صناعة الكذب في الاعلام التونسي بعد الثورة

<img src=http://www.babnet.net/images/9/liesfactory.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عادل السمعلي

حين قررت كتابة هذا المقال عن صناعة الكذب في وسائل الاعلام التونسية بعد الثورة احترت في أمري من أين أبدأ وإلى أين أنتهي فهذه الصناعة المزدهرة بعد هروب الجنرال بن علي لم تعد حصرا على المواقع الاجتماعية فحسب بل شملت المواقع الالكترونية والجرائد الورقية و الاذاعات والفضائيات التونسية ولم يسلم من هذا الوباء إلا قلة قليلة من المنابر الاعلامية التي تحترم نفسها ومازالت تحافظ على شرف المهنة الصحفية .





فقد كنت خائفا ومتوجسا قبل كتابة المقال خشية أن أسترسل لا شعوريا في الكتابة فيتحول المقال إلى كتاب فالموضوع شيق والمادة خصبة ولو حاولت توثيق كل ما صنعته مخابر الاعلام في تونس من أكاذيب ومغالطات سيتحول المقال حتما إلى كتاب ضخم نظرا لغزارة المادة والإنتاج اليومي للكذب الموصوف في المنابر الاعلامية.

لقد أخطأ من أعتقد أن الحوار الوطني الذي يجري هذه الايام في تونس بين الاحزاب السياسية والمجتمع المدني هو عبارة عن (الحمار الوطني) الذي يمتطيه و يركب عليه من هب ودب من النكرات فالحمار الوطني الحقيقي في تونس هو الاعلام ومشتقاته حيث يركب عليه من هب ودب من شذاذ الآفاق والفاشلين في الدراسة ومن لا يملك في ملفه المهني أي شهادة جامعية أو حتى ثانوية اللهم إلا شهادات الانخراط في حزب بن علي المنحل وشهادات التفاني في خدمة الديكتاتورية.

ولقد أخطأت نقابة الصحفيين حين انخرطت في التجاذب السياسي وأعلنت أكثر من مرة عن إضراب عام ظاهره إعلامي وباطنه سياسي وذلك عوض معالجة الاوبئة والكوارث الاعلامية التي يشكو منها القطاع منذ زمن المخلوع والتي ازدادت حدة بعد الثورة حتى أصبحت كلمة إعلامي أوصحفي تونسي مرادفة لكلمة كاذب إلا قلة قليلة لم تسقط في الابتذال و مازالت تحترم المهنة وتعطي قيمة لقدسية الخبر ومصداقيته.

إن منطلق ودافع هذا المقال يتمثل في خبر نشرته جريدة يومية تونسية منذ يومين على صفحتها الاولى وبالبند العريض تحت عنوان ( أبو أنس الليبي:عبد الحكيم بلحاج مورط في اغتيال بلعيد والبراهمي ) ويحتوى هذا الخبر على اعترافات تورط الجانب الليبي في الاغتيالات التي حدثت بتونس ولإضفاء مصداقية غير موجودة على هذا الخبر قام كاتب المقال بنسبة هذه التصريحات الى جريدة واشنطن بوست الشهيرة قائلا ( نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية في عددها الاخير تسريبات لاعترافات نزيه عبدالحميد الرقيعي المدعو ابو انس الليبي المحجوز حالياً على متن قطعة بحرية بالبحر الابيض المتوسط.)

ولأن حبل الكذب قصير فقد أراد ناشط تونسي التثبت من الخبر ومن صدقية هذه التصريحات خاصة وأن الموقع الالكتروني لهذه الجريدة الامريكية لا يشير لهذا الخبر الهام من بعيد ولا من قريب رغم أهميته فأرسل رسالة إلكترونية لرئيس تحرير الواشنطن بوست يستفسر عن هذا الامر فكانت الاجابة سريعة وواضحة ولا يكتنفها الغموض ( نحن لم نكتب مطلقا عن هذا الموضوع )

