إغتيال البراهمي هو إغتيال للسّلم و التّوافق

بقلم / منجي بــــاكير
بكلّ الحزن الشّديد ارتسمت في تونس يوم -25 جويلية 2013- صفحة قاتمة باغتيال رجل سياسي له مكانته و اعتباره داخل المشهد السياسي القائم ، المرحوم محمد البراهمي الذي احترف العمل السياسي بأكثر نظافة و أكثر صراحة و أكثر إعتدال من كثير غيره ، كتب له القدر أن تضرّج دماءه الغالية تراب هذا الوطن في عمليّة غادرة ترفضها كلّ الشرائع و المواثيق و تجرّمها ، إغتيال مشين فقد ت فيه تونس أحد أبناءها الذين تحلّوا بالوطنيّة بعيدا عن الإنتهازيّة و المزايدات و الولاءات الحزبيّة نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته و أن يتولّى عائلته و أهلوه بكامل عنايته ،،،
بكلّ الحزن الشّديد ارتسمت في تونس يوم -25 جويلية 2013- صفحة قاتمة باغتيال رجل سياسي له مكانته و اعتباره داخل المشهد السياسي القائم ، المرحوم محمد البراهمي الذي احترف العمل السياسي بأكثر نظافة و أكثر صراحة و أكثر إعتدال من كثير غيره ، كتب له القدر أن تضرّج دماءه الغالية تراب هذا الوطن في عمليّة غادرة ترفضها كلّ الشرائع و المواثيق و تجرّمها ، إغتيال مشين فقد ت فيه تونس أحد أبناءها الذين تحلّوا بالوطنيّة بعيدا عن الإنتهازيّة و المزايدات و الولاءات الحزبيّة نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته و أن يتولّى عائلته و أهلوه بكامل عنايته ،،،
لكـــــــــــــن هذه العمليّة القذرة يجب أن تخلّف وراءها جملة من الملاحظات و التي يجب أن تتصدّر الإهتمام العام ّ لكل ِّ من الحكومة و المعارضة و الشعب على حدّ سواء حتّى نجنّب البلاد ما أراده لها مخطّطوا و منفّذوا هذا الإغتيال و نجنّبها الإرباك و تهديد الأمن العام و إدخالها في دوّمات من العنف و حمّامات من الدم و تقويض جهود البناء و الخروج من الوضع الإنتقالي في سلام .
أوّلا على الحكومة أن تتحمّل مسؤوليتها كاملة و أن تبادر إلى مسك زمام الأمور و أن تترك سياسة- الإرتعاش – في تسيير دوليب الدّولة و تنبذ موازنة عملها بالمصالح المتبادلة الضيّقة و أن تخرج من تحت جبّة الولاء الحزبي لتباشر القضايا الكبرى من منطلق الوطنيّة فقط و واجب المرحلة بلا تدخّلات داخليّة أو خارجيّة ...
كما عليها البتّ الواضح و الجليّ في كل الملفّات الوطنيّة الحسّاسة و أن تضع مواعيد مضبوطة لكلّ ملفّ لتخرج من دائرة الضبابيّة .و أن تعيد نظرها في كلّ ما أثبت فشله خصوصا في دائرة التوافق و الإجماع الوطني.عليها أن تقف أيضا بمسؤليّة أمام إنخرام الوضع الأمني وأن تضع حدّا لهذا الإنفلات بوضع يدها على من يقفون وراء الإغتيالات و تسريب السّلاح و مقاضاتهم علنًا ...

ثانيا على الطبقة السياسيّة المعارضة أن تتخلّى على شعاراتها الإعتباطيّة و التي لا تنادي إلاّ بالفراغ و الخراب ، كما عليها أن لا تسعى لاستثمار المصيبة فتحاول عبثا أن تجني من وراءها مكاسب لم تفلح في تمريرها ديمقراطيّا ، و تحجم عن استغلال العاطفة الشعبيّة للتجنيد و التعبئة التي ليس لها من نتائج إلاّ الدفع بالبلاد نحو التناحر و الحرب الأهليّة .بل عليها أن تتحلّى بالوطنيّة و المسؤولية لا أن تنجرف في غوغايّة و مراهقة سياسيّة تساهم في تأجيج الوضع و زيادة الإحتقان .
ثالثا :أمّا الشعب فعليه اليقظة و الإعتبار ممّا يجري في دول أخرى دخلت في متاهات الفوضى و اللّه وحده يعلم ما سيفضي له المستقبل ، و عليه أن يعي أنّ هذا الإغتيال ما هو إلاّ حلقة من مجموع حلقات تسعى منظومات استخرابيّة للعمل عليها بغاية هدم مكاسب الثورة و الإلتفاف عليها و الدّخول بالبلاد في نفق مظلم حسدَا منها على النّجاح النّسبي للمرحلة الإنتقاليّة و صرف البلاد عن جهود التنمية و الإصلاح و محاسبة مجرمي العهد السّابق .
Comments
44 de 44 commentaires pour l'article 68857