أيّها الدّساترة و التجمّعيون و من ورائكم بعض الإعلاميّين... إنّي لكم ناصح أمين.

<img src=http://www.babnet.net/images/6/taoufikphoto.jpg width=100 align=left border=0>


توفيق بن رمضان

بالطبع لا يمكن دفن التّاريخ النّضالي للعديد من الدّساترة المخلصين و الصادقين، إن كان قبل الاستقلال أو في مرحلة بناء الدّولة، و لكن مشكلتهم تكمن في تأليههم لبورقيبة و ممارسات الإقصاء و الإلغاء التي كانت عندهم تحت حكم زعيمهم الأوّل و التّي واصلوا فيها و أورثوها لمن التحق بهم تحت حكم بن علي و تمادوا في ذالك و أعادوا للمرّة الثانية إنتاج نفس منظومة الاستبداد و الاستعباد التي سحقوا بها كلّ صوت شريف خرج عن السّرب و طالب بإصلاحات سياسيّة و بالحرّية و العدالة و المساواة.





أيّها الدساترة و التجمّعيون لقد لعبتم بالشّعب عدّة مرّات و كما يقال الأولى عسل و الثانية سمن و الثالثة زفت و قطران ، لقد لعبتم بالشّعب في الانتخابات التّشريعية سنة 1981 و زوّرتموها و لم تفسحوا المجال للحياة السّياسية بأن تتطوّر رغم أنّ مزالي مكّن ثلاث أحزاب من التأشيرة القانونية، و لكن على أرض الواقع لم تتركوا المجال لأي حزب بأن يعمل و يكون فاعلا، و مارستم على كلّ من التحق بتلك الأحزاب أصنافا من الترهيب السياسي و التنكيل الأمني و الإداري و الاقتصادي بل الميز العنصري على أساس الانتماء الحزبي، أمّا عن مناضلي الأحزاب الغير معترف بها فقد كان نصيبهم السّجون و السّحق و المحق و التّشريد و التحطيم.

و قد لعبتم بنا بعد إزاحتكم لمعبودكم الأوّل بورقيبة سنة 1987 من أجل إنقاذ نظامكم المتهاوي، و بعد انتخابات 1989 تنكّرتم للميثاق الوطني الذي التزمتم به مع بقيّة الأحزاب السّياسيّة و انقلبتم على الشّعب و نكّلتم بالإسلاميين بالطّبع بتواطؤ و تحريض من العلمانيين و خاصة اليساريين منهم الذين ألّبوا نظام بن علي آنذاك على ضرب تيّار و طرف سياسي مهم و مكّنتم بالتالي الطاغية وحزبه من إعادة إنتاج نفس المنظومة و ساعدتموه على التّمكّن من الشّعب و الوطن.

أيّها الدساترة و التّجمعيون و من ورائكم الكثير من الإعلاميين و اليساريين، بعد خروج بن على عوضا أن تكونوا صادقين مع شعبكم الذي تسامح معكم و كان رحيما بكم و لم ينتقم و يمثّل بكم بسبب إجرامكمّ، و رغم ذالك تماديتم في التّآمر و التّلاعب تحت حكومة الغنّوشي و السبسي و بعد التّصريح بنتائج انتخابات المجلس التّأسيسي التّي خيّبت آمالكم و أجهضت مخطّطاتكم و أسقطت برامجكم في الماء، و عوضا من أن تقبلوا بالنّتائج و تنصرفوا للاستعداد للمحطّات الانتخابية المقبلة، تحالفتم مع الخاسرين و بعض القيادات اليساريّة في الإتّحاد من أجل تعطيل عمل أوّل حكومة منتخبة و شرعيّة و في حقيقة الأمر أنتم تعطّلون خروج الوطن من الأزمة و الكارثة التي أنتم سبب لها، فكلّ ما تقومون به هو تعطيل لدواليب الدّولة و منعها من الإقلاع من جديد، لأنّكم تعرفون جيّدا أنّه بنجاح الترويكا لن يكون لكم أملا في العودة إلى السلطة مستقبلا، و كلّ ما تفعلونه و فعلتموه يتعارض مع قواعد اللّعبة الديمقراطية التي تتشدّقون بها منذ عقود.

