سياسي في سوق النخاسة

<img src=http://www.babnet.net/images/8/jawariii.jpg width=100 align=left border=0>


محمد رحامنية
عضو بجمعية النبأ للاعلام



ذُكر في كتاب رحلات ماركو بولو المستكشف الايطالي، أن أول مسابقة لملكات الجمال في التاريخ نضمها الامبراطور المغولي قوبلاي خان الذي حكم الصين في بداية القرن الثالث عشر.




كان البلاط الامبراطوري يختار كل سنة 365 محظية بكر من مقاطعة تارتار التي يتميز سكانها بجمال طبيعي أخاذ. يكون أعمارهن بين السابعة عشرة والسابعة والعشرين ويتميزن بموهبة كالغناء أو كتابة الشعر.

يتم عرض الفتيات ذهابا و اياب على لجنة تحكيم. ذهابا في كامل زينتهن كأنهن ملكات يزفن لعريسهن و ايابا بعد أن يتخلصن من كل لباس أو زينة كي لا يؤثر على هذه اللجنة عامل خارجي فتخطئ في اختيار ذوات القد المياس اللاتي سينلن شرف تمضية ليلة واحدة على فراش الامبراطور.

لقد ارتبط مفهوم الجواري في المخيال الشعبي بالمجون و الخلاعة فقط. لكن على العكس، كان وضع الجارية العربية، في البلاط العباسي مثلا، مختلفا تمام. فقد أصبح لفظ جارية مجرد وصف أو اسم يوضح أصل المرأة، التي كانت في كثير من الأحيان هي السيد و الحاكم بالأمره. فهي التي تولي و تعزل و تأمر و تنهى و حتى التي تُسير الجيوش للحرب كحال شجرة الدر.

لقد تحول دور النخاسيين في العصر العباسي من مجرد تجار يبيعون و يشترون إلى منظومة كاملة. فقد تطور العمل والتخصص لدى هؤلاء بحيث انهم جلبوا المعلمين والمثقفين في مختلف الفروع للاشراف على تربية وتثقيف جواريهم وتعليمهن مختلف معارف ذلك الزمن لكي يتمكن من مجالسة أفراد الطبقات العليا والتأثير فيهم. وقد نجحت هذه الجهود لدرجة التي أصبحت فيها الكثير من هؤلاء الجواري يجادلن ويحاورن في كثير من أبواب العلوم والفنون بالشكل الذي تفوقن فيه على كثير من الحرائر اللواتي لم تتح لهن كل هذه الفرص في التثقيف والتعليم.

في نفس الزمان لكن في أوروبا التي كانت تعيش وقتها في ما يعرف بعصور الظلام، كانت الجارية كغيرها من النساء عندهم مجرد أدات للمتعة، فالأوروبي حينها كان يتخذ زوجة لتكون ولاّدة فلا يقربها الا حين طهرها علها تكون حاضنة لولي العرش. فان انجبته فبعدها تكون نسيا منسيا و يمضي هو حياته بين الخليلات. وحينها كان الأمر مباركا و كثرة العشيقات عندهم دليل على الرقي و التمدن.

وكان الملك لويس الخامس مدعي الورع و الوفى لزوجته على خلاف غيره من ملوك فرنسا، الحريف المبجل لدور البغاء الباريسية. أما صديقه قيصر روسيا “بيتر الأعظم” فكان يختار و زاراءه و خدمه ليس لكفائتهم لكن لجمال زوجاتهم اللاتي يتصيدهن بين أروقة و دهاليز قصره.

طلع على تونس ما بعد الثورة، سياسي تصدر الدعوة لتحرير المرأة من لباس كبلها و منع الهواء عن رأسها كما قالها اخ له. وقد بح صوته لانتشالها من الرجعية والظلامية. كان للحيته الحليقة المعطرة بهوغو بوس و لباسه المخيط في ديار الأرماني أثر على الاناث حتى صاحت احداهن وقد اغرورقت عيناها دموعا “il est un gentleman, je voterai pour lui” مادام غيره همج بلحاهم و “قعر” بملابسهم.

انتشر، لهذا الذي يرى من تطبيق الشريعة مساسا بحرية المرأة و العودة للعبودية، صورة على صفحات التواصل الاجتماعي لمحادثاته مع صحفية أغراها بماله وجاهه. ولأنها ممن تغرها المظاهر فقد رأت فيه من سيفتح لها أبواب ستوديوهات الدوحة وراحت تستجدي دولارات فريدم هاوس التي ملأت جيوبه. فصارت تناديهي سيدي و ملكي و أجلست نفسها جارية عند قدميه.

