قف ! قاطرة تحصين الثورة تمرّ

<img src=http://www.babnet.net/images/8/stop.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - بقلم حاتم الكسيبي

سمّه عزلا أو إقصاء، سمّه ما تشاء، فقطار الثورة أصرّ على استبدال قاطرته ليمرّ بسرعة إلى الانعتاق وممارسة حريته المسؤولة. ابن وطني، لا تخشى الانتقام والتشفي فالأمر لا يعدو أن يكون سوى استبعادا سياسيا لفترة ما تهدأ فيها الأوضاع وتستقر أركان الدولة أسوة بأعتى الديمقراطيات العالمية التي التجأت لنفس الأسلوب لما نحت نحو الثورة.

ابن وطني النوفمبري ، أصبحت تخشى التمرير الوشيك لقانون تحصين الثورة، فقد ينالك نصيبا من أذاه. أراك مرتبكا كلما سئلت عن جدواه، فأنت تلجأ إلى المغالطات القانونية وتطنب في توصيف مقصده الاقصائي وتنعته بقانون انتقامي يراد به تقسيم الشعب، ثم تردف أنك كنت كغيرك من الشعب غير راض على فترة حكم المخلوع بل مهدت للثورة وقدّمت لها التضحيات في أولى ردهاتها. ابن وطني المتملق، قد يقنع خلانك في التباكي على الثورة وضياعها وبعدها عن المسار الصحيح، وقد تقتنع شريحة المتفرجين المهووسين بالإعلام التونسي حيث تُصدّق كلّ الأخبار المقدمة بغثّها وسمينها ثم تنشر في المقاهي والمجالس لقتل الوقت و ممارسة فن الكلام والجدل. لكن ماضيك يا صديقي النوفمبري علامة مسجلة لا تنسى ولا تفتقد على مدى الأيام، فقد اكتوى الجميع بوصايتك على البلد و وشايتك بأبناءه، وقد جمعت ما جمعت من الأموال والصداقات و الامتيازات التي لم ولن تنساها بسهولة.




تقول أنك ابن الوطن تريد أن تنشط في مجالات السياسة كغيرك من المواطنين فتطمح إلي السلطة و قد تكون بين عشية وضحاها صاحب القرار، فتعود من الباب الخلفي إلى اللعبة التي خسرتها بارتكابك الحماقات تلو الحماقات من وشاية وتأييد في غير محله ومناشدة و نهب للمال العام ومحسوبية و... و.... و لكنّني أذكرك بمن لا ينساك وأنت تهتك عرضه و تسبّ أهله بعد أن أودعته فرق التفتيش و الإرشاد، أذكّرك بلجان الأحياء التي استحدثتها وانخرط فيها فئات من المواطنين بعلم وبغير علم لممارسة الرقابة اللصيقة على المسجد والمعهد والسوق و المقاهي. أودّ أن أذكّرك أيضا بشهادات التقدير والاستحسان التي كنت تفرّقها قصرا على الحوانيت و المتاجر وتجمع الأموال بتهديد صلوحيّة المحل . أريد أن أذكّرك قبل أن ينقّيك قانون تحصين الثورة، بما تمتعت به من رخص بيع التبغ والتاكسي و اللوّاج . أريد أن أذكرك أيضا بما كنت تمتنّ به على الفقراء والمحتاجين من المال العام فتذلّونهم بكلام التملّق والصور واللقطات المهينة وهم يقبّلون صور المخلوع ويشكرون فضله وبعد التصوير قد تطمع في ما قدّمت إليهم فتأخذ ربعه أو نصفه أو كلّه وتشكر المواطنين البسطاء على مشاركتهم في الكاميرا الخفية التي أتقنت فنونها وتخريجاتها.

هذه المظاهر وان اختزلتها في بضع نقاط تمثّل قطرات من وديان و أنهار من التحايل والاستعباد الممنهج الذي مارسته في عديد الجهات منذ أن خلى الجو من المناضلين الأول بالتصفية الجسدية وبحشر كافة المعارضين في المعتقلات والسجون والتضييق عليهم وعلى رزقهم وعلى الهواء الذي يتنفسونه. قد يسامحكم الشعب لأنكم أهل و أشقة و أبناء عمومة، وهو الذي نسي منذ ليلة زفافه بالحرية التي أتت بها الأقدار ما اقترفتم في حقه من نذالة وسفاهة وسوء تصرف. لكم أن تشاركوه في هامش من الحرية فهو ليس بالأناني ولا بالخبيث ولكنه أصبح فطنا لا تنطلي عليه الحيل مهما غيّرتكم الأزياء والألوان واصطنعتم اللحى و هددتم البلد في رزقه وأمنه فقرر تحصين ثورته بأغلى الأثمان. لن ينسى الشعب فشل ستين سنة من العبث السياسي والاقتصادي والاجتماعي إذا ما قورنت تونس بدول مناظرة لها وحديثة استقلال. قد كان اللقاح يوم فرّ المخلوع وبتنا ننتظر الثمار فستنتج الخضراء يوما ما خيرا و تقدما مهما حامت الغربان والبوم في سمائها وأرهقتها الأعشاب الطفيلية و دودة الأرض في تربتها.





Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 67286

Directdemocracy  (Oman)  |Mardi 25 Juin 2013 à 06:56           
ان لم تمر قاطرة تحصين الثورة فسياتي الاعصار و انشاء الله سنكون عواصفه الهوجاء و موجه الهادر ....

3loulou  (Tunisia)  |Lundi 24 Juin 2013 à 22:20           

الحكومة قصرت كثيرا في حق الشعب التونسي و ثورته و فسحت المجال لكامل المنظومة البائدة بالعودة بقوة عن طريق الإعلام
عدم تحصين الثورة و عدم إصلاح الإعلام أكبر عائقين أمام تقدم تونس

SOS12  (Tunisia)  |Lundi 24 Juin 2013 à 09:14           
لاعــــــــــلام

الساخر والمنحاز والمثير والمحرض والجــــائر
هو الذي اجـــــــبر المتعقلين من روافد الحكم على تمرير ق ت الثورة
والانصياع للـــشق الآخـــــــر
وكان نــــتيجة الثورة المضادة بقيادة الاعــــلام الذي وتــــر ولوث الفضاء السياسي
التجاوز لا يكون الا بضـــمانات وبطلب السماح وباعلام متوازن ومنير

Agriculteur  (Morocco)  |Lundi 24 Juin 2013 à 09:06 | Par           
زعمة يمر القانون
في رأي الأغلبية وبالمنطق الحكومة أخطأت كثيرا عندما أبقت على مشروع قانون التحصين دون تصديق
وفي رأيي أن استمرارها في فعل ذلك انتحار وتعريض أكيد لكرامة التوانسة وإرادتهم للخطر

Momo1  (Tunisia)  |Lundi 24 Juin 2013 à 08:39           
الفطام صعب؛ولكنه ضروري لصحة تونس التي نززف ضرعها دما والما وضلما وقهرا وخصاصة؛؛وكل التعلات لمنع هذا القانون هي تدل على اصحابها؟؟؟


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female