رد مفتي تونس الأسبق العلامة محمد المختار السلامي على الطالبي
Bookmark article
Publié le Dimanche 08 Mars 2015 - 21:37 (Archives)
قراءة: 9 د, 18 ث
بسم الله الرحمان الرحيم
هدى الله الأستاذ المؤرخ محمد الطالبي
ابتلي إخواني التونسيون ببليتين في عصرنا هذا، وأظن أن كثيرا من المجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم، يشاركوننا معاناة البليتين.

البلية الأولى: الاشتغال بالحديث في السياسة، ومثل أكثرهم كالإسفنجة تتشرب ما يصب فيها، دون أن يرتقوا لمستوى ادراك منابع الأخبار ليتبينوا المضللة منها أو الصادقة، ودون أن يكون لهم أدنى تدريب على متابعة الأحداث، وتحليلها تحليلا يرتبها في الزمن ويربط بين الأسباب والمسببات. ثم تجدهم يتعصبون لما يتراءى لهم فيكونون حطبا لمن أعدهم لقبول ما يطوع به الرأي العام. وكثيرا ما تنشر بعض الوثائق السرية، إذا بلغت أمد إخفائها، فتكشف عن قصور في التصور، وعن مغالطات خطيرة حقق بها مروجوها غايات خبيثة، وحيلا شيطانية تحكموا بها في الرقاب والثروات، وغطى النسيان عما اعتقدوه خطأ فلم يعتبروا. وما يزال الأمر جاريا على هذا النحو، والتخدير متواصل.
البلية الثانية: اقتحام الأميين في الدين مجالات يستندون فيها إلى عواطفهم وخيالاتهم، فينتصبون مشرعين للأحكام الدينية، والمستوى الثقافي والتعليمي لبعضهم يتنازع مرتبة الباعة المتجولين ومستوى بعض آخر قد يصل الى المستوى الجامعي، ولكن في اختصاصات أخرى. وكل متخرج من الجامعة نثق في المؤسسة التي شهدت له بقيمته العلمية في اختصاصه. وهو أمي فيما عدى ذلك فأستاذ الأدب أو التاريخ غير مؤهل لعلاج المرضى، وهو أمي في الطب، ومن يعتمده في تشخيص أسقامه ووصف الدواء، معرض نفسه للخطر، وإن كان الطب كما هو معلوم يشترك مع الأدب في أن كليهما من العلوم الإنسانية لا من العلوم الصحيحة. والحمد لله أن الحكومات حصنت مواطنيها من الطفيليين في التطبيب بما يعرضهم للمساءلة الجزائية. وكان الأمر على ذلك فيما مضى بالنسبة للعلوم الدينية، يؤدب من لم يبلغ المرتبة العلمية التي تؤهله للفتوى إذا ألبس فلبس، آراءه الشخصية الحق الديني، وليس في هذا رهبنة كما يدعيه الغوغائيون، ولكنه تحصين للإنسان من المضللين ومن الضلال.
وممن نشط كثيرا مقدما آراءه وتصوراته، على أنها هي الدين ولفت الأنظار بما علقه من لافتات على شماعته الدعائية ـ دكتور ـ أستاذ جامعي ـ عميد كلية الآداب ـ متحصل على جوائز ـ مرجع ثقافي ورئيس في مؤسساتها. الأستاذ محمد الطالبي الذي يصرح أنه مختص في التاريخ ولا أنازعه في اختصاصه. ويحكم أهل هذا الفن على قيمة اضافته، وعلى مستواه، ونحن ننتظر منه ومن زملائه المؤرخين أن يقدموا لتونس عملا علميا موثقا عن تاريخها وخاصة في القرون الثلاثة الماضية. وكذلك عن التاريخ الإسلامي في الهند والصين ودول الشرق الأقصى، التي أؤكد أنها ما تزال في أشد الحاجة إلى من يبلغ المعرفة الدقيقة عنها، المعرفة التي هي المقوم الأول للتعاون ولكن الأستاذ الطالبي أبى أن يهتم باختصاصه، وتقدم للناس الذين ينبهرون بما علق على شماعته من ألقاب، تقدم أنه عالم ديني تجاوز المعرفة بالأحكام الدينية الى الرتبة الاجتهادية العليا بتأصيل، ما يعتبر دليلا وما لا يعتبر، وما يقدم وما يؤخر. وهي مرتبة الاجتهاد المطلق، وأردت بكلمتي هذه أن أكشف عن حقيقته تبعا لما كتبه ونشره ويتحدث به، وما جرى عليه في حياته.
يصف نفسه منذ زمن بأنه قرآني، يشك في صحة السنة، وأداه شكه هذا إلى رفضها وتتبعت بعض ما نشرته صحيفة «الصريح» من ردود عليه التي وإن كشفت بعض الحقائق، إلا أني ما أظن أن لها دورا في التأثير عليه. إذ هو رجل متصلب في شكه، يمثل حلقة من سلسلة الشكاك في تاريخ الفكر الإنساني، التي سار عليها السفسطائيون اليونانيون، فأوقفوا تطور المعرفة بشكهم العدمي، حتى أنقذ الفكر الإنساني سقراط ثم تلامذته من بعده. ولم تُشف الإنسانية من هذا الانحراف، بل يظهر بين الفينة والأخرى من يعتمد الشك العدمي الى عصرنا هذا رغم ما توصل إليه ديكارت من نشر ثقته بأصل ضروري لا يقبل الشك، كان له أثره في التقدم العلمي، سبقه القرآن الى تقريره قال تعالى: «إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون». فوسائل المعرفة اليقينية: الوحي، والعقل. ولكن الشك ينخر عقولا قد تستند إليه حبا في الظهور، بأن الشاك بلغ مرتبة أرقى من بقية البشر، وأن الناس لغباوتهم صدقوا بأشياء لا حقيقة لها. فعل هذا طه حسين، فأنكر الشعر الجاهلي في مرحلة من تاريخ حياته. ولكن الفرق بين طه حسين والطالبي، أن طه حسين خالط الشعر الجاهلي وعرفه، فله بعض العذر فيما وصل إليه، أما الطالبي فهو يشك في السنّة ثم ينكرها وهو لم يخالطها. سمعت منه خلطا يدل على جهله التام بها. قال: إنه يتحدى من يدله على حديث واحد لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر من خالطه. ليس هذا لفظه ولكنه ما بقي في حافظتي من كلامه. إن الأحاديث المسندة الى أبي بكر رضي الله عنه تعد بالمئات. أخرج له الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ثمانين حديثا بإسناده إلى أبي بكر رضي الله عنه، وأثرا واحدا، والأحاديث المروية بطرق صحيحة تسعة وأربعون حديثا، والحسن منها حديثواحد. والضعاف ثلاثون حديثا، انظر المسند تحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر.
