أيّها الغرب المتعطّش للسيطرة و النهب دعنا و شأننا

<img src=http://www.babnet.net/images/6/taoufikphoto.jpg width=100 align=left border=0>


توفيق بن رمضان



إن الفتوحات الإسلامية انطلقت من أجل نشر دين الله الحنيف، و من أجل تحرير العباد من عبادة الطاغوت إلى عبادة الواحد القهار و من أجل تحرير الإنسان من السيطرة و الاستعباد الذي كان مسلّط عليه من أخيه الإنسان حتّى أنّ الشّعوب في الجزيرة الإيبيرية دعت المسلمين من أجل تحريرهم من الظلم و التسلّط و الاستبداد.




أما نفاق الغرب و تآمره فهو ظاهر و جلي حيث لم يسمح لشعوبنا بالنهوض و الانطلاق و عمل على إجهاض كل المحاولات و الانطلاقات من أجل التّحرّر و التّطوّر في المجال العلمي و الاقتصادي و السّياسي. إنّهم يجهضون كلّ محاولات التّحررّ و النّهوض في عالمنا العربي و الإسلامي.

فعندما كان ياسر عرفات يحكم عمل الغرب في أيّامه حكمه الأخيرة على الحدّ من سلطاته و دعم سلطة الوزير الأوّل محمود عبّاس و بعد اغتياله و الانتخابات و فوز حماس انقلب الغرب على الحكومة الفلسطينية المنتخبة والشرعية و عرقل عملها و تآمر مع العديد من الحكّام العرب بما فيهم زعماء فتح و دمّروا غزّة و كلّ الإنشاءات التي بنيت بأموال أوروبية لا لشيء إلا لأنّ صناديق الاقتراع أفرزت طرفا غير مرغوب فيه و غير مقبول من طرف الأسياد في الغرب و من ورائهم الصهاينة.

كما لا يجب أن ننسى ما حصل في تونس و الجزائر من إجهاض محاولة الشّعوب للتّحول إلى أنظمة ديمقراطية حيث تم سحق الحركة الإسلامية في تونس مباشرة بعد مشاركتها في انتخابات 1989 و أجهض المسار الانتخابي الديمقراطي في الجزائر بعد فوز جبهة الإنقاذ فوزا ساحقا على الحزب الحاكم حيث لا شكّ أنّ الأوامر قد صدرت من فرنسا للجنرالات من أجل السّيطرة و الاستيلاء على السّلطة الأمر الذي أدخل البلاد في سنوات من العنف و الموت و عدم الاستقرار.

و عندما خسر الغرب عميله الكبير شاه إيران و انتصرت الثورة الشّعبية هناك انبرى كلّ الغرب من أجل التصدي لها و محاربتها و ألّب صدّام حسين و أغلب حكّام العرب العملاء من أجل القيام بحرب بالنّيابة علّه يعيد الأمور إلى نصابها فكانت حربا مدمّرة دامت ثمان سنوات و خسر فيها الشّعبين الشّقيقين خسائر لا تقدّر في الأرواح و الطّاقات و الأموال و اليوم و بعد أكثر من ثلاثة عقود و الحرب مستعرة ضد هذا الشعب العظيم و لم يسلم الغرب و يترك إيران و شأنها.

مع العلم أن حروب أفغانستان و العراق كان الهدف من ورائها تطويق إيران و سحقها و لكنهم يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين، فكلّ من لا يدور في فلكهم و من لا يلعب داخل الحلبة التي هم من يرسم حدودها فهو محاصر و محارب و لن تتوقّف الحرب ضدّه إلا إذا انصاع و امتثل لأوامرهم و شروطهم و قبل بقواعد اللعبة التي يديرون خيوطها.

في الماضي القريب كان الغرب يتدخّل مباشرة بنفسه و بكل سفور و وقاحة من أجل صنع الأحداث و تنصيب من يشاء على الشّعوب المقهورة و ذلك من أجل ضمان مصالحه و تحقيق أهدافه في الاستغلال الفاحش و نهب ثروات الشعوب، أمّا اليوم و بعد هذا التّطوّر في تكنولوجيات الاتّصال و الإعلام لم يعد من الممكن للغرب التّدخّل المباشر و صنع الأحداث و تنصيب العملاء و لكنّه لن يتخلّى عن أفعاله الشّنيعة و الإجراميّة في حقّ شعوب العالم الثّالث الضّعيف فهو يوظّف و يجيّر التّحوّلات و يوجّه الثّورات حتّى لا تفلت الأمور من أيديهم و من تحت سيطرتهم فمن المؤكّد و الواضح أن هناك تدخّل خفي في شؤون الشّعوب العربيّة الثّائرة المتمرّدة على أنظمة الذّل و النهب و التسلط و القهر التي نصّبها المستعمر السّابق بالطّبع القادم من الغرب، حتّى أنّه لنا مثال شعبي تونسي يقول « اللّي يجي من الغرب ما يفرّح القلب».

