دعوات لإقالة الجبالي والبحيري والعريض وعبد السلام

نصرالدين السويلمي
على السّيد علي العريض أن يتحمّل مسؤوليته كاملة حول مجمل الأحداث الراجعة بالنظر إلى وزراة الداخلية وعليه أن يضع الرأي العامّ أمام الحقائق والحيثيّات ويعطي ضمانات واقعيّة وقويّة للشعب بعدم تكرار ما حدث من تقصير وتجاوزات سواء كان ذلك في اقتحام السفارة الأمريكية أو في ما يتعلق بأحداث دوار هيشر وغيرها من التجاوزات التي طالت بعض أفراد وشرائح المجتمع التونسي بغضّ النظر عن مشاربهم الفكريّة والسياسيّة والدينيّة، كما يتحتّم على السّيد حمادي الجبالي أن يجيب على انشغالات قطاع واسع من الشعب التونسي حول مسار التنمية خاصّة في الجهات المحرومة ويبدد تخوّفات الخبراء حول بعض البنود الخاصّة باتفاقيات الشريك المتميز مع الإتحاد الأوروبي، وعليه أن يعترف أنّ هناك تباطؤا كبيرا ومحيّرا في ما يخصّ مستقبل الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات والهيئة المستقلة للسمعي البصري والهيئة المشرفة على القضاء ثم والأهمّ التقصير في تحديد موعد نهائي وحاسم للانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، ولا شكّ أنّ السّيد سمير ديلو بوصفه وزيرا لحقوق الإنسان مطالب بسبق المنظّمات والمحامين وهيئات الدفاع في الكشف عن الانتهاكات التي تحدث داخل مراكز الإيقاف والتحقيق وداخل السجون، ولا يُقبل منه بحال أن يذيل إدانات المجتمع المدني بإدانة باهتة متأخرة، والأمر نفسه ينسحب على السّيد رياض بالطيب والتنمية المتعثرة والدكتور المنصف بن سالم والوضع الأمني في الجامعات والدكتور رفيق عبد السلام وبعض الأنّات في السلك.. هذه المؤاخذات التي ساقها وكرّرها ويكرّرها الكثير خلفت أسئلة شائعة وتساؤلات ملحّة تبحث استجلاء حالة التذمّر والنقد اللاذع التي بات يصوّبها الكثير من مناضلي حركة النهضة والمتعاطفين مع الترويكا نحو الحكومة الشرعيّة ووزرائها ، نقدا يمكن وصفه بالحادّ وحتى باللاذع أحيانا.
على السّيد علي العريض أن يتحمّل مسؤوليته كاملة حول مجمل الأحداث الراجعة بالنظر إلى وزراة الداخلية وعليه أن يضع الرأي العامّ أمام الحقائق والحيثيّات ويعطي ضمانات واقعيّة وقويّة للشعب بعدم تكرار ما حدث من تقصير وتجاوزات سواء كان ذلك في اقتحام السفارة الأمريكية أو في ما يتعلق بأحداث دوار هيشر وغيرها من التجاوزات التي طالت بعض أفراد وشرائح المجتمع التونسي بغضّ النظر عن مشاربهم الفكريّة والسياسيّة والدينيّة، كما يتحتّم على السّيد حمادي الجبالي أن يجيب على انشغالات قطاع واسع من الشعب التونسي حول مسار التنمية خاصّة في الجهات المحرومة ويبدد تخوّفات الخبراء حول بعض البنود الخاصّة باتفاقيات الشريك المتميز مع الإتحاد الأوروبي، وعليه أن يعترف أنّ هناك تباطؤا كبيرا ومحيّرا في ما يخصّ مستقبل الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات والهيئة المستقلة للسمعي البصري والهيئة المشرفة على القضاء ثم والأهمّ التقصير في تحديد موعد نهائي وحاسم للانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، ولا شكّ أنّ السّيد سمير ديلو بوصفه وزيرا لحقوق الإنسان مطالب بسبق المنظّمات والمحامين وهيئات الدفاع في الكشف عن الانتهاكات التي تحدث داخل مراكز الإيقاف والتحقيق وداخل السجون، ولا يُقبل منه بحال أن يذيل إدانات المجتمع المدني بإدانة باهتة متأخرة، والأمر نفسه ينسحب على السّيد رياض بالطيب والتنمية المتعثرة والدكتور المنصف بن سالم والوضع الأمني في الجامعات والدكتور رفيق عبد السلام وبعض الأنّات في السلك.. هذه المؤاخذات التي ساقها وكرّرها ويكرّرها الكثير خلفت أسئلة شائعة وتساؤلات ملحّة تبحث استجلاء حالة التذمّر والنقد اللاذع التي بات يصوّبها الكثير من مناضلي حركة النهضة والمتعاطفين مع الترويكا نحو الحكومة الشرعيّة ووزرائها ، نقدا يمكن وصفه بالحادّ وحتى باللاذع أحيانا.

