أوباما رئيس أكبر دولة في العالم.. سر الاهتمام الخاص بجمعة.. وماكينة الزرقوني

بقلم: شكري بن عيسى (*)
اوباما أكبر رئيس دولة في العالم.. أجندته السنوية تجدها تقريبا مملوءة على امتداد كل الأشهر والأيام وحتى الساعات.. ولا نفهم كيف لهذا الظاهرة العظيمة بكل المقاييس ان يخصص استقبالا طويلا ليس لرئيس دولة شرعي منتخب.. له سنين في الحكم.. ولكن لمجرد رئيس وزراء غير منتخب لم يمض على تنصيبه سوى شهران..
اوباما أكبر رئيس دولة في العالم.. أجندته السنوية تجدها تقريبا مملوءة على امتداد كل الأشهر والأيام وحتى الساعات.. ولا نفهم كيف لهذا الظاهرة العظيمة بكل المقاييس ان يخصص استقبالا طويلا ليس لرئيس دولة شرعي منتخب.. له سنين في الحكم.. ولكن لمجرد رئيس وزراء غير منتخب لم يمض على تنصيبه سوى شهران..
والجولة كانت طوية وعريضة بالولايات المتحدة..
والنتيجة كانت ابهارية أو لنقل مرعبة بكل المقاييس وتسميات..مكوكية..
حوار استراتيجي ..
منصة رقمية في تونس في اتجاه أفريقيا ..
رفع عدد المنح الجامعية للطلبة التونسيين بأمريكا ..
دعم تعليم اللغة الانجليزية بتونس
...
و مركز تونسي-أمريكي للتجديد
..
واللعبة كما لاحظتم اغلبها استراتيجية بآليات ثقافية.. والثقافي اليوم في تونس هو المدخل نحو الاستراتيجي.. والطعم أكيد اقتصادي.. فالمال اول أشكال الوقوع في الأسر والتبعية.. والخضوع..

الأمريكي فعلا كان خبيثا ومخادعا واختار الوقت بعناية.. واختار الشخص المناسب.. لتحقيق التحول الاستراتيجي في اتجاه علاقات جديدة بين البلدين.. في اتجاه مزيد الاختلال نحو التبعية.. استراتيجيا على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية وخاصة الأمنية والعسكرية والاستعلاماتية.. ولكن هذه المرة بـ عمق ثقافي ماكر.. استثمر حالة جمعة الشبقية للسلطة..
السلطة التي تسعى الماكينات المتصلة بالمنظومة الإمبريالية لحملها اليه على طبق من ذهب.. وصناعة (عفوا استبيانات) الزرقوني للرأي كانت المنطلق.. الحاسم اليوم..
صدفة غريبة فعلا ان يكون إخراج الاستبيان الحامل لاسم جمعة عشية عودته من الولايات المتحدة بسلة مهمة من الإنجازات ..
استبيانات انطلقت من جريدة المغرب ومرت براديو موزاييك و رست في قناة نسمة دون احتساب المحطات الفرعية للماكنة الخلاقة للمنتوجات السياسية في البلد.. والموجهة للرأي العام الواقع يوميا تحت قصفها المركز.. بآليات التفكيك و إعادة التركيب و تكرار المغالطات .. وغيرها من آليات التضليل الممنهج.. وصدق فعلا جوزيف غوبلز وزير البروباغندة لدى هتلر حول خلق شعب بلا وعي عند وجود اعلام بلا ضمير ..
استطلاعات رأي عشوائية.. بل رعوانية.. لا تستجيب لأيّ معايير علمية.. ولا تخضع لأيّ إطار قانوني ولا رقابة إدارية من 'الهيكا او الايزي ولا قضائية.. تذكرنا بـالعرافين الذين يبيعون الاوهام ليلا نهارا مستثمرين لمآسي وعذابات الشعب.. ولكن وصفاتهم غالبا ما تجد اهتماما أعلى عشرات المرات من وصفات الأطباء المتخصصين..
62,9 ٪ حسب الملمع الرسمي للطرابلسية على مدى سنين المجد لا يصرحون لمن سيصوتون،، ما يعني ان العينة الحقيقية لم تعني سوى 600 شخص فقط.. ومع ذلك تبنى عليها استنتاجات فلكية وتحليلات فلسفية وسياسية وبسيكولوجية.. تهم شعب تونسي برمته يتجه نحو 11 ملون نسمة.. وفي كل الحالات تكون النتيجة هي انتصارات ساحقة لنداء السبسي.. والعنوان الرئيسي هو 46,8 ٪ لهذا الحزب.. الذي لا يوجد فعليا إلا في استبيانات الزرقوني الرعوانية والجوقة الإعلامية الساندة.. والاجتماعات الاستعراضية مدفوعة الأجر للحضور من أكياس المال الفاسد المجمعة من رؤوس الفساد الباحثة عن الحصانة الكاملة.. من الوريث الشرعي لمنظومة الفساد التي انجبتهم..
لا شك ان منظومة البروباغندة السياسية بآليات غوبلز الخبيثة تفطنت بقوة بأن رجلها الذي صنعته قد لا يصل بها إلى تاريخ الانتخابات لما رشح عن تدهور حالته الصحية التي لن تسمح له بحملة انتخابية ميدانية واسعة ومواجهة لوسائل اعلام من خارج المنظومة التقليدية ومواجهة مباشرة مع المنافسين.. وقد لا يقدر على الوقوف بعد الاجتماع الأول.. أو المواجهة الأولى.. ما حدا بهذه المنظومة إلى تحضير بديل احتياطي .. قد تصنع له الإطار الضروري تحت مسمى الانقاذ حتى ولو ان خارطة الطريق لا تسمح له بالترشح!!!
(*) قانوني وناشط حقوقي
Comments
16 de 16 commentaires pour l'article 83256