi 13 Octobre 2016 à 16:43           
ما يتهموه بالفساد كان الفساد

Khemais  (Switzerland)  |Jeudi 13 Octobre 2016 à 13:11           
الحالة المزرية لا يمكن السكوت عليها أكثر من ذالك..... بصوت عال ما يردده التونسيون في غليان وصمت بغير صوت...أستووا يرحمكم الله قبل فوات الأوان
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ....

TheMirror  (Tunisia)  |Jeudi 13 Octobre 2016 à 12:42           
أنا الشعب

ـ عندما أقول أن راشد الغنوشي فاسد فأنا لم آتي بجديد إذ أني أستند على تقارير المنظمات العالمية المناهضة للفساد على غرار ـ وثائق بَنَمَا ـ
ـ عندما أقول أنا الشعب، إنما أريد أن أقول بصوت عال ما يردده التونسيون بغير صوت

Aziz75  (France)  |Jeudi 13 Octobre 2016 à 12:20 | Par           
حتى ننجح في تونس،على الحكومة أن تعمل على بسط دولة القانون بأي طريقة.لا يمكن أختبار الشعب الضعيف بتسلم القانون و ترك من تمتعشوا الى يومنا هذا بطريقة غير أخلاقية و لا قانونية. المديونية ستنعكس كاهل الشعب،و رجال الاعمال و المال يتدربون من دفع الضرائب و الادآت خيرات البلاد تنهب ليلا نهارا و لا رادع لهذه الحالة المخزنة الشعب يمكن له السكوت أكثر من ذالك.

Khemais  (Switzerland)  |Jeudi 13 Octobre 2016 à 11:45           
سوف تبقى تونس على هذا الحال في مهب الريح و بين مخالب الجناحين و صراعات حزب الأيادي المرتعشة حتى يأتي ما يخالف ذلك.....

TheMirror  (Tunisia)  |Jeudi 13 Octobre 2016 à 09:25           
************


babnet
*.*.*
All Radio in One