إن نشر مثل هذا الخبر الكاذب في مؤسسة إعلامية كبيرة وقانونية وليست مجرد صفحة فيسبوكية ذكرني بخبر مماثل تم نشره بداية أفريل 2013 في موقع إلكتروني ينسب الى نفسه الجدية والمصداقية وهذا الخبر نشر تحت عنوان ( صحيفة الشعب الاسبانية هكذا يبتز صندوق النقد الدولي دول الربيع العربي ) وهو مقال مترجم عن الكاتب الاسباني لويس خيمانث سان ميغال الذي تحدث عن وثيقة سرية بين الحكومة وصندوق النقد الدولي قائلا ( لقد تمكنّت جريدة الشعب من الحصول _ عن طريق مصدر تونسي رفض الكشف عن اسمه _على وثيقة ذات طابع سري فيها تفاصيل البرامج والسياسات الاقتصادية والمالية التي بعثت بها الحكومة إلى لصندوق النقد الدّولي وفيها تستجيب الحكومة لكلّ شروط المؤسّسة العالمية وتعلن فيها عن إصلاحات هيكلية ستطبّق على مدى السنة المقبلة دون المصادقة على ذلك بشكل ديمقراطي )

ولكن لما كلفت نفسي عناء البحث و قمت بالاستقصاء اللازم لقراءة الخبر من المصدر الاسباني وتحليله و أضعت كثيرا من الوقت والجهد إلا أنني اكتشفت في الأخير أن الكاتب المذكور لويس خيمانث سان ميغال ما هو إلا اسم وهمي ولا يوجد أي اسم لكاتب أو محلل اقتصادي بهذا الاسم في إسبانيا ورغم ضياع الوقت والجهد بدون فائدة إلا أنني وقفت على مدى ما يمكن أن تصل إليه ماكينة صناعة الكذب الاعلامي في تونس

إن عدم تطهير قطاع الاعلام من الدخلاء على المهنة الصحفية ومن الأعشاب الطفيلية التي تنخر القطاع وتضعه في أسفل السافلين سيعود بالخيبة والوبال ليس على القطاع فقط و شرفاء المهنة خاصة بل سينزل بمستوى الوعي العام للحضيض باعتباره المتضرر الرئيسي من ضحالة التكوين الصحفي ونقص الكفاءة لجيش من أشباه الاعلاميين المندسين داخل الفضاء الاعلامي الذين تحصلوا على وظائف إعلامية
أو بطاقات صحفية في العهد السابق نتيجة الولاءات لحزب التجمع المنحل وذلك من باب رغبة الديكتاتورية في تعويم الاعلام بالتافهين وضرب الاعلاميين الصادقين الذين لا تخلو منهم الساحة الاعلامية :
وقد أطلق الصحفي المحترم كمال الشارني منذ أيام صيحة فزع أرجو أن لا تكون صرخة في واد حين كتب وقال :
( ثمة معضلة تونسية بحتة في قطاع الصحافة، حيث عندنا احتياطي ضخم من الفساد الأخلاقي وعدد مهول من الكتائب الصحفية أو البشمرقة المهنية التي لا مبرر لوجودها بيننا سوى أنها فشلت في مهنها الأصلية، فقدمت تنازلات مخلة بالأخلاق لكي تستبيح المهنة( الوحيدة في بر تونس التي لا راعي لها وهي الصحافة.
وهكذا وجدنا مراقبي أسعار ينسون مهامهم التي انتدبتهم الدولة لأجلها ويصبحون رؤساء تحرير في صحف يومية، أعوان أمن ومخبرين مطرودين من أجل الارتشاء يصبحون رؤساء أقسام في كبريات الصحف الوطنية، حجاب وشواش ومتحيلين وشذاذ الآفاق وأصناف أخرى من اللصوص يتسابقون معنا فيسبقوننا في هذا المهنة الممتهنة.)




