تونس: الثـورة، بين ضعف الحكومة و عجرفة المارقين

<img src=http://www.babnet.net/images/8/jebalietmorsiiiiiii.jpg width=100 align=left border=0>


عبد الجليل الجوادي

كثيرة هي الشعارات التي رفعت إبان الثورة و بعدها. يوم التقت همة الشباب على أن يصلوا بثورتهم إلى تحقيق جميع أهدافها بالقصبة 1 و 2 و 3.

و كل يوم ترفع الشعارات و تتعالى الأصوات فلا تعلوا الهمم. و أنا اليوم سأرفع شعاري في وجه الحكومة.



هو شعار قرأته في بعض مواقع التواصل الاجتماعي فشد انتباهي و ها أنا الآن أردده. يتكون كيف مرسي يا تخلى الكرسي . لم يبق لنا من خيار ثالث.

إن مصر بحجم التحديات التي تواجهها داخليا و خارجيا و هي من دول الطوق التي طالما عرفت تصادما مع الكيان الصهيوني. و بعد ثلاثة عقود من حكم الطاغية الذي كرس التبعية للعدو و استنزف خيرات البلاد و فقر الشعب و همش الملايين من الناس. و مع ذلك فلم تعقر رحمها على أن تلد رجلا مثل الدكتور محمد مرسي. هذا الرجل كان سجينا في عهد الرئيس السابق و كان مضطهدا و مصادرا في حقوقه......و لكن سرعان ما استقوى على ضعفه و استرد ثقته في نفسه و استهوى ثقة غالبية الشعب.

فما الذي دهانا و قد تطاول علينا المارقون و اشتدت شوكتهم و قويت عزيمتهم في محاربتنا و صار لص الأمس يباهي بشرفه و يقسم بعفافه و مجرم الأمس يغتسل على أنقاض بؤسنا و يأسنا من أن ترى ثورتنا النور و يعلو بريقها.

ما الذي دهانا و رئيس دولتنا فرغ من حل جميع القضايا العالقة و حل مشكلة البطالة الكاسحة و هدم جميع أكواخ الفقر المتناثرة في ربوع الوطن المنكوب و راح يعتذر لفتاة الليل و يطلب الصفح في حق الشعب المصاب بقادته اليوم كما كان من قبل سنين. وماذا لو طلب في حقنا الصفع.... فنحن شعب قد صفعنا مرتين.
ما الذي دهانا و نواب مجلسنا يتنقلون بين الأحزاب في سياحة سياسية لم يعرف لها العالم مثيلا و لم يسبقنا إليها أحد. حتى صار المجلس أشبه ما يكون بسوق نخاسة تباع فيه الذمم لمن يدفع أكثر.
و أين القانون الانتخابي من هذه المهزلة التاريخية ؟؟؟ هل نسينا أننا في مرحلة انتقالية و أنه لا بد لنجاح الثورة من قرارات ثورية. من لهؤلاء- الذين باعوا ذممهم و خانوا الأمانة التي عهد لهم بها جزء من الشعب قصد تمثيلهم في أعلى هيكل في الدولة في مرحلة التأسيس- من لهم حتى يعيدهم إلى سالف رشدهم إن كانوا من الأصل رشداء.
ما الذي دهانا و حكومتنا مترددة متللدة تأخذ بالرأي و نقيضه و تلوح بالقرار و تتراجع فيه في وقت قياسي لمجرد الضغط عليها من المعارضة المهووسة بالمعارضة أو حملة تشويه تديرها رؤوس الإعلام الفاسد الذي باتت تنصب نفسها سلطة فوق القانون.
أما علمتم، أن الأيادي المرتعشة لا تصنع التاريخ.