هذا الذي تدمع عيناه لذكر حالة المرأة التونسية من استقواء الرجل الشرقي التفكير، الزوالي الواقع، على حقها في نصف الميراث. لا يستحي أن يُذكر عشيقته حين تحدثه عن الحب أنها مملوكة له قلبا و قالبا يتصرف في كيانها بما تمليه غرائزه.

ان كان للجواري في ما مضى وضيفة واحدة. فجارية 2.0 هذه، متعددة الوظائف و الخدمات. ففي النهار هي صحفية تلمع صورة سيدها و صورة حزبه الافتراضي، و في المساء طباخة تملؤ معدته بما لذّ و طاب، بعدها تتحول الى راقص لعوب قد كان خنّاسُها اختار لها ما ترتدي من فاضح اللباس. لتتشرف ليلا بالنوم بين أحضان هذا الماغولي.

لم نسمع للمتهكمين على الزواج الشرعي، نبسا ببنت شفة لزنى المسيار هذا الذي يمارسه اخاهم في الفساد.

يكفيه انتماءه لحزب رعاع الخلق حتى تكن له الحصانة فيخوض هتكا بكل مقدس. يتجسد نهارا في ثوب الغربي القادم على صهوة الديمقراطية لينقذ من بحور التخلف من غاص فيها لأربعة عشر قرنا. متحول ليلا للويس جديد يضيق خليلته كأس الذل و المهانة كما لا يفعله أشد الشعب رجعية.

تكثر الأهات لذكر الرويبضات في بلادي، وذكر الجواري يذكرني بسليمان القانوني حين قال “إذا أردت خراب مملكة فسلط عليها النساء” فيا ليته التزم بنصيحته فلولا ألكسندرا ما سقطت خلافته وما كان لدعاة جهنم أن يقفوا في وطني.







Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 59160

Norchane  (Tunisia)  |Vendredi 18 Janvier 2013 à 13:36           
آدم وحوى مصيرهم مترابط هو يفرفط ما نجمش يخلص وهي فهمت

هو مغنطيس بيناتهم وهو روحاني يتفجر من القلب أكثر منو هضمي..

لما يفهم آدم المغناطيس إلي رابط مصيرو بمصير حوى سيقف عن سبها وتحقيرها بمثل هذه المقالات
فإن كانت في أعلى الهرم إرتقا آدم معها وإن انحدرت إلى أسفله سبقها هو إلا حضيض الهرم

Gorgias  (United States)  |Jeudi 17 Janvier 2013 à 21:47           
Quel professionalisme et quel respect de la vie privee! si vous considerez qu'un message electronique est une preuve suffisante pour denigrer autant un personnage public, dans ce cas on peut aussi se baser sur la video de torchkana et les factures de sheraton pour denoncer des crimes de moralite plus graves...

Lapravda  (Switzerland)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 21:13           
Il faut laisser sur le as cote ces petits sous developpes!! a quand un article sur des propositions consistantes pour eviter la faillite et la famine en tunisie

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 11:54           
اسم المقال:

ما هي انجازات النّظام الحضاري و المدني لبورقيبة و النّظام العلماني لبن علي ؟؟؟ و ما قدّماه للعلوم و للحضارة و التقدّم ؟؟؟
الرابط:
http://www.facebook.com/notes/mokhtar-touil/ظ…ط§-ظ‡ظٹ-ط§ظ†ط¬ط§ط²ط§طھ-ط§ظ„ظ†ظ‘ط¸ط§ظ…-ط§ظ„ط­ط¶ط§ط±ظٹ-ظˆ-ط§ظ„ظ…ط¯ظ†ظٹ-ظ„ط¨ظˆط±ظ‚ظٹط¨ط©-ظˆ-ط§ظ„ظ†ظ‘ط¸ط§ظ…-ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ط§ظ†ظٹ-ظ„ط¨ظ†-ط¹ظ„ظٹ-ظˆ-ظ…ط§-/
399076893500744

