دعوا تونس تتنفّس

<img src=http://www.babnet.net/images/8/hammmaaaaaaaaetbejii.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

تونس لا تتحمّل الأزمات المتواصلة في ظل فترة انتقالية هشّة ووسط تسونامي من المطالب الإجتماعية و التحديات الإقتصادية , زادتها التهديدات الإرهابية المتواصلة تعكيرا لكل ما سبق . يخطئ أي حزب أو شخصية سياسية إذا تصوّر أنّه قادر على اختراق هذه التحدّيات و تحقيق أهداف ثورة الشعب التونسي , و لا نظنّ أن الطبقة السياسية الحالية غافلة عن ذلك لكنّها المكابرة و المزايدات السياسية و سياسة الهروب إلى الأمام و طغيان الحسابات الحزبية و الشخصية الضيّقة . يبدو أن التفكير في مصلحة الوطن صارت آخر اهتمامات النخب الفكرية و السياسية في ظل الصراع على السلطة و تابعنا من هو مستعد لهدم البيت على من فيه نكاية في خصم سياسي , إن الأزمات السياسية ليست غريبة عن الدول التي تعيش مرحلة التحوّل الديمقراطي لكن قواعد الإشتباك السياسي مفقودة عند الطبقة السياسية الحالية فشاهدنا سياسة بلا أخلاق و حرية بلا أخلاق و تهديد ووعيد بالويل و الثبور و عظائم الأمور و الكلّ يدّعي امتلاك الحكمة و الحقيقة , و لم نر خلق التواضع و تغليب المصلحة الوطنية من أجل وطن طالما تغنّينا به و ردّدنا نشيده العظيم .





تبدو المشاكل الإقتصادية و الإجتماعية في ذيل اهتمامات الأحزاب وهي جوهر أهداف ثورة الشباب التونسي من أجل العيش الكريم و تحقيق الكرامة . تحتاج تونس إلى تحريك العجلة الإقتصادية و جلب الإستثمارات و رؤوس الأموال لخلق السيولة المالية و فرص العمل , لا يمكن أن تتحقق الديمقراطية في ظل الفقر و البطالة فهما وقود عدم الإستقرار و يبدو أن بعض القوى الفوضوية تراهن على هذا الجانب لتبقى في المشهد السياسي لأن الرخاء و الرفاهة لا يلتقيان مع الأفكار المتطرّفة و الصراعات الإيديولوجية البيزنطية . هناك إصرار غريب على ارباك الوضع الإقتصادي و الوصول إلى حالة الإنهيار بل دعا بعضهم بكل وقاحة إلى العصيان المدني و عدم دفع الضرائب حتى تفلس الدولة و تنهار . هؤلاء الذين ينعمون في الحرير لا يعنيهم المواطن البسيط و مشاغله و همومه لأنّ هدفهم هو الإنقضاض على السلطة بكل الوسائل , وهم أنفسهم الذين وصفوا الشعب بالجهل و الغباء بعد الإنتخابات لذلك يسعون بلا هوادة لمعاقبتة على اختياره رغم كل محاولات الدجل السياسي التي يمارسونها .

لا يمكن أن تتنصّل الحكومة من مسؤولياتها في ظل هذا الوضع الخانق الذي تعيشه بلادنا فهي المسؤولة على الأمن و التنمية و حسن إدارة المرحلة الإنتقالية و عليها أن تعي جيّدا أن الشرعية الإنتخابية و الشرعية التوافقية متلازمان في ظل وضع اجتماعي و اقتصادي هش و تصاعد النزعة المطلبية و المزايدات و القطع مع الخوف بعد الثورة فنحن نعيش وضعية ثورية تجعل الماسك بالسلطة يسير على رمال متحرّكة . هذا التوافق ضروري مع القوى الوسطية و القوى التي ناضلت ضدّ الإستبداد و لو في الحدّ الأدنى خاصة مع وجود إعلام تسيطر عليه أدوات النظام القديم و لديه حنين إلى بوهم الحنين رغم موجة التضليل التي يمارسونها و الجميع تابع كيف لعب إعلام مبارك دورا حاسما في إسقاط حكم الإخوان و زيّن كل الجرائم التي حصلت بعد الإنقلاب .

