الجبهة الشعبية أمام اختبار و الخيارات تضيق أمام النداء

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
تعيش الساحة السياسية على وقع حدثين مهمين هما الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية و ملف تشكيل الحكومة القادمة . و يبدو الحدثين على درجة كبيرة من الأهمية بل مرتبطان ببعضهما في سياق التحالفات و دعم أحد المرشحين و هما الأستاذ الباجي قايد السبسي أو الدكتور المنصف المرزوقي .
تعيش الساحة السياسية على وقع حدثين مهمين هما الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية و ملف تشكيل الحكومة القادمة . و يبدو الحدثين على درجة كبيرة من الأهمية بل مرتبطان ببعضهما في سياق التحالفات و دعم أحد المرشحين و هما الأستاذ الباجي قايد السبسي أو الدكتور المنصف المرزوقي .

تبدو الجبهة الشعبية أمام اختبار دقيق في مسألة دعم أحد المرشحين بحكم طبيعة مكوناتها و تنوع مشاربها الفكرية و تتحدث الأخبار عن خلافات حادة بين أعضاء الجبهة لذلك تأجل الحسم و إعلان دعم أحد المرشحين أكثر من مرة , التيار القومي من بعثيين و ناصريين لن يقبل بسهولة فكرة دعم الأستاذ الباجي قايد السبسي لأسباب تاريخية و سياسية تعود إلى ما تعرض له التيار القومي من قمع و تنكيل في الفترة البورقيبة و خاصة اليوسفيين عندما كان رئيس حزب نداء تونس وزيرا للداخلية , و من المستبعد أيضا أن يدعم القوميون في الجبهة الدكتور المنصف المرزوقي باعتبار ارتباطه بحكم الترويكا السابق الذي شهد اغتيال المناضل القومي الشهيد محمد البراهمي . بالنسبة لحزب العمال فتبدو الأمور في غاية الصعوبة بحكم تجربة جبهة الانقاذ التي جمعت حمة الهمامي لأول مرة بالباجي قايد السبسي بعد جفاء و قطيعة حتى عندما كان سي الباجي رئيسا للحكومة سنة 2011 و أيضا بسبب التناقضات الفكرية بين يسار راديكالي و فكر برجوازي ليبرالي , لكن للأستاذة راضية نصراوي و زوجها علاقة متينة بالسيد المنصف المرزوقي منذ سنوات الجمر لذلك فلن ينحازا بسهولة إلى غريمه الأستاذ الباجي قايد السبسي , أما تيار الوطد فيبدو أنه قد حسم أمره بدعم الأستاذ الباجي قايد السبسي و قد صرح السيد المنجي الرحوي بذلك أكثر من مرة حيث يحملون المسؤولية السياسية لحكومة الترويكا في مقتل الشهيد شكري بلعيد .
الجبهة الشعبية أمام اختبار لوحدتها التي تشظت نسبيا بعد اختيار رؤساء قائمات الانتخابات التشريعية بخروج حركة الديمقراطيين الاجتماعيين بقيادة أحمد الخصخوصي وهي اليوم في موقف حرج إذا دعمت أحد المرشحين فقد تشهد انقسامات جديدة خاصة بوجود روافد أخرى قريبة للتيار القومي لا تخفي رغبتها في جمع القوميين مجددا تحت يافطة واحدة .
بالنسبة لنداء تونس فقد أعلن رئيسه أمس في قناة نسمة أن الاعلان عن رئيس الحكومة الجديد سيكون قريبا و تحديدا خلال هذا الأسبوع . و تتحدث آخر الأخبار عن ميلاد تحالف جديد بين النداء و الوطني الحر و آفاق تونس وهو تحالف طبيعي بحكم تقارب التوجهات الاقتصادية و السياسية لهذه الأحزاب إضافة إلى الحصول على أغلبية مريحة داخل البرلمان القادم ,و يبدو من خلال حديث الأستاذ الباجي قايد السبسي في نسمة صعوبة التحالف مع الجبهة الشعبية بحكم الخلافات التي تشهدها حول دعمه و قال حرفيا إذا كان باش ينقسموا على خاطري موش لازم , و إذ قالت بعض المصادر عن امكانية تكليف السيد سليم الرياحي برئاسة الحكومة من طرف نداء تونس بعد لقائه بالأستاذ الباجي قايد السبسي وهي فرضية قوية بحكم الثقل المالي و الاقتصادي للرجل في تونس و خارجها و قيمة المقاعد التي تحصل عليها حزبه في البرلمان {16 مقعد } فإن الأخبار تتحدث عن اشتراط الرياحي أن تكون له صلاحية القيام باصلاحات بنكية و اقتصادية و خاصة معالجة ملف الطاقة الغامض , و لا يبدو نداء تونس في موقف قوة لرفض هذا الأمر لأن انضمام الاتحاد الوطني الحر إلى المعارضة بقيادة حركة النهضة قد لا يكون في صالحه و يجعل حكومته هشة و قابلة للسقوط في أي أزمة , فلا ننسى أن الشيخ راشد الغنوشي تجمعه علاقة صداقة شخصية بالسيد سليم الرياحي , كما طلب السيد المنصف المرزوقي لقاء الرياحي اليوم لبحث إمكانية دعم حزبه في الدور الثاني للانتخابات .
سيكون هذا الأسبوع حاسما في كل هذه الأمور و نرجو أن تتجاوز بلادنا هذه المرحلة بنجاح و أن تكون مصلحة تونس فوق الاعتبارات الحزبية و الشخصية .
كاتب و محلل سياسي
Comments
5 de 5 commentaires pour l'article 95736