نصيحتي للدّساترة والتجمّعيون البسطاء منكم و العاديّون، أقول لهم دعوكم من بارونات السّياسة الذّين استغلّوكم و خدمتموهم و ألّهتموهم بالمجان لمدّة تجاوزت النصف قرن على حساب أسركم و شعبكم و وطنكم كما أنّني أنصحكم بأن لا تجعلوا أنفسكم دمى في أيادي من عندهم المال من المستكرشين الذين استثروا تحت حكم بن علي، الحذر كل الحذر، عليكم أن تعودوا إلى رشدكم و تصطفّوا مع شعبكم في خدمة وطنكم ولا تجعلوا أنفسكم أدوات في أيادي المجرمين و المفسدين المرعوبين و الخائفين من المحاسبة و العقاب.

أقول للذين احترفوا التكمبين و التآمر منكم، عودوا إلى رشدكم و كفاكم تحريضا على الفوضى و تدميرا للوطن و تمزيقا و تفريقا للشّعب، أقول لهم لا تستهينوا بإرادة الشّعوب، إن كان الشّعب التّونسي متسامحا معكم يوم 14 جانفي 2011 ولم ينكّل بالبعض منكم و يمثّل بهم و يسحلهم في الطّرقات فلا تستهينوا به و حذاري ثم حذاري فليس في كل مرّة تسلم الجرّة ، و كما يقول المثل الشّعبي التّونسي الأولى عسل إنتخابات سنة 1981 و الثانية سمن انتخابات سنة 1989 و الثالثة إن لم تكن زفت و قطران يوم 14 جانفي 2011 فلا تتمادوا في استفزاز الشّعب فهو مازال يراقبكم و لا تتصوّروا أنّ زخم الثّورة قد فتر و هدأ و لا تضنّون أنّ الأمور و الأوضاع عادت إلى نصابها لتعودوا من جديد إلى سالف عهدكم في التآمر و التلاعب و الخبث و الغدر بالشعب و الوطن.

و أخيرا أقول لكم و لبعض الإعلاميّين و الأمنيّين المرتبطين بكم، يجب عليكم جميعا أن تراجعوا أنفسكم و تعترفوا بأخطائكم و تعتذروا لشعبكم على كلّ ما اقترفتموه من مصائب و جرائم و بعد ذلك تطلبون منه الصفح و تعلنوا له التوبة و النّدم و تعملوا مع كافة أفراد الشعب من أجل الدّفع إلى الأمام لتحقيق العدالة الانتقالية و تسهيل الأمور من أجل محاسبة المجرمين و إنصاف المظلومين.

كاتب و محلل سياسي



Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 56704

Riadhbenhassine  (Tunisia)  |Jeudi 15 Novembre 2012 à 10:24           
للأسف هناك حقبة تاريخية مظلمة يقع التعتيم عليها إعلاميا و يقع التهرب الدائم من الخوض في غمارها، ألا و هي تحالف أغلب مكوّنات اليسار مع نظام بن على في أعوام 89 -90-91 للإنقضاض على حركة النهضة بكل وحشية إن بالفعل المباشر القمعي أو بالتغطية السياسية و الإعلامية على هذه المؤامرة في حق الوطن، و التي كانت من نتائجها إرساء الدكتاتورية البنعلية التي إستفردت بالشعب بعد سحق أبرز معارض للتجمع أنذاك، و قد تورط أنذاك أغلب النخبة السياسية الموجودة حاليا، و هو
دائمو التعتيم على هذه القضية، و كان من أبرز مهندسي هذه الحقبة المظلمة من تاريخ تونس هو المجرم الأول " كمال اللطيف"، و نحن للأسف نشاهد نفس هذه المجموعة بنفس قيادة كمال اللطيف تحاول إعادة نفس السيناريو الآن ، و بالطبع هذا مستحيل في عهد الثورة ، و نحن نشاهد الآن بوادر فشل هذا المسعى الجديد لهذه العصابة، و لكن حسب رأيي يجب التركيز على هذه القضية التاريخية لنستطيع إبراز جرمهم و التوقّي منه

