شعبنا و الإرهاب الغذائي

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/large_news_PERIME-CONSERVE.jpg width=100 align=left border=0>


منجي بــــاكير
كاتب صحفي



كــــــــأنّه لا يكفي ما اجتمع على شعبنا الكريم من مصائب تهاطلت عليه من كلّ صوب و جانب ، كأنّه لا يكفيه مستوى – التفقيرالمزمن – الذي سُلّط عليه ، كذلك الفساد الأخلاقي و الفكري الذي يسعى جماعة النّمط و الحداثة المزيّفة لتأهيله و التقنين له ، لتنتشر المخدّرات والدّعارة و كثيرا من الموبقات الأخرى و بمعاضدة أيقونات مفسدة لإعلام رديء ( لاوطني ) يصرف النّاس بجهد جهيد عن همومهم إلى شذوذاته و شطحاته الرّعناء ..




كأنّه لا يكفيه أن يعايش قسرا إرهابا يتحرّك و يضرب حسب أجندات مشبوهة التوقيت و الأمكنة ، و لا يكفيه أيضا تغييبه المتعمّد عن واقعه و حرمانه من ثرواته و مخزونات أرضه الطيّبة ليُدخَل خبثا في غوغائيّات متلاحقة و يكبّل بلهيب أسعار حاجياته اليوميّة ، أسعار تفرضها سماسرة – القوت - و تتحكّم فيها المسالك السوداء لأباطرة التهريب .
كـــــــــــــأنّه لا يكفي هذا الشعب الكريم كلّ هذا حتّى يُصاب في مقتل ، في قوته ، في معيشته ،، حتّى يُبتلى ((بمافيا )) ينعدم فيها الضمير و تنتفي عندها الأخلاق و تتجرّد من آخر خيط يربطها بالوطنيّة و كذلك تنسى ربّها و تخالف شرعه ..

إنّها ( المافيا السوداء ) التي احترفت غشّ مواطنيها في لقمة عيشها ، و صارت تتفنّن في هذا الصّنيع الفاسد و تنوّع مجال تدخّلها في مختلف الأطعمة و الأشربة و اللحوم و مرافق الصحّة و كلّ ما اتّصل بحياة المواطن اليوميّة و كلّ ما يستحقّه هذا الشعب – المحروم أصلا – من كثير من ضروريّات و مقوّمات العيش الكريم ، بل صارت تترصّده حتّى في البدائل الغذائيّة و الإستعمالية الرّخيصة نسبيّا لتدخل عليها تحيّلاتها الإبليسيّة تلويثا ، تسميما و غشّا على قاعدة واحدة هي الإستكراش و الإثراء الفاحش .

مافيا ابتلي بها شعبنا فتكاثرت و تفرّعت لكنّ أصلها واحد ، و هدفها واحد هو الإتّجار في عرق و صحّة المواطن الغلبان أينما كان و نهب مقدّراته و الزجّ به في متاهات الفساد و الموبقات ،،، مافيا تشكّل أخطر و أكبر و أوسخ إرهاب ،حتما لا يكون ما طفى منه على السطح و افتضح أمره إلاّ جزء يسيرا ، ليكون ماخفي ربما أعظم ،، إنّه يا سادة غول الإرهاب الغذائي ..!




Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 106110

Njimabd  (Tunisia)  |Lundi 1 Juin 2015 à 09:28           

قال آباءنا و أجدادنا أن التونسي للتونسي رحمة أما اليوم فقد أصبح التونسي للتونسي نقمة (إلاّ من رحم الله) و هذا الدليل
الذين يقتلون الجنود و الحرس و الشرطة و يرهبون الشعب تونسيون
الذين يتاجرون في المنوعات و يتهربون من الضرائب: تونسيون
الذين يبيعون لحم الحمير على أنه بقري: تونسيون
الذين يروجون الزطلة في المدارس و المعاهد: تونسيون
الذين يخزنون أطنانا من اللحوم الفاسدة: تونسيون
الذين يصنعون الأجبان الفاسدة: تونسيين
الذين يعلبون الطماطم الفاسدة: تونسيون
الذين يعيدون تغليف الحلوى الفاسدة: تونسيون
الذين يعتصمون و يضربون و يعطلون دورة الاقتصاد: تونسيون
الذين يطالبون بجمعية للدفاع على المثليين: تونسيون
الذين يروجون لأخبار زائفة في الصحافة: تونسيون
هذا و ما خفي أكبر فهل بقي مجالا للشك أن التونسي للتونسي نقمة

Belfahem  (Tunisia)  |Samedi 30 Mai 2015 à 17:05           
مقال مقبول جاء على واقع الحال في الفساد والغش ولعل ما شاهدناه أعلاميا في مناطق مختلفة لبضائع متنوعة وبكميات هائلة قد يكون جزء مما هو مخفي ألآن في مخازن اخرى وقد يكون في هاته اللحظة هناك مواد داخلة أو ستدخل للسوق وهي فاسدة يبقى السؤال ألحل الوحيد هو المراقبة المستمرة بصرامة ولو ان هناك تدخلات وضغوطات ثم القضاء الذي ستكون كلمته وحكمة لأنقاض هذا الشعب من هذه العصابات على ان تكون احكاما صارمة قاسية لا ان تكون كما اتت على صاحب الحمير مخففة .

Antar Ben Salah  (France)  |Samedi 30 Mai 2015 à 14:59 | Par           
Quand on voit des gens enrichit par l'argent sale , et aujourd'hui sont devenus des hommes d'affaires respectable , ça donne des idées aux autres .

Langdevip  (France)  |Samedi 30 Mai 2015 à 14:47           
شكرا سي منجي كل مرة تتحفنا

الله يرحم والديك

-------------------------------------------------------------------

الغش والفساد صبح بترول تونس , إلي ميغشش خوه مهوش

مسلم

التونسي للتونسي نقمة مهوش كيف قبل التونسي للتونسي رحمة

MSHben1  (Tunisia)  |Samedi 30 Mai 2015 à 14:36           
مواطنون غشاشون و ضالمون فوكل عليهم ربهم سماسرة و شياطين منهم فيهم فباؤوا جميعا بالخسران المبين . ذلكم بما فرطتم في قيم الحق و انكم تحصدون ما تزرعون .

انا mshben1.

Zouze2004  ()  |Samedi 30 Mai 2015 à 14:13           
وينهم جماعة البترول ت هاو موضوع شيق في غاية الخطورة وأصبح كالأرهاب يوجع اشعب والبلد و لا يهمهم يلوجو كان على الحكايات الفارغة في عوض وينو البترول" وينو الضمير "خير


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female