وطننا و شعبنا ينتظران من القوى الفاعلة أن تفكّر في مصلحة البلاد لمنع حصول الكارثة و أن تنسى صراعاتها الإيديولوجية العبثية منذ حقبة السبعينات لتعيش الواقع التونسي بكل تفاصيله و تبتعد خلق التوتّرات و أن تقبل بقوانين اللعبة الديمقراطية التي تفرض القبول بالآخر و التعايش السلمي , فمن المؤسف أن نسمع البعض يقول بأنه يخوض صراع وجود مع خصمه السياسي و يهدّد بإعادته للسجون ثم يتحدّث عن الديمقراطية , فالوطن هو أنا و أنت ,و ليس إمّا أنا و إمّا أنت .

تونس تحتاج إلى جرعة أوكسيجين لتستعيد عافيتها و تتنفّس من جديد , فهل من مجيب ؟

كاتب و محلل سياسي


Comments


17 de 17 commentaires pour l'article 70040

Mandhouj  (France)  |Lundi 19 Août 2013 à 18:49           
Oser la démocratie , c'est éliminer les peurs.
ben ali harab. mandhouj tarek.

AntiRCD  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 17:38           
سؤال

علاش جبهة الخراب ما عادش تهتم بقاتل الرفيقين

مع أن الشخص قبض عليه

فا الفيلم

و يفركسو في سيناريو آخر

TARAK KLAA  (France)  |Lundi 19 Août 2013 à 16:49           
@Selim (France) : la liberté d'expression et la liberté de critiquer ne doivent pas bénéficier exclusivement à l'opposition , et la liberté d'expression ce n'est pas la liberté de raconter n'importe quoi pour dresser les gens les uns contre les autres et prendre le risque de jeter le pays dans le chaos , simplement pour renverser un gouvernement qui ne plaît pas à certains....
La liberté d'expression est un droit pour les anti comme pour les pro-ennahdha et pro-Troïka.

Fakhri  (France)  |Lundi 19 Août 2013 à 15:42           
L سكون وهدوء تام ... لا شعانبي !! لا قنابل !! لا مشاكل !! في انتظار إستكمال المفاوضات بين النهضة و نداء تونس !!

Anouartounsi  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 14:24           
Monsieur Hamma hammami n'est plus fidèle à ces déclarations avant les élections qui considère que Monsieur Essebsi n'a de rôle que servir la contre révolution. A lire les propos du POCT disponible sur le site officiel de du POCT ci dessous indiqué.

" إنه لا يمكننا تصديق السبسي حين يدعي أن هذه الحكومة التي يشرف عليها هي حكومة انتقالية. بل هي حكومة منصبة لإدارة المرحلة الحالية ولها مهمة واضحة تتمثل في إفشال الثورة بجميع الطرق والوسائل بما في ذلك القمعية."

" ومازلنا نعتقد إلى حد الآن أن مسألة بناء نظام ديمقراطي يتحرر من خلاله الشعب بالكامل من هيمنة البورجوازية العميلة وسلطتها ومن نظام حكمها الفاسد والمستبد لا يمكن أن يتم إلا على أنقاض النظام القائم وعلى أنقاض مؤسسات الدولة القائمة أي على أنقاض أدوات الهيمنة التي جاء السبسي لفرض هيبتها وتعزيز دورها في السيطرة على المجتمع وعلى مقدراته ولتأمين مصالح الطغمة الرأسمالية. فإرساء الديمقراطية هي المهمة التاريخية للثورة اليوم والتي لا تزال مطروحة للإنجاز"

Source: http://www.albadil.org/ل
ظ…ط§ط°ط§-ظٹط´ط§ط±ظƒ-ط­ط²ط¨

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 14:11           
اكتفى الكاتب بوصف أمواج المحيط وتجاهل عن قصد الغوص في الأعماق فالجميع يعلم أن المعارضة مجرد موظفين لدى الحكومة الفرنسية والسفير الفرنسي لا يتحرج في مشاركة المضربين من الاعلاميين جهرة . والتهدئة لا تمر عبر مقال الكاتب بل من الزوايا المغلقة الباريسية حيث يقبع اللوبي الصهيوني الفرنسي وهو العدو الذي يهددنا بتحويل تونس لعراق جديد اذا لم نجلس حول الطاولة ....

