هل يفعلها السيد حمادي الجبالي ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/7/jebalisante.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

لا أحد يتمنى أن يكون في مكان السيد حمادي الجبالي هذه الأيام , فالرجل يواجه أمواجا هائجة و متلاطمة من كل الإتجاهات بسبب التحوير الوزاري الذي طال انتظاره. ما يعرف عن رئيس الحكومة الحالي أنه رجل اقتصاد بالدرجة الأولى وهو أقرب إلى التكنوقراط رغم أنه انتمائه السياسي لحركة النهضة في منصب أمينها العام فهو براغماتي وواقعي و ربما بعد أكثر من عام على تولّيه هذا المنصب قد أدرك الفرق بين الخطاب و الممارسة , بين الشعارات و العمل الميداني خاصة بعد ثورة أطاحت بأعتى دكتاتور في المنطقة. ملفات متراكمة , طلبات و انتظارات متواصلة و إرث ثقيل من الفساد و المفسدين . وسط هذه الزحمة من الملفات يجابه السيد حمادي الجبالي ضغوطات قوية من الجناح الراديكالي داخل حزبه من أجل عدم التنازل و رفض القبول بشروط أحزاب المعارضة , صقور النهضة يتحدثون بمنطق الأغلبية و التمثيلية داخل المجلس الوطني التأسيسي التي جعلتهم الحزب الأقوى في البلاد فلا مجال لديهم للتفاوض حول ما يعتبروه تفويضا شعبيا و خصوصا في وزارات السيادة . شركاء النهضة في الحكم – المؤتمر من أجل الجمهورية و التكتل من أجل العمل و الحريات – يريدان تحييد وزارتي الخارجية و العدل بسبب ما اعتبراه ضعفا في مردود السيدين نور الدين البحيري و رفيق عبد السلام . المعارضة و خصوصا الجمهوري و المسار و نداء تونس يريدون تحييد كل وزارات السيادة و تشكيل حكومة تكنوقراط و دعمها دون الدخول فيها فهم لا يريدون تقاسم الفشل مع النهضة حسب تصوّرهم , الجبهة الشعبية تطالب بحكومة أزمة و البحث في الملفات الحارقة التي تشغل التونسيين , أما التحالف الديمقراطي فهو مستعد للمشاركة في الحكومة و له نفس شروط شريكي النهضة مع دعوة لإحداث كاتب دولة للأمن الوطني و كاتب دولة للجماعات المحلية لتفعيل دور الأمن و تحييده و لوضع حد لتغوّل الحزب الحاكم في التعيينات .

