النهضة و الجمهوري و تنافس الفرسان

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
ما أحوج بلادنا في هذه الفترة الإنتقالية الصعبة إلى الخطاب المسؤول و الرصين و الهادئ بعيدا عن لغة الشحن و التصعيد و الشيطنة و الأحقاد الإيديولوجية . التصريحات الأخيرة للسيدين عصام الشابي و عبد اللطيف المكي تبعث رسائل هامة إلى الطبقة السياسية لتجاوز منطق العداء إلى منطق المنافسة .
ما أحوج بلادنا في هذه الفترة الإنتقالية الصعبة إلى الخطاب المسؤول و الرصين و الهادئ بعيدا عن لغة الشحن و التصعيد و الشيطنة و الأحقاد الإيديولوجية . التصريحات الأخيرة للسيدين عصام الشابي و عبد اللطيف المكي تبعث رسائل هامة إلى الطبقة السياسية لتجاوز منطق العداء إلى منطق المنافسة .
ذكر السيد عبد اللطيف المكي في حوار لصحيفة يومية أن الحزب الجمهوري هو حليف للنهضة و لو كان منافسا , و فسّر الأمر بأنّ الجمهوري حزب ديمقراطي و ليس حزبا انقلابيا و قد خبرنا مسيرته و مواقفه المبدئية رغم اختلافه السياسي مع النهضة . ردّ عليه السيد عصام الشابي في تصريح إذاعي بأنّه يفهم جيّدا ما قاله وزير الصحة السابق , وقال : لقد زرنا عبد اللطيف المكي في بيته و ساندناه عندما نفّذ إضراب الجوع في سنوات الجمر عند خروجه من السجن للمطالبة بمواصلة حقة في مواصلة الدراسة بكلية الطب عندما كانت مصافحة شخصية مثله جريمة في عهد المخلوع . و أضاف بأن الجمهوري يعتبر النهضة منافسا سياسيا و ليست عدوّا كما تفعل بعض الأطراف .

لو ساد هذا الخطاب بين الفرقاء السياسين في منابر الإعلام لهدأت الأوضاع السياسية و لكان النقاش و الصراع حول البرامج و التنمية و كيفية الخروج من المشاكل الإجتماعية و الإقتصادية التي يعيشها المواطن التونسي لمعالجة آفة البطالة و الفقر التي تعيشها الجهات المحرومة . لكن بعض الأصوات المتطرّفة و الإستئصالية تصرّ على نشر خطاب الكراهية و الفتنة و التجييش و الصراعات الإيديولوجية التي تجاوزها الزمن . معاول الهدم و إفشال التوافق الوطني يثبت إفلاس هذه الجهات السياسية التي لا تعيش إلا على الإقصاء و الجلوس على الأجساد الجريحة . لغة التخوين و شيطنة الآخرين و عدم قبول التعايش المشترك بين الفرقاء السياسين هو برنامج الفاشلين و اليائسين من الإنتخابات الذين لم يستوعبوا دروس التاريخ و تجارب الشعوب الأخرى , هناك في تونس من يريد أن يستعيد رقصة الدم و سلطة الدولة البوليسية للقضاء على خصمه السياسي دون قراءة للتاريخ القريب و البعيد في الداخل و الخارج .
لم أسمع بحزب أو تيار سياسي يتقدّم إلى الشعب ببرنامج يكون مضمونه الرئيسي هو معاداة طرف سياسي دون قراءة واعية لنتائج ذلك الخطاب في الإنتخابات السابقة لأنّ التونسيون يدركون ما جلبه منطق الإقصاء من ويلات لذلك عاقبوا كل من أراد إحياء خطاب الكراهية و الشيطنة .
القوى الحقيقية و الفاعلة في الساحة السياسية استوعبت الدرس و غلّبت منطق التعايش و المصلحة الوطنية لذلك شكّلت تصريحات الأستاذ الباجي قايد السبسي في أكثر من مناسبة و منذ تكوين حزب نداء تونس التي أكّدت باستمرار على أن حركة النهضة هي جزء لا يتجزّأ من المشهد التونسي ضربة قوية لبعض الأصوات المتطرّفة من اليسار الإستئصالي داخل حزبه التي تصرّ على خطاب الكراهية و الشيطنة لذلك وقع إقصاؤها من المواقع القيادية الفاعلة .
كاتب و محلل سياسي
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 81675