مصر و العسكر... و ثورة الدفاع على الشرعية

<img src=http://www.babnet.net/images/6/taoufikphoto.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: توفيق بن رمضان

أولا أقول: مشكلتنا في العالم العربي أنّ كلّ من استلموا الحكم عندنا بعد الاستقلال و النّخب السّياسية التي تدّعي أنّها تدافع عن الحرّية و تعشق الدّيمقراطية لم يحلّوا مشكلة التّداول السّلمي على السّلطة، و قد قلّدنا الغرب في كلّ شيء حتّى الأمور التي لا تليق بنا و لا تنسجم مع ثوابتنا بل تتعارض مع هويتنا العربية الإسلامية، ولكن لم نقتدي بهم و لم نتّبعهم و لم نقلّدهم في هذا الأمر الذي هو من أهمّ أسباب تقدّمهم و تفوّقهم.





ثانيا أقول: أيّها الشّعب المصري إن كنت عظيما حقّا فإنّك أمام لحظات حاسمة و مصيريّة من تاريخك بل مستقبل الأمّة جمعاء، فلا تخذلنا و لا تخيّب ضنّنا فيك أصمدوا و لا تضعفوا و لا تتهاونوا في الدّفاع عن أوّل تجربة ديمقراطية، لا تجعلوهم يعيدونكم للسّنوات العجاف سنوات السّواد و الاستبداد.

و ثالثا أقول: أيّها المتشدّقون بالدّفاع عن الحرّية و الدّيمقراطية في الغرب و عندنا من الذّين أوجعوا رؤوسنا بكلامهم عن الحرّية و الدّيمقراطية، و لكن في الحقيقة الكثير منهم اتّخذوا منها موردا للاسترزاق و التّمعّش من المنظّمات الحقوقيّة الأجنبيّة و السفارات الغربيّة.

لقد فضحتم و انكشفتم في عديد المناسبات، و تآمركم في مصر مع العسكر و انقلابكم على الشّرعيّة و السلطة المنتخبة، ويحكم لقد قضيتم سنوات من أعماركم و أنتم تتشدّقون و تزعمون أنّكم تدافعون عن الحرّية و الدّيمقراطيّة، و في أوّل امتحان في مصر تسقطون و تنكشفون تبّا لكم من منافقون تقولون ما لا تفعلون.

أيّها الحكّام في الولايات المتّحدة الأمريكيّة متى كنتم تدافعون عن حقوق الإنسان و الحريّة و الدّيمقراطيّة و أنتم من سحق الهنود الحمر و استعبد الأفارقة السود و أحرق الفيتنام و شعبها و إلى الآن تمارسون التمييز العنصري بين أبناء شعبكم على أساس العرق و اللّون و قد دمّرتم العراق و سوريا بالكذبة الكبرى التي استعملتموها منذ سنوات و تمعنون في تآمركم مع حكّام الخليج البعيدون كلّ البعد عن الدّيمقراطيّة و تنكرتم في مصر و قبلها في غزة و انقلبتم على الشّرعية التي أفرزتها الصناديق، لن نسمع لكم و لن نثق فيكم و في عملائكم و لن نقبل ما تقولون مستقبلا عن الحريّة و الدّيمقراطية لن نثق فيكم و في عملائكم الذين تقولون عنهم أنّهم ديمقراطيّون و حداثيّون يعشقون الحرّية و يدافعون عن الكرامة الإنسانية و لكنهم لا يقبلون بنتائجها إذا كانوا من الخاسرين.

و أخيرا أقول للأغبياء و المغفّلين من الشّعب المصري الذّين ضحك عليهم الأزلام و الفلول و رجال الأمن الفاسدون، لقد ثرتم ضدّ حكم العسكر الذي استعبدكم و سحقكم و أذاقكم الويل منذ أكثر من نصف قرن فهل تنتظرون منهم أن يمنحوكم الحرّية و الدّيمقراطية و العدل و العدالة الاجتماعية.

كيف تتحالفون مع الأزلام و الفلول و العسكر، وضدّ سلطتكم و رئيسكم الشرعي تنقلبون، كان عليكم أن تحافظون على أولّ تجربة مصيريّة و فارقة في تاريخكم و مصير و مستقبل شعبكم و وطنكم، ويحكم لو نجح العسكر في ورقتهم و لعبتهم الأخيرة فأنتم تسلّمون شعبكم من جديد للاستعباد و الاستبداد و الظلم و القهر و العذاب تعودون و لا شكّ بعدها أنّكم ستندمون، و لن ينفعك النّدم و سوف تتحسّرون على فرصتكم التي ستضيّعونها بغبائكم و قصر نظركم و لا شكّ أنّ الكثير من الذّين شاركوا في وقفة ميدان التحرير يوم الثلاثين كانوا من التابعين للنظام السابق أو من المأجورين الذين قبضوا ثمن وقفتهم في ميدان الانتكاسة و العودة للاستعباد و الاستبداد، أيّها المغرّر بهم عودوا إلى رشدكم و دافعوا على الشرعيّة و الحرّية و لا تكونوا سببا في العودة إلى العبودية لا تجهضوا تجربتكم الأولى في التحرر و الإنعتاق و لا تقبرونها في مهدها، ويحكم كيف لا تنتبهون لما يحاك و تساهمون بغباء و حمق في تدمير وطنكم و شعبكم و تجهضون الفرصة الأخير لكم في حياة كريمة حرّة كلها عزة و شموخ بعد عقود من النّضال تحت تسلط نظام عسكري و أمني كتم أنفاسكم و أذاقكم ألوانا من العذاب.