ويجب أن لا ننسى غدر الغرب و دهائه و خبثه، عندما زيّن للعرب حربه ضد الأتراك أثناء الحرب العالميّة الأولى و حرّضهم ضدّ الإخوة الأترك المسلمين الذين تصدّوا للزحف الإسباني في شمال إفريقيا و وعدهم وعودا زائفة بالاستقلال و التّحرّر من العثمانيين و مباشرة بعد الحرب اقتسم الغنيمة و تحول العرب من شعوب كانت تعيش في إطار دولة مسلمة إلى شعوب محتلّة رازحة تحت التّنكيل و التّقتيل الغربي المقيت و ضحّت عقود و خسرت آلاف من الأنفس الزّكيّة من أجل التّحرّر و الإنعتاق و حولتهم إلى شعوب مسخ مقطّعة بين تاريخها العربي الإسلامي و ثقافة غربية دخيلة عليهم نشرت و كرست الفرقة و البلبلة في الأوطان.

و اليوم يستغلّون بساطة السلفيين و اندفاعهم العاطفي الديني ليدمروا أوطانا و يتدخلون من جديد لتحقيق مصالحهم و بسط سيطرتهم و تسلطهم مرة أخرى و في كلّ الحالات شعوبنا هي الخاسرة و السّلفيّون سيتخلصون من جزء هام منهم على الأراضي السورية بأجناد و أموال عربية و البقية الباقية منهم سيتعامل معهم بالوسائل التقنية المتطورة و ستستعمل معهم الوسائل الجوية حيث يسهل اقتناصهم على الأراضي المكشوفة في الصحراء الكبرى و منساقون و مندفعون دون تبصر أو تعقل و سيتفطنون في النهاية بعد فوات الأوان أنه تم التلاعب بهم و سيسحق يقتل الكثير منهم و تدمير الأوطان و الشعوب بسببهم و سيندمون في النهاية و لكن عندها لن ينفعهم الندم.




Comments


14 de 14 commentaires pour l'article 59204

Soltani80  (France)  |Vendredi 18 Janvier 2013 à 12:17           
@ mourabit

je ne suis absolument pas islamophobe ni arabophobe. ce sont deux composantes de mon identité et j'en suis fier.

ma critique porte sur des éléments pédagogiques que je ne peux développer faute de temps (je suis sur mon lieu de travail).

toutefois, je me permets d'avancer une seule observation concernant la méthodologie : l'auteur commence son article par un constat, une évidence sur le rôle positif des conquêtes islamiques (cela me rappelle étrangement la loi sarkozy sur le rôle positif du colonialisme). or, que l'on soit dans le cadre d'une étude historique ou d'une analyse politique ou autre, on ne commence jamais par tirer les conclusions sans les avoirs tout d'abord
étoffer d'arguments.

aussi, l'histoire entre occident et orient est plus compliquée, plus dialectique qu'on ne peut la résumer en quelques lignes accusatoires de l'occident "méchant et traitre..."

au plaisir

Superman  (Tunisia)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 22:26           
أنا تونسي ملحد أعتقد أن الأديان هي إهانة للعقل البشري

Toonssii  (Tunisia)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 22:25           

@ superman

Toonssii  (Tunisia)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 22:21           

صحيت يا سي المسيحي الأمريكي أو الداعم للمسيحية الأمريكية اللي قتلت ستين مليون هندي أحمر في أمريكا و مليون فيتنامي ومليون طفل عراقي




وإذا قلتنا لا إنقولولك إمالا صحيت يا سي اليهودي أو الداعم لليهودية الصهيونية اللي قتلت وشردت في فلسطين ما لايحصى ويعد



Toonssii  (Tunisia)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 22:11           

@ superman

هيا " قر " آشنيا جنسيتك واش تعمل في تونس هيا ماللخر و رد بالك إتقوللنا راني تونسي مسلم ألعب غيرها.



Toonssii  (Tunisia)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 22:05           

مخابراتهم تعمل على عدم إستقرار الأوضاع في البلاد و دعم عملائها للوصول إلى المناصب الحساسة حتى يخدموها على حساب بلادهم

تم إكتشاف عدة مكاتب في أربع و زارات بها علاقة بمخابرات أجنبية مثلما صرح بذلك أحد مسؤولي حزب المؤتمر و ما خفي كان أعظم

Superman  (Tunisia)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 21:18           
الإسلام لم يقدم سوى نهب ثروات الشعوب و الإرهاب و قتل الأبرياء

Mourabit  (United States)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 19:03           
@soltani

tu as du potentiel mais ne laisses pas l'islamophobie et l'arabophobie sublimé par la nahdaphobie t'etoufer et aveugler ton raisonnement////
peux-tu nous eclairer par une lecture "objective" qui decortique la réalité pour attribuer les responsabilités a chaque acteur?

