قراءة اولية في الانتخابات الرئاسية.. أمل الدور الثاني للمرزوقي

بقلم: شكري بن عيسى (*)
من تابع استطلاعات الراي منذ سنة التي كانت لا تعطي للمرزوقي اكثر من 6 % وتابع الاموال الطائلة التي صرفت من مرشح الدولة العميقة السبسي من لافتات اشهارية ومال انتخابي متدفق من الداخل والخارج اكد عليه كثير من المترشحين والمراقبين لفائدة المترشح المتلبس برداء البورقيبية وواكب الحملات التشهيرية التشويهية ضد المرزوقي من كتائب اعلام الكراهية والاحقاد وشاهد الدعاية الاعلامية المركزة لفائدة شيخ التسعين، لا يمكن الا ان يسعد باجتياز الدكتور عتبة 30 % التي اكدت عليها اغلب استطلاعات الراي الخروج من مكاتب الاقتراع، والوصول للدور الثاني بحظوظ لا بأس بها.
من تابع استطلاعات الراي منذ سنة التي كانت لا تعطي للمرزوقي اكثر من 6 % وتابع الاموال الطائلة التي صرفت من مرشح الدولة العميقة السبسي من لافتات اشهارية ومال انتخابي متدفق من الداخل والخارج اكد عليه كثير من المترشحين والمراقبين لفائدة المترشح المتلبس برداء البورقيبية وواكب الحملات التشهيرية التشويهية ضد المرزوقي من كتائب اعلام الكراهية والاحقاد وشاهد الدعاية الاعلامية المركزة لفائدة شيخ التسعين، لا يمكن الا ان يسعد باجتياز الدكتور عتبة 30 % التي اكدت عليها اغلب استطلاعات الراي الخروج من مكاتب الاقتراع، والوصول للدور الثاني بحظوظ لا بأس بها.

اول معطى مسجل هو انخفاض نسبة التصويت بالنظر الى الانتخابات التشريعية، والنسبة العامة التقديرية حسب ارقام الايزي الوقتية تقارب 64.6 % والانخفاض وصل الى 3 % تقريبا ويؤكد وصول الولايات التي انحازت للنداء الى اعلى مستوى في مقابل تراجع الولايات الاخرى، وهذا معطى ان كان لعب ايجابيا لفائدة النداء في الدور الاول فهي ما سيكون له سيء الاثر في الدور الثاني وذلك لاستنفاذ كل المخزون الانتخابي لفائدة الباجي.
استبيانات الراي الخروج من مكاتب التصويت تجمع كلها على وجود دور ثان يتنافس فيه السبسي والمرزوقي بفارق يتراوح من 10 الى 13 نقطة وصولا الى 21 نقطة تقريبا تباعا بين سيغما كونساي و امرود و 3 س للدراسات . الاولى اعطت للسبسي اكثر من 42 % وللمرزوقي اكثر من 32 % والثانية اعطت للسبسي اكثر من 44 % وللمرزوقي اكثر من 31 % اما الثالثة فكانت غريبة و شاذة عن الاولين اذ قدمت السبسي بقرابة 48 % مقابل قرابة 27 % للمرزوقي.
الواضح ان المعدل سيستقر في حدود 12 نقطة التي ستجعل التشويق قائم الى آخر لحظة من السباق للرئاسة خاصة وان المواجهة ستكون مباشرة هذه المرة وسيتم النفاذ اكثر لشخصية المتنافسين والوقوف اكثر على برامجهما والتمعن اكثر في قدرة الشخصيتين العقلية والبدنية والنفسية والسياسية من خلال المناظرات المباشرة التي ستجرى بين المترشحين وخاصة امكانية المداومة والقدرة على التحمل للمارطون الانتخابي الذي سيستمر لمدة ستفوق الشهر كما هو منتظر.
والثابت ان مرشح الدولة العميقة ان كان في تقدم واضح بعد الدور الاول فهو سيجد نفسه في وضعية صعبة في المرحلة القادمة من خلال محدوديته في المواجهات المباشرة التي تجنبها لسنوات، حيث كان في حوارات من نوع المان وان شو انبهارية بشخصيته، اظهرته في وضع الرئيس ، الصورة الي ستهتز في المواجهات المباشرة وستسقط مدوية. الشباب ايضا من الممكن ان يكون له دور تعديلي وحاسم لفائدة المرزوقي خاصة بعد غيابه الواسع في الدور الاول.