وأما الإمام السيوطي فقد أخرج في جامع الأحاديث لأبي بكر رضي الله عنه اثنين وستين وتسعمائة ما بين حديث وأثر. وآخر حديث رقم 961 عن إسماعيل بن يحيى قال: حدثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل وهب لكم ذنوبكم عند الاستغفار، فمن استغفر بنية صادقة غفر له، ومن قال: لا إله إلا الله رجح ميزانه، ومن صلى عليّ كنت شفيعه يوم القيامة.
واعتمد الطالبي الإمام محمد بن ادريس الشافعي في الحديث «كتاب الأم» وأنه يملك نسخة منه في مكتبته. أولا: ما كان كتاب الأم كتابا للشافعي ولكنه املاءات الشافعي على تلميذه الربيع بن سليمان المرادي. وثانيا: ما عد من كتب السنة من تاريخ تأليفه الى اليوم إلا عند القرآني الذي يخلط هذا التخليط الذي لا يميز بين السنة والفقه، إلا أن تكون النسخة التي يملكها مزورة، أو هو لا يحسن قراءتها.
ومن ناحية أخرى هو يصرح بأنه قرآني ويرفض السنة، ورغم ذلك فقد واصل في السنين الأخيرة الاعتماد على حديث: الخلق كلهم عيال اللهم.
وجعل هذا الحديث عنوانا لأحد الكتيبات التي روجها، وهذا الحديث نص السيوطي في الجامع الصغير رقم 4135 أنه مخرج في مسند أبي يعلى والبزار عن أنس بن مالك والطبراني عن ابن مسعود، وأنه ضعيف. بل حقق ابن الجوزي أنه لا يصح. ولعل مقياس التصحيح عند الأستاذ الطالبي اقتباس أبي العتاهية له لما قال:
الخلق كلهم عيال «الله تحت ظلاله ـ فأحبهم طرا إليه» أبَرُهُم بعياله. وأيضا فقد تكررت منه الدعوة الى التعاون الإسلامي المسيحي فكتب مرة أنه وضع في مصلاه القرآن عن يمينه والتوراة عن شماله، واطمأنت له الكنيسة، معتبرة أنه أحد العلماء الكبار المعتمدين منها لتمرير السياسة التي توختها منذ الفاتيكان الثاني، ومنذ ثلاث سنوات ألف كتابا خص جانبا مهما منه إلى ما في التوراة من تناقضات، وما اشتملت عليه من نصوص مناقضة للعقل. وهو أمر معروف فقد اكتشفه طلبتي منذ أربعين عاما في المقارنات التي كنت أقوم بها عند تحليلنا للقصص القرآني ومقارنة منهجها وصدقها بزيف ما عمرت به التوراة وكذلك الانجيل. ولست أدري هل بقي على وثيق صلته بالكنيسة، أو هو قد ولاها ظهره، وأبعد من مصلاه كتابا ألصق به وصف المقدس، وما أبعد القصص الخيالية، والمفتراة على رسل الله عن التقديس، إذ التقديس للحق لا للكذب والباطل.
ما قدمته يكشف المسافة الكبرى التي تفصله عن السنة، والأوهام التي نشرها بين الناس ويسأل عنها. ولكن الذي حملني على تخصيص بعض أوقاتي لكتابة ما كتبت، ليس لادعائه أنه قرآني شاك رافض للسنة، ولكن الأمر الخطير هو الذي كرره في مقابلته التلفزيونية، أنه يحب الله، وأنه لا يخاف الله، وأنه يسخر ممن يقول بتسجيل أخطاء الإنسان. وينكشف بما ذكره: أولا رفضه للقرآن كرفضه للسنة. إذ أن القرآن كل، ولا يفهم أنه كلام الله إلا على أساس وحدته عند الله، خوطب به البشر على مستوى استعداداتهم. فمن يرفض نصا من نصوصه هو رافض له جميعا، يقول الله تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد «أي حاضر» سورة ق آية 18.. هذا في الدنيا.. ويثبت القرآن استحضار ذلك في الآخرة: ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا سورة الكهف آية 49 ـ والطامة الكبرى التي لم تترك لي عذار في الإغضاء عن الإنكار عليه: ما قدمه بأنه لما كان يحب الله فهو لا يخافه وهذا منه رفض لما ثبت يقينا بالقرآن ثبوتا لا يحتمل التأويل لكثرة وروده بصيغ مختلفة. فمحمد صلى الله عليه وسلم مأمور بأن يخاف ربه وأن يعلن خوفه للناس. قال تعالى: «قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم» سورة الزمر آية 13. والمرسلون من صفاتهم المُعرفة بهم ما جاء في سورة الأحزاب آية 39 الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ـ والبشر جميعهم مدعوون الى استشعار الخوف قال تعالى: «ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين». سورة آل عمران 175.