و في النهاية أقول من اغتصب السلطة الشرعية المنتخبة انتخابات حرة و نزيهة و كأنّما اغتصب كل الشعب المصري بل لنقل اغتصب من صوّتوا للرئيس الشرعي مرسي، فيا شرفاء شعب مصر إذا قبلتم باغتصاب السلطة الشرعية التي جاءت بعد أكثر من نصف قرن من التضحيات من نظام عسكري استبدادي متسلط و كأنكم تقبلون باغتصاب نسائكم و بناتكم بل و كأنكم تغتصبون جميعكم رجالا و نساء.



Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 67992

Mohammad  (United States)  |Dimanche 7 Juillet 2013 à 17:54 | Par           
عن اي شرعية تتحدثون. رحل الاخوان المجرمون الى غير رجعة. لا شرعية تعلو فوق شرعية الشعب الذي تقيء مرسي و عصابته و العاقبة لتونس انشاء الله.
امضاء : لطفي القيرواني

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Dimanche 7 Juillet 2013 à 13:13           
درة الدرر المزدانة بالبنفسجي والاحمر
أنت كمن سجل هدف التسلل و فرح به لبضع لحظات ثم ادركته صفارة الحكم فانخلع بكاء على حظه الاسود و تذكر غياب ممرنه، لقد امضى عقدا باتا في السعودية وسيطول غيابه، فلا تتحسري واكتبي و قصري الوقت وانسي الاحزان والالام حتى لا يصيبك الاكتئاب

Dorra  (Italy)  |Dimanche 7 Juillet 2013 à 12:24           
مرسي راح للأبد و لن يرجع يا مسالم هدئ من روعك و أنساه كما تنسى الشهيد شكري بلعيد

Dorra  (Italy)  |Dimanche 7 Juillet 2013 à 12:19           

الله أكبر فوق جيش المنافقين


قررت النيابة العامة، حبس النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر، والقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل 15 يوما، على ذمة التحقيقات في التحريض على قتل متظاهرين في محيط جامعة القاهرة الأسبوع الماضي.

وقال مصدر قضائي: إن "المستشار أحمد البحراوي المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، قرر حبس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين وحازم صلاح أبو إسماعيل 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة التحريض على القتل في الاشتباكات التي دارت في منطقة بين السرايات بالجيزة".



Hannabel  (France)  |Dimanche 7 Juillet 2013 à 11:04 | Par           
Des paroles vrais mais n a rien dit de la défaite de morci sur toute la ligne de sa politique catastrophique pour l Égypte,c très sentimental mais injuste et plutôt contre l armée or l armée égyptienne. Est très populaire et a agi pour sauver l Égypte du pouvoir absolu des frères musulmans,l armée a agi juste et a dépose Moubarak avant Morci, monsieur taoufik ben ramadan vous êtes injuste et peut être nahdaouis et c pas normal de parler d une voie et pour un parti,moi je n ai p de parti ...,je pense que l armée egypt a très bien fait pour sauver le pays...en Tunisie. Regarder ennahdha veut tout prendre et traine plus d un an pour la constitution et pas normal ,ils n écoutent pas comme morci les autres partis pour les obliger a faire dissoudre l assemblée et la désobéissance et vous avez oublie la Tunisie alors svp déjà la Tunisie va très mal a cause de votre parti ennhda et de son ganouchi qui se prend pour dieu....ganouchi dieu. ....prophète....qui sait tout....c négatif car gannouchi ne connait rien. En politiq comme morci....et défend morci. Parcaqu il est aussi frère musulman. Injuste votre commentaire...



MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 7 Juillet 2013 à 09:28           
تحية للكاتب لموقفه الثابت وتحية للموقع ونأسف لصمت وتردد بعض الأقلام المنتظرة لمآل الحرب بين الحق والباطل بين التحالف والمحور بين السير الى الأمام نحو نور الحرية أو العودة الى كهف الاستبداد ونيران القمع والعسكر ومصاصي دماء شعوبهم ....


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female