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 15 Novembre 2012 à 09:13           
السؤال -كيف نبني هرم العدالة؟ ونحن نشهد بعد الثورة كل المطلوبين للعدالة يتحصنون بحصون منيعة ويعتمدون الدروع البشرية والمؤسساتية للافلات من المثول أمام العدالة والمحاسبة وهو ما يعيق البدء في بناء تونس الجديدة والأمثلة تستوجب كتابا للمتابعين للشأن العام .فالبجبوج وبعد احساسه بخطر المحاسبة نراه يتحصن بتكوين حزب سياسي ويحوله لقلعة تجمع كل الفارين من العدالة والمحاسبة . وشهدنا كمال الجندوبي يتحصن برئيس الدولة بعد ترويج اتهامات تشكل مخاطر عليه .العدل
والعدالة هي حلم الانسان على الكوكب وبقية القيم لا معنى لها بغياب العدل ...

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 15 Novembre 2012 à 08:16           
مقال ممتاز وكذلك مداخلتي المحامين بالشريط المنزل وكما أكدت مرارا أن تونس الجديدة وتونس المستقبل يجب أن تكون هرما عملاقا للعدل وعلينا بالبحث عن عمر الفاروق أو علينا أن نتحول جميعنا لعمر الفاروق ونساهم في البناء الجماعي لهرم العدل ونكف أيدي كل الذين يمنعوننا من مباشرة البناء بانتحال صفات مقنعة وبالعدل نضمن الخروج من قمقم العبودية والاستبداد وننتشر على امتداد الكون الحر نتحدى قوانين الجاذبية ونتقن الافلات من الخضوع للطواف مع قوانين الآلة الطبيعية
للكون وهي المهمة المستحيلة التي قبلها الانسان فوق سطح الكوكب كوكب التنافس والتحدي والمغامرة المحسوبة النتائج ويمتلك سلاحين لذلك سلاح اللهو واللعب أو سلاح الحرب والتونسيون اختاروا السلاح الأول سلاح هابيل وألقوا بسلاح قابيل جانبا ما لم يدفعهم قابيل لاستخدامه ...

Errakib  (Tunisia)  |Jeudi 15 Novembre 2012 à 01:59 | Par           
Voilà un article digne d'être lu.Une très bonne description du fond des Rcdiste et une vision claire sur Nidaa Tunis .merci et bravo pour cet écrivain.

Galb_ellouz  (France)  |Mercredi 14 Novembre 2012 à 21:39           
عاااااااااجل من ugtt
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرجاء النشر!!!
عرض شغل كبطال محترف chomeur professionnel
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منظمة عتيدة تفتح باب انتدابات جديدة ، تحت شعار "الاتحاد .. في خدمة نداء البلاد" .. المطلوب عاطلون عن العمل ، و لا يرغبون في الشغل و العمل.. المواصفآت، غاية في الكسل و الملل.. و ذلك للعمل الفوري في خطة اطار معتصم ، على الطرقات و في المعامل و المصانع ، شركات خفية الاسم تدعم المعتصمين ، امتيازات هامة للمضربين .. مع شهادات تامين .. و رفع بعض الشعارات لمطالب الاخوة " البطالة " من قبيل " التشغيل نفاق يا عصابة الاستحقاق " .. و " الشغل عبودية و
نحب حكومة دستورية " .. و يا حكومة عيب عليك ، البجبوج ينادي عليك " .. و غيرها من مطالب الجبهة الشعبية بالمكاسب الثورية 00 مع العلم ان البقاع غير محدودة ، و آخر أجل لقبول المطالب / بدون اجل و بدون حدود..مفتوح 24/24 و 365 يوم في العام / تمويلات كثيرة و عروض مثيرة .. و زيادات في التسعيرة تقدمها لكم شركة " الاتحاد ugtt من اجل تخريب البلاد "
معا للقضاء على اي شغل .... معا لادخال البلاد في حيط ... و ليعش اتحاد البطالين.... الاتحاد اكبر قوة في البلاد... الاتحاد اكبر قوة في البلاد ... الاتحاد اكبر قوة في البلاد

ALNAKED  (Tunisia)  |Mercredi 14 Novembre 2012 à 20:45 | Par           
هناك من يناضلون من أجل التحرر من العبودية
وهناك من يطالبون بتحسين شروط العبودية

