شهداء بلا حداد

ابو مــــــازن
في العشر الأواخر من رمضان المبارك وبالتحديد يوم السبت الفارط نالت يد الخوارج الإرهابية ثانية من جنودنا فاستشهد اثنان وجرح عدد آخر، كان الجميع ينتظر حدثا كهذا لقبح ما علمناه من تعطش هذه العصابات المفسدة للدماء و للحراك الاستخباراتي الذي أضحى تشهده مرتفعاتنا المتاخمة لحدودنا الغربية. رحم الله شهداءنا الأبرار وتقبلهم الله أحسن قبول واسكنهما على عليين مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. ولكن استشهادهم حقيقة مرة تعجز كلمات التأبين والترحم والدعاء لهم لملمة جراح أبنائهم وأهليهم وفيهم الأب والابن، كلمات سئمها الناس لتكرارها وتونس تقف وحيدة تجابه الإرهاب الذي التقت عليه خوارج تونس والجزائر فدبروا ونفذوا وبرّروا شنيع فعلتهم، لكن هيهات أن يضيع حق شهيد ارتقى إلى السماء ففتحت أبوابها و تقبلته،هو شهيد بات يحرس وطنه مات مقبلا غير مدبر لا يخشى الوغى.
في العشر الأواخر من رمضان المبارك وبالتحديد يوم السبت الفارط نالت يد الخوارج الإرهابية ثانية من جنودنا فاستشهد اثنان وجرح عدد آخر، كان الجميع ينتظر حدثا كهذا لقبح ما علمناه من تعطش هذه العصابات المفسدة للدماء و للحراك الاستخباراتي الذي أضحى تشهده مرتفعاتنا المتاخمة لحدودنا الغربية. رحم الله شهداءنا الأبرار وتقبلهم الله أحسن قبول واسكنهما على عليين مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. ولكن استشهادهم حقيقة مرة تعجز كلمات التأبين والترحم والدعاء لهم لملمة جراح أبنائهم وأهليهم وفيهم الأب والابن، كلمات سئمها الناس لتكرارها وتونس تقف وحيدة تجابه الإرهاب الذي التقت عليه خوارج تونس والجزائر فدبروا ونفذوا وبرّروا شنيع فعلتهم، لكن هيهات أن يضيع حق شهيد ارتقى إلى السماء ففتحت أبوابها و تقبلته،هو شهيد بات يحرس وطنه مات مقبلا غير مدبر لا يخشى الوغى.

• ما حزّ في نفسي في هذه الحادثة ما ذهبت إليه جل وسائل الإعلام المرئي والسمعي لمّا انصرفت كليا عن الموضوع عدا بعض الأخبار العاجلة و الأغاني الوطنية القديمة التي عادة ما تستعمل في مناسبات مماثلة. لم يعلن الحداد و لم تسود إيقونات القنوات بل حافظت على برمجتها و مسلسلاتها التافهة الرخيصة التي تأتي على ما تبقى من تربية وأخلاق لجيل الشباب. زد على ذلك ألعاب الأرقام و الصناديق والإشهار و حفلات ليلة العيد وغيرها من مظاهر الفرحة التي لا تراعي دماء سكبت لأجل هذا الوطن العزيز. لم افهم لم تحرك الإعلام بقوة وقدرة عجيبة لما استشهد قبل أيام خمسة عشر من جنودنا في الشعانبي ولم ينسج على نفس المنوال في هذه الحادثة الأليمة، قلت ربما عدد الشهداء أو ربما مكان الاستشهاد هما الدافعان لتلك الهالة الإعلامية التي أعلنت الحداد فتوقف المينجي على فكاهته و أغلقت الصناديق الوردية وحضر شريط عبد الباسط. قلت ربما علم الإعلام أنّ الناس لا يبالون بمن يسقط شهيدا في سبيل وطنهم و يترك الأرامل والأيتام ولكنني أدركت سريعا أنّ الإعلام المزايد على كافة قضايا البلاد يتخير الأفراح والأتراح ويسكب بنزينه و يقود الثقاب متى أراد وقد يتحول إلى مطافي كلما ارتأى الناي بالمواطن العادي عن الواقع المرير المعاش.
لكم الله يا أهل شهداء جيشنا وحرسنا الأبرار ولكم في غزّة عبرة ومعنى يقدمون الشهيد تلو الشهيد والعالم العربي و الإسلامي يرقب ذلك دون أن يحرك ساكنا أو يهتم بمن يدافع على شرف الأمة ومقدساتها. لكم الله يا أهل شهداء تونس الأبرار وقد سجلتم في تاريخ الثورة مصابكم فوجب الاعتراف لكم بما آلمكم و تعويضكم خير تعويض عمن فقدتم فذلك النزر القليل الذي يحفظ نخوتكم بمن قدمتم في سبيل الوطن. شهداؤنا الأبرار رحلوا بعيدا في خير الأيام وهم عيون تحرس لا تنالها نار قط و تشفع في سبعين من أهلها، رافقوا إخوانهم في غزة العزة فالتقت دماء العروبة عند ربها وقد أثخنت يد الإرهاب الصهيونية والتكفيرية في كل مكان فعلمنا ترابط المسارات الارهابية فهذا يقتل وذاك يمده بالسلاح.
كل عام وانتم بخير و تونس بخير.
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 89207