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 11:52           
علينا أن نستوعب هرمية الكون وهرمية المدينة وهرمية الانسان وسعيه الدؤوب بين الصفا والمروى -ارتواء الحواس من ملذات الحياة وصفاء النظير الشفاف داخلنا عن مطلبية المادة لاستبدالها بالمطلبية الروحانية - .النخاسة جزء من المدينة تنبت في العالم السفلي فمنها من يرتقي بالاصطفاء ويسحب من الجهاز الهضمي حيث أكبر المناطق الصناعية على ظهر الكوكب الى الأعلى حيث الطبقة المثقفة والسياسية والدينية بالقلب أو للطبقة الاقتصادية والمالية بالكبد ومنها تتوزع الاختصاصات
عبر الشغور بوضائف المدينة وهي مظاهر تبدو عادية ولكن ما يبدو غير عادي هي نخاسة الطبقة المعرفية والأكاديمية ولا يشار اليها في حين أنها تتعمد الضحك اما على نفسها واما على العقول البسيطة التي لا تستوعب عقولها أدنى المعارف واما تتعمد الارباك لمجرد الارباك كاشارة أحدهم أن عقله يرفض أن يستجيب لأمر مهما كان مأتاه في حين أنه يعرف بكونه محاط من كل الجوانب بالأوامر والتي بدأت بالنهي عن الاقتراب من الشجرة الملعونة في الملأ الأعلى الى الأوامر داخل مدينة الجسد
على مدار الساعة فنحن نشرب ونأكل ونصطفي الشريك وحتى ضحكنا وبكاءنا واكتئابنا كلها نتيجة أوامر ورسائل نتسلمها وتدفعنا لتلبيتها حتى التسوق وانتقائنا للمشتريات هي في حقيقتها أوامر صادرة من داخلنا بل نجد لدى المرأة الحامل في أشهرها الأولى أوامر بتزويد المدينة بعناصر ضرورية مضمنة في مواد أولية مسجلة من ملايين السنين داخل المثال الهندسي العجيب للمدينة كالفحم الخشبي أو الطين وغيرهما ....

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 11:51           
البقية...
بالله عليكم هل صنعتم و لو سلاحا فرديا بسيطا حتى و لو كان لعبة فنحن نستورد اللعب من الصين؟؟ أشهر سلاح فردي هو بندقية "شطاير" اشتراها الهادي نويرة في أحداث قفصة في الثمانينات و لم يدخل تونس بعدها سلاح؟؟ لماذا تكذبون على الشعب ؟؟؟لماذا تستبلهون الناس البسطاء ؟؟ أنتم ما فعلتم شيئا للعلم و للحضارة و التقدم و لن تفعلوا شيئا..كل برامجكم هراء في هراء..تسمع جعجعة ولا ترى طحينا...علمكم بورقيبة الخطابة و زرع فيكم بن علي الكذب...وليس عندكم برامج لا تنموية
و لا إقتصادية و لا تملكون سوى الحديث و الجدال و تشويه الحقائق و تغيير مجريات الأحداث الذي تتناقلها الصحافة المتواطئة و الفاسدة و التي تشارك في تمييع و إفساد الشباب و الأجيال باسم الحداثة و الديموقراطية..إذا ارفعوا أيديكم عن الوصاية على هذا الشعب الذي عانى من ذلكم و إهانتكم و تمييعكم و دعوا الشعب يختار من يحكمه و من عنده نية العمل و محاولة اصلاح ما فسد... وأخيرا الصندوق هو الفيصل بين كل التوجهات في المستقبل

