التّوافق ،،، لكن لنسخ الثورة و استنساخ النظام القديم

<img src=http://www.babnet.net/images/9/gremlins.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي بــــاكير

أعاجيب تونس ، أو بالأحرى أعاجيب المشتغلين في الرّكح السياسي التونسي لا تنتهي ،، أعاجيب تتواتر بلا مبرّرات و لا تفسيرات ، فقط هي تمرّ لتترك المتابع و حتّى الضالعين في التحليلات السياسيّة فاغري الأفواه و فاقدي حبْل المعقول ،،

بالأمس ، و الأمس القريب كانت كلّ الحراب موجّهة إلى سياسات الحكومة التي كان يديرها السيّد علي العريّض ، حراب تطعن بكلّ قوّة وفي كلّ الإتّجاهات و أصوات تحقّر و تقزّم كل الجهود ،، اجتمعت تقريبا كلّ أجندات صفّ المعارضة و أدعياء الإعلام الرديء على نكران أيّ إيجابيّة يمكن أنّها تحقّقت بمساعي حكومة العريّض و خلال فترة توليه منصب رئاسة الحكومة .






و في لحظة فارقة ، و بنجاح الإنقلاب النّاعم الرّباعي الدّفع الذي انتهى بخروج النّهضة من دوائر القرار المباشر و تشكيل ((حكومة دعائيّة )) استمدّت شرعيّتها من أروقة السّفارات و رموز الردّة و قادة الإنقلاب ،،، انقلبت الأمور إلى ضدّها بالضّبط لتتشكّل صورة معاكسة لما كان بالأمس ..!
طبعا هذا لا يحصل إلاّ في تونس و ببركات الخيوط التي تحرّك- ماريونات - اللّعبة السّياسيّة الذين في وقت قياسي أفرجوا عن الدفعة الثانية من قرض طالما تباكى عليه الكثير و أنكروا حصوله و تداعياته الوخيمة آجلا و عاجلا ،كما انتفض العجز المزمن للدّينار التونسي و يحدث مفاجأة الصّعود الملحوظ في سوق البورصة ،،، تنهال التهاني و التبريكات من كلّ صوب و حدب ، تحصل زيارة إلى ( الشقيقة الكبرى ) الجزائر بوفد حكومي مازال لم يجلس على كراسي الوزارة و لم يجري بينهم تعارف و تواصل كامل ،،
تدرج استطلاعات للرأي ترتفع فيها أسهم رئيس حكومة – التوافق – الذي لم يتبيّن بعدُ فعله السّياسي و لم يحرّك بعد ساكنا ... و ربّما هناك من المغالين من لامس مناشدته لرئاسة البلاد ..
الإعلان عن اكتمال دستور طغى عليه طابع التلفيقات و قنّنت فصوله المقايضات و المصالح الحزبيّة ، دستور لم يرتقي إلى آمال الشعب و ثورته بل تجاوز ثوابتا كانت في حكم البداهة ، دستور جاء ليرضي الأجندات الخارجية و يهمل شريعة و تعاليم دين الشّعب .
تزداد وتيرة الأحداث و تكشف عن الأغرب ، ليحصل رفع حجز السّفر عن الكمالين مرجان ثمّ اللّطيّف – العقْدة / الإنفراج – ليزامن هذا محاصرةُ ثمّ قتل القضقاضي و جماعته في سيناريو لم يقدر لا وزير الدّاخليّة و لا معاونيه في إضفاء صدقيّة له و لا حتّى في إيجاد شبه إقناع ..
بين هذا وذاك و في مسار غير بعيد عن هذه الدائرة الرسميّة يشهد حزب نداء تونس المعارض جملة من الإهتزازات المفتعلة لتقلب موازين القوى في داخله و تعيد ترتيب أوراق شاغليه و منتسبيه ، ترتيب جعل رموز التجمّع القديم في الصّدارة و في تمام الجاهزيّة ..
الإتحاد النّسائي و الذي هو من المفروض محسوب على تركة النظام المدحور و أحد أركانه التي ذهبت بها رياح الثورة ، فجأة ينقلب إلى ضحيّة تستدرّ العطف و و ينال التكريم بمائة ألف دينار من المال العامّ ..
تخرج تسريبات في شكل تخميرات مقصودة تشير إلى أنّ بن علي الجنرال الهارب ( حرقه الحليب ) على تونس و هو مستعدّ للتضحية بحريّته و البقاء في الإقامة الجبريّة في سبيل الرجوع إلى أرض الوطن و شمّ ريحة البلاد !!
كلّ هذه السيناريوهات المتعاقبة و المتسارعة حصلت فقط ببركات هذا التّوافق التي معها تبدّلت الأحوال و ازدهر الدينار و بدأ الإعلام يسوّق للإنجازات و يتغاضى عن السّلبيات القائمة ، لتتبدّل صورة تونس من السّواد القاتم إلى البياض النّاصع المؤهّل للإنفتاح على السياحة و رأس المال الغربي بكلّ أنواعه ...
توافق حصل أو وقع فرضه أو كان ترجمة ناعمة لانقلاب واضح المعالم برغم ما حاول منتجوه إضفاء السريّة و الشرعية اللّقيطة عليه ،، توافق يثير كثيرا من التساؤلات عند رجل الشّارع قبل أيّ خبير ضالع في التحليل و التشخيص ..
توافق يثير الرّيبة و يبعث درجة عالية من القلق حول مستقبل تونس و ما يخطّط لها في مطابخ السّياسة العالميّة و المحلّيّة ، إحدى فرضيّاته التي تطفو على سطح الأحداث هي وأد ثورة الشّعب و نسخها و قبر مكتسباتها و مستحقّاتها و (ركْل )الإرادة الشّعبيّة خارج مضمار المشهد السّياسي للإنفراد بتفصيل مستقبل البلاد و العباد بعيدا عن كلّ شعارات الديمقراطيّة و تمثيليّة الشّعب ....و استنساخ المنظومة القديمة لتسليم عهدتها إلى من أحيا جثثهم – تراخي – حكومات ما بعد الثورة و سياساتها المرتعشة ...





Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 79382

Tounsi_mehtaar2  (France)  |Jeudi 6 Février 2014 à 12:27           
@Nouri,
Votre commentaire ne contredit pas ce que j'ai dit.

J'ai parlé d'accord interne qui fait qu'une partie soit plus fiable et moins risquée. Le timing est un signal politique et un coup de pouce pour déclencher des réactions positives chez la bourse et les investisseurs... C'est dégueulasse pour nous mais c'est comme ça et on y peu rien.

Pour Ansaar Echariaa, ils font partie dans mon exemple de ceux qui sont dans la famille et qui veulent tout faire casser. Vous affirmez que c'est le FMI qui a demandé de les neutraliser. Vous avez l'air de savoir ce que vous dites. OK, admettons. Mais pour un prêteur il est normal de demander de neutraliser ceux qui veulent brûler la maison (faire tomber Hokm Ettaghout) et de se mettre d'accord avec avec ceux qui font du sabotage (Syndicats,
opposition, ...). Il faut des garanties, des actes et des engagements.

Je ne dit pas que l'aide ou les prêts du FMI ne sont pas dirigés politiquement. Quand on tend sa main à un prêteur, on perd une partie de sa souveraineté. On se soumet à ses conditions et ses conditions dépendent de sa vision des choses et de ses orientations politiques.

Pour le reste il est indiscutable que les grands de ce monde ont des intérêts en Tunisie, des craintes et des appréhensions. Ils ne font que les protéger dès qu'on demande leur aide ou leur appui.
Nous Tunisien, que faisons nous pour protéger les notres?

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 6 Février 2014 à 11:58           
@ Tounsi_mehtarr2 (fr)
البنك الدولي وضع شروط سياسية كإقحام بعض فقرات في الدستور وشروط اخرى من بينها القضاء علي بعض الجمعيات كأنصار الشريعة.

لو كان البنك الدولي ينظر إلي الاستقرار لماذا يدعم العراق ؟ وأفغانستان ؟

ولماذا تم تصريح الدعم إلي تونس بعد بضع ساعات من تسمية الحكومة ؟ من أين لهم العلم بأن البلاد سيصبح مستقر ؟

Tounsi_mehtaar2  (France)  |Jeudi 6 Février 2014 à 11:37           
Dommages, bien que je sois assez d'accord avec le titre et l’existence réelle de manœuvres et de manigances pour reproduire l'ancien système, je suis déçus par l'article. Un article qui manque de profondeur d'analyse.

Il y a du vrai dans ce qui est dit mais lister des vérités sans analyser les vraies causes et sans préciser les liens de causalité fait que cet article ressemble plus à ce qu'on pourrais entendre dans les cafés de quartier.