التصويت في الدور الاول كان في اغلبه انطباعي من الشعب، والباجي استثمر بدهاء في رمزية بورقيبة من خلال ارثه الذي قام بالسطو عليه وتحوّزه، ساعده في ذلك اعلام منحاز، ويبدو ان هذا التفوق سينهار مع الوقت، لأن الناخب سيركز اكثر على الميزات الاخرى المعتمدة على البرامج وغيرها.
الفارق غير كبير وان كان هاما بين المتنافسين ولكن امكانيات تراجع السبسي تبدو هامة من نفس الكتلة الانتخابية التي صوتت له التي سيتراجع منها نسبة لها وزنها، الاكيد ان التصويت المفيد لعب دورا كبيرا لفائدة المترشحين العابرين للدور الثاني، المؤكد ان اعتبارين آخرين سيكون لهما كبير الاثر كذلك في حسم التوجهات وهي كيفية توزيع قاعدة الناخبين للمترشحين الثلاثة الموالين تباعا الهمامي والرياحي والهاشمي الحامدي، الذين حصلوا تباعا على نسب 10 % و 6 % و3 %، وايضا المقاطعين للانتخابات الذين يصل عددهم الى مليون وثمانمائة الف ناخب.
والمرزوقي ان عرف كيف يقتسم قاعدة ناخبي الهمامي مع السبسي ويحول ناخبي الرياحي والحامدي لفائدته ولكن ايضا استنفار مئات الالاف من الناخبين العازفين فستكون حظوظه محترمة للمرور من جديد لقرطاج.
انتهاج المرزوقي لاستراتيجية اعلامية اتصالية جديدة ولكن ايضا قانونية وقضائية بالضغط على الايزي و الهيكا لفرض المساواة وحقوق الرد واللجوء للقضاء لفرض المساواة القانونية ان لزم، وتخصيص كتيبة كاملة للمواجهة الاعلامية التي ستكون رحى المواجهة، ووضع خطاب ومضامين مبتكرة جديدة، سيكون له الاثر الحاسم. والحقيقة ان الابتعاد عن التركيز على الشتائم للمترشح المنافس سيعطي للمرزوقي مصداقية اكبر ويزيد في قاعدة ناخبيه. الحملة الميدانية ليست حاسمة ثم انها مرهقة والتفرغ اكثر للاعلامي وعدة اجتماعات عامة كبرى والاستعراضات والمواكب سيكون اجدى زيادة على التواجد الميداني عبر الخيم الدعائية القارة (خيمتين في كل معتمدية على الاقل) التي تبرز الوجود وتعطي الرؤية المكررة للمرزوقي واللعب على الصورة هنا اساسي.
الاستراتيجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجب تغييرها وتكييفها حسب مزاج الناخبين واستدراج الناخبين المضادين واستعطاف المترددين والعازفين واستعمال الوسائل النفسية والعاطفية والفكرية في الاقناع خاصة للشباب.
اكيد ان الاحزاب المناضلة ستحدد موقفا موحدا لمساندة المرزوقي وهذا سيعطيه نفسا عميقا، وسيزيل التردد والحرج عن النهضة لاعلان الدعم المباشر، والمرزوقي حقيقة مطلوب منه مراجعة موقفه من القضية السورية لكسب التاييد من الاحزاب القومية وهذا امر له قيمة وسحب هذه الورقة من منافسه.
الاكيد ان المنافسة ستكون مشوقة الى آخر لحظة، وتظل حظوظ المرزوقي قائمة في صورة مراجعة الاستراتيجيا الاتصالية الاعلامية خاصة وتثمين الميزات الخاصة واستغلال نقائص وثغرات الخصم الذي يبدو انه سيكون في طريق صعب وشاق.
الامل في المرزوقي نابع من حقائق واقعية ومن امكانية استفادته من اخطائه السابقة، ومراجعته لمنهجه في عمومه، واستثماره لرصيده الحقوقي بشكل يكون معه ضمان الحقوق والحريات في المستقبل وتحقيق التوازن السياسي وقطع طريق التغوّل على خلفاء المنظومة النوفمبرية وعودة الاستبداد والفساد والتبعية للخارج.
(*) قانوني وناشط حقوقي
Comments
43 de 43 commentaires pour l'article 95312