لطفي زيتون: لامانع من التحالف مع نداء تونس

---

---

هذا ما أوردته التونسية في حوار مع الأخ لطفي زيتون بتاريخ 24 نوفمبر، اسمحوا لي أن أتساءل وأعينوني على الفهم. هل هي حرارة الكراسي وجاذبية الجلوس عليها؟ هل هي الامتيازات التي لم تعودوا تطيقون فراقها؟ هل هو حب الذات على حساب القيم والثوابت وعلى حساب المشروع؟ أين الثورة من كل هذا، أين المشروع الإسلامي الذي آمنا به جميعا؟ أين نظالاتنا وسنوات النفي والسجون؟ اعذروني إن أغلظت القول فقد فاض الكأس ووصل السيل الزبى !
هل نسيتم أن الشرعية جعلتكم تمثلون اليوم المشروع الإسلامي أم تناسيتم؟ هل غفلتم أنكم كنتم تمثلون مدرسة المقاومة والصمود وقيم العدل والحرية والكرامة؟ هل تريدون استبدال الجميل بالقبيح والحسن بالسيء والطيب بالخبيث؟ هل أصبح التجمع ومن يمثله اليوم كعبتكم ومورد مائكم؟ نحن نطرد التجمع من الباب وأنتم تريدون عودته من النافذة، تصدرون القوانين الحازمة لعزل التجمع وتهرولون لمعانقة لفيف منه، تشتمون نداء تونس نهارا وتقضون الليل معه في السهر والمنادمة. تريدون اليوم التحالف معه وعلى حساب من؟ هل تناسيتم ثورة مرت من هنا؟ هل نسيتم دماء أهرقت ها هنا؟ إن فقدتم وعيكم وخذلتكم مذكرتكم فدعنا نوقضكم من غفلتكم ونقول لكم أن الكرامة لا تساوم وأن القيم لا تستبدل وأن المبادئ صخور صماء لا يعلوها غبار. تذكروا أن ابتلاء النعمة أشد من ابتلاء النقص والحاجة، وأن ابتلاء السلطان والملك أقوى وأشد من ابتلاء المعارضة والعامة. إن السياسة أخلاق قبل أن تكون كراسي وامتيازات،وأن السلطة مفسدة إذا لم تحمل في جوهرها وأهدافها السامية منظومة قيم وأخلاق حازمة.