بعدك يا حشاد.. أصبحت دار الندوة هي دار الاتحاد

<img src=http://www.babnet.net/images/6/ugtt140112.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

لعن على المباشر لوزير خارجيّة حكومة مُنتخبة، إهانات متكرّرة لرموز الدولة في محاولة لهشّ هيبتهم وتقزيمهم، تهديدات بالعبارة الصريحة للشعب من مغبّة تكسير الإضراب العامّ، عقود مفتوحة مع مصانع نجارة لإنتاج العصيّ والعمد ، أناس ليس لهم أيّة علاقة بالعمل النقابي يقع انتدابهم وفق الأوزان، الأثقل والأكثر لحما وشحما ينضمّ إلى المليشيا كـــ روبوت يتقاضى أجره ويفعل ما يؤمر دون تعقيب ولا حاجة للفهم.. تنقلات محمومة بنسق رهيب بين نداء تونس والجبهة الشعبيّة وقيادات الاتحاد للإعداد لليوم الموعود، جهات أخرى انتمت سابقا إلى مكوّن 18 أكتوبر كُلفت بالتنسيق مع الأثرياء ورجال الأعمال، لجنة منبثقة عن كل هؤلاء تنسّق مع أقطاب الدولة العميقة في مفاصل الإدارات الحسّاسة، الضغط من أجل تخندق أعمق للإعلام، خطة لردع المنابر الإعلاميّة المتردّدة، توصيات صارمة إلى الصف الأول والصف الثاني التابع لهذه الجهات بعدم استعمال الهاتف الأرضي والاكتفاء بالنقّال في بعض الأخبار الهامشيّة ثم الاعتماد الكلّي على المشافهة عبر اللقاءات المباشرة والجسور البشريّة الناقلة للمعلومة في كل ما يتصل من قريب أو بعيد بالخطّة المزمعة، خارطة بتمركز أصحاب السوابق تمهيدا للاستفادة من خدماتهم... ماذا هناك؟؟؟ واشي؟ واش ثم؟ بعد ما يناهز الــ1440 سنة، التاريخ يعيد نفسه، فالدار التي أسّسها قصي بن كلاب لتدار منها شؤون أم القرى ومصالح أهلها انتهت بين أيدي فراعين مكة فاستعملوها للقضاء على رجل ما نقموا منه إلا أن قال ربي الله، وإن كان أصحاب عتبة بن ربيعة أفصحوا عن مرادهم وكانت لهم الشجاعة وقالوها جهارا في وجه بني هاشم أنّهم يطلبون رأس ابنهم ويستهدفون دعوته، فإنّ حِلف الفجّار في دار ندوتنا اليوم في تونس يشحذون أسلحتهم ينقعونها بالسمّ وإذا سألتهم عن مشكلتهم أهي مع تونس؟ مع شعبها؟ مع دينها؟ أم هي مع الديموقراطيّة التي جعلتموها وردكم بالليل والنهار واُبلِيت من فرط ما كررتموها واجتررتموها، حتى إذا قدّمها الشعب لكم من حيث لا تشعرون، نبذتموها وراء ظهوركم، كَأَنْ لم تذكروها يوما بخير، إذا سألتهم عن فَزَعهم هذا وحشدهم لمن حشدوه، رأيت أعينهم تدور كالذي يغشى عليه من الموت، يتكسّرون في كلامهم يتثنون في لكنتهم إذا تمطّت شفاههم وافصحت عما تحتها رايتها تتقاطر الفتنة من ثنايا أنيابهم الصدئة ولمحت تحت ألسنتهم دم الفقراء وبعض لحم اليتامى يُلاك بلا رحمة، إذا نطق أحدهم لا يكاد يُفقه قوله، تسمع له همهمة هي أقرب إلى النغنغة وبصوت تغلبه الثمنة، قَرِيب عهد بسكرة فاحشة يقول نحن ضدّ.. ونعارض كل الذين.. وليس هناك مجال.. وسوف يرون..و..وو.... ثم ذاك مبلغه من العلم، هِيُنْطق ، عبّر على مقصودك، قول حاجة، ورينا المشكلة وين خلينا نحلوها، هِيشاورعليها حتى بصبعك.. شيء ما تفهم، تشوف قدامك كان لفعة وتحسّها متلكمة على مصيبة ، وأقصى ما يمكن أن تتوصل إليه وبعد مجهود شاق نظرا لترهل لغتهم العربيّة وما علق بها من ألفاظ فرنسيّة خارجة عن السياق هو أنّهم يريدون إسقاط الحكومة الشرعيّة التي انتخبها الشعب التونسي يوم 23 أكتوبر في مهرجان تاريخي ترقّبته أجيال ورحلت بغصّتها ولم تشهده، وبقي الحلم تتداوله الأجيال التالية ثم التي تليها، إلى أن أذن الله ثم حسم الشعب خياره ووثب على الطاغية، وبعد أن أصبح الحلم واقعا معاشا وما أن باشرنا التمتع به أصالة عن أنفسنا ونيابة عن خيرالدين و بن غذاهم والدغباجي وبن زديرة وحشاد وبن يوسف.. حتى انبرت لنا فَصَائل حزبيّة وفْصَائل نقابيّة نغّصوا علينا فرحتنا وغدروا لنا ثورتنا، هم طوائف مناضلوهم صعاليك وقياديوهم قراصنة وبدى أنّ لديهم غريزة نهمة للخراب والفوضى وتعطشا غريبا لتفتيت الوطن وتمزيق نسيجه، تحثّهم شهوتهم وتؤزهم خمرتهم، ماضون في خطة إسقاط الشرعيّة وتفكيك الترويكا وتدمير النهضة أو كذلك حدّثتهم نوبتهم وربما وسوست لهم بعض الجهات الأجنبية الصديقة، بأنّ الشعب والدولة والحكومة والترويكا والنهضة والناس الذين صارعوا الدكتاتوريّة بطبعتيها ودفعوا بـــ 30 ألف إلى السجون وشيّعوا قوافل من الشهداء وصقلتهم المنافي واخشوشنوا من فرط مطارحة الطواغيت وزهدوا في الموت بعدما مرّ بجانبهم آلاف المرّات.. كل هؤلاء في نظر الشلة العلمانية المفلسة ما هم إلاّ عسكر كردونة .