ولعلّ الإجابة بسيطة في متناول كل من يبحث عنها بتجرّد، فالحركة التي كانت قاطرة المعارضة في مسيرة الصراع الطويلة والمؤلمة ضد الدكتاتوريّة وجدت نفسها بعد الثورة في مهمّة صعبة ودقيقة أسندها لها الشعب، المهمّة التي سبقها تنافس على السلطة صعّد فيه الناخبون فريقا للحكم وأحال فريقا آخر للمعارضة ليراقب ويستنفر ويستجمع حواس النقد البنّاء في مشروع ثنائي ودقيق تسيّر فيه الحكومة شؤون البلاد وتراقب فيه المعارضة وتسدد ،مشروعا يهدف إلى السمو بثورة شعب تمرّد على جلاده وكسر صنم المستحيل، لكن الحركة التي شكّلت بمعيّة شركائها حكومة منبثقة من الصناديق لم تجد أمامها معارضة توجّهها بالنقد والترشيد إنّما وجدت نفسها أمام معارضة تواجِهها بافعال مريبة وكمائن تنصب ومخططات إبادة وطبول حرب تقرع، معارضة أتلفت ملفّاتها وألقت من أيديها مخططات التنمية والنهوض وتأبطت شرا ثم تسلحت بالحجارة وأعواد الثقاب، فاذا بالبلاد تحت رحمة أدعياء سياسة ونضال ، يهشّمون ويشعلون ولا يلوون، ادعياء هيّجوا جين التشاؤم وايقضوا الفتن النائمة واستعانوا بسحرة فرعون ومال قارون لتدمير وطنهم .
ولمّا استمرت هذه المعارضة في بثّ الفتنة والزور والدسائس، ولمّا كان لابد لأيّ حكومة من معارضة تنقد وتنبّه وتوجّه فقد انشطرت النهضة ومن ثم الترويكا على نفسها، فريقا يحكم وفريقا له بالمرصاد يمارس فريضة النقد الغائبة ويحكي للشاهد والغائب عن معارضة فقدت رشدها وأصابتها صناديق الاقتراع بالزهايمر المزمن، فهي تهشّم وطنها وتصنع بركامه كرسيّا تجلس فوقه القرفصاء تحاول التلذذ بوهم قيادة لم تأتِ ولن تأتِي .
أمام هذه الحكومة التي تواجه طفرة في المؤامرات وتواجه ندرة في النقّاد ، علينا أن نستنفر الناس ونندبهم للنقد البنّاء ونتابع وونراقب هؤلاء الوزراء الذين يحملون آمال جيل يبحث عن العبور إلى الغد المشرق، سوف نصغي كثيرا إلى نجاحاتهم وسوف نشيح عن تبريراتهم ونطالبهم بالاستعفاف في الوعود والتبرّج في الإنجازات، سوف ننظّم وقفات احتجاج لا تعطّل حركة المرور وننظّم اعتصامات لا تقطع أرزاق الناس وننظّم مظاهرات لا تمسّ من مصالح التجّار والشركات والإدارات ، سوف ندعوا الى حملة وطنية شاملة وجامعة نخلي فيها مقرات اتحاد الشغل ومقرات الاحزاب ومقرات وساءل الإعلام من علب الكبريت والعصي والمَرْدِي ونرسل هذه المقرات الى قسم الاشعة والى مخابر التحليل والتخطيط ونطوف بها على المصحات الخاصة والمستشفيات العامة وإن لزم الامر نرقيها من المس والتخبط حتى تعود إلى مهامها الطبيعية وتقلع عن غريزة الخراب.
ونحن نمارس فريضة النقد تجاه الحكومة ونجزي لها العطاء حتما سيظهر الفقيع ويدّب نحونا يدغدغه الأمل في ترقية حالات النقد إلى حالات إقالات فرديّة و جماعيّة ، فكلّ الذين أصابتهم لعنة 23 أكتوبر بداء التوحّد لن يتسنَى لهم التفريق بين الإصلاح والتقويض، وهواية الهدم لديهم سوف تحجب عنهم الفرق بين نقد وزير وبين طلب إقالته، وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نتوجّه إلى السّادة العُمي والعُمش والعُشْو بالتنبيه التالي : إنّ الاحتجاج على أداء وزراء الشرعيّة، إنّما هو من أجل مضاعفة ادائهم للصالح العامّ وليس من أجل التخلي عن الأمانة إلى أولئك الذين اختاروا سبيل الثورة المضادّة ، نحن نقسوعليهم لصالح الشعب وليس لصالح الدفلة والحدج ، لو كان يمكن لشعبنا أن يستجمع ملايينه ويضغطها في بعض رجال ويقدمهم للحكم لطرحنا هؤلاء الوزراء من مناصبهم ونصّبنا عصارة الشعب مكانهم ، أمّا أن نقيل من تربّوا وترعرعوا في مدرسة سيّدنا (محمد صلى الله عليه وسلم) ومُحّصوا في مدرسة سيدنا (يوسف عليه السلام) وننصّب من تربوا في حجر بورقيبة وبن علي فهذا لعمري ضرب من ضروب الجنون، أويعقل أن نستبدل تلاميذ سلامة وخليفة والنيفر بتلاميذ وسيلة ومفيدة وليلى؟، كيف يستوي من قضى عشر سنوات في السجن الإنفرادي بمن قضى عشر سنوات يمروح على شيشة بالحسن الطرابلسي ..
أغبياء من يعتقدون أنّنا سنسعى إلى اقالة الذين نشبوا أضافرهم في وجه الدكتاتور، تعلّقوا بأهدابه ، مزّقوا بدلته ونزعوا سترته الواقية ودمائهم تنزف وصبروا وثابروا لعقود حتى عرّوه تماما وجعلوه في مرمى عود ثقاب البوعزيزي، ثم نولي علينا من زيّنوا الطاغية وأطالوا عمر طغيانه وسخّروا أنفسهم لخدمة البطش، لقد كانوا في عهد التحوّل بمثابة
Fondation, mascara, rouge à lèvres ، poudre لــــليلى ولبن علي ، ولم يطل بهم الامد حتى نسوا انفسهم ، ونزعوا جلود النعام و ارتدوا جلود الاسود ثم تبختروا بعد ان نكسوا لسنوات طوال ، فهيّا اقطعوا الشك باليقين و انتهوا خير لكم ، وكفوا عن غيّكم ، فذلك خير مستقر وأحسن مقيلا .
Comments
16 de 16 commentaires pour l'article 57048