je doute tout simplement que l'histoire est ecrite par ceux qui gagne ou ceux qui se batte pour se relever de la defaite et reoccuper leur espace...

l'article fait partie de la seconde categorie...mais toi, tu fais partie de ceux qui se sont probablement nourris par les "analyses objectives" des historiens orientalistes anciens et nouveaux, locaux ou occidentaux...

je ne peux m'etaler la dessu mais je t'invite à lire un livre passionnant ecrit par edouard saîd un chretien plaestinien americain et qui s'intitule l'orientalisme. cet un ouvrage seminal qui associé avec ceux ecrtis par ses eleves et surtout aux ecrits de ibn khaldoun, permet d'obtenir une vision du deroulement de l'histoire de la region comme pas possible...

finalement, ces lectures vont te permettre d'expliquer pourquoi nous sommes dans la situation actuelle et quelles sont les alternatives possibles...

bref tu seras en mesure de mieux calibrer tes reponses... nous enrichir au lieu de faire le negatif juste parce que l'islamophobie et la'arabophobie t'etouffe

TheFreeTunisian  (Germany)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 15:48           
Chapeaux bas a l'auteur ... c'est ce que 90% des tunisies et musulmans veulent crier a la de ces creatures inhumaines qui sont les occidentaux ... c'est des peuple qui n'ont ni ethique ... ni morale ... ni aucune characteristique d'etres humains ... mais plutot tous les characteristiques des hyènes.
quand quelqu'un denonce leurs monstruosite ... ils crient au scandale en disant que nous voulant mettre tous nos defauts sur eux ... alors que c'est une verite qu'ils font expret d'oublier que l'occident en general, et la france en particulier, ont toujours tout fait pour empecher nos peuples de 1- choisir leurs leaders librement et 2- sortir de l'independence economique a leurs pays. on sait tous que pendant 56 ans la france a soutenue et
financee des dictatures pour 1- etouffer nos peuple et 2- laisser la tunisie en etat de dependence complete a la france en matieres economiques ...

BENJE  (France)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 14:39 | Par           
@Fikou : votre réponse est excellente theorie du complot ça suffit de dire que c'est la faîte des autres si on se trouve dans cet état de sous développement et de dépendance intellectuelle et matériel : La preuve des état extrements riches par des resources pétroliers et humaines sont toujours dans le même état !
Personnellement et je ne suis pas le seul des l'âge de vingt ans mais il y a longtemps j'ai refuse cette analyse et je suis parti de la Tunisie pour me construire un avenir ailleurs et je peux le dire modestement que j'ai réussi !

Fikou  (Tunisia)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 13:27           
الاستاذ توفيق هل عدنا الى الاسطوانه القديمه المتجددة واقصد بها نظرية المؤامره، ارى ان الزمن تعداها والناس باتت اكثر انفتاحا على التحليلات الدقيقه والتي تتوخى الدقه والمعقوليه اعتقد ان زمن السذاجه والتي ابتلانا بها حكامنا عقودا من السنين قد اصابها الوهن وبات الكثير يتلمس الحقيقه هنا او هناك لا ان يتكئ على فكره ركيكه مؤداها ان كل الشرور تاتي من الغرب الكافر ونحن ملائكة اطهار وننسى ان الطغاة قديما وحاضرا ورجال الايديولوجيه الاحاديه ورجال الدين
السلطويون كلهم يمارسون الخطأ ليل نهار ويمضون بنا الى مهاوي التخلف والضياع واذا اشتكينا وانت من القهر والتخلف صاح الجميع بصوت واحد انها امريكا و الغرب هم السبب فرنسا الاستعماريه
و امريكآ آلإمبرياليه والشيطان الاكبر الخ ... هي الوصفات الجاهزه والشماعه الكبيره لتحمل كل موبقات الحكام. الى متى نحمل الاخرين ذنوبنا ونخرج كالاطفال نبكي حينما نرسب في الامتحان ونحمل المعلم وحده السبب. رفقا بنا يا أخي ولاتحاول تسطيح الاحداث، أنا لا ادافع عن الغرب ولكن لا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم

Hached  (Tunisia)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 10:59           
لقاعدة هي الطعم الذي يستعمله الغرب وخاصة أمريكيا لتبرر تدخلها في عدة بلدان من العالم الثالث هي التي تزرعها وهي التي تجني ثمار خرابها لتلك البلدان

Hached  (Tunisia)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 10:58           
القاعدة هي الطعم الذي يستعمله الغرب وخاصة أمريكيا لتبرر تدخلها في عدة بلدان من الغلم الثالث هي التي تزرعها وعي التي تجني ثمار خراب تلك البلدان

Soltani80  (France)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 10:49           
Une lecture religieuse et superficielle de l'histoire et de la géopolitique.

une analyse pleine d' "a priori", de sentiments et de dogmatisme, au détriment d'un raisonnement objectif et détaché qui lui aurait valu la peine d'être lu.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female