لن نقف طويلا ولن نطنّب مع الذين يمضون حياتهم في الدسائس والوقيعة و التكنبين يقتلهم التشنّج والقلق تتقاذفهم الحانات حتى يأتي الموت، فيرحلوا يجرّون حاويات تنوء بحملها الجبال، إنّما نقف لنتأسف كل الأسف لتلك المليارات التي دفعها الموظفون والعمّال من عرق جبينهم على أمل الإسهام بها في تنمية وتحسين وتجميل وتنميق بيت الحامي وعاشور وحشاد، فإذا بها تتقاسمها قيادات الاتحاد، جزء استعملوه لثرائهم الفاحش والجزء الآخر اشتروا به حطب، نصف الحطب نحتوا منه العصيّ و العمد والنصف الآخر سعروا به نارا ليحترق الوطن.

للأمانة ولعدم اكتمال المشهد أو للتكتّم الشديد الذي يحيط بالمصيبة التي تحاك، فإنّي لا أستطيع أن أسرد كل التفاصيل التي تتمّ الآن في دار الندوة بشارع محمد الخامس والأطراف التي تشرف على إعداد المخطّط وكيفيّة هيكلتها، وسأكتفي بسرد تفاصيل المصيبة التي حيكت منذ ما يناهز الخمسة عشر قرنا في دار الندوة بمكة والتي انتهت بخيبة ونقمة ووبال وخرجت منها الأطراف الكارهة للحياة العاشقة للدم والفتنة بخفيّ حُنين لاهي مالدنيا لاهي مالآخرة ، وسأترك للسّادة القراء مهمّة مدّ الشعب بمختلف الأطراف اللابدة في شارع محمد الخامس الناوية على الشرّ .

دار الندوة بمكة

في يوم الخميس 26 من شهر صفر سنة 14 من النبوة، الموافق 12 من شهر سبتمبر سنة 622م ـ أي بعد شهرين ونصف تقريبًا من بيعة العقبة الكبرى ـ عقد برلمان مكة ‏ دار الندوة ‏ في أوائل النهار أخطر اجتماع له في تاريخه، وتوافد إلى هذا الاجتماع جميع نواب القبائل القرشيّة؛ ليتدارسوا خطة حاسمة تكفل القضاء سريعًا على حامل لواء الدعوة الإسلاميّة؛ وتقطع تيار نورها عن الوجود نهائيًا‏.‏ وكانت الوجوه البارزة في هذا الاجتماع الخطير من نواب قبائل قريش‏:‏

1 ـ أبو جهل بن هشام، عن قبيلة بني مخزوم‏.‏

2، 3، 4ـ جبير بن مُطْعِم، وطُعَيْمَة بن عدى، والحارث بن عامر، عن بني نَوْفَل بن عبد مناف‏.‏

5، 6، 7ـ شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب، عن بني عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

8 ـ النَّضْر بن الحارث، عن بني عبد الدار‏.‏

9، 10، 11ـ أبو البَخْتَرِى بن هشام، وزَمْعَة بن الأسود، وحَكِيم بن حِزَام، عن بني أسد بن عبد العزى‏.‏

12، 13ـ نُبَيْه ومُنَبِّه ابنا الحجاج، عن بني سهم‏.‏

14ـ أمية بن خَلَف، عن بني جُمَح‏.‏

كما شهد الاجتماع شيخ كبير كان الناصح لهم والموجّه وهو من أشار عليهم بقتل الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلّم، اتضح فيما ما بعد أنّه إبليس بأمّ عينه، بشحمه ولحمه !





Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 57738

Wis2008  (Tunisia)  |Lundi 20 Mai 2013 à 12:05           
Un bon article

Belfahem  (Tunisia)  |Mercredi 12 Decembre 2012 à 08:48           
C'est le début de la dérive de l'ugtt ,le mécontentement d'une grande partie des tunisiens envers ces grèves et ses déclarations lui a donné un mauvais visage et surtout avec cette proposition de grève générale voulait bien pousser les choses à l’extrême pour renverser le gouvernement et mettre le désordre partout dans le pays rien que pour l’intérêt de quelques uns et pour contrer la révolution qui a mis fin à des responsables que les
tunisiens ne voudrait plus les voir sur la scène .

Tunisienn  (Tunisia)  |Mardi 11 Decembre 2012 à 21:40           
Bravooo nasreddine swilmi

Rafik  (France)  |Mardi 11 Decembre 2012 à 00:41           
Pour contrer cette grève sauvage et couper l’herbe sous les pieds des orphelins de ben ali , je propose de centraliser les propositions faites par les internautes et de tous les patriotes.
ces propositions visent à mettre la main dans la main pour faciliter aux gens d'aller travailler et de prendre les dispositions nécessaires pour informer les citoyens des tentatives faites par l’ugtt et ses sbires de faire obstacle à la volonté des citoyens.
les propositions sont les suivantes:
-s’organiser au maximum pour utiliser le covoiturage pour aller travailler(collègues de travail,gens du même quartier)
-il y a des gens qui sont prêts même à rester sur le lieu de leur travail et s’organiser pour dormir sur place s’il le faut
-se munir d’ appareils photos , de portables ou de caméras pour montrer les tentatives de forcing de l’ugtt pour fermer les lieux de travail et aussi pour montrer le désespoir des enfants devant leurs écoles , des femmes inquiètes aux arrêts des bus et des gares……
-travailler 2 heures supplémentaires
-faire un sit in devant la maison de abassi afin d’empêcher toute sortie ou ravitaillement
-envoyer la police et l’armée dans les gares et les endroits stratégiques pour empêcher les milices de l’ugtt de s’en prendre aux citoyens qui veulent travailler
-faire des manifestations monstres le vendredi 14 décembre pour l’assainissement de l’ugtt et pour le soutien à la légitimité
-occuper la place mohamed ali devant le local de l’ugtt en très grand nombre et pacifiquement ( mais se préparer à toute éventualité , on ne sait jamais ce qu’ils peuvent cacher au local)
-mettre un numéro vert pour informer des situations graves ou urgentes
je propose au site babnet de centraliser toutes ces propositions et de les envoyer à tous les sites et pages facebook,qui sont contre cette gréve,pour les publier et ainsi permettre aux tunisiens d’achever leurs révolution en nettoyant cette dernière citadelle de ben ali et de ses orphelins.n’oublions pas que l’ugtt a mis le paquet pour réussir cette grève en s’aidant de tous les corrompus et des médias de ben ali

Goldabdo  (Tunisia)  |Lundi 10 Decembre 2012 à 22:14           
الإتحاد خسر مساندة الشعب له فعرى نفسه أما الحكومة التي بمقدورها أن تقضي عليه كما فعلت مارغرت تاتشر في سنة 1985 مع نقابات المناجم في بريطانيا.

Chebbonatome  (Tunisia)  |Lundi 10 Decembre 2012 à 18:57           
بدون الخوض في شرعيّة الإضراب العام من عدمها و اذا نظرنا الى إضراب 26 جانفي 1978 و اهم ما نتج عنه من تصلّب للسلطة و انحرافها نحو المعالجة الامنيّة للمطالب الاجتماعيّة و توّلي المخلوع لزمام الامور بتكليفه من قبل الهادي نويرة لادارة الامن فاستأثر بن علي بالحكم له في تسع سنوات و اصطاد النقابيين و كمل معهم السلطة ،
على قول المتنبي
ومن يضع الضرغام للصيد بازَهُ تصَيًّدهُ الضِرغام فيما تَصَيَّدَ
فيا عباسي لا تلدغنا من نفس الجحر مرّتين و نعود الى 35 سنة إستبداد آخرين يهديك ربِّي

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 10 Decembre 2012 à 18:55           
نصر الدين السويلمي يكتب ببصمة مسالم وكل الشعب المسالم فهو قطعا من أروع ما نشر بالموقع من مقالات ويستحق ألف تحية لمقاله وقد يتحول للمعلقات الثورية التونسية ...

Anonymous60  (Tunisia)  |Lundi 10 Decembre 2012 à 16:44           
ستسقط الدولة العبّاسيّة من جديد

Jaloulnet  (Tunisia)  |Lundi 10 Decembre 2012 à 16:27           
و هو كذلك أخ نصر الدين. مأ أشبه اليوم بغد. مشكلة هؤلاء و أولائك قديما و حديثا، هي الإسلام. و الإسلام نور الله في الأرض. فهل يغلب الله جل في علاه. قال تعالى" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون" صدق الله العظيم.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female