توجه الأستاذ الطالبي بهذا التصور الخطير للشباب يدعوهم تبعا له، إلى التحلل من جميع القيم الخلقية والواجبات الدينية، ويكفيهم أن يحبوا الله. وهذا مذهب أصوله عند الفرق الضالة من المرجئة، الذين يرون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، وهو ما ينادي به الزائفون من الصوفية، وأظن أنه تشربه أيضا من المسيحيين، وبخاصة رجال الكنيسة الذن يبنون وعظهم على الحب. أداهم حبهم هذا الى القسوة التي تقشعر منها أبدان الذين يخشون ربهم، في الحروب الصليبية وأنهار الدماء في بيت المقدس، وفي بلاد العالم الإسلامي من بداية الغزو الاستعماري الى العراق وأفغانستان، وغوانتنامو.. إضافة للحرب العالمية الثانية التي قتل فيها أكثر من خمسين مليونا.
مما تأيد به المناهضون للكنيسة المسيحية لتفجير التسلط الكنيسي، التأكيد على أن رجال الكنيسة بشر، وأن العصمة التي يدعونها لا تستند الى دليل.
أسقط الأستاذ الطالبي هذا على الشريعة الإسلامية، وأنها عمل إنساني غير ملزم. كون الفقه الإسلامي غير معصوم في جزئيات أحكامه من المعلوم الضروري، وما ادعى أي عالم مسلم حقيقي أنه معصوم ولا أنه يتكلم باسم الله. ولكن الإسلام ميز بين العالم والأمي. وأنزل الله قوله: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون.. سورة التوبة 122.
فألزم القرآن جميع المؤمنين والمؤمنات أن يعودوا الى الفقهاء لمعرفة الأحكام الإسلامية. والفقيه هو من أخذ عن العلماء، حتى أجازوه بأنه أهل للإفتاء في دين الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: وإنما العلم بالتعلم. والأستاذ الطالبي ليس قطعا من هذا النوع، فهو ملزم بنص القرآن أن يأخذ أحكام دينه عن العلماء، إن كان صادقا في دعواه أنه قرآني.
إني أنكر أشد الإنكار على الذين يتسترون بالدين ليعتدوا على غيرهم من مخالفيهم بالقول أو الفعل، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، والعقوبات بيد القضاء لا يحل لأحد أن يحكم ثم ينفذ حكمه حتى على من أعلن كفره أو نافق وتستر. وأنكر بنفس المستوى على الذين يرتدون رداء الحرية فيعتدوا بالعنف القولي والفكري على هوية الأمة، ويشككوا في الثوابت اليقينية التي بها تميز الشعب التونسي، من الذين يحكمون حسبما يدعون عقلهم في القرآن فينفون ما لا يتفق مع هواهم، ويسيرون في نفس المنهج الذي سار عليه الضالون من أهل الكتاب الذين شنع بهم القرآن فحذرنا أن نتراخى مثلهم: أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض.
إن عرض مبدإ الاكتفاء بالحب وحده، وقلع الخوف من الله، زلزال عنيف مقوض لكل القيم السلوكية ودفع لسيادة الفوضى، فرق كبير بين الخوف من الله الذي هو أقوى دافع للشجاعة والاستقامة، وبين الخوف من المستبدين، وقود النفاق. أعتبر رأيه في نظري أسوأ دعوة هدامة تفتح أبواب التحلل، المفسد للعقول والأرواح.
إني أذكره أولا أن يتواضع، وأن لا تأخذه العزة بالإثم، وأن يعلن توبته، قمت بواجب الاشفاق عليه، فأرجو أن يهتدي، وإلا فلكم دينكم ولي ديني.
إني لا أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله. وصدق الله إنما يخشى الله من عباده العلماء.
نشر هذا المقال في - First published on: 08 March, 2015
بسم الله الرحمان الرحيم
هدى الله الأستاذ المؤرخ محمد الطالبي
ابتلي إخواني التونسيون ببليتين في عصرنا هذا، وأظن أن كثيرا من المجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم، يشاركوننا معاناة البليتين.

البلية الأولى: الاشتغال بالحديث في السياسة، ومثل أكثرهم كالإسفنجة تتشرب ما يصب فيها، دون أن يرتقوا لمستوى ادراك منابع الأخبار ليتبينوا المضللة منها أو الصادقة، ودون أن يكون لهم أدنى تدريب على متابعة الأحداث، وتحليلها تحليلا يرتبها في الزمن ويربط بين الأسباب والمسببات. ثم تجدهم يتعصبون لما يتراءى لهم فيكونون حطبا لمن أعدهم لقبول ما يطوع به الرأي العام. وكثيرا ما تنشر بعض الوثائق السرية، إذا بلغت أمد إخفائها، فتكشف عن قصور في التصور، وعن مغالطات خطيرة حقق بها مروجوها غايات خبيثة، وحيلا شيطانية تحكموا بها في الرقاب والثروات، وغطى النسيان عما اعتقدوه خطأ فلم يعتبروا. وما يزال الأمر جاريا على هذا النحو، والتخدير متواصل.
