ضيف الوافي.. مالك المنزل

بقلم: شكري بن عيسى (*)
لا يمكن لأحد ان يصدق ما اعلنه الوافي من ان استضافة الرياحي كانت بسبب اشكال حلقة سامي الفهري التي هددت الهيكا بايقافها قبل بثها على حد تصريح المنشط..
لا يمكن لأحد ان يصدق ما اعلنه الوافي من ان استضافة الرياحي كانت بسبب اشكال حلقة سامي الفهري التي هددت الهيكا بايقافها قبل بثها على حد تصريح المنشط..
وما برر به الوافي الاستضافة كونها تتنزل في نطاق برمجة المترشحين للرئاسيات لم ينطل على احد باعتبار وان البرنامج لم يستضف اهم المترشحين ولا يركز عليهم بصفة خاصة فضلا عن ان الرياحي لم تمض على آخر استضافة شهران زيادة على ان البرنامج يدعي دائما الاستضافات النوعية و الجدة في الظهور..
كان لزاما ان يظهر الرياحي في هذا التوقيت بالذات بعد تقهقر ترتيبه في استبيانات الراي الجدية وانحصار الصراع بين الثنائي السبسي/المرزوقي وتأكد مرورهما الى الدور الثاني بنسبة تفوق الستين بالمائة.. والغاية لا تخفى عبثا لمحاولة استرجاع موقع في السباق..
وطبعا صاحب الاموال الخيالية.. مالك الذبذبات .. من حقه ان يفرض ظهوره سواء كـ مالك او دافع او صاحب فضل على الوافي الذي فرضه في التونسية..
الوافي ظاهر انه لم يُفرض عليه الامر باعتبار انه لم يبرز متشنجا في اللقاء.. وهو ذاته طرف في توضيب الامر الذي لا شك ان الفهري قبض فيه الكثير.. بكل الاشكال..
الاسئلة كانت واضحة التوجيه وكانت معدة بالاشتراك مع الضيف-مالك الحانوت والتشويه كان قصدي خاصة للمرزوقي لغاية افتكاك موقع في السباق وليقول لناخبه خاصة من النهضاويين ان الرجل قبض من رجال اعمال في انتخابات 2011 وليس كما يدعي شفافا وانه رجل مزاجي وان الرياحي رجل متدين وهو ايضا لن يسمح بمنع التدين ونزع الحجاب .. واجندا الحوار كانت واضحة ومسبقة الوضع.. بطابع الضيف-المالك..

الى حد ان الوافي لما يضيّع الكونديكتار يجد الرياحي مسترسلا في المحفوظات ويكاد ان يذكر الوافي المضطر بالخروج عن النص لاظهار نوع من الحرية بانه خارج الموضوع ..
طبعا كان لا بد من التعريج على السبسي وتوجيه انتقادات.. ولكنها ليست هي الاساسية..
الرياحي في برنامج الحلقة التي وضعها اشتراكا مع الوافي والفهري كان لا بد ان يتوقف عند عنصران اساسيان في خصوص تحذير الداخلية ليبرر اخفاقه.. وايضا في خصوص اسفه عن ضربة الجزاء التي تضررت منها الشبيبة حتى يكسب تعاطف القراوة ..
الحلقة كانت مهمّة وظيفية تم تنفيذها بعناية.. وكانت املاء .. و رد جميل لصاحب الجميل..
المرزوقي حقيقة صار في مواجهة حادة مع اعلام الحقد.. ومع المنظومة النوفمبرية.. وحتى سمير الوافي الذي فتح له الشهرة الواسعة بعد ان فتح له القصر في تلك الحلقة الشهيرة.. تنكر.. وانحاز لـ صاحبدالفضل الجديد..
كان لا بد من اثارة الرياضة حتى يوجه الرياحي غمزاته لجمهور الافريقي المخزون الوحيد الذي يمكن ان يلعب عليه رئيس الاحمر والابيض.. وكان لا بد ان يبقى في النهاية لحساسيته.. والامر وصل الى اعادة طرح السؤال من الوافي 6 مرات.. ووصل به الامر الى التهديد المبطن لجمهور الافريقي بان من يصرف المليارات يمكن ان يتخلى عن الفريق ويكون الخسارة الكبرى ..
طبعا الرياحي لا يمكن ان يقول مثل هذا الكلام صراحة والامر يمكن ان ينقلب عليه واقعيا (بردة فعل سلبية من جمهور الافريقي) وسياسيا (بحصول نقد شديد ضده في الصدد باستغلال وتوظيف الرياضة) والوافي هو من تكفل باشهار التهديد.. مكانه.. وهو المأمور..
الاشهار لم يعد مقنّع وصار مفضوحا بعد اثارة التصويت النسوي .. والوافي وصل الى حد التغزّل بجمال الضيف-المالك.. في دعاية لم يسجل التاريخ لها سابقة..
نهاية المطاف وصلت الى السيدة الاولى المنتظرة.. ليعلن مالك الذبذات بانها تمتلك صفة سفيرة النوايا الحسنة من الامم المتحدة في المجال الخيري..
الاشهار هذه المرة بـ الكاتالوغ .. والحقيقة ان السقوط كان مدويا.. طبعا القانون الانتخابي يحجر الاشهار المقنّع .. ويرتب عليه عقوبات.. لكنها تظل مالية.. ولا شك انها ستكون غير ذات بال لصاحب الاموال الطائلة..
مال سياسي ملوث جارف.. واعلام القصف والتوظيف.. على رأس شعب مسحوق مقهور بالفقر والخصاصة وغلاء المعيشة..
انتخابات حقيقة تحت خط الفقر الديمقراطي.. في شراك العصابات والمافيات.. والحرية موؤودة..
النهاية في البرنامج ستكون غير مفاجئة مع السويسي الذي أكل على كل الموائد.. وبن مبارك الشخصية اللاهثة وراء السلطة في المستقبل ويبدو انها وجدت ضالتها عند مالك مئات المليارات.. و الصفقة السياسية ظاهر انها حصلت..
واسئلة منسق دستورنا صارت ناعمة اليوم وانقلبت الى نوعية اسئلة اكلتك المفضلة و لبستك المفضلة .. فقط باللغة السياسية..
بن مبارك حقق الغرض من حضوره بالتصدي لمناظرة مرزوق-منصر..
الزابينغ لم يخرج عن جدول اعمال الحصة المضبوط بصرامة.. وكل المترشحين تقريبا تم تشويههم..
واذا اصيب القوم في اخلاقهم..
(*) قانوني وناشط حقوقي
Comments
15 de 15 commentaires pour l'article 94941