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 11:50           
أريد أن أقول للذين يتشدقون بالتقدم و الحضارة و العلوم مستشهدين بالدول الغربية و خاصة فرنسا الدولة التي استعمرتنا والتي أفسدت الحرث و النسل؟؟؟....ماذا فعلتم طيلة الستين سنة بين حكم بورقيبة و حكم بن علي ؟؟؟ الذين حكموا بنظام ديموقراطي و تقدمي و حضاري حسب ما يقولون و يظنون إلى أي مدى وصلتم من ناحية العلوم و الحضارة التي تزعمون...هل صنعتم السيارات ؟؟ هل صنعتم الطائرات ؟؟ هل صنعتم القطارات ؟؟ هل صنعتم ألات طبية ؟؟ هل صنعتم الأسلحة ؟؟؟ ماذا فعلتم
طيلة هذا العهد؟؟؟ ألم تكونوا أصدقاء لفرنسا ؟؟ ماذا تعلمتم منها هل علمتكم علوم الفضاء ؟؟ هل علمتكم علوم صناعات السيارات ؟؟ أم أنكم أخذتم من علومها تعرية المرأة و اللباس الفاضح و السراويل الطايحة؟؟ ماذا صدّرت لكم فرنسا التي تفتخرون باستعمال لغتها في الكلام و في الكتابة و كأنه ليس لكم لغة قبل ذلك ؟؟؟ و كأنكم كنتم في بكم قبل أن تتعلموا اللغة الفرنسية ؟؟هل يفتخر الفرنسي بلغتكم ؟؟ الله سبحانه لم يتحرج من اللغة العربية لقد تكلم بها واختارها و أنزل بها
أشهر و أعظم كتاب أنزل للعالمين و ليست صدفة إنه عالم اللغات و خالقها ..لو كان الله يعلم أن الفرنسية تعبر أحسن من العربية كما قالت بشرى بن حميدة لأنزل القرآن بهذه اللغة ...ماذا جنيتم من حضارة الغرب ؟؟المطالبة بالزواج المثلي ؟؟ أم حرية العلاقات الجنسية ؟؟هل هذا تقدمكم ؟؟ هل هذه حضارتكم ؟؟ هذه صناعتكم التي تريدون أن تتباهوا بها أمام الأمم وتخوضون بها معارك العلوم و الحضارات ؟؟؟ أم كثرة المواخير و الحانات المنتشرة في كل أرجاء البلاد لإفساد الاجيال ؟؟
هل هذا هو التحضر و التقدم ؟؟؟ أم الأفلام و الرسوم التي تسيء إلى الله و رسوله؟؟ أم سبّ الجلالة و الكلام البذيء و انحطاط الأخلاق في الشوارع و وسائل النقل العمومي ؟؟أين صناعتكم ؟؟ أين اختراعاتكم ؟؟ أين تقدمكم ؟؟؟أين حضارتكم ؟؟ هل التقدم أن تلبس ربطة عنق ؟؟ هل التقدم ان تتكلم لغة أجنبية ؟؟؟ هل التحضر أن تلبس سروال دجين يكاد يسقط إلى الركبتين ؟؟هل التقدم أن تحلق ذقنك كل صباح خوفا من أن ينعتوك بالخوانجي أو السلفي؟؟هل التقدم أن تسهر في مرقص ليلي بعد أن
تملأ أمعاءك بالجعة الممتازة ثم تسطحب أول مومس تعترضك عند خروجك من باب المغارة الليلية ؟؟؟ ماذا فعلتم طيلة الستين سنة التي خلت ؟؟ هل صنعتم الصواريخ العابرة للقارات؟؟هل صنعتم الأقمار الصناعية؟؟هل صنعتم الغواصات و حاملات الطائرات ؟؟؟هل صنعتم المراكب الفضائية ؟؟؟أين علومكم ؟؟ أين بحوثكم ؟؟ بالله عليكم

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 11:48           
50 سنة لا علوم لا بحوث لا صناعة لا اكتفاء ذاتي في اي شيء - مع العلم اننا استقللنا في نفس السنة مع سنغفورا و لنا نفس المشاكل في الثروات الطبيعية و لكن شوف هوما فين و احنا فين -
و بعد هذا و كل يجيك جهلوت يقلك كان موش بورقيبة رانا ناكلوا في القرط.

MuradKing  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 11:42           
الله يهلكك يا محسن الكلب! فضحتنا!

Quelconque  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 11:20           
Merci à l'auteur de remettre en question le sens des termes "liberté de la femme", l'égalité des sexes", le respect de la gente féminine"...
excellent article.

Ikrfays  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 11:14           
مقال ممتاز

Free_Mind  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 11:01           
Un article plein de sexisme, de racisme, et de mensonges!
en plus, il glorifie l'esclavagisme.
mr le pseudo journaliste, on est au 21eme siècle et vous êtes encore attaché au passé.
vous comparez la pire civilisation en europe à la meilleur civilisation arabe? c'est incomparable!
tout ca pour attaquer votre collègue au journal le maghreb?!!!!!
looool

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 10:53           
ليس عيباً أن نسقط أمام الألم ولكن العيب أن نسقط أمام اللذة .

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 10:52           
الذين يعتقدون بأن المال هو كل شيء، يعملون من أجله أي شيء .

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 16 Janvier 2013 à 10:52           
بعـض الـنـاس عظمـاء لأن المحيطين بـهـم صـغـار .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female