البلية الثانية: اقتحام الأميين في الدين مجالات يستندون فيها إلى عواطفهم وخيالاتهم، فينتصبون مشرعين للأحكام الدينية، والمستوى الثقافي والتعليمي لبعضهم يتنازع مرتبة الباعة المتجولين ومستوى بعض آخر قد يصل الى المستوى الجامعي، ولكن في اختصاصات أخرى. وكل متخرج من الجامعة نثق في المؤسسة التي شهدت له بقيمته العلمية في اختصاصه. وهو أمي فيما عدى ذلك فأستاذ الأدب أو التاريخ غير مؤهل لعلاج المرضى، وهو أمي في الطب، ومن يعتمده في تشخيص أسقامه ووصف الدواء، معرض نفسه للخطر، وإن كان الطب كما هو معلوم يشترك مع الأدب في أن كليهما من العلوم الإنسانية لا من العلوم الصحيحة. والحمد لله أن الحكومات حصنت مواطنيها من الطفيليين في التطبيب بما يعرضهم للمساءلة الجزائية. وكان الأمر على ذلك فيما مضى بالنسبة للعلوم الدينية، يؤدب من لم يبلغ المرتبة العلمية التي تؤهله للفتوى إذا ألبس فلبس، آراءه الشخصية الحق الديني، وليس في هذا رهبنة كما يدعيه الغوغائيون، ولكنه تحصين للإنسان من المضللين ومن الضلال.
وممن نشط كثيرا مقدما آراءه وتصوراته، على أنها هي الدين ولفت الأنظار بما علقه من لافتات على شماعته الدعائية ـ دكتور ـ أستاذ جامعي ـ عميد كلية الآداب ـ متحصل على جوائز ـ مرجع ثقافي ورئيس في مؤسساتها. الأستاذ محمد الطالبي الذي يصرح أنه مختص في التاريخ ولا أنازعه في اختصاصه. ويحكم أهل هذا الفن على قيمة اضافته، وعلى مستواه، ونحن ننتظر منه ومن زملائه المؤرخين أن يقدموا لتونس عملا علميا موثقا عن تاريخها وخاصة في القرون الثلاثة الماضية. وكذلك عن التاريخ الإسلامي في الهند والصين ودول الشرق الأقصى، التي أؤكد أنها ما تزال في أشد الحاجة إلى من يبلغ المعرفة الدقيقة عنها، المعرفة التي هي المقوم الأول للتعاون ولكن الأستاذ الطالبي أبى أن يهتم باختصاصه، وتقدم للناس الذين ينبهرون بما علق على شماعته من ألقاب، تقدم أنه عالم ديني تجاوز المعرفة بالأحكام الدينية الى الرتبة الاجتهادية العليا بتأصيل، ما يعتبر دليلا وما لا يعتبر، وما يقدم وما يؤخر. وهي مرتبة الاجتهاد المطلق، وأردت بكلمتي هذه أن أكشف عن حقيقته تبعا لما كتبه ونشره ويتحدث به، وما جرى عليه في حياته.
يصف نفسه منذ زمن بأنه قرآني، يشك في صحة السنة، وأداه شكه هذا إلى رفضها وتتبعت بعض ما نشرته صحيفة «الصريح» من ردود عليه التي وإن كشفت بعض الحقائق، إلا أني ما أظن أن لها دورا في التأثير عليه. إذ هو رجل متصلب في شكه، يمثل حلقة من سلسلة الشكاك في تاريخ الفكر الإنساني، التي سار عليها السفسطائيون اليونانيون، فأوقفوا تطور المعرفة بشكهم العدمي، حتى أنقذ الفكر الإنساني سقراط ثم تلامذته من بعده. ولم تُشف الإنسانية من هذا الانحراف، بل يظهر بين الفينة والأخرى من يعتمد الشك العدمي الى عصرنا هذا رغم ما توصل إليه ديكارت من نشر ثقته بأصل ضروري لا يقبل الشك، كان له أثره في التقدم العلمي، سبقه القرآن الى تقريره قال تعالى: «إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون». فوسائل المعرفة اليقينية: الوحي، والعقل. ولكن الشك ينخر عقولا قد تستند إليه حبا في الظهور، بأن الشاك بلغ مرتبة أرقى من بقية البشر، وأن الناس لغباوتهم صدقوا بأشياء لا حقيقة لها. فعل هذا طه حسين، فأنكر الشعر الجاهلي في مرحلة من تاريخ حياته. ولكن الفرق بين طه حسين والطالبي، أن طه حسين خالط الشعر الجاهلي وعرفه، فله بعض العذر فيما وصل إليه، أما الطالبي فهو يشك في السنّة ثم ينكرها وهو لم يخالطها. سمعت منه خلطا يدل على جهله التام بها. قال: إنه يتحدى من يدله على حديث واحد لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر من خالطه. ليس هذا لفظه ولكنه ما بقي في حافظتي من كلامه. إن الأحاديث المسندة الى أبي بكر رضي الله عنه تعد بالمئات. أخرج له الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ثمانين حديثا بإسناده إلى أبي بكر رضي الله عنه، وأثرا واحدا، والأحاديث المروية بطرق صحيحة تسعة وأربعون حديثا، والحسن منها حديثواحد. والضعاف ثلاثون حديثا، انظر المسند تحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر.
وأما الإمام السيوطي فقد أخرج في جامع الأحاديث لأبي بكر رضي الله عنه اثنين وستين وتسعمائة ما بين حديث وأثر. وآخر حديث رقم 961 عن إسماعيل بن يحيى قال: حدثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل وهب لكم ذنوبكم عند الاستغفار، فمن استغفر بنية صادقة غفر له، ومن قال: لا إله إلا الله رجح ميزانه، ومن صلى عليّ كنت شفيعه يوم القيامة.