Comments


20 de 20 commentaires pour l'article 72921

Dalii  (Tunisia)  |Samedi 19 Octobre 2013 à 22:20           

تونس7 تعمل بأوامر سفير فرنسا مثلما أكدت ذلك سفارة ألمانيا

August  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 23:34           
صناعة الكذب هي خدمة من بين الخدمات التي يقدمها الاعلام
وعلينا أن نعرف لمن تقدم

ماهي مواصفات المتلقي ؟؟

الاعلام التونسي ببساطة يلعب على ثغرات في الشخصية التونسية

MSHben1  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 20:22           
انا خبير الاستراتيجيين و تقني التقنيين الذي لا يشق له غبار كنت قلت لكم منذ زمن ان اعلام العار و اتحاد الشغل و نقابييه الدجالين هما قاطرة الثورة المضادة و هما صنيعة المخلوع الصرفة . كما قلت لكم ان العلمانيين العرب مشعوذين لا علم و لا حرفية و لا عمل كما قلت لكم ان الاسلاميين العرب و خاصة الجهاديين ضد بني جلدتهم متخلفون و جهلة و لا مستوى تعليمي كبير و لا يحزنون . و قلت لكم ان الشعب العربي قاطبة هو جهلة و انانيون و متخلفون و مجرمي مخدرات و زطلة و
قلوم و هم قطاع طرق و معامل و مصانع و هم مخربون و نهابون للمتاجر و للعام و الخاص . اما النخبة العربية فانها غوغائية لا حكمة و لا علم و لا عمل و لا وطنية و لا دين وهم اضل من الشعوب العربية الضالة . انا خبير الاستراتيجيين لا اجامل و لا اعامل و انا ديمقراطي الديمقراطيين و اسلامي الاسلاميين مستعمل العقل و العلم و الوطن و الدين لا اراهن على متخلفين لا حضوض لهم لا في الدنيا و لا في الآخرة فليذهبوا الى الجحيم .

انا فقط mshben1.

Antligen  (France)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 20:13           
كأنه لم يكن هناك كذبا قبل الثورة!

Doctor  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 15:35           
Https://www.facebook.com/photo.php?v=521131657969602

https://www.facebook.com/photo.php?v=521154767967291

3IBROUD  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 12:40           
Le mensonge médiatique n'est pas spécifique aux journalistes tunisiens. C'est le "pain quotidien" de la presse dans les pays du monde. C'est au lecteur de discerner le grain de l'ivraie, mais c'est une lourde tâche pour un citoyen accablé. Celui-ci prend l'habitude de lire en diagonale, s'il s’agit d'un papier, d'ailleurs utilisable pour nettoyer, pour allumer le four ou pour fourrer les chaussures, et de zapper s'il est face à un
autre support. Il existe certainement des journaux, des chaines tv et des auteurs qui ont plus de crédibilité que d’autres. Pour revenir aux nôtres, ils bluffent jour et nuit avant les 17-14, et encore plus après, à tel point que nous n'avons plus de repères !

TheMirror  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 12:17           
Mensonge à la bolchevique

En 1917, les bolcheviques ont inventé la méthode IIPA (Intox, Info, Position, Action). Voici les principales étapes de cette méthode :
• INTOX : on invente d’abord une intoxication (Intox),
• INFO : faire le tapage médiatique nécessaire pour transformer l’Intoxication en Information (Info),
• POSITION POLITIQUE : faire de telle sorte que l’information ainsi propagée, engendre une Position Politique,
• ACTION POLITIQUE : la position politique ainsi affichée doit enfin se traduire par une action politique : grèves, désobéissance civile, sit-in, manifestations, tentatives de coups d’Etat, etc.

La technique IIPA a été largement utilisée par les marxistes léninistes du Front Populaire. Hama Hamami excelle dans cette technique puisqu’il l’applique sur tout ce qui bouge, même sur ses propres camarades.