يردد السيد رئيس الحكومة باستمرار أننا في فترة انتقالية و علينا تجاوزها في أسرع وقت لإنجاز الإنتخابات القادمة التي ستتمخّض عنها حكومة تشتغل لمرحلة كاملة و تنفّذ برنامجها لأربع أو خمس سنوات فلا يمكن أن يستثمر التونسيون و الأجانب في ظل وضع هشّ لذلك توقفت العديد من المشاريع في انتظار أن تتّضح الصورة . إذا كان الأمر كذلك فلا معنى لمنطق الأغلبية الذي ينادي به صقور النهضة في هذه الفترة فالتوافق السياسي هو أساس نجاح الفترة الإنتقالية و يجب أن تأخذ النهضة ببعض هواجس المعارضة فليس كل ما تقوله هو من باب الإرباك و التشويش و على هؤلاء الصقور أن يختاروا بين النموذج التركي أو النموذج الإخواني في الحكم فقد اختارت النهضة في برنامجها الإنتخابي الأسلوب التشاركي وهو ما أكده أيضا مجلس الشورى فهل يريدون شركاء حقيقيون أم مجرّد واجهة لتزيين الصورة في الخارج أم أنّ الجماعة استهوتهم الكراسي الوثيرة و الإمتيازات الكبيرة رغم أنّ اعتصام الصمود في القصبة يثبت كم قاسى بعض أبناء النهضة في الداخل في سنوات الجمر عندما آثر الكثيرون الهجرة إلى لندن و باريس , و هؤلاء المعتصمين في القصبة لم ينالوا شيئا من حقوقهم بعد العفو العام رغم المحنة بينما ينعم الآخرون في السيارات الفارهة و الفيلات الفخمة . المؤتمر من أجل الجمهورية خسر الكثير من شعبيته التي كان يستمدها من شعبية السيد المنصف المرزوقي قبل أن يتولى الرئاسة التي أفقدته هامش المناورة و التحرّك و حتى استقالة محمد عبّو قبل أشهر كانت من أجل لملمة الحزب الذي بدأ بالتآكل و نخرته الصراعات فجاء للمحافظة على ما بقي منه بعد حرب المناصب و الصراع على كراسي الوزارات . حزب التكتل ليس أفضل حظا من المؤتمر حيث انشق عنه الكثيرون بعد تحالفه مع النهضة فهو حزب ليبرالي و حداثي بالأساس و بعض الفرنكفونيين داخله لم يهضموا الإلتقاء مع الإسلاميين . إذن فالأمر يتعلق بانتهازية و ابتزاز سياسي من خلال رفع سقف الشروط للعودة إلى الواجهة السياسية بأكثر قوّة عبر حسابات انتخابية قبل الأوان و الظهور بمظهر المتحدّي لحركة النهضة و رفض الصورة النمطية التي يظهرها الإعلام عنهما كتابعين للنهضة أو مجرّد ديكور لها في الحكم . المؤسف أن مختلف هذه الأحزاب لا تعنيها مصلحة تونس بل هي آخر اهتمامها حيث تراهم كل حزب بما لديهم فرحون , هي نخبة أضاعت بوصلة الثورة و دماء الشهداء و بقيت في عراك حول بلد جريح و محطّم لذلك لا أدري على ماذا يتخاصمون ؟ بين هذا و ذاك يبدو السيد حمادي الجبالي أمام خيارات صعبة لكنه بحكم القانون و الدستور الصغير مطالب بأن يصارح الشعب و يرضخ لهذه الشروط و الإبتزازات أو يتحمّل مسؤوليته كاملة أمام الناس و يقلب الطاولة على الجميع و يشكل حكومة كفاءات مع الإبقاء على بعض الوزراء الحاليين ممّن قيّم عملهم في الفترة السابقة فتكون حكومة بدون ألوان سياسية . و بذلك يلقّن درسا لكل الأحزاب التي تنظر إلى الوزارات كغنيمة و رصيد انتخابي و يعيد الهيبة للحكومة و للدولة . هذا الإجراء سيسانده كل الغيورين على هذا الوطن و سيربك و يفسد حسابات الإنتهازيين من كل الأطراف السياسية .



كاتب و محلل سياسي


Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 60056

Mandhouj  (France)  |Mercredi 6 Février 2013 à 19:01           
Mr jebali et gouvernement, ils seront forts, et ils sauront nous sortir de cette séquence d'assassina et de violence contre la tunisie. chokri allahi yarhamou. la tunisie , la démocratie doivent gagner contre les comploteurs qui ne reculeront devant rien. ben ali harab. mandhouj tarek.

MIMIMIMI  (Tunisia)  |Mercredi 6 Février 2013 à 17:17           
Moi en tout cas il me fait pitié jbeli

je crois qu il est otage de son parti

et s il démissionnes on sait d avance la raison, c est que tout simplement c est pas lui qui tient gouvernement

SimplementTunisienne  (Tunisia)  |Mercredi 6 Février 2013 à 15:36           
مؤامرة

Slimano  (Tunisia)  |Mercredi 6 Février 2013 à 13:33           
Jbali économiste ,tout comme l'auteu du publireportage journaliste,meskina touness

réveiller vous ,le peuple se soulève et cette fois c'est pour de bon ,donc la valise ou la prison mes chers nakbaouistes

Sayed  (Tunisia)  |Mercredi 6 Février 2013 à 08:55           
سى حمادى الجبالى ليس رجل اقتصاد كما اختار له صاحب المقال أن يكون بل هو مهندس أول فى الطاقة الشمسية و كان من الأجدر له التعرف أكثر على الشخصية التى يتولى نصحها أو حتى نقدها فالصحافة أمانة عظيمة لا يوليها من يعملون بها المقام الذى يليق بها فهي أكبر سلاح للدعاية أو للتدجيل على الغافلين .