واعتمد الطالبي الإمام محمد بن ادريس الشافعي في الحديث «كتاب الأم» وأنه يملك نسخة منه في مكتبته. أولا: ما كان كتاب الأم كتابا للشافعي ولكنه املاءات الشافعي على تلميذه الربيع بن سليمان المرادي. وثانيا: ما عد من كتب السنة من تاريخ تأليفه الى اليوم إلا عند القرآني الذي يخلط هذا التخليط الذي لا يميز بين السنة والفقه، إلا أن تكون النسخة التي يملكها مزورة، أو هو لا يحسن قراءتها.
ومن ناحية أخرى هو يصرح بأنه قرآني ويرفض السنة، ورغم ذلك فقد واصل في السنين الأخيرة الاعتماد على حديث: الخلق كلهم عيال اللهم.
وجعل هذا الحديث عنوانا لأحد الكتيبات التي روجها، وهذا الحديث نص السيوطي في الجامع الصغير رقم 4135 أنه مخرج في مسند أبي يعلى والبزار عن أنس بن مالك والطبراني عن ابن مسعود، وأنه ضعيف. بل حقق ابن الجوزي أنه لا يصح. ولعل مقياس التصحيح عند الأستاذ الطالبي اقتباس أبي العتاهية له لما قال:
الخلق كلهم عيال «الله تحت ظلاله ـ فأحبهم طرا إليه» أبَرُهُم بعياله. وأيضا فقد تكررت منه الدعوة الى التعاون الإسلامي المسيحي فكتب مرة أنه وضع في مصلاه القرآن عن يمينه والتوراة عن شماله، واطمأنت له الكنيسة، معتبرة أنه أحد العلماء الكبار المعتمدين منها لتمرير السياسة التي توختها منذ الفاتيكان الثاني، ومنذ ثلاث سنوات ألف كتابا خص جانبا مهما منه إلى ما في التوراة من تناقضات، وما اشتملت عليه من نصوص مناقضة للعقل. وهو أمر معروف فقد اكتشفه طلبتي منذ أربعين عاما في المقارنات التي كنت أقوم بها عند تحليلنا للقصص القرآني ومقارنة منهجها وصدقها بزيف ما عمرت به التوراة وكذلك الانجيل. ولست أدري هل بقي على وثيق صلته بالكنيسة، أو هو قد ولاها ظهره، وأبعد من مصلاه كتابا ألصق به وصف المقدس، وما أبعد القصص الخيالية، والمفتراة على رسل الله عن التقديس، إذ التقديس للحق لا للكذب والباطل.
ما قدمته يكشف المسافة الكبرى التي تفصله عن السنة، والأوهام التي نشرها بين الناس ويسأل عنها. ولكن الذي حملني على تخصيص بعض أوقاتي لكتابة ما كتبت، ليس لادعائه أنه قرآني شاك رافض للسنة، ولكن الأمر الخطير هو الذي كرره في مقابلته التلفزيونية، أنه يحب الله، وأنه لا يخاف الله، وأنه يسخر ممن يقول بتسجيل أخطاء الإنسان. وينكشف بما ذكره: أولا رفضه للقرآن كرفضه للسنة. إذ أن القرآن كل، ولا يفهم أنه كلام الله إلا على أساس وحدته عند الله، خوطب به البشر على مستوى استعداداتهم. فمن يرفض نصا من نصوصه هو رافض له جميعا، يقول الله تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد «أي حاضر» سورة ق آية 18.. هذا في الدنيا.. ويثبت القرآن استحضار ذلك في الآخرة: ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا سورة الكهف آية 49 ـ والطامة الكبرى التي لم تترك لي عذار في الإغضاء عن الإنكار عليه: ما قدمه بأنه لما كان يحب الله فهو لا يخافه وهذا منه رفض لما ثبت يقينا بالقرآن ثبوتا لا يحتمل التأويل لكثرة وروده بصيغ مختلفة. فمحمد صلى الله عليه وسلم مأمور بأن يخاف ربه وأن يعلن خوفه للناس. قال تعالى: «قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم» سورة الزمر آية 13. والمرسلون من صفاتهم المُعرفة بهم ما جاء في سورة الأحزاب آية 39 الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ـ والبشر جميعهم مدعوون الى استشعار الخوف قال تعالى: «ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين». سورة آل عمران 175.
توجه الأستاذ الطالبي بهذا التصور الخطير للشباب يدعوهم تبعا له، إلى التحلل من جميع القيم الخلقية والواجبات الدينية، ويكفيهم أن يحبوا الله. وهذا مذهب أصوله عند الفرق الضالة من المرجئة، الذين يرون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، وهو ما ينادي به الزائفون من الصوفية، وأظن أنه تشربه أيضا من المسيحيين، وبخاصة رجال الكنيسة الذن يبنون وعظهم على الحب. أداهم حبهم هذا الى القسوة التي تقشعر منها أبدان الذين يخشون ربهم، في الحروب الصليبية وأنهار الدماء في بيت المقدس، وفي بلاد العالم الإسلامي من بداية الغزو الاستعماري الى العراق وأفغانستان، وغوانتنامو.. إضافة للحرب العالمية الثانية التي قتل فيها أكثر من خمسين مليونا.
مما تأيد به المناهضون للكنيسة المسيحية لتفجير التسلط الكنيسي، التأكيد على أن رجال الكنيسة بشر، وأن العصمة التي يدعونها لا تستند الى دليل.
أسقط الأستاذ الطالبي هذا على الشريعة الإسلامية، وأنها عمل إنساني غير ملزم. كون الفقه الإسلامي غير معصوم في جزئيات أحكامه من المعلوم الضروري، وما ادعى أي عالم مسلم حقيقي أنه معصوم ولا أنه يتكلم باسم الله. ولكن الإسلام ميز بين العالم والأمي. وأنزل الله قوله: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون.. سورة التوبة 122.
