هل سمعتم بثقافة الحمير على قناة حنبعل؟

<img src=http://www.babnet.net/images/8/heladawadi.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عبد الرزاق قيراط

في برنامج 'بلا مجاملة' الذي تبثّه قناة حنّبعل كلّ أحد، تحترق الثقافة بحمم السياسة، لذلك نحثّ القناة وباعثها (من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) على تأخير ذلك العرض إلى الهزيع الأخير من الليل. وننصح القائمين على ذلك البرنامج بمراجعة مادّتهم من حيث الشكل والمحتوى، والدعوة موجّهة إلى المكلّفة بالإعداد هالة الذوادي حتّى تجتهد لتغيير بعض الألوان بما في ذلك لون شعرها الأحمر. وعلى المقدّم وليد الزرّاع أن يقلّل من الاهتزاز والضحك لأتفه الأسباب، وأن يعالج عيوبه الأخرى، ومنها على سبيل المثال التكرار إلى حدّ الإزعاج، وقوله قبل الفواصل، 'ابقوا معنا لا تغيّروا المحطّة'، فذلك القول أشبه بالشتيمة لمن يشاهد برنامجه على وجه الخطأ أو مارّا من قناة إلى قناة، فيستوقفه الفضول على المكوث قليلا في المحطّة المذكورة ليستمع إلى ضيف بعينه، كما هو شأني عندما أردت الإنصات إلى ضيفتهم نوال السعداوي، السيّدة المصريّة المشاكسة ذات الثقافة الواسعة والمواقف الجريئة...

في تلك الحلقة التي خصّصت ليوم المرأة، حضرت المطربة علياء بلعيد، للغناء فقط، لا للحديث عن السياسة كما نبّهت قبل التصوير. وقد اعتبر المقدّم ذلك الموقف سابقة في تونس وزعم أنّ جميع الفنّانين من ضيوفه عادة ما يرغبون في التحدّث عن الحكومة والمجلس التأسيسيّ. والجمهور يعرف أنّ الزرّاع يبالغ حتّى لا نقول غيرها. فهذا البرنامج الثقافيّ بالدرجة الأولى، انخرط في السياسة بعد الثورة حين ركبها الجميع دون سابق إلمام بفقهها... والمزعج في برنامج ثقافيّ، أنْ تُحوّل وجهة جميع الضيوف وجميع المناسبات وجميع الأسئلة لتخوض مع الخائضين في السياسة والسياسيين، وأنا هنا لا أدافع عن السياسيّين بقدر ما أدافع عن المثقّفين. فقد يسيء أحد الطرفين للآخر... ومن الأمثلة على ذلك الخلط المقحم، تعليقات هالة الذوادي إثر تقرير أنجزته عن فنان حوّل كهفا (بمدينة الدهماني) إلى متحفٍ تكريما لحمار أو أتان. فقالت إنّها لاحظت غياب الأمن في طريق عودتها إلى العاصمة، وعبّرت عن أسفها لعدم زيارة وزير الثقافة لذلك الكهف أو المتحف، وختمت بقول استفزازيّ موجّه: نحن نريد أن نشجّع أهل الكهف وثقافة أهل الكهف وليس ثقافة البهائم .وفي مثل تلك المواقف يضحك الزرّاع ويهتزّ طويلا...ولعلّه سيضحك أكثر حين يشاهد الإعادة، ويستمع إلى زميلته هالة التي قالت في تعليق جانبيّ:' أتمنّى أن أتحوّل يوما إلى حمارة'! ..