Sayed  (Tunisia)  |Mercredi 6 Février 2013 à 08:39           
إذا كان من الفائدة تكوين حكومة تكنوقراط وهو أمر مستحيل
لأن كل بشر له اختياراته السياسية و لو لم ينتمى لأي حزب مدى حياته. فمن الكذب و البهتان على الناس الحديث على مثل هذه الحلول المغشوشة وقد سبق ان ادعى السبسى بمثل هاته الحلول على أساس أن لا يترشح فى الإنتخابات التى تلى إلا أن ذلك لم يحصل و أصبح كل من عمل فى حكومته يعمل مع نداء العار و الفتنة. و قد انطلت الحيلة على معظم المعلقين على هذا المقال لأن إزاحة النهضة من الحكومة يعنى إلغاء 40 بالمائة من أصوات الناخبين و لمذا لا تلغى كل الأصوات و تتخلى
الرئاسات الثلاث عن مواقعها . ثم لمذا ننتخب و عندنا هذا الحل السحري فنأتى بالأمم المتحدة تختار لنا ما يسمونهم تكنوقراط و يمضى كلنا فى سبيله. ثم و هل أن حزب النهضة الذى تدعون فشله هو فشل من اليوم فى نظر هؤلاء الحاقدين على الإسلام السياسي : أتذكر أنهم يدعون فشله من الأسبوع الأول و أنهم كالوا له من الأباطيل و الكذب ما يندى له الجبين فكفانا يا أبا ذبابة من طرهاتك فأنت تتلاطم بك التحاليل السياسية و لا تدرى أين تتجه فى تيه أكبر مما تدعيه من الأمواج
الهائجة على الجبالى

LeSage  (Tunisia)  |Mercredi 6 Février 2013 à 08:20           
Mr. l'auteur, jebali n'a jamais était un économiste et ne sait même pas comme ça se gère une entreprise donc il ne peut pas gérer un pays.

MSHben1  (Tunisia)  |Mercredi 6 Février 2013 à 07:15           
اختيار كفاءات من التكنوقرات وغير المتحزبين هو شيء خارق للعادة اذ انه يترك الانتهازيين على رؤوس الاحزاب في التسلل خاصة وانهم لا علوم ولا تقنيات لهم و ليسوا عمليين ايضا فهم احسن شيء يحذقونه هو الكلام و لا شيء غير الكلام اما ذكاء تقني او خبرات علمية و تقنية فلا يكسبون منها شيئا .

انا خبير الاستراتيجيين
انا mshben1 .

Elmejri  (Switzerland)  |Mercredi 6 Février 2013 à 06:22           
حمادى الجبالى قولها برجولية...سأقدم استقالتي الى المجلس التأسيسي بعد تعثر المفاوضات

Uniret  (Tunisia)  |Mardi 5 Février 2013 à 23:14           
بعد هذا التحليل الدقيق لم يبقى لنا إلا نبتهل إلى الله أن يلهم السيد رئيس الحكومة أحسن الخيارين بين هذين الأمرٌين. فبالإستخارة تأته إن شاء الله نصرة من الله تغنيه عن نصرة العباد.

Gorgias  (United States)  |Mardi 5 Février 2013 à 22:32           
Toute l'opposition et specialement les partis jomhouri et massar soutiendraient un gouvernement neutre de technocrates meme avec jebali a sa tete. c'est l'unique porte de sortie honorable de cette crise. il fallait partir sur ce choix depuis le depart et consacrer l'energie des politiciens a la finalisation de la constitution pour depasser cette periode de transition democratique avcec succes.

Charif  (Tunisia)  |Mardi 5 Février 2013 à 22:15           
تحليل موضوعي . كل الاحزاب لا تهمها سوى مصالحها الخاصة و تعنيهم المصلحة الوطنية . و على حمادي الجبالي أن يثبت أنه فوق الانتماءات الحزبية و لا يفكر إلا في مصلحة تونس. مع الشكر سي بولبابة

Anouar12  (France)  |Mardi 5 Février 2013 à 21:52           
A mon avis mr jbali bénéficie d une sympathie auprès des tunisiens pour ces positions fédératrices beaucoup plus d autre orateur (abbou abdesselemn bannour ) qui ont privilégié leurs intérêts personnels et partisans .

en democratie les voix ne sont pas une proprieté a vie
les dernieres elections sont une preuve parfaites de la sagesse du peuples qui a choisi les alliés de la revolution
la prochaine fois tout les mercenaires de la politique se trouveront sur le banc ...l exemple de nejib chebbi est une parfaite illustration .

ma peur est que le peuple se trouve face à ses anciens prédateurs de nidaa tounes comme alternative


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female