Jojojo  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 13:36           
إن تواصلت الإعتصامات و التجاذب و الصراع المفضوح على الكراسي والذي له مبرراته خاصة إذا علمنا حجم الأموال الضخمة المرصودة للأحزاب المتنافسة و المتناحرة صراحة و إذا علمنا حجم الغنائم العائدة لمن يخدم من الإعلاميين من المفكرين المأجورين و أيضا من مفاصل الدولة العميقة مصالح هؤلاء الساسة و إذا علمنا حجم الأموال الضخمة المتداولة في تجارة التهريب و بدعم من مفاصل الدولة العميقة .....هناك أصوات تنعق بخراب البلاد و بإفلاسها......أقول أن الإفلاس قادم لسبب
آخر...... هو غياب دولة مؤسسات ديمقراطية تحكمها قوانين تكرس الرقابة و الحوكمة......و الحق أقول أن كل هذا التمطيط في المرحلة الإنتقالية إنما يعود إلى عمق الصراع بين المتنفذين من الدولة العميقة و من أوصلتهم الثورة إلى سدة الحكم
و لأن المعركة غير متكافئة و لأن الوطنية تحولت إلى قيمة نفعيةتقبل المساومة و لأن خبرة الحكم قصيرة جدا فإن شبح الإفلاس و الكوارث الإجتماعية يخيم على البلاد و هذا لن يكون على حساب مصالح المستعمر الغائب الحاظر لأن له رعاة يحمونه

Swigiill  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 13:04           

ياخي شبيهم هبلو على الكرسي الجماعة يحبو يحكمو بالسيف

ElGafsi  (Switzerland)  |Lundi 19 Août 2013 à 11:26           
المحاسبة أولا...

SOS12  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 11:19           
هم يــعلمون ان هناك هيئة حرة للانتخابات
هم يــدركون ان عــلوية القيم الغربية على التونسية في الدستور
يــبطــنون على الحكومة عدم حماية السياسيين وهم يحركون الشارع بالدوام
يـــسعون اســتمــباط شرعية جديدة لازاحة النهضة والتفرد بالحكم في ااتلاف معادي
لارادة الاغلبية ومعادي للهوية

Selim  (France)  |Lundi 19 Août 2013 à 11:10           
Je ne comprend pas...on demande aux TUNISIENS de voir leurs enfants massacrés, leurs économie en chute libre leurs pouvoir d,achat affaiblit et leur securité menacé...etc..et se taire et ne pas bouger.....ne pas déranger la bonne marche du gouvernement.....Dommage

SILENT_PEOPLE  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 11:04           
إنّ الطيور على أمثالها تقع

David  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 11:01           
اتحدى اعلام الكانيفو اصحاب البلاطوات التلفزية انهم يقيمو بلاطو حول دعوة حمى الهمامي لاستعمال ابناءنا التلاميذ والطلبة كمتاريس ودروع بشرية للاطاحة بالحكومة وحل المجلس من ناحية وضعف الحكومة في التصدي لفلاحي الفتنة والفساد في البلاد

Selim  (France)  |Lundi 19 Août 2013 à 11:00           
Les Tunisiens ont fait leur revolution pour la liberté d,expression entre autre....vous appelez a une autre dictature ou quoi?...Et puis qui dit qu,Ennahdha est compagnie sont les plus sages. Un peut de respect pour l,esprit Tunisien , svp.....avec babnet on reviens aux manieres de ben ali, etouffer les autres.

Joshlibre  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 10:59           
سي بولبابة تنجمشي تقولنا تونس من وقتاش بدات تتخنق

Daily1999  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 10:59           
باللَاهي يا سي بولبابة زيد التَصويرة متع الغنَوشي ثمَاشي ما مقالك يكسب شويَة مصداقيَة

Ibnalwatan  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2013 à 10:46           
الحل مرهون في كلمة واحدة:تطبيق القانون
على الدولة ومؤسساتها تطبيق القانون


babnet
*.*.*
All Radio in One