فألزم القرآن جميع المؤمنين والمؤمنات أن يعودوا الى الفقهاء لمعرفة الأحكام الإسلامية. والفقيه هو من أخذ عن العلماء، حتى أجازوه بأنه أهل للإفتاء في دين الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: وإنما العلم بالتعلم. والأستاذ الطالبي ليس قطعا من هذا النوع، فهو ملزم بنص القرآن أن يأخذ أحكام دينه عن العلماء، إن كان صادقا في دعواه أنه قرآني.
إني أنكر أشد الإنكار على الذين يتسترون بالدين ليعتدوا على غيرهم من مخالفيهم بالقول أو الفعل، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، والعقوبات بيد القضاء لا يحل لأحد أن يحكم ثم ينفذ حكمه حتى على من أعلن كفره أو نافق وتستر. وأنكر بنفس المستوى على الذين يرتدون رداء الحرية فيعتدوا بالعنف القولي والفكري على هوية الأمة، ويشككوا في الثوابت اليقينية التي بها تميز الشعب التونسي، من الذين يحكمون حسبما يدعون عقلهم في القرآن فينفون ما لا يتفق مع هواهم، ويسيرون في نفس المنهج الذي سار عليه الضالون من أهل الكتاب الذين شنع بهم القرآن فحذرنا أن نتراخى مثلهم: أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض.
إن عرض مبدإ الاكتفاء بالحب وحده، وقلع الخوف من الله، زلزال عنيف مقوض لكل القيم السلوكية ودفع لسيادة الفوضى، فرق كبير بين الخوف من الله الذي هو أقوى دافع للشجاعة والاستقامة، وبين الخوف من المستبدين، وقود النفاق. أعتبر رأيه في نظري أسوأ دعوة هدامة تفتح أبواب التحلل، المفسد للعقول والأرواح.
إني أذكره أولا أن يتواضع، وأن لا تأخذه العزة بالإثم، وأن يعلن توبته، قمت بواجب الاشفاق عليه، فأرجو أن يهتدي، وإلا فلكم دينكم ولي ديني.
إني لا أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله. وصدق الله إنما يخشى الله من عباده العلماء.
42 Réactions
---------------------
| Par: Articulamadi (Tunisia) |29-05-2015 07:58| |
الحمد لله على نعمة الاسلام !
|
| Par: MURAQIB (United States) |10-03-2015 03:27| |
MOUSALIM (Tunisia) |Vendredi 06 Mars 2015 à 22h 32m | أخيرا إستفاق جهاز المناعة للدفاع عن الإسلام من المندسين .تحية للشيخ العلامة محمد المختار السلامي . |
| Par: mandhouj (France) |07-03-2015 22:19| |
الحلال بين و الحرام بين ، و الأمر في تحريم الخمر و الدعارة لا يستدعي إجتهاد . |
| Par: Nouri (Switzerland) |07-03-2015 14:05| |
@ franchise عل قرأت جيدا ما كتبته لك ؟ قلت لك وإن تثبت ضد أي شخص قام بجريمة او سرقة او … الخ هناك القضاء ليحكم. اما الاسلام فهو دين رحمة ولا دين نقمة حتى في القصاص هناك قواعد. |
| Par: Franchise (Tunisia) |07-03-2015 13:48| |
Cher ami Nouri si on suit ton raisonnement, et sans être partisan de personne, on peut se demander pourquoi juge-t-on Ben Ali et compagnie? et ceux qui ont causé des malheurs à notre peuple ? à mon avis chacun doit assumer ses responsabilités et subir ses conséquences. |
| Par: Nouri (Switzerland) |07-03-2015 13:34| |
@ Franchise وانت هل تعلم بأن عمر ابن الخطاب كان يريد قتل الرسول محمد صعس قبل ان يهديه الله وهل تعلم ان سيف الاسلام خالد ابن الوليد قتل العديد من المسلمين قبل ان يهديه الله وفي وقتنا الحاضر وهنا في سويسرى هل تعلم ان قائد في الحزب اليميني المتطرف بعدما قام بحملة ضد المساجد وبناء المآذن هداه الله واصبح مسلم والقصة تكاد هي بنفسها حدثت مع قائد من حزب يميني متطرف في هولندا هداه الله كذلك واصبح داعيا للاسلام. يا أخي المهم اعمال الناس وافعالهم الصالحة اليوم تمحي ماضيهم و الله غفور رحيم ولو ثبت ان شخص ما قام بجريمة او سرقة فهناك القضاء ليفصل |
| Par: Franchise (Tunisia) |07-03-2015 13:03| |
هل تعلمون أن مختارالسلامي عينه صخرالماطري مستشارا لبنك الزيتونةد |
| Par: Franchise (Tunisia) |07-03-2015 12:06| |
Pour l'histoire, Mokhtar Sellami était les années soixante, surveillant au Lycée Ibn Charaf, portant costume et cravate, et n'est devenu Mufti qu'au temps de feu Premier Ministre Mohamed Mzali, pistonné par son parent, membre du Cabinet de Mzali. |
| Par: Nouri (Switzerland) |07-03-2015 09:29| |
لو كانت الحضارة الاسلامية العربية مزدهرة اليوم لوجدنا هذه الرسالة لمفتي الجمهورية تأخذ العنوان الرئيسي والاكبر على صفحة باب بنات وكل الصفحات لكن مع الأسف رأينا تعليق الزنديق والجاهل الطالبي تأخذ العنوان الاول وصورته تكاد تملأ العنوان. هذا دليل ان الشوط لازال بعيد كي التونسي يكون على مستوى الحضارة الاسلامية العربية |
| Par: Nouri (Switzerland) |07-03-2015 09:04| |
الحمد لله انه تكلم وكلامه صح وجزاه الله خيرا.