وفي التقرير الذي تناول زيارة الدكتورة نوال السعداوي، مارست هالة الذوادي هوايتها في اغتصاب الأسئلة وتحويل بوصلتها نحو المواضيع التي تعبّر عن روحها العدائيّة للفئة التي تحكم البلاد. فسألت الضيفةَ عن غياب الحفاوة في استقبالها الذي لم يكن رسميّا... وهي بذلك تتجاهل تكريم رئيس الجمهوريّة منصف المرزوقي للسعداوي (مع ثلّة من النساء المناضلات). وفي ذلك تشريف يغني عن المراسم الأخرى. غير أنّ الذوادي دأبت بأسئلتها على تحقير الرؤساء والوزراء انطلاقا من ثقافتها السياسيّة 'المستحمرة'... وإذا لم ترضها الأجوبة عن أسئلتها المستفزّة، تقدّم الإجابة التي تشفي غليلها، وهكذا فسّرت غياب الاستقبال الرسميّ للضيفة المصريّة قائلة بتهكّم : 'فكر نوال السعداوي لا يتماشى مع الفكر المنغلق لحكّام تونس'!!!
أمّا بخصوص السعداوي، فقد بلغت من العمر عتيّا. ومع ذلك، تحدّثت بحماستها المعهودة عن الجنس وتعدّد الزوجات وزواج القاصرات المصريّات من شيوخ الخليج الأغنياء، ونبّهت إلى خطر الامبرياليّة العالميّة، وسلطان الدولار واليورو والأحزاب الدينيّة ودورها في فرض السياسات المعادية للنساء... وكلّ ذلك مألوف في فكرها المثير للجدل. ولكنّ العجائب جاءت في تعليقات نسائنا المثقّفات اللائي جلسن إلى مائدة السعداوي بأحد فنادق العاصمة. وقد أشبعن نهم الصحفيّة الذوادي وأسمعنها ما تحبّ من الأقوال المعادية، ومن المآثر التي قيلت: 'إنّ الرجال يحبّون الإسلام رغبة في الجنس.. ونحن نعيش انفلاتا جنسيّا.. وتعدّد الزوجات يشجّع على الخيانة الزوجيّة...' وكلّها أقوال (حكيمة) تمثّل عيّنة من الثقافة البهيميّة التي روّج لها برنامج 'بلا مجاملة'، وبفضلها ربّما عبّرت هالة الذوادي عن أمنيتها الغريبة في التحوّل إلى 'حمارة'. وهكذا يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدوّ بعدوّه. ولكن 'لكلّ حمار كبوة'، إذا صحّ المثل في زمن قلّت فيه الجياد وعزّت فنون الفروسيّة




Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 63337

BELAID  (Tunisia)  |Lundi 15 Avril 2013 à 10:47           
Http://3.bp.blogspot.com/-ezgsg6atvjg/ucucn05ceji/aaaaaaaabxm/qnj_f803eq4/s320/ظ†ط³ط§ط، طھظˆظ†ط³.png

SOS12  (Tunisia)  |Dimanche 14 Avril 2013 à 09:28           
مــــــلاحضات

هي مجموعة ثــــقافــــية ســــاخرة ومـــسيــــسة و واهــــــمة وغـــير قابــــلة بالطرف الاخر
ينقدون الوزيــر وكل الفاعلين الثقافيين ولهم خـــيال خـــصب
يفتون بغير علم ومـــتقززون من الكل رغــــم مساحة الــــحرية

David  (Tunisia)  |Samedi 13 Avril 2013 à 10:13           
احترم الاخ قيراط...انما وددت ان لا يعطي الاحمرة قدرا من وقته...وقد جاء في القران الكريم وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ

Hached  (Tunisia)  |Vendredi 12 Avril 2013 à 14:36           
البارحة حوالي الساعة السابعة مساءا سمعت الطاهر بالحسين في شمس أف أم يتجاهر بما ينافي الحياء بقول كلمة " دين أمو " وذلك علي المباشر ولم يحرك وطنيو تونس ساكنا لا ينقصنا الآن إلا سب الجلالة علي المباشر وهذا يدل علي أن الصحافيين و النخب السياسية ألسنتها رطبة بقول الفاحشة

Directdemocracy  (Oman)  |Vendredi 12 Avril 2013 à 12:59           
اكيدا جدا الجماعة اللي في البرنامج من المواظبين على اكل لحوم الحمير في سوسة و ناقصه كان النهيق ....

Anti_rcd  (Tunisia)  |Vendredi 12 Avril 2013 à 12:22           
ملّا نساء عندنا فى تونس كانا الخائبه وأختها

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Vendredi 12 Avril 2013 à 09:22           
ان قالت هالة انا حمارة فهي كذلك لان في العربية تدعى انثى الحمار أتان. هي اذن بالفعل حمارة بشرية

MSHben1  (Tunisia)  |Vendredi 12 Avril 2013 à 07:37           
خبير الاستراتيجيين يقول انه منذ مدة و خاصة بعد وفاة بلعيد ان هذا البرنامج اصبح سياسيا لضرب الترويكا . لقد بان انه بدأ يزيغ عن هدفه الثقافي لذلك كمواطن اصبحت لا اهتم بمتابعته ان اصحابه الاربعة نواياهم خبيثة و الخبيثون دوائهم المقاطعة .

