حمه الهمامي: الدواعش يستأسدون وقد تشهد المنطقة انفجارا كبيرا نتيجة تدخل أجنبي يتم الإعداد له

باب نات -
ردا على حول الجريمة الإرهابية ببولعابة صرح الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبيّة حمة الهمامي بالتالي
إنّ الإرهاب استوطن في بلادنا وتحديدا في بعض مناطقها. وما الجريمة التي أودت فجر هذا اليوم بأربعة أعوان من الحرس الوطني إلا تأكيد لما كنّا أشرنا إليه منذ مدة. ففي كل مرة ساد فيها الاعتقاد أن الأمور "هدأت" إلا واستفقنا على جريمة جديدة.



والإرهاب الذي يواجهه شعبنا اليوم ليس محليا فحسب، بل له أذرعه الإقليمية والدوليّة. وهو ما يضاعف من خطورته. فإرهابيو "الشعانبي" فرع من تنظيمٍ كبير يضرب بقوّة في أكثر من قطر عربي، بل يضرب بقوّة عند رؤوسنا، في ليبيا الشقيقة التي لا أمن لها إلاّ بأمننا، ولا أمن لنا إلّا بأمنها.
وإذا ما أردنا مواجهة الأمر بجدّية، ومحاصرته قبل أن يستفحل أكثر، فلا بدّ من القطع مع الأسلوب الذي تمّ التعامل به مع الظاهرة منذ أن برزت إلى الوجود.
لقد أكدنا مرة في مرّة أنه لا مواجهة جدية للإرهاب إلا في إطار استراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والخارجية، وقد اقترحنا من أجل ذلك مؤتمرا وطنيا لمقاومة الإرهاب، وزكّى "الحوار الوطني" هذا المقترح، ولكن دون تنفيذ.
واليوم، وقد أصبح الوضع ينذر بالخطر لا لكون العصابات الإجرامية ضربت هذا الفجر من جديد في منطقة بولعابة، فحسب، بل كذلك بالنظر إلى ما يحدث في حدودنا الجنوبية. ف"الدواعش" يتقوّوْن ويستأسدون وقد تشهد المنطقة انفجارا كبيرا نتيجة تدخل أجنبي يتم الإعداد له على قدم وساق، في وقت تشهد فيه مناطقنا الحدوديّة ذاتها اضطرابات اجتماعيّة كبيرة نتيجة الفقر والتهميش، دون أن تلقى العلاج السّريع والنّاجع من الحكومة، وهو ما قد يُستغلُّ ليكون منفذا للإرهاب.
إنّ نقاشا عامّا وجديّا وعميقا في مجلس الشّعب حول أمن البلاد بات أكثر من ضرورة، ولا نخال نوّاب الجبهة الشعبيّة إلاّ واعون بذلك. كما أنّ على كافّة القوى الديمقراطيّة والمدنيّة أن تتحمّل مسؤوليّتها وتبادر، ولا تترك الباب مفتوحا لدعاة الفتنة أو دعاة دولة البوليس الذين ما إن يحدث حادث حتّى يستغلّوه لتجريم الاحتجاجات الاجتماعيّة المشروعة وللدّفع نحو دوس حقوق الإنسان وكأنّها الحاجز دون مقاومة الإرهاب.

Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 100270