|
| Par: citoyenlibre (Tunisia) |07-03-2015 07:10| |
هذا نموذج من خطب الذين يدعون العلم والفقه في الدين ،فممن تلقوا علمهم وممن تلقى علمه من علمهم . انهم لا يعرفون أصلا ما معنى العالًِم وكلامه على السنة والاحاديث أقوى دليل على جهله وهو يتجاهل ما يلي ::فبأي حديث بعد كتاب الله وآياته يؤمنون ً |
| Par: MOUSALIM (Tunisia) |06-03-2015 22:32| |
أخيرا إستفاق جهاز المناعة للدفاع عن الإسلام من المندسين .تحية للشيخ العلامة محمد المختار السلامي . |
| Par: Matouchi (Tunisia) |06-03-2015 18:17| |
شيخ جليل..لا يحتاج الى شهادة أمثالي يرد على عالم زنديق...قال فيه الله عز وجل: أفرايت من اتخذ الاهه هواه هو يهوى نفسه التى تهوى حب الله و لا تخاف الله و لا تعترف بسنة نبي الله الحمد لله فهمت الآن أن الطالبي زنديق هكذا أجل وأحترم العلماء ييذودون عم دينهم و يحفظون للناس عقيدتهم أما الطالبي: فعالم تاريخ سأطلع على أفكاره وكتبه في التاريخ وأدع زندقته في الدين وربه ان شاء غفر له وان شاء أماته على سوء الختام وعذبه ومالي في جزائه وعذابه من شيء بالرغم أن نفسي تستعر لشتمه والدعاء عليه من يدري لعله يتوب وأتزندق فوق زندقته اللهم احفظني واحفظ أمة محمد وغفر الله له وأعلى شأنك يا شيخ سلامي |
| Par: mongi (Tunisia) |06-03-2015 15:42| |
قال الله تعالى : "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" صدق الله العظيم |
| Par: farhood (Tunisia) |06-03-2015 14:34| |
بالله يا شيخهم ما قولك في تدمير اثار الانسانية ؟ |
| Par: ahfedkhaled (Tunisia) |06-03-2015 11:49| |
بارك الله لنا في شيخنا نرجوا من وسائل إعلام 7 نوفبر أن تفتح فضائاتها لمثل هاؤلاء الياقوت النفيس لشرح ديننا وتثقيف شيبنا و شبابنا عوض ملئ البلاتوات ببرامج تضر الأمة و لا تنفعها. |
| Par: PATRIOTE1976 (Tunisia) |06-03-2015 11:48| |
الخوف من الله سبحانه و تعالى علم و شجاعة و الخوف من البشر جبن و جهالة اللهم اني اخافك في السر و العلانية و احبك في نفس الوقت |
| Par: njimabd (Tunisia) |06-03-2015 11:47| |
هذا ردّ العلماء المتعقّلين العارفين بالله فبارك الله فيمن نفع بعلمه و أنار السبيل. أما أنا فأرى أنّ الشيخان الطالبي و الصدّيق ممن قال فيهما الله تعالى: ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا. الحجّ 5 فهما مريضان عافاهما الله و تاب عليهما |
| Par: incuore (Tunisia) |06-03-2015 11:46| |
الطالبي لا يعرف الإحساس المزدوج للمقدس الخوف و الرجاء اما الحب فلعله قد سمعه من عبدالوهاب المدب الذي طلب قراءة الاسلام تبعا لتأويل ابن عربي تأسيسا على سبينوزا اما موقفه من الحديث فهو لا يمكن فهمه بالعودة لما قبل سقراط او لديكارت بل من خلال المستشرقين خاصة و ان الطالبي ينقل عنهم احيانا حرفيا ما أتى به الشيخ يفهم دينا و لكنه لا يفهم علما من نوع القول ان الطب من العلوم الانسانية فهذه إبستمولوجية جديدة فالطب يقع بين النظري و العملي
Theoria et Praxis |
| Par: ahmedMed (Tunisia) |05-04-2013 21:52| |
بارك الله فيك والله بردلي على قلبي في هاك السفيه جعلها الله في ميزان حسناتك |
| Par: Tounsi (France) |05-04-2013 17:48| |
بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك |
| Par: sayed (Tunisia) |05-04-2013 17:38| |
@ alibabnet تواضع قليلا يا أخى لا أضنك قادرا على المقارنة بين هؤلاء الرجال و إ ن جاز لك أن تقارن فلا يكون ذلك بهذا التبسيط و التجريح فى العلماء بدون دليل و لا أضنك تقترب من مستوى أي منهما يا باب نات |
| Par: sayed (Tunisia) |05-04-2013 17:25| |
بمثل هؤلاء الرجال يحفظ الله دينه من المضللين و السفهاء. اللاهمّ قيض من مثل هؤلاء الرجال من يمتطوا نور العلم لينيروا طريق الحق و يدحظوا الباطل بقدرتك يا حبيبى يا الله يا عزيز يا مقتدر . و اهدى اللاهم إلى طريق الرشاد كل مجتهد على صدق و لو أخطأ و انتقم من كل أفاك أثيم لا يجتهد إلا ليظل عن سبيل بغير علم آمين |
| Par: _anis (Tunisia) |05-04-2013 15:37| |
الحمد لله أن لنا في تونس علماء مثل الشيخ المختار السلامي حفظه الله |
| Par: alibabnet (Tunisia) |05-04-2013 08:49| |
قارنوا بين المستوى العلمي للشيخ السلامي و بين مستوى المفتي بطييييييييخ |
| Par: Baazaoui (Canada) |04-04-2013 21:52| |
بصراحة اعجبني كثيرا رد الشيخ وهو يبرهن ان له زاد معرفي متميز واتمني ان يكون ما قيل فيه رمن المخلوع افترا وكذب |
| Par: tunquebec (Canada) |04-04-2013 19:24| |