انا خبير الاستراتيجيين
انا mshben1.

Amir1  (Tunisia)  |Jeudi 11 Avril 2013 à 18:41           
في الحقيقة هم سطحيون في الثقافة والسياسة. لكنهم متعودون على إقحام السياسة في كل شيء.. كانوت لا ينطقون بقول إلا وزادوه بـ"هدي من.." ويردون كل أفضال السماء والأرض لحكمة "صانع التغيير". لم يكن النظام البائد يشجع إلا الفارغين ذوي الأدمغة الجوفاء
التي لا تفلح إلا في تسيير الجهاز الهضمي. ولا يعتقد أحد أنهم سيتغيرون، فهذه الشاكلة تظن نفسها العارفة التي لايعلم أكثر من علمها أحد، تماما مثل سيدهم الفار المخلوع.
أما السعداوي، بالإستعارة من الأخ مسالم، ظل فكرها فعلا منغلقا على التفسير الجنسي للسلوك البشري (البرمجيات الحيوانية أسفل الهرم) وبقيت هناك حيث حدد لها فرويد مساحة إعمال العقل مختزلا النفس
والعقل في تلبية حاجات الغرائز، في حين أنه تم تجاوز هذا التصور- ومن تونس-
إذن نوال ومضيفيها، كلهم منغلقون على مفاهيم وأفكار صارت من الماضي وكليهما دكت أفكاره وماضيه دكا لا يقوم بعده أبدا

Bononontroppo  (Tunisia)  |Jeudi 11 Avril 2013 à 18:24           
C'est pas délicat, pour les ânes.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 11 Avril 2013 à 15:20           
الانسان يتفرد بحمله لكل البرمجيات والتي تتداخل وتتعقد لتصنع كائنا اعجازيا على سطح كوكب الأرض والانسان بناء هرمي من البرمجيات الحيوانية أسفل الهرم وبرمجيات ثقافية أوسطه وصولا للبرمجيات المعرفية على قمته ومن المؤسف أن نسمع بمن كانت تشغل أوسط الهرم بالتمني لأن تصبح يوما ما حمارة ولو لبعض الوقت .انه الندم على الارتقاء في سلم الهرم ولم تتمسك بالبقاء أسفله أو حتى بدهاليزه المظلمة .طبقة مثقفة مقرفة ومتعفنة نتيجة عدة عوامل ....

Wildelbled  (United States)  |Jeudi 11 Avril 2013 à 15:05           
أولا شكرا للكاتب على هذه المقاله الظريفه الممتعه، سيدي الكريم لقداشتقنا كثيرا لمقالاتكم لأنها دوما هادفه، أما عن الموضوع نفسه ولو أنني لم أشاهده إلا أنه ولعلمكم فإن كلالحمير خرجت من مخبئها منذ أن علمت أن مجازر الحمير في سوسه قدأغلقت وزج بالجزارين في السجن، وأعني كلالحمير في السياسه والإعلام والمواطن العادي

Abouazizadam  (France)  |Jeudi 11 Avril 2013 à 14:57           
العديد من البرامج اللا سياسية سيسة للاسف الشديد، حتى ان بعض الاعلانات الاشهارية سيست ايضا.
بعض المسمون اعلاميين يدافعون على نظامهم اليتيم، في السابق السماء زرقاء واليوم السماء سوداء.
نطالب بقائمة الصحفيين الفاسدين.

Malek07  (Tunisia)  |Jeudi 11 Avril 2013 à 14:35 | Par           
Ceux qui se ressemblent,ils se rassamblent ds la vie ,et ds l'enfer ,ou ds le paradis, et le conflit est tjrs entre deux categories les diables et les onges ,et. A chaccun son choix et son distint

Momo1  (Tunisia)  |Jeudi 11 Avril 2013 à 14:25           
ذاك الشبل من ذاك الأسد؛؛؛؛وذاك البغل من ذاك الحمار

Sly  (Tunisia)  |Jeudi 11 Avril 2013 à 14:07           
Avant, j'amais bien cette emission, mais depuis quelques mois trop de hazzan et nafdan

meme lotfi lamari ne déroge pas de la règle


babnet
*.*.*
All Radio in One