أبواق النظام القديم و عودة الأساليب القذرة

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
من كان يعيش في قفص يعتقد أن الطيران جريمة , هذا القول يتطابق مع ما تعيشه بعض وسائل الإعلام المحسوبة على النظام البائد من قنوات و إذاعات صنعت سابقا لتبييض الدكتاتورية و تشويه المناضلين و المعارضين السياسيين و النقابيين لبن علي و حاشيته .
من كان يعيش في قفص يعتقد أن الطيران جريمة , هذا القول يتطابق مع ما تعيشه بعض وسائل الإعلام المحسوبة على النظام البائد من قنوات و إذاعات صنعت سابقا لتبييض الدكتاتورية و تشويه المناضلين و المعارضين السياسيين و النقابيين لبن علي و حاشيته .

اعتقدنا أن ثورة الشباب التونسي ستحرر هذه الأبواق من سياسة التعليمات لكن من شبّ على شيء شاب عليه و الطبع يغلب التطبع . من الصعب أن يتخلى النظام القديم رغم هروب رئيسه عن مصالحه و تغلغله الأخطبوطي في مؤسسات الدولة لأن بقاء السيستام عندهم أولى من بقاء رأس النظام , إنه سيستام التمعش و الانتهازية و اللصوصية و دولة البوليس . لذلك عملوا منذ 14 جانفي 2011 على التمكّن من أجهزة الإعلام من أجل السيطرة على الرأي العام و توجيه العقول و تحريف أهداف الثورة من خلال تغذية الصراعات الإيديولوجية و تشليك الطبقة السياسية أمام الرأي العام لخلق حالة من الكراهية للثورة التونسية .
بالأمس قاطع السيد علي العريض برنامج ميدي شو في راديو موزاييك كما رفض الصحبي عتيق حضور برنامج سياسي في قناة نسمة , الاتحاد الوطني الحر يقرر مقاطعة موزاييك بعد أن تعرض أمينه العام إلى ما يشبه المحاكمة في البرنامج المذكور قبل أن يسير حزب المؤتمر من أجل الجمهورية على نفس الطريق و يقاطع تلك الإذاعة بسبب عدم حيادها خاصة في هذه الفترة الانتخابية , و للإشارة فقد بثت صفحات التواصل الإجتماعي مقطع فيديو اشهاري لرئيس حزب سياسي من النظام القديم في الصفحة الرسمية لراديو موزاييك مما يؤكد خدمتها لأجندة سياسية .

بالأمس القريب تعيد قناة نسمة بث ومضات اشهارية لبرنامج فيه تشويه للسيد سليم الرياحي في عملية ابتزاز مفضوحة , و لأن الذكرى تنفع المؤمنين فقوانين الهايكا تمنع على وسائل الإعلام بث برامج تحمل تشويها للشخصيات السياسية و الأحزاب خلال الفترة الإنتخابية . و لأن هؤلاء فرنكفونيون و معجبون بالثقافة الفرنسية و قوانين عاصمة الأنوار فنجد في الدستور الفرنسي مادة تمنع وسائل الإعلام من بث أي خبر يتعلق بالأحزاب و الشخصيات السياسية قبل شهرين من الانتخابات ليتركوا للناخبين فرصة التفكير الهادئ و الاختيار , لكن يبدو أن صاحب قناة بونا الحنين لم يتعلم من الفرنسيين سوى ربطة العنق .
هؤلاء لا يسرهم نجاح الفترة الانتقالية و لا الوصول بالعملية الانتخابية إلى برّ الأمان لأنهم تربّوا في أحضان الدكتاتورية و يرفضون الديمقراطية , فقد عملوا على بث الفتنة بين التونسيين و تقسيم المجتمع و ضرب كل مظاهر الاستقرار و لا يستدعون سوى الأصوات الاستصالية الموتورة و المتطرفة التي كانت الواجهة الثقافية لنظام بن علي .
الإعلام التونسي مريض و يعشش فيه الإنتهازيون و الثورة التونسية لم تغير مذيعا واحدا , المؤسف أن حكومات ما بعد الثورة هادنت هؤلاء بل و يا للفضيحة فقد استدعتهم لاصلاح الإعلام . أما المحزن فهو أن تتحوّل الأرانب إلى أسود , لكنها تبقى أسود بلاستيكية يتلاعب بها الصغار .
كاتب و محلل سياسي
Comments
16 de 16 commentaires pour l'article 93021