Someone2013  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 12:02           
الجمل ما يشوفش عوج حدبتو كيف ما يقولو

Celtia  (France)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 11:38           
Avant les médias jouaient le bendir pour ben ali.Ben ali est parti les ikhouans aoudhou billah l'ont remplacé et veulent faire la même chose que lui en pire.
Après la révolution les journalistes ont trouvé une certaine liberté.Ils tapent sur les khouanjias, parce qu'ils le méritent.
L'auteur de l'article veut des médias qui jouent le bendir la soulamiya pour les khouanjias, comme comme avant pour ben ali.Il exprime ici sa déception .
Sans la liberté de la presse notre ami Adil ne serait pas là à écrire des conneries sur babnet.
Il n'y a pas un journaliste modèle . mais il faut défendre la liberté de la presse pour pouvoir avancer. les médias khouanjias comme notre ami A d il , disent autant de conneries que les médias de gauche.
Soyons un peu sérieux , les khouanjias , tojar eddine sont les plus grands menteurs.
donc leur morale et.............sont kif kif.

Skanba101  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 11:27           
Journaliste, le beaux métier au monde, surtout si on l'exerce en Tunisie, pourquoi? c'est très simple:
- Pas la peine d’enquêter, toute les informations qu' un bon journaliste doit savoir se trouve sur Facebook.
- Il peut aussi entendre ce qui se dit de bouche à oreille et on faire un scoop, ou encore ajouter sa touche personnel et en faire un vrai article.
- Il a le droit aussi d'accuser à tord les gens ( sans prendre le soin de vérifier les informations, à quoi ça sert ) au nom de la liberté d'expression, de falsifier des documents et insulter les gens et être insolant.
- Un journaliste doit transmettre l'information au gens en étant neutre ( c'est la règle du métier de journaliste ), en Tunisie il est le porte parole de certain parti politique pourvue qu'il ne soit pas islamique.
- être journaliste en Tunisie c'est travailler sans conscience on dit que c'est patriotisme ( selon certain ) mais c'est de traitrise envers les valeurs et envers les gens qui leurs ont fais confiances.

Alhoudaep  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 10:52           
هي ليست صناعة فلنقل بدعة جاءتنا الثورة بها والردّ على الكذب بالكذب جائز ولا يمكن بأيّة حال من الأحوال أن تدحر الكاذب وتخرسه الاّّّ بما أتاه هو من الكذب والنّفاق الى حدّ الرذالة وقلّة الحياء

Dalraad  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 10:51           
وتبق "باب نات" الرائدة في صناعة الكذب في الاعلام التونسي بعد الثورة !!!!!!

Wahdou  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 10:44           
C'est ennakba qui a institunationalisé le mensonge et le nifé9 : leur gourou ghannouchi l'a dit : nous sommes pour le nifé9 a-t-il dit.....c'est clair, et le nifé9 repose sur le mensonge

Alitalia  (Italy)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 10:37 | Par           
Bravo ha detto la verita ci sono tanti giornalisti in tunisia ora cercano solo a scrivere a dire cose fałśe tipo zied elhani nawfel wertani,!!!

KamelTunisien  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 10:15           
و قاءد جوقة الكذب في هذه الفترة هو و بدون منازع زياد الهاني وذلك بعد نفاذ مخزون الكذب من سفيان بن فرحات

Recoba  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 10:14           
Qu'est ce que vous attendez des éléves de bourgiba le DAJJAL ??

MOKHLIS  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 10:05           
أحقاد مسيلم الكداب

Srettop  (France)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 09:56           
لو بذلت أكثر جهدا فإنني على يقين إنه لكان بإمكانك وجود أمثلة أخرى في صحافة أقرب إلى اتجاهاتك السياسية كما إن لجوء بعض الصحافيين إلى الكذب لا يجب أن يعمم إلى كل "الإعلام التونسي" ثم المبالغة في الحرية أفضل من المبالغة في الإستبداد.

Eboumelik  (Germany)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 09:50           
Trés bon article ye si Adel. C´est la verité.
Il faut punir ces s

Dagbaji  (Tunisia)  |Jeudi 17 Octobre 2013 à 09:39           
ولا تنسوا في دعائكم الصحافي العضو السابق في النقابة زياد الهاني ذلك الكذاب المشاء بنميم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female