مصطفى محمود

Tounsi  (France)  |Mercredi 14 Novembre 2012 à 18:27           
شكرا لك على هذا المقال ,أثلجت قلبي

Cheee  (Tunisia)  |Mercredi 14 Novembre 2012 à 18:14           
السيد توفيق بن رمضان...شكراجزيلا

TOUTOU  (Tunisia)  |Mercredi 14 Novembre 2012 à 18:13           
مشكلة الدساترة و التجمعيين أنهم مازالوا يكمبنوا و هم اليوم يستعملون اليساريون الإنتهازيون رأس حربة من أجل العودة من جديد و لكن الشعب متفطن لكل ألاعيبهم و تآمرهم و لن يمروا

Quelconque  (Tunisia)  |Mercredi 14 Novembre 2012 à 16:58           
Bravo lina, bravo.
mère tunisie a besoin des ses enfants pour la sauver des mafieux, elle nous a tant donné, alors soyons solidaires. bravo lina.

Alibaba  (Switzerland)  |Mercredi 14 Novembre 2012 à 16:14           
à lina, un grand bravo, les tunisiens libres sont là et nous laisserons pas faire ces bons à rien.

Lina  (Tunisia)  |Mercredi 14 Novembre 2012 à 16:05           
مفاصل الدولة تشكو من روماتيزم قد يؤدي إلى شلل تام
هناك جراثيم خطيرة داخل جسم الدولة الخارج لتوه من عملية إستئصال الدكتاتورية الزائدة ولكن مازال هناك داخل المستشفى الذي تقبع فيه الدولة عملاء وخونة يحاولون إنهاك الجسد الضعيف بل والقضاء عليه إما بجرعات زائدة من التجاوزات تحت مسمى الحريات (نقابية إعلامية أخلاقية ...) أو بإنهاك هذا الجسد قدر المستطاع لينزف حتى الموت
الآن أصبح اللعب على المكشوف
المؤامرات أصبحت واضحة
ملف كمال اللطيف وسامي الفهري والإعلان عن بداية فتح ملفات الفساد حول الحرب إلى عمليات انتقامية من الدولة بأبشع الوسائل (إضرابات ما أنزل الله بها من سلطان في قطاعات حساسة وخاصة التعليم و الصحة و النقل ـ عصيان مدني ـ إضراب عام في العديد من المدن ـ استنزاف موارد الدولة بشكل يبعث على الإشمئزاز وخاصة عندما نلاحظ ماهو بصدد الحدوث بكل من قفصة وقابس والمليارات الضائعة على خزينة الدولة كل يوم)
حتى مجالس حماية الثورة التي أصبحت تمثل عبئا ثقيلا على أعداء الثورة لم تسلم من المؤامرات والإستهداف ... إنهم بصدد سحق كل من يحاول الوقوف في وجههم وبالأمس فقط تم الإعلان عن تأسيس جبهة مدنية لمواجهة ما يسمى بالعنف (وهي في الحقيقة لمحاربة لجان حماية الثورة) ومن مؤسسيها ذلك الجرثومة جوهر بن مبارك الذي كالعادة أخذ في المنابر الإعلامية ما شاء من الوقت للتعريف بهذا السلاح الجديد لأعداء الثورة
وهاهو الرجل النظيف (سي فرحات) يتلقى خطابا مضمون الوصول من نفس طبيعة الخطاب الذي تلقاه يوم سرقوا منه هاتفه الجوال ونظارته وهو في أدخال الداخلية
نعم لقد فهمنا الرسالة أيها الأنذال
فهمناها أيها الخونة
ومن مات من شهداء الثورة الأولى هم دفعة تحت الحساب ولن نبخل بدفعة أخرى من أجل هذا الوطن العزيز
إرحلوا
أخرجوا
أو اهربوا إن شئتم
مازال وقت التوبة لم يفت
فلن يعيش في تونس من خانها
ولن أسمح لابنتي أن ترى وجوهكم حينما تكبر ذات ربيع
هذه رسالتنا إليكم
إفهموها
فلقد بدء صبرنا ينفذ
وإياكم ثم إياكم من غضبة أم جريحة
... أمنا تونس


babnet
*.*.*
All Radio in One