قلتم أنكم ستفتحون ملفات الفساد و طلبتم تأييد الشعب فجاءتكم الجحافل من كل حدب و صوب و رفعت الشعارات حتى بحت الحناجر فخذلتموها.
حدثتمونا طويلا عن العدالة الإنتقاالية و علوية القانون فوق الجميع، فما زلنا نرى أباطرة الشر و محترفي العهر السياسي و النفاق الإعلامي يصولون و يجولون و يهددون و يتوعدون هذا الشعب الذي سلم إليكم زمام أمره و استأمنكم على مستقبله فسفهتم أحلامه.
حتى القضاء، و هو الملاذ الأخير -بعد الله- للمظلومين، صار عندهم في مقام السخرية و الاستخفاف و لم يسلم من نبالهم المسعورة.
و أين القضاء و شرفاء القضاء الذين عاشوا سنوات الجمر و عرفوا الإقصاء و التهميش و حوربوا في أرزاقهم و صودرت ممتلكاتهم؟؟؟ اين هم من مارق متنطع ضرب عرض الحائط بكل القوانين و تحدى الجميع ببث حوار باهت بارد يراد به إخراج المجرمين و مصاصي دماء الشعب في جبة الضحية. حوار افتقر إلى الكثير من الذكاء و الحرفية حتى ظهر للمشاهد أنه معد سلفا و على القياس.
أين أنت يا أنت يا رئيس حكومتنا؟؟؟ ألم تعدنا بدولة الخلافة التي قوامها العدل و التنمية، فأين العدل و أين التنمية و الفقر ما زال ينخر أوصالنا من الشمال إلى الجنوب؟؟؟
رحم الله فاروق هذه الأمة عمر ابن الخطاب.
يوم بكى جبار الجاهلية حتى ابتلت لحيته لبكاء طفل صغير كانت أمه تحاول فطامه قبل الفطام.
كان القانون في عهد عمر ابن الخطاب يعطي المولود جراية من يوم فطامه، فلما رأى من جهد المرأة في فطام ابنها لكي تصرف له الجراية، بكى بكاءا شديدا ارتج له المسجد و قال كلمته الشهيرة ويلك يابن الخطاب، كم قتلت من أطفال المسلمين
و كان لا ينام ليلا و يضل يتفقد أحوال الناس من شدة استشعاره بثقل الأمانة. حتى أشفق عليه أحد إخوانه فقال له يوما: ألا تريح نفسك يا أمير المؤمنين؟.
فقال عمر قولته المأثورة والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله، لما لم تمهد لها الطريق يا عمر
فأين نحن من الأمانة و ثقل الأمانة.
ألا تخافون أن يسألكم الله يوم القيامة عن الثورة لما لم تمهدوا لها الطريقة يا حكومة الثورة؟
و ماذا عن دماء الشهداء و أنات الجرحى و دموع الأيتام؟؟؟
ألا تخشون السؤال يوم لا ينفعكم مال و لا بنون، لما سمحتم لأعداء البلاد و العباد بالعودة من النافذة بعد أن أخرجوا مطرودين من الباب؟؟؟
و ما ذنب هذا الشعب الذي وثق فيكم و سلمكم رقابه لتذلوه و تعيدوا إليهم عجلة الظلم تدهسه و تكسر ما بقي فيه من أمل.........
وهل الضعف و الهوان و قلة الحيلة عذر؟؟؟؟؟

أقولها بصراحة، إما أن تكونوا في مستوى الأمانة و تتحملوا مسؤوليتكم التاريخية في تحصين ما تبقى من مكاسب الثورة قبل فوات الأوان و تجددوا ثقتكم في شعبكم الذي اختاركم و وككلكم عليه و هو لن يخذلكم، و إما أن تتركوا الأمانة لمن يقوم بها و شكر الله سعيكم.




Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 57183

Petroabbes  (United Kingdom)  |Jeudi 29 Novembre 2012 à 11:07           
Oui mr le journaliste, vous etes a 100% raison

Hammmmma  (Tunisia)  |Mardi 27 Novembre 2012 à 22:12           
هاو لكلام الصواب ،أما الله غالب الشعب زهرو مقود

Kairouan  (Qatar)  |Mardi 27 Novembre 2012 à 18:51           
شكرا جزيلا للكاتب على هذا النقد البناء والحس الوطني
أما بالنسبة لحكومة النهضة فيبدوا أنها عزوزة ما يهمها قرص
ولا حول ولا قوة إلا بالله

Deeply  (Tunisia)  |Mardi 27 Novembre 2012 à 10:57           
بدَل العنوان :
تونس: الثـورة، ضعف الحكومة الَذي أدَى إلى عجرفة المارقين


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female