!!أنـــــــــــا مستكــــــــــرس

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b6585b904a1d5.96073167_gkohjlnmqpefi.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم سمير الوافي نشر بجريدة الصريح في فيفري 2008



.. زرت أحد أصدقائي المسؤولين... وهو مسؤول مرموق كرسيّه وثير ومثير .. من النوع الذي ما إن تجلس عليه حتى تسكن فيه وتتلذّذ البقاء فيه... جلسنا في صاللون مكتبه نتحدث... ونشرب قهوة إدارية سوداء مرّة ... شربت مثلها عشرات الفناجين في عشرات الادارات...حتى تصورت لتشابه نوع القهوة في كل الإدارات... أن هناك حرصا على القهوة السوداء المرة... مراعاة لصحة بعض مسؤولينا المصابين بالسكر والكولستيرول... لكثرة الولائم والدعوات على غداء أو العشاء هما و هناك .. و من كثرة التكمبين و الخوف على المنصب و الكرسي أيضا ..لذلك لا تتحمل الصحة المرهقة سوى قهوة سوداء .. موجودة في أغلب الادارات ..!!



*
المهم أنني أثناء جلوسي في صالون صديقي المسؤول ... هربت نظراتي نحو كرسيّه الفخم ... الوثير المتمركز وراء طاولة مكتبه... وتأملته فسرحت وشردت... كرسي فخم وضخم ودوّار ... يسحر الناظر إليه و يسلط عليه إشعاعات غامضة تجذب... وقد راودتني فجأة رغبة لم أقاومها... فقلت لصديقي المسؤول أنني أشتهي الجلوس على كرسيّه.. الجلوس فقط لأجرّب... لأعرف الاعراض التي تظهر على كل آدم يجلس عليه.. وسمح لي صديقي بذلك ضاحكا.. فهرعت بشغف نحو الكرسي !!
*
وما إن جلست على كرسي المسؤول حتى ظهرت على وجهي تكشيرة تدل على الوقار والهيبة... ووجدت أن الكرسي واسع ... ومهيّأ لازدياد وزن الذين يجلسون عليه... وأنني لا أستطيع أن أملأ اتساعه ... ولكنه مريح جدّا ... يبنّج الاحاسيس ... ويشعرك بالعظمة... وتلذذت الجلسة ونسيت نفسي وصديقي والمكان... وغيرت لهجتي مع صديقي ونظرتي له...و شعرت أن الكرسي يمسكني ويشدني.... ولاحظت أن صديقي المسؤول بدأ يتضايق وينزعج.. ويغار على كرسيّه... ويخاف عليه..!!
*
ولم يصبر صديقي عليّ ... إذ طلب منّي الكرسي ... ودعاني للصالون ... لكنني كلما كدت أقوم يعزّ عليّ فراق الكرسي ... فأتشبث بالجلوس عليه وأتلذّذه.. لقد سحرني الكرسي فأصبحت مستكرسا... أي عاشقا للكرسي ... وعذرت كل مسؤول يعشق كرسيه ويخاف عليه ويتغير مع أصدقائه إذا جلس عليه ... ها أنني أجرّب أعراض الجلوس على كرسي المسؤول في أي إدارة .. وأعرف سر علاقة المسؤول بكرسيّه ... وأفقت من شرودي على صوت صديقي وهو يلحّ عليّ... لأقوم من كرسيه المهم... وحاولت أن أنهض منه...!!
لكنّني فشلت.... لقد تكورست وتكرّست واستكرست وصرت متكورسا ومتكارسا... على الكرسي...!!
*
وتوتر صديقي واحتار فيّ ... ولم يراني صديقه العزيز... فالأهمّ هو كرسيّه المهم.. وقد زرت عديد المكاتب ولاحظت كيف أن العرب قد تفنّنوا أكثر من غيرهم في صنع وابتكار واقتناء الكراسي أنواعا وأشكالا ... فطراسي المسؤولين والمديرين غالية ومريحة ومميزة ... ومصانع الكراسي صارت تتفنن في الابتكار والصياغة... حتى كرسي التواليت ... صار منوعا وفخما وفيه أنواع وأشكال...!
*
الكرسي ... كلمة مشتقة من فعل كرسي ... يكرس تكريسا .... والمتكرس هو الذي يدمن الكرسي ... والمكراس هو الذي لا يفارق الكرسي .... ولا يقوم منه... كأنه ملتصق به... ولا ينفصل عنه إلا بعملية جراحية ... وعندنا في إدارتنا مثل هؤلاء مع احترامنا للوطنيين الشرفاء منهم... وهناك الكروس والمتكارس والكرسيس والكارس... وكلهم جماعة الكراسي... المنتشرين في بعض إداراتنا... باستثناء من يستحق!!


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 8198

Ramzi  (prepa12000@yahoo.fr)  |Mercredi 20 Février 2008 à 08:41           
Comme meme, merci samir pr cet effort,c'est un article interessant.
Bonne continuation

Krid  (fabio.mero@gmail.com)  |Mardi 19 Février 2008 à 19:24           
Allah ghalib, on est obligé de parler loughit lalghazz.

Mais bon khir min bléch
Merci

Abderraouf  (a)  |Mardi 19 Février 2008 à 16:03           
Il faut respecter les gens quand même le mot "mestakress" sous entend un langage mal poli de toute façon je suis pas surpris de ta part vu le niveau
très mal poli de ton emission.

Abderraouf  (a)  |Mardi 19 Février 2008 à 16:03           
Il faut respecter les gens quand même le mot "mestakress" sous entend un langage mal poli de toute façon je suis pas surpris de ta part vu le niveau
très mal poli de ton emission.

Joujou  (bjalila@yahoo.fr)  |Mardi 19 Février 2008 à 13:25           
Si Samir, et si tu change to korssi de saraha raha tu seras mirtah akthar. c'est très démoder.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female