Mélanger des choses vraies, avec des suppositions et des rumeurs ne fait pas un bon article. La succession chronologique des événements ne fait pas d'un récit une vérité. Il faut de l'analyse et de la cohérence.

Je prend un exemple BEL FALLEGUI: concernant le FMI, Mr l'auteur, Ce qui compte c'est la solvabilité et la solvabilité dépend de la stabilité. Prêterez vous de Mr l'auteur de l'argent à quelqu'un qui a une situation instable dans son foyer et qu'une partie de sa propre famille fait tout pour le casser! Bien sûr que non. Mais dès qu'il y a un accord au sein de cette famille et que vous savez que cette personne pourra honorer ses
engagements, vous le faites. Là on parle de stabilité et de solvabilité. Vous vous en foutez qu'il ait des problèmes financiers (jusqu'à une certaine limite) par ce que s'il ne les avait pas il ne vous demanderai pas votre aide.
Stabilité, donc solvabilité, donc crédits débloqués donc hausse du dinar et de la bourse, donc espoirs et encouragements...

Y en a marre que des auteurs/journalistes/analystes ou autre fassent des analyses superficielles et orientées idéologiquement pour appuyer une conviction personnelle ou donner du crédit à un sentiment dominant fusse-t-il erroné, exagéré ou partiellement vrai.

Median  (Tunisia)  |Jeudi 6 Février 2014 à 10:54           
لقد قرات مقالك التحلبل فيه عام و سطحى يهمش فيه دائما الارادة الشعبية تماما كالنظام السابق الذي ما كان يدور في خلده ان ياتي يوم يثور فيهعلى الفساد و المفسدين هذا الشعب سيحبط كما في السابق كل المخططات المشبوهة و يكنس المطبلين و المهرولين و المتسلقين و من لف لفهم

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 6 Février 2014 à 10:27           
@ Fatyou
عند الإعلام واعداء الثورة لهم مفردات خاصة بهم فالإرهاب والفتنة تستعمل إلا عند مصلحتهم، لكن مدة ثلاثة سنيس ومنذ ان اخذت الترويكا الحكم، الاعلام والاتحاد والمعارضة جمعت كل اصناف الفتن والارهاب، الاشعات تكاد تكون كل ساعة وارهاب العمال والمرضى في المستشفيات والمسافرين ووو… في كل مدينة هل قلت شيئا يومها علي الفتنة او الارهاب؟
او اتتك الفرصة لتستعمل هذه المفردات اليوم ؟

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 6 Février 2014 à 10:25           
@ Fatyou
عند العلام واعداء الثورة لهم مفردات خاصة بهم فالإرهاب والفتنة تستعمل إلا عند مصلحتهم، لكن مدة ثلاثة سنيس ومنذ ان اخذت الترويكا الحكم، الاعلام والاتحاد والمعارضة جمعت كل اصناف الفتن والارهاب، الاشعات تكاد تكون كل ساعة وارهاب العمال والمرضى في المستشفيات والمسافرين ووو… في كل مدينة هل قلت شيئا يومها علي الفتنة او الارهاب؟
او اتتك الفرصة لتستعمل هذه المفردات اليوم ؟

BenrhoumaA  (Tunisia)  |Jeudi 6 Février 2014 à 10:23           
مقال نجح في ملامسة الوضع من مختلف جوانبه و الاكيد ان الانقلابيين يترصدون الفرص للانقضاض على البلاد واعادة استنساخ الماضي لكن لا اظن ان المخلوع والتجمع المنحل يجدان لهما موطأ قدم في هذه البلاد التي لفظتهم
ان تحركاتهم لا تتجاوز ان تكون تفرفيتت المذبوح الذي هو مصروع لا محالة

Swigiill  (Tunisia)  |Jeudi 6 Février 2014 à 10:20           

الكاتب يحكي على التوافق

و هو يقصد في النعجة و الذئاب

صديقي اقول لك كما يقول المثل العظيم:

الشجاع محبب حتى لعدوه و الجبان مكروه حتى من امه

انتهى

FATYOU  (France)  |Jeudi 6 Février 2014 à 10:16           
حديث يفرق ولايجمع
حديث فيه نوع من الفتنة
حديث متحزب

