إلى الدكتور سالم الأبيض: أوقف مجزرة اللغة العربية

بقلم عادل السمعلي
( إنظمت الفتات للمضاهرة التي نضمتها جمعيات نسائية لدسترة حقوق المرأة وتثبيت المسواة بين الرجل والمرأة والإسراع بتحديد موعد للإنتخبات )
( إنظمت الفتات للمضاهرة التي نضمتها جمعيات نسائية لدسترة حقوق المرأة وتثبيت المسواة بين الرجل والمرأة والإسراع بتحديد موعد للإنتخبات )
أصبح عاديا ومألوفا أن تعترضك مثل هذه الجملة التي تحتوي على ستة أخطاء لغوية دفعة واحدة وفي سطر واحد وهذا مما يكشف ضحالة التكوين اللغوي عند جيل من الشباب الذي دمره نظام بن علي ليس لغويا فقط بل فكريا أيضا .
فمن المسلم به أن اللغة هي محمل الفهم وسند الفكر والتكوين اللغوي البائس والضحل لا يمكن أن ينتج إلا فكرا بائسا ضحلا وهذا مما ينذر بالهلاك والخراب فلا خير في شعب لا يتقن لغته ولا يعيرها الاهتمام الكافي .

وتشتد الغرابة حين تعلم أن كاتب الجملة ليس ممن ترك مقاعد الدراسة مبكرا بل قد يكتبها من له مستوى تعليمي مرموق ودرس في الجامعة .
وقد إنتقلت هذه العدوى وهذا الوباء للجرائد الورقية والمحطات التلفزية التي أصبحت في بعض الأحيان لا تفرق بين الضاد والظاء وبين التاء المفتوحة في آخر الجملة والتاء المغلقة والمجازر اللغوية المرتكبة في حق اللغة العربية أكثر من أن تحصى وتعد
ولازلت أذكر ذلك الصديق العزيز الذي يحمل الفكر القاعدي الجهادي وطلبني بكل قوة وحزم ووثوق في النفس وفي سلامة المنهج الذي يتبعه للمناظرة والمجادلة قائلا لي :
هل تدخل معي في مناضرة علنية لأبين لك فساد منهجك وبطلان عقيدتك .
فأجبته بكل أريحية :
كلمة (مناظرة )تكتب هكذا ولا تكتب هكذا (مناضرة ) فكيف لي أن أخوض غمار مناظرة فكرية مع من لا يحسن تركيب الجمل العربية ويرتكب أخطاءا لغوية ونحوية وإملائية ومن سقمت لغته سقم فكره فلاذ صاحبنا بالصمت وألقم حجرا
إن الاستثمار في اللغة من مسؤوليات الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني وهو مشروع استثماري كالاستثمار في الأدوات المالية. ومن أدوات السياسة اللغوية المعاجم والترجمة و الترجمة الآلية وبرمجيات معالجة اللغات الطبيعية والنشر والتعليم ويقيننا راسخ أنه لا تنمية فكرية ولا تنمية إقتصادية بدون تنمية لغوية
وقبل أن أختم المقال أريد أن أبين أن الجملة المذكورة في أول المقالة تكتب هكذا :
(إنضمت الفتاة للمظاهرة التي نظمتها جمعيات نسائية لدسترة حقوق المرأة وتثبيت المساواة بين الرجل والمرأة والإسراع بتحديد موعد للإنتخابات )
فمتى تتوقف المجازراللغوية المرتكبة في حق اللغة العربية
وهل يقدر وزير التربية والتعليم الجديد في تونس الدكتور سالم الأبيض القومي العروبي المتأصل على إصلاح ما أفسده نظام بن علي من تجهيل متعمد ومقصود لأجيال من الشباب طيلة عقدين من الزمن
Comments
18 de 18 commentaires pour l'article 61947