كتلة النّهضة بين حريّة الضمير وصحوة الضمير

بقلم / منجي بـــأكير
كنّا كتبنا و وجّهنا سابقا إلى كتلة النهضة في مقال ( يا كتلة النهضة ، الشعب يشكوكم إلى الله إن كانت لكم بقيّة ضمائر
) ، كلاما مخصّصا لهم و إن كان في مضمونه ما يتوجّه أيضا إلى باقي نوّابنا الأفاضل ممّن بقي لهم ضمائر تمنعهم من التصويت ضدّ رغبة مواطنيهم و الحياد عن شريعة البلاد و دين الشّعب ...
كنّا كتبنا و وجّهنا سابقا إلى كتلة النهضة في مقال ( يا كتلة النهضة ، الشعب يشكوكم إلى الله إن كانت لكم بقيّة ضمائر

تكلّمنا و أشرنا لذلك ليقيننا أنّ هناك من الخير و تقوى الله في الشعب عند كثير من النوّاب ما يمكن أن يتفجّر حين تنجلي غشاوة الغفلة و و ينتفي تكبيل الإلتزامات الحزبيّة و الولاء الحركي ،،،
و هذا ما بدأت تظهر معالمه في التململ الحاصل هذه الأيّام في أروقة المجلس التأسيسي لتدارك ما وقع تجاوزه من رفض لشرع الله و الإمعان في محاصرة دين اللّه و التوجّه نحو تكميم علماء المسلمين و تغييب الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و إفساح المجال أمام ملل و نزعات التغريب و العلمنة و التفسّخ و دسترة ما يبيح الكفر و يجرّم نعته و التصريح به ..

و لعلّ ما كان من إستقالة النوّاب الأربعة من كتلة النهضة داخل قبّة التأسيسي و التي كانت دوافعها حسب ما تناقلته الأخبارهي رفض ما جاء من موادّ دستوريّة و قع التصويت عليها في تجاوز مفرط لرغبة الشعب المسلم و تكريسا لإقصاء الدين، لعلّ هذه البادرة تدخل في إطار صحوة الضمير لدى هؤلاء و غيرهم ممّن ستأخذهم الحميّة على دين اللّه و تتحرّك داخلهم مشاعر الخوف من عواقب ما كانوا عليه شهداء أو كانوا له صانعين ...
لعلّ هؤلاء النّواب الذين بادروا بالإنفصال عن الولاء الحزبي الأعمى ليتحرّروا في قراراتهم و يتداركوا الأمر ، هم بادرة خير و مثال يُحتذى ممّن صحى ضميره ليقدّر جيّدا ما يمكن أن ينجرّ على ( حريّة الضمير ) هذا العنوان ، عنوان حقّ يُراد به باطل ، و لفظ ازدواجي المفاهيم يطوّره الدّاعون إليه و يوظّفونه كيف ما شاؤوا و وقت ما شاؤوا لحاجة تضمرها أنفسهم و يمهّدون بها لأجندات مشبوهة تريد أن تضع البلاد و العباد في مسار أكثر تغريبا و أكثر علمانيّة و تشرعن للفكر و السلوك الشّاذّ ، بل توفّر له الضمانة الدّستوريّة و تسخّر له مقدّرات و مكوّنات الدولة لتوفر له الحاضنة و الحماية ،،،
مـــــــــــــــا نرجوه و نترقّبه فعلا هو أن ينتبه من بقي من نوّابنا الأفاضل ليُقدّروا حقيقة الأمر و أن يغلّبوا صحوة الضمير على حريّة الضمير ....
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 78392