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 6 Février 2014 à 10:14           
الآن وبعد عديد النقاط التي تثبت بأن الانقلاب وقع ومدعم من الغرب، فلا فيه إلا الشوارع والعودة لرفع كلمة الشعب، الثورة دار عليها الاتحاد والاعلام والرباعي والقضاء ورأس الأفعى كمال اللطيف.
لا تثقي في هذه المرحلة علي كل من كان في التجمع او حزب الدستور من بعيد او قريب.
إنكم شفتوا كيف الهادي الجيلاني وبعد ان طلب السماح من التونسيون ثم تراجع ليقول أنا لم افعل شيئا اليوم نكتشف بأنه بالتصال مع العديد من التجمعيين وله علم بالإنقلاب وأسرار أخرى.
يا شعب فيق

Jordan  (France)  |Mercredi 5 Février 2014 à 23:12           
Bravo pour tous ce que vous avez dit Mr

Mandhouj  (France)  |Mercredi 5 Février 2014 à 22:11           
La dignité avant le pain, la démocratie est le meilleur outil.
- la contre révolution en Tunisie est toujours capable de surprendre. (C’est une évidence).
- le dialogue national, à mon sens, était/est une bonne chose qui a mis au clair les vrais positionnements de tout les partis. Aujourd’hui le peuple sait qui veut quoi, et qui tend à quoi.
- la révolution en Tunisie , pour le moment est = à ben Ali harab la fin de la représentation politique rcdiste officielle au niveau du gouvernement des acquis en liberté d'expression, pluralisme politique le terrorisme au service de certaines orientations putschistes une contre bande organisée et qui nuit énormément à l’économie une constitution qui a posé d'autres règles de gouverner. Comment on va vivre avec? La question reste
posée, jusqu'à une première expérience après des futures élections et même deux et trois législatures. En final, les tunisiens gagnerons cet apprentissage.
- l'opposition nidaistes/rcdiste et du front populaire ont compris la force de la troïka et surtout ont bien vu le soutien populaire à son gouvernement élu et à sa ANC, à sa légitimité et que le peuple tient fort à la réussite du processus démocratique (la dignité avant le pain).
- le plus rassurant pour moi est que le peuple demeure vigilant, observateur à certains scénarios, et surtout il est en veille active.
- nous vivrons toujours sous la pression de certaines parties à l’intérieur du pays profondément enracinées dans l’état profond, et pour un long moment. Surtout que ces parties sont énormément soutenues par l'étranger impérialiste et certains régimes féodaux.
Mais nous gagnerons à la fin notre démocratie, notre justice transitionnelle, notre réconciliation nationale et surtout nous gagnerons notre rupture avec la dictature et avec la gestion bureaucratique lourde.
Je suis très confiant.
Ben Ali harab
Mandhouj Tarek.

Antligen  (France)  |Mercredi 5 Février 2014 à 17:36           
الثورة الثانية وهي قريبة وقد بدأ تحضيرها ستقتلع الجرذان من الأصول وتأتي على الأخضر واليابس وتنصب فيها المشانق ويومئذ لن تنفع أمريكا ولا الغرب ولاهم يحزنون.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 5 Février 2014 à 15:02           
مقال طريف يستنسخ جرأة المداخلات .وبالفعل تونس تقاد بأشخاص مشفرة وجل من نشاهدهم على الفضائيات مجرد روبوتات للقيام بمهمة محددة في توقيت محدد ثم يسحب منهم الشحن وهو ما حصل لخبراء الإقتصاد والشفافية والمحللين السياسيين وكل أصناف الخبراء وحتى الإعلاميين أصيبوا بالخرس وتحولوا لقطط وديعة وكأن عبد الوهاب عبد الله موازي يشاهدونه ولا نشاهده .إنها تونس الروبوتات الحقيقية وليس شريطا هوليوديا عن الخيال العلمي ....

Tunisia  (France)  |Mercredi 5 Février 2014 à 14:51           
Http://www.journalistesfaxien.tn/37766/ظ…ظ‡ط¯ظٹ-ط¬ظ…ط¹ط©-ط³ط£ط·ظ„ط¨-ظ…ظ†-ط®ط§ط¯ظ…-ط§ظ„ط­ط±ظ…ظٹظ†-ط§ظ„ط³ظ…ط§ط­/

Kroling  (Tunisia)  |Mercredi 5 Février 2014 à 14:47 | Par           
Bravo inchallah le message est recu par tout le monde


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female