الّله يزيدك من علمويا شيخنا ما احوجنا من علماء و حكماء مثلك في هذا الزمان الذي علوى فيه صوت من هبّ و دبّ و من فيه ناقص عقل و دين و الله يهدي الجميع |
| Par: langdevip (France) |04-04-2013 17:57| |
شكرا يا شيخ ،الله يعطيك الخير ،كلام طيب ياسر ربي يهدينه. |
| Par: NuclearLotfi (Tunisia) |04-04-2013 17:52| |
ما شاء الله؛ أدب وحكمة وعلم ورجولة وعزّة وفخر، ربّي يفضلو |
| Par: nahinaho (Tunisia) |04-04-2013 16:47| |
@ lina ======== أنت لا تعرفين أن الشيخ المختار السلامي عارض المخلوع في عدة أمور فأقاله من خطة المفتي. من هذه المعارضات حسبما سمعت أنه لم يوافق على أن التبرٌع بالأعضاء عمل من الشرع حسبما علمت والله أعلم .. لذا عمد لإقالته فاستراح الشيخ وعاد للتدريس في كلية الشريعة لينفع أكثر بعلمه جازاه الله خيرا والسلام ي . |
| Par: wildelbled (United States) |04-04-2013 14:51| |
الحمد لله على نعمة الإسلام،هذا هو أقل ما كنت أتوقعه من الشيخ السلامي، انصروا الله ينصركم |
| Par: momo1 (Tunisia) |04-04-2013 13:21| |
الطالبي أطلبوافيه اللطف كان ربي يحبوكيفماقال توةيحسن خاتمته ؟؟؟؟؟؟؟ |
| Par: slimano (Tunisia) |04-04-2013 12:40| |
Professeur talbi a raison dans le sens que les rites de l'islam doivent s'adapter au mode de vie de la société,le christianisme l'a fait et le nombre de chrétiens est sans comparaison avec les musulmans ,les rites de l'islam datent de 15 siècles et n'ont guère évolué quoique la société actuelle est tout autre de ce qu'elle était il y a 15 siècles;l'essentiel est de croire en dieu ;,en ses prophètes ,le reste n'est que source de conflit et de haine |
| Par: lina (Tunisia) |04-04-2013 12:35| |
حضرة الشيخ الفاضل إن كان لكم في زمن المخلوع ذنب عن صمت ارتكبتموه خوفا او إيثارا للسلامة فإني اعتقد أنكم بمقالكم هذا قد كفرتم شيئا ما عن ذلك الذنب كما أكدتم بما لا يدع مجالا للشك في أن لنا في تونس رجال دين لهم من العلم ما يجعلنا نشعر بشئ من الطمانينة في البحث عن فتاوى صادقة أدعوكم إلى الخروج عن صمتكم و النزول من برجكم الحاجي والمساهمة بما لديكم من علم في الدفاع عن الدين بالحكمة و الموعظة الحسنة وأرجو أن تعوضوا من الآن فصاعدا عن كل لحظة صمت ارتكبتموها زمن الطغاة حفظكم الله ووفقكم إلى ما يحبه ويرضاه |
| Par: kroling (Tunisia) |04-04-2013 12:22| |
بارك الله فيك يا شيخ . بجوابك هذا بكل هذا الإحترام وبالقرينة والحجة الدامخة و دون تعسف أو شتم أو تباهي أعطيت دروسا لكيفية إجابة من نخالفه الراي . هذا كذا يجب أن تكون صفات المسلم فلنتعض يا اولي الألباب |
| Par: CLEAR (France) |04-04-2013 12:04| |
بارك الله فيك يا شيخ |
| Par: Ridha_mednine (Europe) |04-04-2013 11:35| |
اللهم فقهنا في الدين. بارك الله فيك يا شيخ |
| Par: hechmi (Tunisia) |04-04-2013 11:30| |
العالم بيقى منارة بعلمه وباعتداله أطال الله عمرك حتى تكون بالمرصاد للجهلة نفعنا الله بعلمك |
| Par: nahinaho (Tunisia) |04-04-2013 10:54| |
... السلام عليكم حضرة الشيخ محمد المختار السلامي طالعت بانتباه ردودك الثمينةالمبينة للحق على ذاك الشخص الضال ... فبارك الله بك وفيك وجعله في ميزان حسناتك وإني استغرب سكوت عديد أولي الذكر عن هذا المنكر والساكت عن الحق شيطان أخرس ... بارك الله بك وأدعو الله جل وعلا أن يمتعك بالصحة والعافية ويطيل عمرك . آمين يارب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |
| Par: bigben (Tunisia) |04-04-2013 10:42| |
Cette réponse représente un exemple à suivre dans les débats et le discussions en général. l'auteur y a décortiqué les points de vue de son interlocuteur et les a critiqué tout en argumentant et sans tomber dans les injures et les diffamations que l'on a l'habitude d'entendre et de lire dans de pareilles discussions. bravo ya cheikh. exemple à suivre dans tous nos commentaires |
| Par: mikodona (Tunisia) |04-04-2013 10:38| |
الله الله عليك ياشيخ السلامي لا فض فوك! وشوفو نهاية الرد من شيخ علامة "اني لا اريد الا الاصلاح....انما يخشى الله من عباده العلماء". الحمد لله، مازال الخير في الدنيا |
| Par: mikodona (Tunisia) |04-04-2013 10:32| |
اللهالله |
زوّارنا يتصفحون الآن


All News...
Hier 21:55 |

عبد الوهاب - من غير ليه